عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-2021, 03:57 AM   #15
مُجَرَّدْ إنْسَانْ


الصورة الرمزية محمد حجر
محمد حجر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 222
 تاريخ التسجيل :  Nov 2020
 أخر زيارة : 07-20-2023 (06:48 PM)
 المشاركات : 45,222 [ + ]
 التقييم :  174545
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لايهم العالم إن كنت تبكي أو تبتسم
ابتسم أفضل لك
لوني المفضل : Lightslategray


افتراضي رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي





فتى القرية 5
ختم الإمام الصلاة ومن ثم خرج الجميع
وهو معهم بخطىً متثاقلة على أمله القديم
أن يخرج ليجدها كما اعتاد
يلتفت يُسرة ويمُنة ولا يجد ما يبحث عنه
ولا من يتوقع مروره بتلك البقعة من زمانه الفريد
ليعود أدراجه لذلك المنزل الريفي القديم
ومن ثمَّ غوصٌ جديد بقلب تلك الدفاتر
التي لطالما رسم ملامح وجهها كما فهرس بذيل كل صفحة
لم يرى ولن يرى شيئاً سواها
وكما لن يسمع غير صوت ضحكاتها
لم يشعر بغير تلك الدقات الضعيفة من صدرها الحاني
وما هي إلا دقائق معدودات
وتصله رسالة على هاتفه
أعتذر عن المرور كما توقعت
ولكن ألقاك كما اعتدنا في نفس المكان والزمان
لا تجعلني أنتظر كثيراً
لقاؤنا ليس لإطفاء الشوق
بل لشيء بيني وبينك لا بعلمه سواك
فكن بالموعد كما أتوقع
عندي لك من التساؤلات ما يكفينا من صباح اليوم حتى المساء
كي تقدم تبريراتك وأعذارك
وبينما أتحدث أنا ستكون أنت من ينصت
وحالما أنتهي تحدث كما عهدتك من جديد
الرقم مجهول
ولكن القائل معلوم
والحدث يستحق
ولكن السَّيل جارف
ولا يدري لماذا جاءه صوت ميادة الحناوي من جديد
جبت قلب منين؟
يا اللي غدرك أقوى من غدر الزمان
كان مخبي فين ده كله من زمان
لتتقلب الذكرى في مخيلته من جديد
منذ أول يوم رآها تلهو مع الأطفال أحد أيام العيد
وهو لم يكن سوى مجرد عابر للطريق
وبينما يراها طفلة صغيرة
كانت العيون على وعدٍ بالتلاقي
وكانت القلوب على عهد بالنبض
ولكن هذه المرة تختلف
وهذه الرجفة ليس بعدها نكران
وذلك الـــ كيوبيد القاتل أطلق سهمه فأصاب
أوِّل ما شوفتك حبِّيتك
وقلبي مال يا حبيبي إليك
يا فرحتي
يا فرحتي يوم ما رأيتك
ولستُ أدري لماذا تلك الكلمات
التي نطقتها الحناوي تلامس كل المواقف التي كانت ولا تزال بيننا
وكأنها كُتبت وعزفت من لي ولك فقط
فاتت سنة ومن بعدها سنة
ثم ثانية وثالثة ورابعة وخامسة
ثم أتتنا السادسة الخاتمة
وبينما أمرُّ في شوارع القرية كما اعتدت
ومن أمام بيتك كما عاهدتك في أحلامي
كان السعير بالأحشاء يتقلب
صدقاً لست أدري لماذا من بين الجميع لم أرى سواك؟
ولم أتذكر غير تلك العيون المصبوغة بزرقة البحر؟
أعود لبيتي ولا شيء في ذاكرتي غيرك أنت
ولا صوت بمخيلتي إلا طنين سهام عينيك
لأدخل في ساعات اعتكاف طويلة
لم أفق منها إلا بعد فاصل من رحلة مجهولة
من لعبة التباديل والتوافيق
وألف سؤال بلا جواب
وألف احتمال ليس له نهاية إلا استحالة أن نجتمع
أو نلتقي أنا وأنت بمكان
وفي صباح اليوم التالي وجدتني على موعدٍ مع ذاتي
وإذ بي أعاود الكرَّةَ من جديد
لأمّرَّ على بيتك
وبينما الجميع كما حالهم بالأمس
كنت أنت بذلك الرُّكن القصي وحيدة
وكأنك لست من كانت بالأمس
وجدتك وحيدة شاردة الفكر
هادئة على غير ما رأيتك بالأمس
وحينما اقتربت نظرت في عينيك
ومن ثم قرأت وسمعت
سمعت صوت دقات قلبك تتسارع
وعيونك تهتف لماذا تأخَّرت؟
بينما أصرخ وأنا الآن بين يديك أتيت



يتبع


 
 توقيع : محمد حجر

تبَّت يدايَ إن خططتُ مثله لكم
في جِيدِ حرفٍ لم يُطلِق بارودَهُ بذي وطنٍ مختلف
وأنا و ذو العرش على خلافٍ مستمر
لا أجلس فيه وصحبةً من حولي ينظرون
فلا تقربوه ببهتان مبين





رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47