الموضوع: رقصة المفلسين
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-20-2021, 06:34 PM
وه
جابر محمد مدخلي غير متواجد حالياً
SMS ~ [ + ]

Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل : Sep 2020
 فترة الأقامة : 1350 يوم
 أخر زيارة : 05-16-2024 (11:15 PM)
 المشاركات : 38,523 [ + ]
 التقييم : 105964
 معدل التقييم : جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي رقصة المفلسين













... حملتها ورحت أركض بها بحثاً عن خطوات أنيقة تليق بالمساء. ضممتها في نصف صدري، ونسيتُ رائحة الحلم والحقيقة. صرخنا بصوت شفاه واحدة، شفاه تغني من مطلع المساء. ضممتها أخرى، قبلتها، شعرتُ أني دافئ. تنفّست رائحتي، وتهت في عينيها. رقصنا بلا موسيقى، وعندما بدأنا قبّلنا بأقدامنا كل قطع الأرض. هدأ المكان، وارتفعت أصواتنا تطبّل في أرجاء ظهورنا. ضممتها بقوة، وصرختُ بنشوة العائد من الشموع . حفلة صاخبة تشبه العزف على حبال الروح الصوتية. أركان المكان هادئة، ورشفة من عصير الرمان المخلوط بالكرز.. شفاه مبللة باحمرار فاضح. ويد تقبّل باقي الحياة .
يصعد المساء بحثاً عن ذخيرة آمنة، لا تنفجر. تتوه الأماني في نظرات الأعين، وتعزف القلوب رقصاتها الحاسمة. ضمّة بالصدور، وانتظار للهفة باقية بالأحداق. وليل طويل، طويل لا ينتهي.
في حفلتي القديمة اشتريتُ حبلاً طويلاً بألوان متوازية، لا لون يشبه الآخر في شكله. وضعته حول أناملي في حفلة شرقية متناهية الأضلاع. سكبتُ على جسدي رائحتنا الحائرة، ورحتُ أستعيد الرقصات كلها دفعةً واحدة. انتشيتُ كإنسان خارج من السجن. ضممتها كلوحة فرعونية قديمة، غرستها في صدري كروايةٍ حلمتُ بقراءتها. رحتُ أطوف حولها، وأنا أمسكُ أناملها العليا، رفعت كامل جسدها على عنقي، ورمت بالباقي على أريكة أعدّت خصيصاً للإرتماء آن التعب. كانت اللحظة حاسمةٍ للأحضان. تبعتها بحثاً عن مكانٍ لا يضيق بنا. تنفست في جسدها حتى احمّرت أطرافه. انتكسنا فلم نجد ما نتدفأ به. كل الأمكنة باردة إلا أجسادنا. وضعنا أناملنا في هيئة شبكة بلاستيكية لا ينفذ منها الماء. تحركت أناملنا في غفلة من البرد، والمكان، ومن ورغباتنا. نزعنا وجوهنا الكذيبة، واحتفلنا بصدق الحالة التي نشاء. مارسنا بأناملنا كل ما يفعله العشاق دون رقيب، ولا حسيب. لم نسمح لاندلاع شهواتٍ أكبر من شهوة الأنامل. كنّا نعي أن الاحتفال في بدايته، ولدينا أعمال أخرى نملك العمر لفعلها.
الرقصات الخالدة لا تجيء بساق واحدة. امتحنا أنفسنا أكثر من رقصة، وانهكنا المساء قبل أن ينتهي. شرعنا في تدريس الذاكرة، وترسها برغبات طوال، وعندما احمرّت الأجساد، وارتخت أعصابنا، شربنا ما تبقى من عصائر معجونة بخمر شفاهنا. الرضاب سُكر لا مثيل له. دوخة في أرجاء جسدينا. النعاس تطرده رغبات الرقص دوماً. انتهينا من كل شيء، وأتممنا عيد الهدايا، ورقصنا من جديد على رائحتنا، وطبول فرقعة أصابعنا. ضمة عالية الجودة، قبلة تعيد إدماننا.. قبلة أخرى.. وكل شيء يدس بعضه في بعض. في كل لحظة نعاس تلد رقصة أخرى فلا ننام إلا عند الشروق.
هناك مسافات كبرى نركضها بلا اتجاه. نصعد أرواحنا، نتسلق قلوبنا بلا شعور، أو شروع بالحب .
نتمزق كثيراً، ونحن نحتاج قنينة وله، أو قارورة عطر نتنفس داخلها الحياة الماضية !
الحب وحش أليف يفتح أنيابه عند الغياب، ويغلق فمه عند الحضور. كل شيء يراه عندما ينفصل العاشقين!
الحب أكثر المشاعر وعياً؛ لذلك يبدو لنا أليفاً، وبعد أن ينتهي يبدو لنا عدواً ضخماً، أول ما يلتهمنا نقع في مخالبه الجافّة. وكل ما سبق أعلاه خلاصة حُب، ورقصات خاوية لم يبق منها غير صهيل الذاكرة!.

للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : رقصة المفلسين     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : جابر محمد مدخلي





 توقيع : جابر محمد مدخلي


إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة...


آخر تعديل جابر محمد مدخلي يوم 11-20-2021 في 07:33 PM.
رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47