09-25-2020, 12:03 AM
|
|
سراب شغف
باتت تئن من جراح موغلة عبر أعوام حبلى بالمصاعب ؛أسيرة لأوهام افتعلتها وخشيت أن تتبدد تتلوى من ألم البعد وحرقة الهجران ،صفعات مرتبكة بصمها على وجنة الأسى والقهر والخذلان ،أدمن الشكوى من تنكر قريب سوف في مشاعر حق له أن لا يرتاب ،ذاق مرارة الطعن في وقت رامت فيه أن يُعاتِب، تسوَّر جدران النجاة فرارا من صلف المكر وعقيم التودد ،وقد شرب من أسى الصمت المريب حتى الثمالة
ظن أن "تجري الرياح بما يشتهي السفِن" ، وخبت بشائر أمل أن الحاضر أحلى، قزمت مرارات الأمس بصيص ذرات مستقبل غدا يبابًا ،سرد ذواته ليطفو بخيالها كي تلفظ أنا نيتها ،وعجبها الممقوت بتقاسيم خجلى ،فما يئس وما اعتبرت.
بسواها لن يقدح بعنجهية ممهورة بغرور، وبسواه لن تجد منه غير العنت وعظيم الإحن، ظلت تحلم بماض أكل الدهر عليه وشرب، تفاخر بسفور وقاحة اللؤم، تستكين للخلود خلف ثقة زائفة تنسل من عالمها الحالك ،ترمل خلف ماض تراه شمس غدها المنتظر ،ظل يسخر من غبائها وعبطها ، ما انفك يتحسر على خيبة أمل رسمه بخطوط على ظهر رمل وتراب.
قادها شغفها أن تستعيد عشقها، أمعنّت في اللهاث نحو ماضيها وحلمها العتيق ، فما أدركته ولا انتظرها، توسلَت بمرارات خبَّأتها فانتزعتها ساعة أن رست على مرفأ أطلال جمعتها به، شرعت تبثها إليه ؛فما اصاغ لها أذنا ،خَسِرَت فما اتعظت ولا ارعوت، ظلَّ حزينا على غبائها وعَبَطِها ،ممتنا لخالقه أن بالكون من هو أكثر شقاءُ وتعاسة منه ،لم تؤثر في صبوتها وصبابتها تلميحاته القاسية ، وفد تجمدت عاطفنه تجاهها، أقبلت إليه تلثم ظاهر اليد والقدم ،فما احتوته وأبى أن يكون هو البديل.
استدار عائدًا إلى عشه القديم ليضع بيض عمره في حضن ماض ضمَّه فما ماطله، فيما سارت خلف مجون عنادها وتضخم ذواتها فما أدركت غدها ولا احتوت حاضرها ،ماض لم يعد ينتظرها وحاضر لفظها، ومستقبل يحاذر منها ، لم يعد بكنانتها سلاح جذب ،إلا أن تريح وتستريح.للمزيد من مواضيعي
آخر تعديل محمد المنصور يوم
09-25-2020 في 12:42 AM.
|