عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-27-2021, 05:22 AM
تيم الله متواجد حالياً
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 350
 تاريخ التسجيل : Mar 2021
 فترة الأقامة : 1171 يوم
 أخر زيارة : اليوم (01:50 AM)
 المشاركات : 18,950 [ + ]
 التقييم : 47857
 معدل التقييم : تيم الله has a reputation beyond repute تيم الله has a reputation beyond repute تيم الله has a reputation beyond repute تيم الله has a reputation beyond repute تيم الله has a reputation beyond repute تيم الله has a reputation beyond repute تيم الله has a reputation beyond repute تيم الله has a reputation beyond repute تيم الله has a reputation beyond repute تيم الله has a reputation beyond repute تيم الله has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي إمرأة من رائحة الخيام











لازلتُ لا أتنفس، مصاب بحمّى العيون، نحيلٌ أنا كناي صوتك.
كل هذا العالم يكفرٌّ بلحظاتنا، يسير ويسير مخذولاً بدهشتّي للقاء، ماذا لو هذا العالم رأى ما رأيت! هل دقت الساعات بعدد نبضاتي؟
هل كانت العيون، كل العيون دون عراء؟ .
دوران الوقت، وكل شيءٍ فيه يميلُّ إلى ما كان، إلا خطواتك حين تسير ..فتسير بلا خداع كمصافحتي، رغم طفولة الموقف وهو يلجُّ إلحاحاً لأن نصمت، كنتِ تسيرين وقميصك مترفُّ بالكبرياء.
تحدثي ..ما بال كل الأفواه لا تساورني غوايتها من بعدك؟، قولي ..فكلُّ قصيدة من مهجع فمكِ، طراوة هذا الليل هل يشعر بها غيري؟
أم بسبب مصافحتي لكل الأشياء من بعدكِ برداً وسلاماً!
أشكركِ يا اشتهاء الخجل في الخدود، أشكركِ لأن هذا الليل يبدأُ من أخمص سوادَ كُحلك، سأفكر في هذا الليل في أشياء كثيرة، سأبكي، سأقلق، سأطبقٌ بظني على النساء أجمع، بأن لا نساء غيركِ في قصيدتي.
أنا منذ الآن لحزنك ..
انتظري، يدي منذ الآن لحقيبتك، لحريرك، سنذهب ..للمواكب التي ترحل، نحو حالات التفرد، سأذهب وأترك العمر في وحشة الضياع، منذ الآن قلبك لقلبي ليغويه، منذ الآن يدكِ مثل الصواري تقطع نبوءة الشك، يا سيدتي ! لما تمنحيني ظني الشارد! وكيف يلتقي النقيض بالنقيض؟
في الأقاصي، في الحكاية والتيه أمضي ..ليس رحيل بعيد لكن ضياع طويل، أرحل للعيون التي لا تخلع الحداد، يا أهل العيون ..أفسحوا عني المدى،
أفتشُ في الأهداب عن مولدي، عن صحراء تلوذ بها نخلتي، تضحك العيون معاً، تتهامس العيون معاً وتقول: يستحيل أن ألاَّ يضيع، أن يسير دونما نجمة ..
تقول العيون: أيها الغريب في ضواحي العيون ..عُـد ..ستُنسى ..ستضيع وتزدريك العيون!
ثمّة حياة في أعمارنا ندخرها للضياع، وضياعي في العيون، أريد هذا الضياع، ضياع لا يفسده التدارك، أريد إن احتسيت الصبايا في كأس العيون
تصيبني رغد النشوة الأولى، أنا نشوان ..انظروا أنا نشوان وانتشي حين تمر سيدتي متأخرة كنضوج القُرى
سوف نمضي ..بعيداً فالأرض ليست قيدٌ لنا، تلك اللحظة خوف ..والخوف لا يغادر، معقودةٌ أنتِ بي حين تُمسكِ نظرات الناس،
نائمةُ فيني دون إفصاح.
أحبكِ.. أحبكِ إنها مشاعر لا تحصى، لا يقوى عليها ساحر ولا وجهات نظر، أنا أثملُّ قٌبيلَ صوتك ويفضحني نصف قدحُ إنتظاري
أرخي عيونك على أخطاءُ كلماتي، فما من احداً من البشر عرف الحزن حتى ضل أحدنا عن الطريق.
في طريقي إليكِ خبتْ نجمة الرجوع، وآتيكِ دفعة واحدة كأول الماء، آتيك وحذري ينام قبلي، وأجوب في صوتك في تجربة ..
ما كانت تجربة! كانت مشتهاة.
ونحن في الصحراء، حيث الحبّ مألوف كالغضا، ونحن في الصحراء والساعةُ تدق جمرةً / إلا رماد.
كنتٌ أنتظر في الطرف الآخر من الصحراء الذي تركوه وحيداً كاللهفة، وأنا في الفقد وكل منّا عاد لحنين البقعة الأولى، أنتِ للماء يا تاجاً للبحر، وأنا للصحراء.. أحملُّ قافلتي خطوات تنالٌّ مني وأنال منها، في الصحراء أبحث عن ماء المعنى وحولي رجال يتسولون نار هادئة، ولأجل محبتنا أكابد لُغة من غمدٍ غير مألوف، تسيرين وحيدةُ وخلفكِ أسلاف من كلماتي، يا امرأة من رائحة الخيام بالأصل، لما تديرين وجهتكِ إلى عتبة الغياب؟، وهنا في حسرة الرمال فرسي تحارب بنشوة الفردوس، لأجل حبنّا أنتصر لكن لا فائدة، لا كأسُّ يقرع في نخب العيون.
في ليلة زاخرة بالظهيرة أعلق ثلة من مشاعري النادرة على نخلة، كيّ يستدل قميصكِ طريقي، ويبلغني نثراً، لكن لا فائدة! وما تبقى في مقلتي سوى دمعة كبيرة، وسكونٌ ثقيلاً فوق سيفي، يا نصف البيداء، ستعوزنا المسافات، بجيلاً من العناقات الطويلة، بجيلاً من الظمأ، حتى نلتقي ..أقول للعيون تعالي: في مقلتي.
يا سيدتي ..يفصلني عنكِ حريّة الخطوة، يفصلني عنكِ هذا اللحن الموسيقي، حين تلفني الرمال ويشفق علي السديم، حين يصوغ الرحالة من جرحي لحناً للربابة، أتعرفين هذا العذاب؟ أن أكون وحيداً دون العيون!
أنا المبعوث من الريح كخيط شجن، في رائحة الليل وملامح الشكوى، أكون قريباً منكِ ..نشرب قهوة ساخنة ونقول موال طازج، وكي يتسع الحلم سيري بمحاذاتي، وقفي مذهولة في الحلم الأول، حتى يفارق كل شيءٍ صمته، ويكون - الآن - وقت الجنون، ويكون لكِ جرحاً دون جواب، ويكون لي رمح حزن لا ينقذه سوى العيون.

وتدفعين بذلك إلحادي، حين تقولين: كيف أتيتُ إلى هنا! أقول: صدفة.
وتقولين: متى كانت الصدف تتكررُ؟
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : إمرأة من رائحة الخيام     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : تيم الله





 توقيع : تيم الله

كنقطة ضوء في عتمة كل شيء يرحل

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47