عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-2021, 04:25 AM   #3


الصورة الرمزية نبيل نور الدين
نبيل نور الدين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 149
 تاريخ التسجيل :  Oct 2020
 أخر زيارة : 06-01-2022 (12:57 AM)
 المشاركات : 4,755 [ + ]
 التقييم :  20860
لوني المفضل : Cadetblue


حصري رد: شاعرية التصور والذات في شعر الدكتور عبد الله عشوي ( تحليل ودراسة نقدية)



غصن السلام وقد حصدت كرومي
فالموائمة بين ما كان وما سيكون في القادم تنظير محض للشعور واستدراج للمخيلة والتقمص الشعوري للذات مستقيم من حيث هو اشعار للروح واستنطاق للتخيل والاحساس بين الذات والروح مستلهم من حيث هو كامن في الوعي وعليه يمد الشاعر للقادم مسافة ايحائية تواكب التحولات من ماض الى قادم وهذا ايغال للروح في التصوير المرئي واستدراك بياني للذات وعليه يعتمد الشاعر الاقصاء الروحي عن طبيعة الشعور فإمكانية بلوغ ما يتمناه مهيأة للتمثيل بحيث يصير الاثنان الذات المنطوقة والذات الحاكية موحدين في الادراك وهذا ما يعمد اليه الشاعر.
وفي قصيدة (يارا) يتماهى الوعي بالطفلة مدركا الذات فيصور الشاعر الإحساس ويذوبه بوعي حاد مستلهما من الاشعارات الآتية من الروح المحكية انماطا شتى من الشعور اذ ان المدلولات الآتية من الاحاسيس مقيمة في الذات ومصورة في الوعي ولها مدلولها الخاص وعلى هذا يرمز الشاعر بنائية الشعور بمدرك منطقي اذ يجعل من الصورة محاكية الشعور فهو يمد مسافة بين الصورة الرمزية وبين الواقع بحيث يصير المدرك مؤولا في الذات حيث يقول الشاعر:
يا طفلة سبقت عقلا طفولتها
وجاوزت جيلها فكرا وافكارا
في صمتها تقرأ الاحداث مقلتها
ونطقها يسحر الالباب ابهارا
حنانها للذي يرضى شقاوتها
وحبها للذي تهواه اعصارا
فاستقصاء مدرك الطفلة وتحولات الشعور بتحولاتها يناغم المد الايحائي بين المدرك التمثيلي والتخيل المجازي اذ يمكن موائمة المدلول بطريقة استيحاء مماثلة للمد الشعوري وعليه يعتمد الشاعر التكييف المدرك مع الوعي ويجلي المبهم من الذات بينما تساوق التصورات نحو الوعي بتلقائية مدركة في الآن الذي يستحث الشاعر المخيلة نحو استقصاء الحدث الكلي من التصور فتتسرب الى المخيلة صور ذات ايحاءات متواكبه تجعل من الذات صورة ادراكية لوقع الشعور.
والشاعر يستعيض بالتخيلات التصويرية كمسافة امتاع ينتمي اليها المدرك ويتماهى بها الوعي ففي ديوان (نقش على الوجدان) تتراءى التصويرات المحكية بتواز مع الادراك وتتماهي المدركات بحيث يصير التخيل موائما للذات وتصبح الادراكات مهيأة للتمثيل فالشاعر لا يقف عند حد معين للتصوير بل يمد أفقا للذات تتناهى اليه المدركات ويستلهم الاشعارات الروحية بمدرك واع فيصور الذات بمنطوق الحدس
بحيث تستنكه الاحاسيس وتتكيف المدلولات وتناغم الروح الذات بحيث يصير التمثيل مستلهما الادراكات ومحاكيا الروح ففي اكثر من قصيدة يبني الشاعر رمزيته على مدلول الإحساس فتتمثل لديه المشاعر وتسير الالهامات بين المد الروحي والذات فالشاعر يقيم مع الذات مسافة للشعور ويصور المدرك حسب طبيعة الشعور ويستنطق المشاعر في الذات ويعمد الشاعر في كثير من الأحيان الى استقصاء الحدس فيمثله بتواز مع المدرك ويوائم بين مدلول الذات وبين الإحساس من ذلك قوله في قصيدة (نقش على الوجدان)
لا انكر اليوم اني كنت اهواك
يا من نقشت على الوجدان ذكراك
مضى بنا العمر والأيام تسرقنا
حتى ظننت بأن البين انساك
ماذا اعادك كالبركان ثائرة
وما الذي بعد إذ ارمدت اذكاك
فالشاعر يسوق المدلولات التصويرية الى الذات ويستنطق المبهم من الوعي بحيث تدرك الروح الحدس المسير فيقيم في الذات وعيا مدركا يمثل الشعور فالقصيدة بمنطوقها تحيل الوعي الى استشعار داخلي للروح ما يعني ان الذات مقيمة مقام الحدس وان الروح مناط بها التصور اذ ان وعي الذات مقنن بالادراكات الشعورية بينما تحتسب المشاعر كمدركات مسيرة في الروح فالتمثيل المدرك للتصوير الذاتي يعتمل في الاحاسيس والاستشعار الداخلي للروح يتمثل المشاعر المنطوقة بحيث صارت الذات مصورة بمدلول الشعور.
وفي قصيدة (بلسم النسيان) يقول الشاعر:
انا ما نسيتك انت بين جوانحي
خفقات قلبي صبوتي ونعاسي
لا تعتبي اني وهبتك مهجتي
وأتيت احمل بلسمي وأواسي
إن كنت قد ايقضت فيك مدامعا
او قد جنيت من الهوى ايناسي
فلأنت اجمل ما اكن بداخلي


 

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47