ولدي , ما أسْعَدني بكَ , وها قد حصلْتَ على مُعدَّل 98 % في الثانويَّةِ العامَّةِ . الطّب ؛ أجل هوَ بانتظارِك . قالها ولم يكن يَعلمُ بأن نِهايَتَه ستكونُ على يَديِّ الطِّب ودهاليزِه . تخرَّجَ الطَّبيبُ , فأبى والدُهُ إلا أنْ يُنشيء له عيادَة خاصَّة . ابتسمَ ؛ قبّل يدَ والدِه وهمسَ في أذنِه : ستَفتَخِر بي يا والدِي العَزيز . وبعد فترةٍ قصيرةٍ تسلَّمَ الطَّبيبُ مفاتيحَ عِيادتِه الخاصَّة وكان أوَّلَ مريضٍ يُدشِّنُ عتباتِها والده . هَرْوَلَ إلى أدواته الطبيّة ؛ وقام بانتزاع إبرةٍ وحَقنها في أوردةِ والده ِ بعد فحصهِ الدَّقيق له . ولكِن مِنْ شدة خوفِ الطَّبيب وهلعِه اختلطتْ عليهِ رُموزُ الدَّواءِ وكانتْ الحِقْنةُ هي القاتلَة . صمتَ ؛ تحجَّرَتْ الدّموعُ في مقلتيْه ؛ احتَضَنَ والدَهُ و صاح بصوْتٍ مُخْتَنِق : الحقنةُ التي احتضَنَتْ أوردَتَكَ أيّها الغالي هي الآن في أوردَتي فسامِحْني .