الموضوع: منفى الحالمين
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2021, 11:26 AM   #339


الصورة الرمزية مريم
مريم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 504
 تاريخ التسجيل :  Sep 2021
 أخر زيارة : 09-01-2023 (12:33 PM)
 المشاركات : 22,944 [ + ]
 التقييم :  121278
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: منفى الحالمين







حسناً دعوني أثرثر لكم، أغني, أكتب، أفتح شبابيك قلبي على مصراعيها، أركض تحت هذا المطر
في أول أيام ديسمبر
لأنها أحاديث الأحلام، ما حدث منها وما لم يحدث، لأن من هنا كان عليك أن تغير جلدك وتتمرد على كل من يقول في وجهك لا.. كنتَ حراً تصنع سلامك حتى لو غرسوا في طريقك ألف لغم.. اقتلعها واستبدلها بالورد !

خلقت هنا ..
بيئة يتجدد فيها الهموم كل ليلة..
مجتمع يتشائم من جميع الأحداث..
اثرثر دائما بانني لست منهم، أُحبّ الخيال، واعيش فيه، احب نفسي، اقدسها، واتحدث بالصمت.
ليوقظني حديث جدتي"ابنه الجيران التي توازيكي بالعمر تزوجت برجل ينقذها من تعثرات الحياة، يحميها من فواجع القدر"
لتتمعن بعيناي قائلة "محظوظة من تتزوج في هذا الزمان"
ليقاطعها أبي قائلاً لي "القهوة مضره لكِ"
ليكتب قلمي باحثاً عن طريقة لإزالة التفاصيل المخيفة
لتمنعني الجارة قائلة "نحن معشر النساء مصيرنا الطهي، وتنظيف البيت ورعاية الأطفال"
أعود محاولة تكفير أخطائهم لأكتب على الجدران

أعوامٌ تمضي ..
وأنا هنا أختنق من قيودكم الغبية، وأخباركم التي تحمل عناوين "أنثى بلا شرف" هذه نظرت جارتنا لتلك الفتاة التي وقعت بالحب.
أما تلك الفتاة التي لم تتزوج فعنوان حكايتها "عانس" هذه لها النصيب الأكبر بحديث الجلسة.
إما المرأة التي قررت الانفصال عن زوجها (المطلقة)
هذه تتنزه بين أفواههم.
انتهت الجلسة رددن سوياً "هم البنات للممات"
لتعود الجارة الجديدة لتخبرَني بأن "من تقصد العمل والعلم لا مصير لها في البلاد، ومن تنجب أنثى مسكينة"
ليقول لي الحارس "تعيس من يتخيل"
لأكتب على بابِ منزله "ما أجمل هذه التعاسة"
أعود مجدداً إلى ورقي الممزق أدافع عن نفسي.
نعم أنا لم أتحدث، ولن اتحدث.. هنا لا أحد يسمعني الجميع يلقي إلي بالعادات والتقاليد، يصرخون بقهوتي، وبفيروز وبغرفتي، ويدي التي تخط الحكاية.
أنا سنبلة لا تميل لحديثهم الذي يحمل عش العنكبوت.
ثقافتي المليئة بالعيب المعقدة تمنعني من النقاش
قانون الحرية والفلسفة التي اعتنقه يواسيني في مرحلة اختفاء الأصدقاء من حولي.
وهذا الرصيف يُجبرني على العوده إلى ذاتي.
ودميتي القديمة تمنعني من الاستيقاظ حتى لا أغني بأحزاني.
وبكائي كل ليلة هو وهم الأمل الخاص بي.
ونهايات الجمل تقطع طريق الحيرة من زيارتي.
ضحكاتي القديمة تضمني عندما أرتجف.
والتاريخ يناديني قائلاً "نرجسيتك درعٌ نادر"
وحلمُ المريم يخبرني بأن "تمردي على المجتمع سيطفئ لهيبهُ المائل لرغبات التقاليد".
وقلمي يُقبلني قائلاً "النور من حقك".
ليأتي المطر، ويعود صوت فيروز يخرق غرفتي
لأشعر من جديد بالسلام، والتميز والصدق والأمان
وفي القلب تبقى الأحلام أبية
الصادق منها لا يذبل


على الهامش :
أُخفي القصيدةَ
ثمَّ تكشفُ ساقها
فالماءُ في تسبيحهِ
قُدّاسي
نشقى كلانا في مواويلِ الهوى
أنثى القصيدِ وصُحبتي
إحساسي !

.


 
 توقيع : مريم







"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام"




التعديل الأخير تم بواسطة مريم ; 12-01-2021 الساعة 11:37 AM

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47