عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-2021, 01:58 PM   #54
مُجَرَّدْ إنْسَانْ


الصورة الرمزية محمد حجر
محمد حجر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 222
 تاريخ التسجيل :  Nov 2020
 أخر زيارة : 07-20-2023 (06:48 PM)
 المشاركات : 45,222 [ + ]
 التقييم :  174545
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لايهم العالم إن كنت تبكي أو تبتسم
ابتسم أفضل لك
لوني المفضل : Lightslategray


افتراضي رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي






فتي القرية 14


هل جربت أن تقترب يوماً من امرأة تعشقها؟
افعل قبل ألا يكون لك نصيب بعد يومك هذا
ودعك من حب امرأة لا تجد في جسدها رعشة وانتفاضة عشق كبير
حين تقترب منها أو تشعر بوجودك
لا تمكث إلى جوار امرأة لا ترتجف حين تكون أقرب إليها من كل شيء
لا تركن إلى امرأة ليست رائحة عرقك هي المفضلة لديها عن كل عطور العالم
لاحب فوق حب ولا حب يمحو حب آخر
بل هي البداية من جديد حتى يخفت وهج القديم رويداً رويدا
إن كان هناك حب في الأفق حتما سيعلم بأمره الجميع
كما لا تنكر السماء المطر حتماً الكل سوف يبوح ولو كان من وجع
الذاهبون للحرب شجاعٌ وجبان
قد يعود الجبان ولكن الشجاع هو المنتصر حتى ولو لم يعود
أن تكون شخص حر
تلك مسألة تحتاج لكثير من التأويل ومزيد من التفصيل
قد تكون حراً لبعض الوقت في بعض المواقف
ولكن أن تكون صاحب قلم حر
تلك حسابات لا تنتهي
وستتشابك يوماً ما لا محالة مع صاحب مصلحة
لن يرحمك ولن يتركك وشأنك
لكن من يملك المال يملك لون ما يُكتب
ومن بيديه البندقية يوجه رصاصته كما يشاء

وأعود لجارتي الشغوف

وقالت أسماء دعك من صيادك هذا فما جنيت منه غير سفسطة لا تزيدني
غير الوجع حين أذكرك بليل
قلت أو تذكريني؟
قالت وإن لم أفعل فما الذي يبقيني عندك بقدر هذا القرب أيها الغافل؟
ضحكت في صمت وقلت افعلي وربما غداً لا يحدث
ولست أدري لماذا ترددت على مسامعي تلك الأغنية الخالدة

يا بو الطاقية الشبيكة مين شغلها لك
شغلت بيها البلد ولا انشغل بالك
يا بو الطاقية الشبيكة مين شغلها لك
ي يا بو الطاقية الشبيكة يا عزيز عيني
خدك حرق مهجتي ورمشك طرف عيني
أبكى على مهجتي ولا على عيني
يا بو الطاقية الشبيكة مين شغالها لك

