عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-2021, 07:10 PM   #25


الصورة الرمزية الغيث
الغيث متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 395
 تاريخ التسجيل :  May 2021
 أخر زيارة : اليوم (11:01 PM)
 المشاركات : 314,901 [ + ]
 التقييم :  821757
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الكرسوع ( رواية )






*
الكرسوع






وهنا يظهر الدَّلال الشهير ( علي النُّونو ) وهو يتردد بين تلك الدكاكين ؛ ليعرض ما لديه من صكوك أراض ودور وأشياء أخرى كلفه أصحابها ببيعها بسبب حاجتهم للمال ، كما يظهر في ذلك التوقيت رجل يدعى ( عبده أنتَل ) لعرض خدماته على أصحاب الدكاكين : كتوصيل مستلزماتهم إلى دورهم أو جلب ما يريدون منها ، أو توزيع الطرود والإرساليات الخاصة بهم إلى ( المُخَرِّجين ) نيابة عنهم مقابل أجر بسيط يحصل عليه ينفقه على نفسه وأسرته ، وأول ما يفعله ( عبده أنتل ) عند حضوره إلى السوق هو الجلوس عند بائع الشاي ، ذلك الرجل القصير الذي يدعى ( كعبوش ) ليرتشف برَّادا صغيرا من الشاي المميز ذي النكهة الخاصة التي يجيدها ذلك البائع ، والذي يستخدم لصنعه أجود أنواع أوراق الشاي والماء النظيف ، بعد أن يقوم بغليه في براده المعدني الكبير على ذلك ( الدافور ) الذي يعمل بالقاز ، ثم يقوم بصنع الشاي في براريد صغيرة من الخزف المنقوش ويقدمه لزبائنه من أصحاب الدكاكين ، وممن يريد من المشترين ، هذه النكهة المميزة التي اكتسبها ( كعبوش ) هي نتاج لعدد من السنوات التي قضاها في عمل الشاي في دكانه الصغير الواقع وسط السوق ، بعدما يرتشف ( عبده أنتل ) برَّاده الصغير ينسج على مسامع ( كعبوش ) كذبة طازجة مدعيا فيها عدم وجود نقود لديه ، وأن حاله لا يسر حبيب ولا عدو ؛ ليذهب الحساب أدراج الرياح ، في هذه الأثناء تكون قوافل الجمال القادمة من قرى المنطقة قد بدأت ترد إلى المدينة ، فبعضها قد أناخ بحمله باكرا في ساحة الميدان ، وأما البعض الآخر فيأخذ طريقه إلى السوق الرئيسي مخترقا شارع ( الجمَّالة ) ، تنقسم القافلة إلى جزءين : الجمال المُحمَّلة بالموز البلدي و ( الفِرْكِس ) و ( البَرقوق ) و ( الترنج ) والعنب و ( الشفلَّح ) تنحدر نحو الغرب ؛ لتصل إلى مقر بيع الخضروات والثمار المحلية عبر بوابة السوق الشرقية ، حيث يُفرِغ الجمالون حمولتها من كراتين الثمار بعد أن يتعاهدوا ما لحق ببضاعتهم من أذى ؛ نتيجة لتعرضها لهجوم بعض الشباب الأشقياء ، الذين يخرجون عليهم من بين الأزقة المتقاطعة مع شارع الجمالة ليبطشوا من تلك الكراتين ما تيسر من الثمار ، يوقَّتون لذلك بعد فراغهم من مضايقة بائعات اللبن ( التواجِر ) والتحرش بهن ، ويفعلون كل ذلك ظنا منهم أن ذلك يدخل ضمن الشيطنة والشقاوة والفتوة ، ولا يدركون أن أفعالهم تلك تسبب الأذى لغيرهم وتكتب أوزارا عليهم ، وأما الجمال المحمَّلة بأنواع الحبوب فتواصل مسيرها جنوبا إلى محطتها الأخيرة ( المحناط ) حيث تفرغ حمولتها هناك .


يتبع ........

***

الغيث
حصري للمدائن






 

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47