02-26-2023, 11:56 PM
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
رقم العضوية : 382 |
تاريخ التسجيل : Apr 2021 |
فترة الأقامة : 1296 يوم |
أخر زيارة : 08-08-2024 (12:12 AM) |
العمر : 44 |
المشاركات :
17,818 [
+
]
|
التقييم :
51260 |
معدل التقييم :
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
ما بين "ربّما" و التّفاصيل
ما بين "ربّما" و التّفاصيل؛ رحلة تتأرجح ما بين الشروق و الغروب, ما بين الحياة و الموت, ما بين الأمس و اليوم, ما بيني و بينهم, أولئك الذين عبروا فأقاموا, و سكنوا فطابوا, و حين رحلوا؛خُلّدت أسماؤهم في قائمة الذّاكرة العصية على النسيان.
و قد كنت اتخذت قراراً باعتزال الكتابة بغير عودة, فلربما هي الأقدار التي ساقتني إلى هنا _ اليوم_ و من يدري, لعلها الرغبة بالوداع قبل الـ " لا وداع", حيث تأتيك الفرصة بغير تكرار, و يبقى الأمر بيد صاحب الأمر سبحانه وحده من يملك علم الساعة و أوان الأجل.
يخيم الصمت على المدينة الصاخبة, و كأن بها قد توافق ساكنوها فيما بينهم على التزام طرف السكون في أوج صخب النزاع بين الحياة و الموت, هو الصمت الذي يبعث في النفس رهبةَ الترقب على إيقاع المجهول الذي لا يأتي إلا بغتة!
أنظر إلى عينيّ أمي اللتين تحاولان أن تواريا دفء الدمع لئلا تجرحا قلبي, قلبي _ ذاته_ الذي يحاول أن يواري الألم عميقاً لئلا يجرح عينيها, ليدور بين قلبي و عينيها حديث طويل جداً, يمتد عمراً بأكمله, يستعرض رحلة الحياة بما فيها, فأطرق داعياً الله؛ أن اللهم أمّي و إن دوني, و تطرق عينيها داعيةً الله؛ أنِ اللهم ولدي و إن دوني, لا رفاهية للاختيار, و لا مساحة للقرار, جل ما تملكه هو الترقب فحسب..
يتكرر المشهد للمرة الثانية, فالثالثة فالرابعة فالخامسة, ليكون أكثر إيلاماً في كل مرة, و أعمق حزناً في كل مرة, وصولاً إلى الاعتراف بالعجز, عجزاً يجعلك تنفطر ألماً و أنت تهرب بعينيك لئلا تلتقيا_ صدفةً_ بعينيّ أمك, في محاولة منك لاستعياب المشهد المتكرر, وسط ذهولٍ أطبق على الجميع, ذهول يجعلك تستشعر بعظمة يوم الحشر, فترتعد خوفاً من هول ذلك اليوم المنتظر, فتدرك أن الحياة رحلة لا تستحق العناء.
أعود إلى هنا, إن كان في الرحلة بقية, و إن لم يكن؛ فهي مشيئة الله في خلقه.
زهير حنيضل
مرسين _ 26/02/2023
للمزيد من مواضيعي
|