منتديات مدائن البوح - عرض مشاركة واحدة

03-25-2022, 11:43 PM

كيف حال قلبكِ في الغياب يا رفيقة؟
لابد أن هناك شيء يكتم صدركِ
ويصدُّ الباب في وجه بسماتكِ
إن كان ذلك هو حالكِ فاعلمي أنه من حالي !
فمذ صفعني الوقت المتربص بفاقة الحريّة أدبرتْ كلماتِي وأقبلتْ مجموعة أقلامي الملونة مرعوبة من جلادها الأسود، فاختنقتْ مقاطع الغناء التي كنتُ أسأل سطوري عن تعرجاتها
جئتكِ أتوق لسماعِ بعض كلماتٍ تشبهني وتذكرني بي.. لكِ أن تعلمي أن صدري مثقلٌ بالصدأ، ومفاصل أصابعي اِلتوَت عجزاً ،وبردت كاساتُ الشاي مذ نسيتُ الجلوس على نافذة الانتظار.. وغادرني صوتُ البلّور في صباحاتِ فيروز وعراني انصقال الحزنِ في أصوات أبناء البلاد الموجوعة بآهات الأسر، ربما لأن حناجرهم سقتها بحار الدمع المالح وطهّرها أمطار الشتاء في آذار، فيواسيني هذا التقلب بين السموات والأرض وخطوط الهاتف الممتدة بوجل أن تتآكل عبر المسافات..
أودُّ أن أخبركِ أن لا شيء في ذاتي يكبر غير همُّ الغياب الذي يقوس شفتاي كل يوم، لم تستطع يداي أن تردَّ الغائبين ولا خصلات شعري الملتهبة أن تحرق معها حزن المسافات، كما لم تفلح حقائبي في ترتيب فساتين اللقاء، لكني لا أرتضي الانهزام أمام قساوة القلوب لذلك دائما أبحثُ عن بيتٍ يأويني من التعب والزيف ..
لا تتعثري وسأهتف دائماً معك لو من بعيد تباً للغياب ..