منتديات مدائن البوح - عرض مشاركة واحدة

12-08-2023, 03:49 AM

(3)

لا أعلم كيف استطاع فمي أن يهرب بشفتي إلى طريق وعرٍ دون أن يقدم واجب التقبيل. كان يستطيع غرس تلك القُبلة في مكانها. كان كل شيء مهيأ: الرائحة، ودخان القهوة، وفيلم رومانسيٍ انتهى نصفه الذي دارت أحداثه عن فتاةٍ تكتب قبل شروق الشمس بقليل وتخاف أن يراها أحد وهي تكتب. ما أندم عليه هو أني نسيت اسم "الفيلم" ضمن كثير من الأشياء التي نسيتها -أيضًا- كان همي قُبلة واحدة، حلق صامد أمام كلمةٍ شعوريةٍ نبتت في تجمهرٍ عاطفيٍ استمر على مدار شهور ولما تعلمت الكلمات المشي فالركض وجاءت الأصوات خشّعًا تحملهم همسة تلعثمت الجُملة الوحيدة التي كان عليها أن تخرج إلى مصيرها المحتوم. الاعترافات فضيلة.. ولكنها يجب ألا تكون وسيلة، أو فصيلةٍ لدمٍ نادرةٍ يتم التبرع به ثم يموت الاثنين في النهاية: المتبرع والمتُبرع له.
الحكاية الطويلة التي عاشها فمي لم تستمر في حساب التوقيت الزمني على أصح الأقوال غير "ثانيتين" فقط.. فالحُلم مهما تعددت مقاطعه، وطالت أحداثه فإنما هو حُلم وما أجمل لو استطاعت شفتينا أخذ حقوقها حتى ولو كانت القُبلات حُلما.