رد: حدائقُ الأرواح
عنوان/طيف من النور
طَيفٌ مِنَ النُّورِ أَحْيا بَعْدَكُم بَرقَا
لَمّا طَوى الغَربَ، واسّتَهدَى بِكُم شَرقَا
طِبْتُم، وَطَابَت لَيالٍ مِنْ تَخَيُلِكُم
أَفْنَى بِهَا الوّجْدُ فِينا نِصْفَ مَا أَبْقى
بِاللّهِ...بِاللّهِ هَلْ قَرْعُ الدُّفوفُ نَفَت
صَباً مِنَ الشّوقِ فِي أَسْواقِكُم مُلْقَى؟!
رَمَى بِهِ الدَّهرُ؛ فَاسْتَجدَى بِنَجْدَتِكُم
وَشَفّهُ البَينُ، فاسْتَحْيا بِهِ حُرقَا
عُودُوا...فَمَا لِعُيُونِي دُونَكُم بَصَرٌ
وَمَا لِجُرحِ فُؤادي غَيْرَكُم أَرْقَا
مَا زِلتُ بِالحُبِّ أَجْلي فِيكُمُ كُرَباً
وَأَشرَبُ الرّاحَ مِن أَكوابِكُم عِشقَا
أَطُوفُ وَالرّوحُ تَزْهُو فِي عَواطِفِهَا
كَأَنّ وَصْلاً لَهَا مِنْ قُرْبِكُم حُقَّا
حَمَلْتُ مَا لَمْ يَنُوءُ بحِمْلِهِ جَبَلٌ
حَمْلتُ وُدّيَّ قَبلَ الجّدِّ وَالصِّدْقَا
سَلوا فُؤادي، سَلوا طَرْفِي، سَلُوا كَبِدي
هَلْ سَالَمَ الشّوقُ مِن أَعْضَائِهِم شِقّا؟!
مَشَاهِدُ الطَرفُ مِنْ تَصْويرِكُم خَشَعَت
وَشَاهِدُ القَلبُ مِنْ إِشْفَاقِكُم رَقَّا
وَالنّفسُ تَابَت مِنَ الأَهْواءِ وَارْتَعَدَت
كَأنَّ لُطْفٌ مَحَا عَنْ غِلِّهَا رِقّا
كَانَتْ تَطيلُ مُنَاهَا حِينَ عَثْرَتِهَا
وَاليومَ أَصْبَحَ ما تَصْبو لَهُ عِتْقَا
يَا صَفْوة اللَّهِ فِيكَم أَحْرُفِي شُغِلَت
وَأَصْبَحَ الفِكْرُ عَنْ إِلمَامِهَا أَتْقَى
لَمّا صَحَا القَلبُ؛ صَاحَت فِيهِ غَايَتُهُ
رِفْقاً بِهَذا الّذي يَا سَادَتي رِفْقَا
مَا ذَنْبُ صَبٍ جَنَى مِنْ بُعْدِكُم وَلَهاً
لَمْ يَتْرُكِ الحُزنُ فِي أَكْبادِه وِسقَا
أَهْدَت إِليهِ العَشَايا كُلَّ نَازِلَةٍ
لَو ذَاقَهَا القَومُ؛ ظَلّوا حَولَها غَرْقى
شعر: سام الحناني
|