إلى شمس الحياة.. أشرقي
مدخل:
أحبّ الكتابة التي تأتي دون سابق إنذار
تلك التي نقرأها فنستشعر بأن مُرسلها قد انتزع حصةً من قلبهِ
وألصقها في وجه المرسل إليه
تلك التي نستشعرُ عبرها خوفه وبردهُ وحبّهُ
نرى من خلالها ارتجافهُ ودموعهُ واصفرار وجهه.
نقرأها فنكاد نتلمس من خلالها أصابعه وجسدهُ الهزيل ..
لذلك لم أفكر بكلماتها بعدما أخبروني أنها "رسالة على عجل" !!
لن يبكيها شيئاً بعد الآن
لا أنت
ولا كسر أظافرها
لن تبكي، لأنّها لا تريد تناول الطعام الذي لا تفضله
لن تبكي، لأنّ ملابسها لم تعد على مقاسها
لن تبكي، لأنّها تخاف حين ينطفئ النور ويعم الظلام
لن تبكي، لأنّها تخشى الوحدة
لن تبكي، لأنّها لا تود نسيانك
لن تبكي..
لأنّ هناك بعض الأشياء ستبقى ملتصقة
بذاكرتها تلاحقها أينما أدارت وجهها..
ستبكي فقط لتبني ذاتها وتتعلم كيف تكون قوية
من كل الصفعات التي أوجعتها ...
لكَ يدٌ في كل تلك المصائب التي طالت صمتها
ومفرداتها وصورتها المؤقتة في رؤوس العالم.
لكَ يدٌ في تراكم كل ذلك المطر الذي أصاب زجاج نافذتها
ومكتبتها وصفحاتها البالية.
لكَ يدٌ في انهيارِ مشاعرها، وذبول زهرة الآفندر عطشًا أثر النسيان
لكَ يدٌ في فرحها، وطفولتها، وسفرها الطويل بين المتاحفِ والورود ..
لكَ يدٌ في كل تلك المصائب التي مست ذاكرتها، من ذهولٍ وخشوع..
لكَ يدٌ في انتصاب شعر رأسها خوفًا وجمود ..
لكَ يدٌ في انكسارِ الوقت داخل ساعة الحائط الحجرية.
لكَ يدٌ في انهزامِ الجيوش وسقوط العروش، داخل دفترها الحزين.
لكَ يدٌ في صمتِ الليل، حرب الأسئلة وقسوة الشتاء والصيف،
وضجر النهار الوحيد.
لكَ يدّ في هروب صوتها كما يهرب العصفور من القفص.
وتعود للحياة مرةً أخرى وبصوتٍ أقل حزنًا: لكنها دونك..
صوتها لها وحدها، فيا شمس حياتها.. أشرقي .
نعم، لكَ يدٌ في ذلك كله، دون أن تعرف !
مخرج:
لا يؤلمني انسحابهم
من الوقت والصور.
أجيد فعل ذلك:
أن أفرغ قلبي منهم
ببساطة.. أكتبهم
للمزيد من مواضيعي
"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام"
آخر تعديل مريم يوم
01-20-2022 في 03:14 PM.
|