عرض مشاركة واحدة
قديم 11-13-2021, 06:31 AM   #22


الصورة الرمزية ش ـاهد قبر
ش ـاهد قبر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 16
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : 11-14-2015 (12:17 AM)
 المشاركات : 84,901 [ + ]
 التقييم :  307333
 SMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: من مريم إلى الإنسان ..



من أح ـمد إلى مريم ( الأصلية ..!)
من فارس قادم مباشرةً من ساحة معركة
على أعتابها تحضير لجولة جديدة لم تبدأ بعد
( الرابعة عشر بالتحديد )

آتيك على عجل وقد كادت تتفجر حويصلات رئة فرسي "آبية"
كانت تعرف أن الأمر جلل
لذلك لم تشتك أو حتى تعترض بصهلة واحدة على الأقل

طول المسافة، كنت أفكر في الخبر الذي انتزعه "صنديد" من "داعوس"
لم أشأ أن أصدق ما سمعت في البداية
فالفرسان لا ينسحبون أبداً يا مريم

ثم قررت أن أقف على الأمر بنفسي
فلعل في الأمر ما يحتاج لذلك
قبل أن أعهد لمساعدي "صنهات" بإدارة أمر الجحافل التي وَزعتها على التل القريب المُطل على مشارف قلعتك

وصلت متأخراً .. فالمسافة كانت طويلة
قطعتها "آبية" باقتدار رغم كل العرق الذي يغسلها
والإنهاك الذي كاد أن يجعلها تحتضن الأرض
- لا أعرف لماذا المسافات بين الساحات بهذا البعد ؟ -

ماذا وجدت؟!
حسنناً

دعيني يا مريم أحدثك عنهم في البداية

على غير العادة، رأيت خياماً بأعلام عائلاتٍ كُثر
نُصبت حول خيمتك الرئيسية في ترتيب معين
أمام كل خيمة كانت ترفرف راية مميزة

ثمّة رُسُلٌ مهندمين يخرجون بانتظام
ويحملون ما يشبه الرسائل قبل أن يدخلوا خيمتك
تلك التي ترفرف أمامها رايتك التي أشاهدها حولك
في ساحات معاركك المتناثرة

دعيني كما قلت لك - على غير العادة - أحدثك عنهم
وليس عن ما كتبتِه وقرأتُهُ على لوحة الإعلانات الكبيرة في مدخل المُعسكَر

ركزي قليلاً في التالي:



فهل آن الأوان لأحدثكِ الآن عن الوفاء يا مريم؟
أفي حاجة ماسة أنتِ لمحاضرة عنه !!
أم أكتفي بما قاله “ميخائيل نعيمة“ :
( المدينة العظمى هي التي يسود فيها العلم والحرية والإخاء والوفاء )
وإنها لمدائن يا مريم !!

وكما قالت "سينيكا" - لعلها أخت ريبيكا من يعلم؟ - :
( الازدهار يتطلب الوفاء أما المحنة فتفرضه )
وما رأيته هنا يا مريم
خصال لا ترينها إلا في المدائن
وفــــاء بأدب ( الحرف والمعنى )
إخلاص بأدب ( الحرف والمعنى )
محبـــة بأدب ( الحرف والمعنى )
بِـــــــــــر بأدب ( الحرف والمعنى )
صـدق بأدب ( الحرف والمعنى )

أتتركين هذا كله خلفك وترحلين؟

أليس منهم من سألك بشيب رأسه، وَعَجنكِ بحكمته وقدرْه؟
أليس منهم من كتبكِ شعراً، وشكلكِ حرفا؟
أليس منهم من ودّ لو جرّب الرحيل لأجل ما رآه؟
أليس منهم
أليس منهم

من جاءكِ عدواً قاطعاً المسافة كلها دون لحظة راحة واحدة
ليسألك:
أيُرْقِدُ الفارس سيفه ويرحل؟


جئتك يا مريم في الصباح
في الوقت الذي تصحو فيه الشمس
لتبدأ غزو غرفتك التي لا تدخلها إلا بصعوبة
لتبحث عن اصبع قدمك الصغير

