عرض مشاركة واحدة
قديم 02-21-2022, 01:33 PM   #25


الصورة الرمزية مريم
مريم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 504
 تاريخ التسجيل :  Sep 2021
 أخر زيارة : 09-01-2023 (12:33 PM)
 المشاركات : 22,944 [ + ]
 التقييم :  121278
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: كلانا يعلم كيف نضيءُ الحكايا..



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاهد قبر مشاهدة المشاركة
من قال أن الفائزين بالحروب منتصرين يا "مريم"
حتى الجندي الذي يخلع درعه يحصي خسائره
عيناً .. طَرَفَاً .. زميلاً .. صديقاً .. أو حتى عقيدة
مثله تماماً نحن
عندما نخلع قلوبنا فلأننا لا نرغب في أن يهزمنا أحد



ولأنه لا أحد يعلم يا صديقتي
مدى تهاوي الأحداث والأيام في صدورنا
فالكل يخبرنا دوماً بشكل متكرر بأن كل الأمور المحزنة زائلة
لكنهم ورغم حماسهم لا يعرفون مدى عمق هذا الأحزان
نحن وحدنا من يعي ذلك الوزن
لذلك فأنا أرى
بأنه لا حاجة ولا منفعة من أن نخبر أحد بهذه الأكوام من الأحزان

أنا أعرف كل هذه المشاعر يا "مريم"
أعرف جيداً معنى أن يحتضن الواحد منا نفسه
ثم يردد بكل بساطة الدنيا
أنا بخير
لذلك فعلينا أن نتوجه بالحديث لربنا عما يعتمل في صدورنا
دون الالتفات لتعاطف أحد

وبذات الندوب والأفكار والأسئلة التي تهربين منها كما تقولين
لا بأس أن تستمرين كشمسٍ تحمل لقيط
لأنك لست فتاة عادية
لأنك الدهشة والتخمين
والآتي الذي لا ينتظر

حتى وأنتِ آتية .. تبدينَ بهذا الحال والحرف
في غاية الذهاب

تقريباً وضعت يدي على العلّة
كان الضرر يا صديقتي
الإفراط .. في الأمل

فالريح يا "مريم" لا يوجد لها إثم .. لأن بعض الأحباب كالورق

فقط كوني يا "مريم" قويةً كحرب .. ناعمةً كسلام
والبقية يتكفل بها الوقت





بعد الهامش - الموسوم بالكذب مقدماً - بقليل
نوعان يا "مريم" من الرجال لا يعرفان الخيانة وإن حاولا ذلك
أحدهما الرجل الآلي، والثاني رجل الثلج

أما أنا .. فاستثناء القاعدة



.
.
.
ش ـاهد
ذات فجر تخلّى





هذا الرد فيه من المد والجزر ما يثير حفيظتي
لكن لا بأس
فهو يفتح أمامي ٱفاقاً للرد بطريقتي يا صديقي
لأني لستُ فتاة عادية
لأني الدهشة والتخمين
والآتي الذي لا ينتظر
الشاهد هنا في ذلك شاهد
رغم أني أعرف ذلك عن نفسي
لكن أن يأتي غيرك ليُخبر عنك سيكون ذلك أصدق لدى الآخرين ..
كما أني أعرف المزيد عني فأنا مثلاً ممن لا يكتبون الحزن لاستعطاف أحدهم بيد أني قد أستعطف نفسي أن ترفقي قليلاً بمريم كلما قسوت بالحروف أحياناً !
ما يهم حتى وأنا آتية بحالٍ خيل لكَ عكس ما أشعره تماماً
الغريب أنكَ قرأت النص حالك حال العابرين
وعهدي بك تتفحص الحرف جيداً ..


