العروض التسويقية والهدف الحقيقي
ما أن تحل بعض المواسم لدينا حتى تنتشر العروض التسويقية أو ( الترويجية )
في معظم المراكز التجارية الكبيرة ، وأحيانا إلى درجات مغرية جدا
وأول ما يتبادر إلى ذهن المستهلك السؤال الآتي :
هل تلك الشركات التي تقدم تلك العروض في غنى عن الزيادات التي تضعها
أمام المستهلك ولست بحاجة إلى قيمتها وأرباحها .. أم أنها ضحت بها هكذا من
أجل سواد عيونه ؟
والحقيقة أن المستهلك إنسان ، والإنسان جبل على حب التوفير والحصول
على كميات إضافية بنفس السعر الذي اعتاد الشراء به عبوات أقل
ولنضرب مثلا بمادة الحليب المجفف
فلو اعتاد أحدنا شراء علبة الحليب زنة 1 كيلوجرام بسعر 30 ريالا
ووجد عرضا مغريا كأن تكون العلبة سعة 3 كيلو بنفس سعر 1 كيلو
فمن باب أولى أن يسارع بشراء العلبة الكبيرة لأنه سيجد بها 2 كيلو مجانا
وفي المقابل فإن ذلك الشخص كان قد عود أسرته على نمط معين في الاستهلاك
فمثلا تستهلك الأسرة الــ 1 كيلو حليب في أسبوعين ومقتنعين بذلك
لكن طالما توفر لديهم 2 كيلو إضافية مجانية
فسوف يزيد استهلاك الأسرة خلال الأسبوعين للحليب بعمل المعجنات
والحلويات بما يزيد عن حاجتها
لكن أين المشكلة الحقيقية
بعد عدة أيام ينتهي العرض ، وتعود العلبة 1 كيلو لسعرها الأول
والــــ 3 كيلو لسعرها الطبيعي
لكن الأسرة لن تقتنع بنمطها الأول ( 1 كيلو في أسبوعين )
بل ستلجأ إلى شراء العلب ذوات ألــــ 2 أو 3 كيلو
وبذلك يزيد المصروف الشهري للأسرة ، وبالتالي يزيد دخل الشركات
فتعوض ما عرضته مجانا لفترة قصيرة وتدر أبارحا أخرى
إذا فالهدف الحقيقي هو تغير النمط المعيشي إلى الأعلى
وسلامتكم
***
الغيث
حصريللمزيد من مواضيعي
علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان
|