وجوه المجهول
:::
هـذا الليل وهـذا الهدوء الذي يُشبه الموت.
ونجوماً تســألني عنك ..
وانا، اتأمل هذا الفراغ الموحش حولي .
وغُرفةُ كئيبة لاشيء بها إلا صورةُ من وحي خيال .
رسمتها بقلم رصاصٍ لفاتنةٍ لم ألتقيها .
ربما كانت طيفاً عابراً ( وربما كانت حلماً )
وذاكـ هو مكتبي المرتبط بخيالي وخيالاتي .
وثمة أوراقٍ كثيرة دونتُ بها قصائد غزلية .
لامرأة ولدت من رحم فكري وخيالي .
حتى إني بتُ اعاتبُ غيابها .
وحيناً أجعلها تقاسمني زمني ولحظتي .
فتكون شريكة وهمي وشرودي فيها .
وحيناً نكون أكثر جدية وجنوناً .
فتحدثني تارة وأحدثها تارة .
عن الحنين والأشواق ، ويبكينا صمت الحقيقة .
عندما يتفوق الواقع على مخيلتي العاشقة لها .
فأرها تارة تبتسم وهي تتوسد ذراعيها .
وحيناً يكسوا الحزنَ ملامح وجهها .
فتكون عدوانية كهرةٍ وعينها تسألني من أنت .؟
أسترق نفسي من نفسي .
وكأني ذلك العائد من الموت .
الذي نهضَ من قبره ليرى تلك الوجوه على حقيقتها .
وقد أجتمعت في عزائه ، وكأنها فرائس تقتسم .
حينها أسأل نفسي .؟
ماهذا السواد الذي ساد وزاد على سواد الليل ..!
وتكون إجابتي حزينة ، حُزن ذلك المفارق .
الذي رحل بعد أن كتب وصيته .
وكتب في آخر رسالته .؟
ليت لذلك الراحل روحاً أخرى .
تُبصر من يمشي في جنازته .ويسمع أصدق ماكانوا يتمنون .
وليت روحاً سكنت لحدها .
تستطيع عناق روحاً عشقتها حتى وإن كانت للحظةٍ أخيرة.
كم أنت جميلاً أيها الحب عندما تهبنا حياة أخرى .
وكم أنت مؤلم عندما تكون كالموت .
وكلاكما ضيفان يأتيان دون إستأذان .
وكلنا عابرون ، مغادرون ، راحلون .
وماذا بعد ذلك ياترى ، لاشيء ، أو ربما .؟
مررت بذاكرة أحدهم بعد غياب .
فأخرج رقم هاتفك من أجندته .وتكون الإجابة .!
الهاتف المطلوب مغلق أو خارج الخدمة .
فكن برفقة ذاتكـ ، وصالح نفسك .
فــ الليل الطويل يحتاج صديق .
دون أن تنتظر من رحلوا عنك ، وربما لن يتذكروك حتى بعد موتك .
فامن يموت ، لاتمشي ذكرياته في جنازته .
ولن تكتب أحزانه وصيته .
وهنا أمسك بقلمي لأضع نهاية لبعض أحلامي .
وأترك مخيلتي تسرح وهي تُمرر قلم الرصاص على صدر الورقة.
لأجسد أنثاي كما أشتهي وأشاركها فنجان قهوةٍ سادة .
على روح حلم رحل برحيل الليل .
لم يترك خلفه وصية ..!
:::::::
( خيرات آل خيرات )
ليلة الـ 18/4/1436
للمزيد من مواضيعي