الموضوع: " حاول تفتكرني "
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-25-2023, 02:19 PM
أحمد عدوان متواجد حالياً
SMS ~

Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 99
 تاريخ التسجيل : Sep 2020
 فترة الأقامة : 1335 يوم
 أخر زيارة : اليوم (05:50 PM)
 المشاركات : 16,148 [ + ]
 التقييم : 37776
 معدل التقييم : أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


BeRightBack " حاول تفتكرني "















أشهرٌ ستّ مرّت على آخر رسالة كتبتها لك ..
نحن الآن في عزّ الصيف ، وكلّ العالم يشكو شدّة الحرّ ، وأنا لازلتُ أشكو شدّة الشوق ، وطول الانتظار ، لازال في داخلي بصيص الأمل المضني ، ذلك الأمل المنهَك والمنهِك ، الأمل الذي يجعلني أتماسك وأنا على شفا السقوط ، أصمد وأنا على حافة القنوط ، يمنحني رصيدًا ضئيلا من القدرة على انتظارك حتى المساء ، وحينما يأتي المساء وينقضي ذلك الأمل تأتي جرعة خفيفة آخرى منه ، تتناسل في غفلة مني لتستمر الحلقة المفرغة التي علقت بها منذ رحيلك .
لقد اتفقنا على النسيان والجفا، ثم مضينا في طريقين مختلفين ، لم أدرِ حينها ما فعلتُ بنفسي ، لاحقًا حينما بدأت الجراح تتسع أدركتُ يقينا أنني أذوي ، كان لزامًا على أحدنا أن يصمد ، أن يمضي دون أن يلتفت ، يركض بأقصى ما لديه من الإنكار ناحية النسيان والتناسي ، لقد كان ذلك الطرف هو أنت ، وكنت أنا من خانته قسوته وحنّ إلى تفاصيلنا ، كنتُ أنا من تمادى في الغناء رفقة حليم :
" وإن مقدرتش تيجي تاني تاني تاني
ونسيت زماني ونسيت مكاني مكاني
إبقى افتكرني حاول حاول ..
حاول تفتكرني "
كنتُ أنا من استحضر من الذاكرة كلّ شيئ ، الشوارع والأزقة والأمكنة ، الأمنيات والأحلام ، الأغنيات والألحان ، المواعيد والصدف ، السهر والأرق ، فناجين القهوة ومحادثات المسنجر ، الوفاق والخصام ، الضحكات العالية والدموع ، ثم الأحرف والكلمات ، كأنما تُعرض أمامي شريطا مسجّلا به كلّ ما مرّ بيننا وسؤال لا يفارقني : كيف يمكن أن تتقني النسيان إلى هذا الحدّ ؟
لقد كان فراقا متفقا عليه ، فلماذا صنت هذا العهد بكل هذه الصرامة المفرطة ؟ أما كان لرسالة عابرة أن تتسرب من بين أصابعك في غفلة من الوعد القديم ؟ أما كان لمحادثة هاتفية قصيرة أن تقتطع من السبعة أعوام دقيقتين لا أكثر ؟ أما كان لمنشور صغير أن يتسلل ذات مساء فيقرأه الجميع ويفهمه قلب محب ؟
يقينا سيحبك الكثيرون ، سيُفتنون ويعجبون ويغرقون ويهيمون ، لكن واحدا فقط من سيموت لأجلك ، واحدًا فقط سيظل على الوعد حتى وإن طال زمانه ، وعد المحب الذي لا ينسى ولا يسأم ، لا يتراجع ولا يستسلم ، نعم ، ذاك أنا .
تذكّرني أو حاول ،
أما أنا فلا مجال عندي للمحاولة ، ربما حاولت النسيان ذات نزق وشطط ، وأدركت حينها أنني عبثا أفعل ، فأنتِ الكيان المتجذر داخل الروح ، أنت تفاصيلي وعناويني ، أنت العميقة في داخلي ، العريقة في تاريخي وسر الحياة التي أتشبث بأطرافها وتبتعد ، أمدّ يدي للأشياء من بعدك فأجدها السراب الذي يستدرجني إلى المحاولة الأخرى .
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : " حاول تفتكرني "     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : أحمد عدوان





 توقيع : أحمد عدوان

حسابي على تويتر


رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47