رد: مَريـــم : ملاذ آمن .
إنني أسرع الى أقرب ورقة كي لا تهرب مني الحروف مع أنها توغلت في صدري مشاعرها ، الشجاعة يا مريم هي اكثر شيء يوسوس لِي في كل شيء فنحن الاناث اذا تغلبت جرأتنا على شجاعتنا خرجنا لهذا العالم بنصف انكسار والنصف الاخر ضائع ما بين النقص و الذنب .
هل تعرفين أنني أهربُ من كل هذا لكن روحِي تعشق المغامرة
إن أسماءنا لا تليقُ بلعنة الحُروب إننا أبرأ من ذلك ، وأحن بكثير مما يفعله
طرفَان لَم يتفقا مِن أينَ سيقضمان التُفاحَة ومن سَيلتهمها أولاً ، عذراً على تشبيهنا
بِذلك لكننِي أرانا لُقمة سَائغة للبلع ، اليَوم كنتُ أخبر أختِي وها أنا أخبر الثانية الآن
حينَ كانت دباباتهِم تمرُّ أمام بابنَا وَتركض أختِي لاحتضانِي كانَ أبِي يُشغّل المذياع بصوت عالٍ
كَي يُذهب عنا خوفنا ، كان يقلّب المحطّات لكنَها لم تكن تسعِف بناتهِ كانت كلها عَن الأخبار ذاتها
أو أناشيد الانتِفاضَة ، حتى تأتِي أمي تمسح على رؤوسنَا وتضم رأسين إلى صدرهَا والثالث بيننا يقتطِف
حنَان الخائِفين الرَاجفين في مدار الظُلمَة وَ الظلم .
لا تنظُري هكذا ولا تدمعِي ، أنا الآن أيقنتُ أنني حظيتُ بِ أحنّ عائِلة في الوُجود وزادنِي الله فيهم : مريم .
ظلّت كلها في مهب الذكرى تحكي لي عني وعمَن يشبهوننِي ، لكنها ستتكرر ، سَتتعالى
جميع الأصوات كما هي في ذهنِي ، لكنَ ما يخفف عنّي سِوى أحبتِي ؟
لعلنا نكمِل ما بقيَ ناقصاً وَ لعلي أبلغ تمام البدر على وجنتيكِ ، أو يكون فيض الدمع فضفضة
كافية غير فَارِغة ، ترقّ لنا القلُوب ، وَ تحنُ لنَا الأماكن .
وأنا أحبكِ حباً غير مشروطاً بِزمن ولا مُكلّفاً أمام أنين الحروف .
|