المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهدي شعبان
السلام عليكم جميعا وأولهم كاتبة النص .
الحقيقة وجدت المقال والسؤال على المرايا فاستفزني , وما أجمل هذا الاستفزاز !!!!!
قد يطول حديثي فيه فالمعذرة , فلابد من أن أتناول الفكرة بشكل كامل ما لها وما عليها , ورأيي يخصني وليس مجرد قول هنا بل من واقع تجربة وأفعال وردودها !!!!!
عن النص :
سيدتي .... أولا يجب أن نفرّق بين استفزاز القلم واستفزاز صاحب القلم !!! وأعني هنا منتسبي هذا العالم الافتراضي أو الوهمي أو الواقعي , سميه ما شئتِ . أن نستفز القلم فهذا مطلوب لنستزيد من مكنونه وننهل من معينه , ولكن أن نستفز صاحبه فهذا غير مطلوب وغير محبذ إلا في حالات خاصة منها الخروج عن الصمت الدائم ,كما قال سقراط تكلم حتى أراك . ومنها فهم شخصية الكاتب عن قرب في هذا العالم لأن كثر هم من ينسخ ويلصق أويقتبس أو يسرق , وحينما نستفزه في نص حواري نسبر أغواره من خلال رده التلقائي , ونزيح الستار أيضا عن بعض الممثلين والمتظاهرين بالطيبة والعقلانية , وبعض مستخدمي عبارات القواميس ليثبت أنه فصيح ويجهل البلاغة فتجد معظم كتاباته استعراضية يكتنفها الغموض وغير واضحة للبسطاء وذوي الفهم المحدود فتأتي ردودهم مبهمة وربما بعيدة عن واقع النص , ومجرد مدح وثناء , فاستفزازه في مقال حواري قد يعيده لحجمه الطبيعي والمسار الصحيح , ويفهمه الجميع , كما قال الرئيس الراحل التونسي زين العابدين ابان سقوطه عبارته الشهيرة ( فهمتكم ) . .....أي أن هناك حالات تتطلب استفزاز صاحب القلم لتشخيص سلوكه !!! فهناك نوع من الحيايا تدفن نفسها في الرمال ولابد من ازاحة الرمل عنها لتفاديها والتعرف على شكلها ومدى خطورتها , وكذلك الجُب القديم العميق في البراري كي تعرف ما به من الماء أو عمقه وجفافه , ترمي به حجرا ثم تصغي لصوته وصداه بكل دقة حتى يصل القاع ومن تم يتضح لك وجود الماء من عدمه . وقلت الجُب لأنه غير البئر , فالبئر به الماء طول العام بشكل ارتوازي لكن الجب موسمي ويعتمد على سقوط مياه المطر فقط وقد يجف صيفا !!! ويستغرب البعض لماذا نستفزه ؟؟؟ لأنه ببساطة هناك من يستخدم فن الخداع أو كما يسمونه في قاموس العساكر ( الغش والاختباء أو الاختفاء ) فيعطيك من طرف اللسان حلاوة ومع أول استفزاز ينكشف ويخرج ما في جُبه ويظهر على حقيقته , ومن هنا نختبر حِلمه وصبره وتعقله وحكمته !!!
والاستفزاز ليس المطلوب منه دائما ابراز الجانب الخفي والمظلم أوالمجهول أو السيء بالنسبة لصاحب القلم فقد يكون شخصية مرحة خفيفة الظل وصاحب نكته ومزحة مطلوبة لتعطير الجلسة والحوار وامتاع المتلقي أو المنصت بقفشاته ودعاباته وتلطيف الأجواء , تماما كبعض الورود أو الأزهار نحركها لتخرج عطرها النفاذ !!!
وهناك أكثر من استفزاز مفيد وايجابي كالذي يبعث على التنافس الشريف في طلب العلم بين صفوف الطلاب لتحفيزهم أو الأطفال الصغار للدفع بهم نحو الجرأة والشجاعة في الحديث أو تعلم مهارات فنية ذات ابداع مبكر ونبوغ فكري , أو في مجال التنافس الرياضي والنهوض بأي لعبة تعتمد على التمرين والمواظبة وضبط النفس داخل الملاعب وخارجها , وخير مثال على ذلك ( نطحة اللاعب زيدان للاعب الايطالي ماتيرازي في نهائي كأس العالم عام 2006 حين استفزه بعبارة داخل الملعب وضيع عليه فرصة الفوز بكأس العالم اثر طرده وفازت بها ايطاليا )!!!
وأنا هنا لا أتحدث من واقع تنظير بل من واقع تجربة عملية فحين كنت أدرّس مراحل التوجيهي من الجنسين أثني على كل طالب وطالبة يهتم بكراسته وواجباته واستخدمها كنموذج لتحفيز البقية في قالب استفزازي وغالبا ما تؤتي ثمارها خاصة إذا كان الفصل إناث أو مختلط . ثم أستخدم نفس المنهاج والأسلوب الآن في التوجيه والتفتيش التربوي مع معلمات الثانوي حال اجتماعي بهن وعرض بعض كراسات التحضير الممتازة والمتميزة وكراسات رصد الدرجات والأعمال لبث روح التنافس بينهن في قالب استفزازي مقبول ومقنع ومرضٍ ومطلوب !!!!
ولكي نعرف لماذا أُستفز ؟؟ لابد من معرفة المُستًفِز , لأن الأمر لا يخلو من العبط أحيانا كما يقول أخواننا المصريين أو التهريج واضاعة الوقت واشعال سيجارة في حافلة ركاب !!!
فمثلما نخدش شجرة الصمغ العربي لنخرج عصارتها ونرمي شجرة النخيل بحجر لنسقط تمورها , أيضا هناك من يرمي حجرا في بركة ماء فقط ليعكر صفوها وتتسع الدوائر كي يستمتع بالمنظر !!! يعني الذي يلغي فكرة الاستفزاز ويهاجم المستفز بكسر الفاء مع احترامي له جاهل حتى لو كان من أهل التخصص , لأن لكل مقام مقال , فالمقام هو من يحدد نوع الاستفزاز والمستفز بفتح الفاء والمستفز بكسر الفاء !!!
شكرا الهام على الهامنا بما يثري صفحات المتصفح ويخرج البوح عنوة .
كل الود لقلمك وفكرك .
|