عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-2021, 05:09 PM   #52
مُجَرَّدْ إنْسَانْ


الصورة الرمزية محمد حجر
محمد حجر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 222
 تاريخ التسجيل :  Nov 2020
 أخر زيارة : 07-20-2023 (06:48 PM)
 المشاركات : 45,222 [ + ]
 التقييم :  174545
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لايهم العالم إن كنت تبكي أو تبتسم
ابتسم أفضل لك
لوني المفضل : Lightslategray


افتراضي رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي






فتى القرية 12



وكما هو الشأن الدائم لكل شيء
إذا ما تم ف للنقصان
الموت ليس أصعب من الفراق
هل جربتم يوماً أن تكونوا كما أنتم؟
افعلوا ولن تندموا ففي ذلك مغانم ومآثر لا تحصوها
كلنا يكره وكلنا يحب جميعنا نمتلك الخلافات ولدينا الاختلافات
ولكن أن تكره لهدف ولسبب في نظري شيء يستحق التقدير
أنا أكره نعم أكره وأحارب وأقاوم وأمارس العنف لأني أكره
نعم أكره ولا أسامح بسهولة وبخاصة هؤلاء الذين نحبهم بسهولة
ثم هم يغدرون بسهولة ولا يَزِنون هذا الحب بميزان من يبحث عن البقاء
كلنا يبحث عن البقاء ولكنه مرهون بذلك الشرف الذي لا يعني محو الآخر