جئتك
وقد تعايشت مع وحوشك فأحببتها
وذئابك قد أصبحت تأكل من يدي دون زمجرة أو نية للقتل
شياطينك ذاتها قد تعودت أن تنام على غنائي الصاخب النشاز
وبعد أن حررت - أخيراً - النمر المحبوس في قلبك فراح يقاتل لجوارك
بعد أن أصبح بعضك الذي لا تتكلمين عنه .. لحناً ندياً في حنجرة فيروز

جئتك
لأقول لك أيضاً

تبقت 7 أيام بالضبط على عيد ميلادك
فهل تنوين أن تُسقطي فرحته من سنواتك مرة أخرى؟
أن تتذكريه وحيدةً منزوية مع المُجلجل وداعوس هذه المرة أيضا؟

حتى أشباحك أصبحت أحفظ أسمائها
هل انتبهتِ لذلك؟

فماذا بعد هذا كله ستصنعين؟

عن نفسي .. أطعمت "آبية" بعض السكر على عجل
فقط لأمنحها دفقة من طاقة سريعة
سأمتطيها عائداً لمعسكري لأجعل "صنديد" يطلق لك "داعوس"
وسأنتظرك هناك حفظاً للوعد والعهد
فأنا لا أهاجم قلاعاً يتحصن داخلها جنود خائفين لفقد قائدتهم
أو نساء وأطفال عزّل
سأذهب وأنا ألقي النظرة الأخيرة على سيفك النائم على القماشة الزرقاء
لعله يصحو قريباً
سأعود بعد أن ألقيت على رايتك النظرة الأخيرة
تلك التي تبدو عليلة، لا تتجاوب مع الرياح التي تغازلها

فلا شيء في يدي أفعله أكثر من الانتظار
فأنا لن اكتب لك شعراً يا مريم
فهناك من هو أفصح مني، وقد غزله لأجلك ونثره باقتدار
لن أكتب لك سطوراً جميلة أيضاً
فقد امتلأت خيمتك بأجملها وأرقها وأعذبها
وأنا لست بأفضل منهم

لن أرسم اللوحات اليوم يا مريم
فلقد فقدت الريشة الحافز لذلك
ولن تراقص أصابعي الأوتار
فهي متشنجة الآن تقبض بقوة على كف سيفي
وكأن أصابعي ذاتها خافت أن ينام هذا السيف هو الآخر

لكنني سأعود لذلك التل المشارف لقلعتك
و
انتظر

فالفرسان أيضاً
لا تُخلف الوعود


إن أفضل ما نتصدق به في حياتنا
عفوٌ بصبر، وإخلاصٌ بصدق، وقدوةٌ بإحسان، واحترامٌ بمحبة
( القائل ش ـاهد قبر قدّس الله سره العظيم )

وجدتك قد عفوتِ بثلاث إشارات صريحة
فاتبعيها بالصبر على الإساءة

وعرفتك مخلصة لما تكتبين
فصدقي ما تنتمين إليه

ولم أرى خللاً فيما تكتبين ليكون قدوة
فأحسني إليه

واحترمي كل المشاعر التي أحاطتك بها المدائن
فالمحبة الصادقة اليوم لا نجدها حتى بتوفر المال


بقي أن أخبرك أخيراً
بأن مريم هو اسم أختي الكبيرة
وأنا لا أرى فرقاً بن أخوة الدم وأخوة الحرف
كلاهما سند
ألم يقل جل وعلا
( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ )

وأنا أشعر بأن عضدي لم يمل بعد
.
.
.
على الهامش المتكيء
على عمود الإنارة رقم 5
على طول شارع البحر :

لن يُقفل الساحة تصرفٌ طائش يا مريم


قبل الهامش الأوركيدي الخاص بك بقليل:
تباً لك


 
التعديل الأخير تم بواسطة ش ـاهد قبر ; 11-13-2021 الساعة 06:57 AM

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47