حسناً حسناً
أكتب بذات الندوب والأفكار والأسئلة التي أهرب منها كي لا تنغص على الفرح دربه.. أقتلها بالكتابة هكذا تضاء الحكايا.. وحتى تطمئن على صديقتك فهذا النص كُتب وأنا في غاية الفرح
"قويةً كحرب.. ناعمةً كسلام"

دعني أحدثك الآن عن كلمة "شقيق الروح" التي باتت بيننا عناقاً عفويًا لا ينتهي رغم المسافات.. فقد يكون شقيقها حبيباً أو صديقاً أو أخاً أو جميعهم

هنالك أسطورة إغريقية قديمة، في الحقيقة كنتُ قد قرأتها منذ مدة -ربما- في كتاب لـ "أحمد صلاح الفقيه" لستٌ متأكدة تماماً ..
المهم أن خرافاتهم صنعت أنواعًا من البشر... صورة أولية منّا تمتلك ضِعف أعضائنا الحالية بأجسادهم..!
أربعة أذرع،
أربعة أرجل،
قلبين،
رأس ذو وجهين.. ويتشارك كل ذلك مع روح واحدة..
قرر البشر ذات مرة تحدي تلك الخرافة، فحلت عليهم لعنة الشق !!
شُق كل بشري إلى شقين، جسدًا يحمل من كل شيء إثنين، ونصف روح..
لم تكن اللعنة في شق الجسد قط، فقد بات لكل وجه جسدًا كافيًا، إنما في انشقاق الروح الواحدة ليهيم كل شق منها على وجهه في الأرض بجسدين بحثًا عن شقه الآخر غارقًا في النقصان والضعف والتيه حتى يجده، ومتى يجده يجد الحياة بإشراقاتها التي تمتد حتى يتوحد بشقيق روحه ليغرق متنعمًا بالسكينة والاطمئنان والتفاهم دون الحاجة للكلمات.. ولهؤلاء..
ولهم فقط، خُلق الفرح والحب ليمتزجا جسدًا وروحًا وشعورًا، ليعودا سيرتهما الأولى..
حال المحبين تمامًا إذ وجدا بعضهما بعضًا كما حال الأصدقاء الحقيقين..
فعلياً حدث لي ذلك تماماً، لذلك اتشبثُ في حمل الشمس كما لقيط
المهم أنه لتكتمل اللعنة أتبعوها بلعنة أقسى..!
ألا يُكتب لكل شقين التلاق !
وإن تلاقيا لا يسعهما اندماج أو رفقة، إنما يضيعا من بعضهما بعضًا ثانية ليغرق كلاهما بتيه أعمق..
من المدهش أن هناك من يحطم تلك الخرافات بمعول العشق الجامح والصدق الحقيقي بلا أدنى زيف أو رياء ويكفر بالأوهام، بل ويحطمها هي الأخرى بتحدٍ صارخ، ليركن إلى شقيق روحه آمنًا مطمئنًا حتى الممات
ونحن يا شقيق الحرف والروح مؤمنون !

على الهامش الموسوم بالصدق
منذ المصافحة الأولى لحرفك وروحك في ساحة حرب
-نعم لم أفتأ ذكرها في كل مناسبة ومع نفسي-
نمت حكاية جديدة ناجية تعلم جيداً كيف تضيء الحكايا
انكفأت الحروف عن البكاء، وباتت تُنصتُ للموسيقا، وابتعدت تلكَ الأيامُ مثل لحنٍ يصفِرُهُ البحارّة بشفاههم وهم يغادرون الميناء في رحلة طويلة
أتحسس في قلبي هدوء السّماء، وأرتدي الهواء أكماماً
وأسمي النجوم، كلما صافحني حرفك يا صديقي
شكراً "أحمد" لأنك استثنائي
لأنك امتداد الفرح والمحبة والنقاء في قلوب المدائن .

ثمّ
ذات مساءٍ تحررت
عانقت
وتمسكتْ



 
 توقيع : مريم







"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام"




التعديل الأخير تم بواسطة مريم ; 02-21-2022 الساعة 02:51 PM

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47