وأعود لصديقة الجارة وحكايتها الطويلة

وما إن أشرق الصباح الجديد
توجهت للجامعة متأخر كما هو حالي الدائم عندما تكون هناك
محاضرة صباحية لأحد الأساتذة الذين لا أميل لهم
استقليت الباص رقم 727 المتجه إلى الجامعة
من جسر السويس حيث مسكني الدائم تلك الفترة
وما إن وصلت دخلت من البوابة الفرعية ومنها إلى مبنى كلية العلوم
ثم إلى قاعة المحاضرات الكبيرة دخلت من الباب الخلفي
وجلست بالخلف حتى يكون عندي ميزة الرؤية الأفقية
لمعرفة من حضر من الأصدقاء
وعند رؤيتي للأشخاص المطلوبين للمهمة حمدت الله وقلت محاضرة موفقة
وعند انتهاء الأستاذ الدكتور من القاء المحاضرة
ناديت على الأصدقاء فجاءوا تباعاً
وبعد السلام والتحية قلت من فيكم على علاقة ب حسن عبد السلام
شاب من الشرقية من مركز منيا القمح يعرف الجميع تقريباً
وعلى علاقة بشلة من البلطجية بالحي السادس بمدينة نصر
قال أحدهم انا أعرف رقم المبنى ورقم الغرفة التي يسكن بها بالمدينة الجامعية
قلت حسناً أخبروه أن محمد حجر يريده لأمر هام
وسيلقاك على رصيف رقم واحد بمحطة مصر يوم الخميس القادم
قبل موعد قطار الثانية مساءاً المتجه لبورسعيد مروراً ببنها والزقازيق
فقال الشاب خير يا محمد قلت خير ولكن أريد أن أرسل معه رسالة
لأحد الشباب ولا يستطيع أن يوصلها بالشكل المثالي غير حسن عبد السلام
كان الخميس هو يوم الغد القريب فكان على الصديق أن يوصل الرسالة
على طعام الغداء بالمطعم الجماعي أثناء تناول الغداء
وبالفعل أوصل له الرسالة وفي الصباح في سيكشن الميكروبيولوجي
التقينا وأخبرني بأنه سينتظرني في الموعد والمكان
وبعد انتهاء اليوم العملي بعد الظهر كانت حقيبتي بصحبتي
وأسماء في الطريق إلى محطة القطار
ولأنني متأخر أخذت ميكروباص سريع من أمام
قاعة المؤتمرات بمدينة نصر كي أصل في الميعاد المناسب
بالفعل وصلت قابلت أسماء عند المدخل الرئيس لمحطة مصر
ثم مضينا ناحية القطار برصيف رقم واحد
وهناك التقيت بحسن عبد السلام
أحد أكثر المشاغبين بين الشباب أثناء السفر
وأكاد أقول إنه بلطجي مثقف تقريباً
توقفت أسماء قبل أن ألتقي بحسن بمسافة مناسبة
وبعد السلام وتبادل الأحضان والسؤال عن الأحوال
وكل هذه الأمور الإنسانية سألني حسن خير يا باشا؟
قلت خير يا صديقي هناك شاب من الزقازيق له مشكلة مع إحدى الأخوات
وهي قصدتني عن طريق جارتي التي تراها عن قرب
قال هي التي بانتظارك الآن؟
قلت نعم وهي تتأمَّل مني حل مشكلة صديقتها
قال أبشر يا بن حجر محلولة بإذن الله مهما كانت
قلت فقط أريدك أن توصل له رسالتي وإن أراد فليكن بيننا لقاء لحسم الأمور
وإن كان غير ذلك ورفض اللقاء
فأنت تعلم ما ينبغي عليك أن توضحه له نتيجة لذلك
قال حقاً لا أعرف شخص بهذا الاسم ولكن سأسأل عنه من يعرفه
قلت معك حتى يوم السبت صباحاً وسآخذ منك المفيد قبل قطار السابعة صباحاً
وبعدها يكون الأمر بيني وبينه، فقط أرسل له الرسالة بأن شخص ما يريده لأمر هام
قال كما تريد وستصل له رسالتك بالصيغة التي قصدتها يا بن حجر
قلت وأنا على يقين من ذلك أيها الرائع
والآن أتركك لأعود لتلك المسكينة التي تنتظر على خجل وتروي
قال لك ما تشاء ثم انصرف وعدت ادراجي لأواصل رحلة المطاردة العجيبة
بيني وبين الجارة الطيبة من جديد
تناولت حقيبتها الكبيرة وهي تبتسم في غرور ورضى ظاهر على تصرفي المتوقع
ثم كان الدخول في القطار ومن ثم البحث عن مقعد فراغ في ذلك القطار المزدحم
بالفعل وجدنا المكان المناسب جلست رفيقتي أولاً ثم اتخذت المكان الفارغ بجوارها
ثم يزداد القطار ازدحاماً ومع ذلك التزاحم المتزايد تتزايد أفكاري من جديد
وتتراكم احتمالات جديدة فوق قديمة من سيناريوهات متوقعة لذلك العمل المجهول
كي أستعيد ذلك الكبرياء الضائع لتلك الصديقة التي ألقتها أسماء في طريقي
وبينما كل ما تخيلته من محاولات خاطئة وصحيحة تدور في مخيلتي
قطعت تلك الجالسة بجواري تلك المصفوفة المتداخلة من الاحتمالات
بسؤال مباغت من جديد قائلة
كنت تتحدث عن وصفي لك بالغافل
لماذا كان شرودك بقدر هذا الألم الذي لم أعهده منك بذي قبل؟
قلت وإن لم تعاودي سؤالك لتعجبت ولن تكوني تلك التي أعرفها
قالت لا تتفلسف وأجب بوضوح فعقليتي لم تصل بعد لذلك المناط من الهرطقة
قلت بل تصرين على لفت انتباهي من جديد
قالت إن كان الأمر يلزم لفعلت ولن أرحمك حتى تجيب
قلت أرأيت لو قصصت عليك قصة الصياد من جديد
قالت افعل ولكن ليس كالتي في السابق
قلت ولكنها الآن سمكة كبيرة وعظيمة والصياد يمتلك قارب ضعيف
والصياد بمركبه الضعيفة داخل البحر وقد علقت السمكة بشباكه
فلا هو قادر على رفع السمكة من المياه
ولا هو يسمح بخروجها منها لأنها صيده الكبير
ولأن الشاطئ بعيد فقد ربطها داخل المياه
وأخذ يبحر نحو الشاطئ
وبينما هو ينجو بسمكته تطارده الحيتان الكبيرة
وما إن وصل للشاطئ كانت سمكته قد انتهت تقريباً
فلا هو فرح بصيده ولا السمكة نجت بنفسها
الصياد فشل في الخروج بسمكته
والسمكة بين فخ الصياد وبين فتك الحيتان الكبيرة
قالت فلماذا منذ البداية احتفظ الصياد بالسمكة
طالما أنه فشل في حماية صيده من الحيتان؟
قلت لأنه على الصياد أن يكون صياد
وعلى السمكة أن تكون سمكة
الكل يمارس دوره كما خُلق له يا عزيزتي
فقالت أسماء وهذه المرة سأسألك
من السمكة ومن الصياد في هذه الحكاية الجديدة؟
قلت السمكة هي صديقتك البلهاء
والصياد هو ذلك التافه الذي ظن نفسه يستطيع النجاة بصيده
والحيتان يا عزيزتي هي كل من يعلم بتلك القصة
والبحر هو كل تجربة نمرُّ بها ما حيينا
على السمكة أن تتعلم ثقافة النجاة
وعلى الصياد أن يختار صيده بعناية
وأن يختار من الصيد ما يقدر قاربه على حمله فقط





يتبع


 
 توقيع : محمد حجر

تبَّت يدايَ إن خططتُ مثله لكم
في جِيدِ حرفٍ لم يُطلِق بارودَهُ بذي وطنٍ مختلف
وأنا و ذو العرش على خلافٍ مستمر
لا أجلس فيه وصحبةً من حولي ينظرون
فلا تقربوه ببهتان مبين





رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47