ربما حين مرَّ بنا بائع الكُولا
وقد توشَّح بتلك الطاقية الشبيكة البيضاء
ونظرت لها أسماء بتمعن ثم وجهت بصرها نحو شعري الطويل
وبدوري لاحظتها تداعب بأصابعها تلك الخصلة التي تدلت من شعرها
الأسود كما الليل البهيم
لتقول في لطف وبكلمات لا ينقص الشوق من أي حرف منها
سأراك غداً عند تلك الشجرة العجوز بطرف القرية
وكما تعودت منك حين جلوسك مع كتيباتك بعيداً عن الناس
وعن زحام بيتكم المعتاد
قلت لنترك الشمس تشرق
وسأكون هناك إن كُتب لي حياة أيتها القلقة
ولأنه يوم جمعة لن أُطيل الجلوس كما تعلمين
أومأت الفتاة بجفنيها وبعذوبة ذمَّت شفتيها في شرود
متجهة ببصرها نحو النافذة من ذاك القطار العائد
ونحو القرية القابعة في قلبي ما حييت ستظل لها ما لها من ذكريات
ستنعكس على كل شيء في حياتي حتى اللحظة التي أكتب فيها تلك السطور
حتى في خضم تلك اللحظات التاريخية
حين جلوسي مع تلك الأميرة الباريسية (ريبيكا) بمحطة قطار مونتوبان
حين كانت لي فقط في واقع كما الأحلام رسمتها ومع تلك الخطوات الرنانة
مع وقع طرقات حذائها بتلك الرُّخامات الأثرية
حين كنت أنظر إليها كما لؤلؤة في محارة ألقاها البحر على شاطئي
فقلت خلِّي بيني وبين أحلامي المستحيلات
فقالت والبارسية لك أيها الشرقي الغافل
لكنك لا تحسن في حياتك شيئاً سوى الإنصات
فقلت غاري أو لا تغاري عندي سواء
لك فقط هذا الوعد بيوم وحيد من حياتي
فقالت للشرق فيك ما فيك ولن تتغيَّر
قلت ليس غرب أو شرق
ولكنه شيء ستخبرك عنه الأيام
فقالت دع فقط يومي وشأنه
قلت هو لك فلا تقربيه ببهتان
لتتأبط مني ذلك الذراع الساكن
ثم نمضي في سكينة من جديد نحو ذلك القطار الباريسي السريع
ثم تلتفت فتاة القرية من جديد
محذرة مع ملاحظة جداً كبيرة لا أريد منك هذا الشرود أيها الغافل
قلت اييييييييييييييه يا أسماء
ولو تعلمين كم هو انشغالي للفظتيني من حياتك إلى يوم يبعثون
ولو تعلمين كم لسيدة القصر الراحلة عني من زخم
لقلت ليته لم يصادفني يوماً في حياتي
فلا تزال تلك الجالسة أمام ذلك البيت القديم بأطراف القرية
تحتل كل غصن من شجرة أفكاري
وفي كل ورقة ألف باقة من عشق لم يكتب مثلها عاشق
وتجلس في كل ركن بأي طريق مررت فيه
ولا يزال الطيف جداً مباغت في كل وجه يتشكل بمخيلتي
فوق ذلك الحائط الإسمنتي المتهالك
وتلك اللوحة الرصاصية لم تكتمل وما زلت أعيش قيد حلم عساه يكتمل
وياليتني ما نمت ليلة من لياليه الطوال
ايييييييييييييييييه يا معذبتي كيف أحكي لك عن كل لحظة مرت
لم يعانقني شعور الألفة إلى جوارها المرجوم بقذائف الفقد
في أيام نحسات لم يتبارى الوجد في سباق للشوق كما بيني وبينها
وخرجت التنهيدة المكتومة كما كومة لهب حارق
لألملم نفسي على عجل
سألتقيك يا أسماء ولكن ما يشغلني أكثر هو حسن عبد السلام
وهل سينجح في لقائه بذلك المزعوم سامر؟
وما هو إلا صباح بعد صباح خلف ليل قصير
وعلى بوابة المحطة الرئيسية للقطار
أجد حسن ينتظرني وعلى وجهه ابتسامة جميلة
قلت وجهك يبشر بخير يا بطل
قال أبشر يا بن حجر
أحضرت لك الشاب بلحمه ودمه كي تتحدث معه كما تشاء
قلت خيراً فعلت يا صديقي
ولكن قبل أن ألتقيه دعني أراه من بعيد قبل أن يبصرني أمامه
قال لك ما تشاء الفتى يجلس وحيداً في قلق
قلت سأقف على الرصيف الآخر لبعض الوقت
ثم يكون انضمامي لكم من جديد


يتبع



 
 توقيع : محمد حجر

تبَّت يدايَ إن خططتُ مثله لكم
في جِيدِ حرفٍ لم يُطلِق بارودَهُ بذي وطنٍ مختلف
وأنا و ذو العرش على خلافٍ مستمر
لا أجلس فيه وصحبةً من حولي ينظرون
فلا تقربوه ببهتان مبين





رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47