الموضوع: جخجخ يا مجخجخ
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-05-2022, 06:29 PM
الغيث متواجد حالياً
    Male
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 395
 تاريخ التسجيل : May 2021
 فترة الأقامة : 1105 يوم
 أخر زيارة : اليوم (11:31 AM)
 المشاركات : 316,037 [ + ]
 التقييم : 822970
 معدل التقييم : الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي جخجخ يا مجخجخ











بعد أن تخلصتُ من سيارتي العجوز ( زوبة ) ذات المقالب والورطات المتعددة ، اقتنيتُ سيارة جديدة من نوع ( مازدا ليمتد ) ذات الجلد الأبيض الذي يغطي سقفها الخارجي ( تندة ) ، وعاشت معي تلك السيارة سبع سنوات أغلبها في حارة الساحل ، وعندما انتقلتُ إلى منزلي الجديد في حي المطار عاشت معي ثلاث سنوات ؛ لتكمل عامها العاشر ، بعد أن سددتُ ديوني التي نشأت بسبب البناء قمتُ بشراء سيارة جديد أخرى من نوع تويوتا ( كرسيدا ) ، وعاشت معي تلك السيارة عشر سنوات أيضا ، وعند نزول سيارة ( الكابريس الصابونة ) إلى السوق ورأيتُ شكلها أعجبتني كثيرا ، بل وتملكني إعجاب شديد بها ، فكنتُ كلما شاهدتها تسير أمامي أو تمر من جواري يزادد إعجابي بها ورغبتي في تملكها ، حتى أنني كنتُ أتبعها بنظراتي والتفاتاتي إلى أن تغيب عن ناظري لدرجة أنني أصاب بالتواء في رقبتي في بعض المرات ، وبعد أيام تحول هذا الإعجاب إلى هاجس جامح ، ثم إلى عشق جاهلي ، فقد بت أحلم بها ليلا كرؤيا ، ونهارا كأحلام يقظة .
بعد انتقالنا إلى دارنا الجديدة بحي المطار ، أصبحت الدار القديمة مهجورة ، فقد أدركتُ أن لا جدوى من إصلاحها فسوف تنهار بعد إصلاحها بأيام قلائل ، لكن اتصالات الجيران الهاتفية لم تتوقف ، فلقد أصبحتْ تلك الدار تشكل هاجسا أمنيا مقلقا لهم ، فكثيرا ما يأوي إليها المجهولون مسببين الأذى لأولئك الجيران ، وأمام تلك الضغوط قمتُ بتأجيرها على أحد الأخوة الإرتيريين بمبلغ زهيد جدا ؛ مراعاة لظروفه الصعبة ، كان مبلغ الإيجار يصلني ناقصا في أغلب الأشهر ، لكني لا أدقق على الرجل ، بعد عامين طلبتُ من الرجل تمكيني من رؤية الدار من الداخل لكي أتفحص مستوى التصدعات بها ومقدار عمقها ، وأنبهه إن وجدتُ خطرا عليه ، وصدمتُ لما شاهدته من انهيار كامل للدار من الداخل ، بل وتوشك على الوقوع فوق رؤسهم ، هنا طلبتُ منه أن يفرغ الدار فورا ، لأنني لا أستطيع تحمل مسؤولية سبعة أنفس لو سقطت الدار فوقهم ووقعت الكارثة ، حاول الرجل التمسك بالدار لكني أجبرته على إفراغها ، ثم عرضتها للبيع وبيعت بملغ مائة ألف ريال من أحد تجار السوق الداخلي ؛ لاستخدامها مخزنا لبضائعه ، أما هذا الحديث عن داري القديمة فهو تمهيد لأقول أن قيمة البيع كانت هي المبلغ الذي اقنيتُ به سيارة الكابريس الصابونة التي أحلم بها ، حيث انتهزتُ فترة وجودي في مدينة جدة فاصطحبتُ صديقين من معارفي هناك وسحبت المبلغ من البنك وذهبنا لإحدى وكالات الشيفرولية واشتريتها وطلبتُ تحميلها إلى جيزان بواسطة إحدى شركات النقل البري .
حذرني أحد الأصدقاء المخلصين من أن هذا النوع سوف يسبب لي متاعب كثيرة ، خاصة في مسألة الصيانة حيث لا يوجد لها وكالة في جيزان ، والفنيون هنا قليلو خبرة في السيارات الأمريكية ، وتكلفة البنزين الذي تستهلك كميات كبيرة منه ، لكني لم آبه بكلامه ، وقلتُ له : (( يا أخي نفسي في سيارة جَخْ من زمان عشان أجخجخ فيها )) فضحك وقال : (( الله يوفقك ويعينك )) .
عندما وصلتْ السيارة إلى جيزان اصطحبتُ معي أحد أرحامي وذهبنا لاستلامها من شركة النقل ، ولشدة اهتمامي بها وخوفي عليها حملتُ معي جالونا من الماء المقروء عليه آية الكرسي وبعض آيات الحسد والإخلاص والمعوذتين ورششتها بذلك الماء ، ثم طلبتُ من رحيمي إيصالها إلى منزلي ريثما أتعود على القير ( الأتوماتيكي ) .
كان طالع تلك السيارة نحسا علي ، فبعد استلامي لها بشهرين بدأت مشاكلها تظهر للوجود ، فمن ارتفاع درجة حرارة الماتور ، إلى تصليب ذراع الدركسيون ، إلى اعتلال التكييف المتكرر ، إلى الإصابة بالسكتة الكومبيوترية ، إلى .. إلى .. ، وآخرها حريق شب في مجموعة الرديتر والأسلاك المجاورة له ، وكدنا أن نذهب ضحية لذلك الحريق أنا وابنتي الكبرى لولا لطف الله ، وحين علم ذلك الصديق الذي حذرني منها ـــــ سابقا ـــــ اتصل بي مواسيا ومتهكما في نفس الوقت قائلا : (( هيا دحين جخجخ يا مجخج .. وخلي الجخجخة تنفعك ، كنت بتموت أنت وبنتك وبتروحون ضحية )) .
بلغت تكاليف إصلاح أعطاب تلك السيارة مبلغ ( ستين ألف ريال ) على مدى ست سنوات فقط ، هنا أخرجتها إلى الحراج للبيع ، ولم أحصل على أكثر من ثمانية آلاف ريال فقط ، رغم ترددي على ذلك الحراج لمدة شهر ـــــ تقريبا ـــــ ، لكني رضيت بالمبلغ وتخلصتُ منها ، ولم أندم في حياتي على شيء مثلما ندمتُ على شرائي لتلك السيارة ، وجخجخ يا مجخجخ جخجخ .

***
الغيث
حصري
جخجخ مجخجخجخجخ مجخجخجخجخ مجخجخ
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : جخجخ يا مجخجخ     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : الغيث





 توقيع : الغيث

علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47