عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2023, 04:05 AM   #8


الصورة الرمزية زهير حنيضل
زهير حنيضل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 382
 تاريخ التسجيل :  Apr 2021
 العمر : 43
 أخر زيارة : اليوم (03:47 AM)
 المشاركات : 17,691 [ + ]
 التقييم :  47716
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل



لا رقيبَ على التّمتّي, بيد أنّ الإنسان و اجتيازه للشاخصات التي تسجل تعداد الأيام فالشهور فالسنين, يحصل على حق الدخول إلى المنطقة الحصرية للتساؤل لا السؤال, فالسؤال أن تطلب إجابة عن أمر تجهله أو تشكّ بماهيته دون أن تكون طرفاً في نسج الإجابة, في حين أن التساؤل عملية معقدة, تبدأ بلمحة ففكرة فوقفة تأملية فعجز مرحليّ, ففكرة داعمة للأولى تكون مع الفكرة الأم نواةً للتساؤل, و الذي قد يستغرق من الزمان ما تعجز خزينة الأيام عن سداده توريثاً للخلف..
و ذي العلاقة بين التساؤل و التمني, تعتمد على الأصول و الفروع في المسألة الشعورية, استناداً حتمياً إلى المرجعية الزمنية الفاصلة بين بداية الشعور و بداية التساؤل, و في هذا الحيز_ و الذي قد لا يتجاوز البرهة و قد يمتد لسنين_ تجري عملية الاستماع الأوّليّ للأسباب و الدوافع, تمهيداً لقبولها أو ردّها بالرفض, دون إغفال أهمية التاريخ التراكمي, الذي يملك سطوة مفصلية, تخوله نقض المسألة برمتها, إنهاءً لها قبل حتى أن تبدأ بشكل فعليّ..
و من هنا, يتعلم الإنسان أن يسيطر على أمنياته, رقيباً ذاتياً, يكفيه شر الحلم و توابعه, و يبقيه_ على أقل تقدير_ في المنطقة الفاصلة بين الممكن و المحال, فذنوب التّمنّي ثقيلة الحمل, تجعل مرتكبها_ في مراحل متقدمة من الحلم_ في حالة انفصال روحي عن الصخب المحيط به, و الذي قد يعيده إليه دون سابق إنذار, فتكون الكارثة, إنما بعد فوات أوان الحلم, و كذلك بعد فوات أوان القدرة على استعادة الانتماء للمحيط و صخبه رغم كونه مقيداً في سجلاته.
نمارس الرقابة على أمنياتنا, تحجيماً لها ضمن دائرة الواقعية, إنما بعد سداد ثمنٍ استنزف العمر و الشعور و الحلم, إذ يبقى لنا حقّ العبور _ ذاكرةً_ فحسب, و من العبور ما قتل.


 

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47