عرض مشاركة واحدة
قديم 05-05-2024, 05:34 PM   #469


الصورة الرمزية عطاف المالكي
عطاف المالكي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 48
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : اليوم (12:48 AM)
 المشاركات : 87,589 [ + ]
 التقييم :  285708
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~

لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: مساحة خصوصية ...بقلم عطاف المالكي



بعبع النقد

الكثير منا يدعي حب النقد.. ويستعين بمصطلحات لا يؤمن بها أصلاً
مثل الشفافية والمصداقية و.. و.. و.. إلخ.
والحقيقة أنه يضيق ذرعاً بالنقد، بل يكاد ينفجر غيظاً لسماعه
لعدة أسباب..!!
منها أن العربي لم يتربّ على قبول الرأي الآخر،
وحياته بُنِيت على قناعات معينة..!
وقد لا تكون هذه القناعات بالضرورة صحيحة.
ونتيجة هذه المسلمات لا يقبل أي وجهات نظر تخالف غروره،
ثم عدم تهذيب النفس لقبول واستيعاب الآخرين
من خلال مقولة الإمام الشافعي قولي صواب يحتمل الخطأ
وقولي غيري خطأ يحتمل الصواب،
المهم والأهم
هناك حكمة جميلة تقول إن الإنصاف نصف العدل،
بمعنى أن أي إنسان ينصف الآخرين من نفسه يكون حقق شيئاً من العدل،
والذين يمتعضون وينفعلون بشدة عند مواجهتهم للنقد
هم في الواقع يجعلون الآخرين مطمئنين
بأن هناك نقطة ضعف فيهم تثير حساسيتهم
من جراء النقد بغض النظر عن ماهية هذا النقد (بناء أو هدّام )
طبعاً
ما الذي يحدث؟! تحدث في خلده خلجات عاطفية وغيرها من التي لا يدرى بها أحد.
يقول عالم نفسي إن هذه الطريقة في مواجهة الانتقاد
(يعني الضغط النفسي) ضارة من الناحية العاطفية، وليست الطريقة السليمة
في قبول الانتقاد أن نكظم غيظنا ونتظاهر بأننا عقلاء
ونتصرف موضوعياً إلى حد بعيد، بل إن قبول النقد
هو أن نتعلم كيف نستفيد من الانتقاد كمادة حفّازة
والتي يسمونها (كاتاليزور) لتنمية ذواتنا ونهدّي الطاقات العاطفية
التي انبعثت إثر الانتقاد إلى طريق بناء ومثمر. إلا أن هناك
من أدمن المديح المجاني ولا يحب سماع غير "رائع ومبدع
وفلتة زمانك و..". أتمنى من الذين ازدادت حساسيتهم من النقد
أن يجتمعوا مع نصوصهم في الظل ثم يحتفظون بها
في أرشيف أدراجهم المهملة، ولا ينشرونها للورى طالما
هي ليست للورى!
وما زال عالمنا العربي يعاني من عقدة النقد،
ويعتبرها شتيمة وعاراً وانتقاصاً بحقه
وما النقد البناء إلا وسيلة وإصلاح في زمنٍ
لم يعد فيه للضعيف مكان وللتخلف مبرر.

وبس وسلامتكم
أعتقد أن مدونتي تتقبل أفكاري وتوجهاتي
وميزتها أنها لا تنتظر ردود ولا مايحزنون
فقط قراءة وإعجاب أو عدم


 
 توقيع : عطاف المالكي




أنا غُصنٌ نما من غصون الأدب
وإذا لم أكن أفضل من غيري
فأنا على الأقل مُخْتِلفَة عنهم




رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47