عرض مشاركة واحدة
قديم 10-31-2021, 09:59 PM   #14


الصورة الرمزية مريم
مريم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 504
 تاريخ التسجيل :  Sep 2021
 أخر زيارة : 09-01-2023 (12:33 PM)
 المشاركات : 22,944 [ + ]
 التقييم :  121278
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: وَمضات وَطن بِرائحة المَطر .



ek:
بعيدان ِ
والذكرياتُ رماحٌ
وأكواخنا يَبِسَتْ في التّلالْ

وأروقةُ الحيِّ نزفُ غزالٍ
على رئتيْ والضمادُ مُحالْ

يقولُ الصدى: لا تموتي سكوتاً
فصمتكِ يجرحُ بوحَ القتالْ

تقول القصيدةُ : عينُكِ أشعرُ
منّي ، لذلكَ يُتْعِبُني الإشتعالْ

تقولُ لي الروحُ : أنتِ أنا
والسكينةُ حيناً
بحجبِ الوصالْ




تِلكَ هيَ الأرواحُ الممتزجة، وحدهَا مَنْ تستطِيعُ تخطّي الحُدُود المشؤومة وحصار المدن المعزولة، كيْ تظلَّ أجسادنَا غريقة الغربة منكمشة على أحزانها على طول وعرض البلد ..
عشنا معك ومع كل آه تتوارى خلف السطور، كلَّ تفاصيل العتاب والجرح والضعف والشوق والكبرياء والحبّ، لعلنا نُسْكتُّ بِها جوعنا إلى كلِّ أشيائنا الجميلة البعيدة، فلا تجعلنا المسافات نزلاء الضعفِ بكفرانهم الرجوع، بعدما انكمشنا، ضعنا وانغلقُتْ العيون لتَمحِي صورة فقدنا المُتكرِّرة !!

علمتُ أنني موجودة ..
حين بكيتُ
حين انفطر قلبي مراراً
حين قرأتُ الشعر
وكتبتُ أُولى خواطري
علمتُ أنني موجودة
عندما تشظيتُ بحروفكِ سقيا
وأصبحتُ فتاتاً يتغلغلُ في كلِّ أشياء الوطن
حينما أحببتُ.. حينما ركضتُ

علمتُ أنني موجودة..
حين عانقتُ سطورك في آخر يومٍ في أكتوبر
عِناق الحائر الفاقد المشتاق
عندما كنتُ لستُ أنا التي على المسرح
عندما ثقبتُ الرّيح بصراخي وأنا أقول:
للقابعين خلف جدرانِ الألم
للمنسلخين من شمس المكان
وللمنقطعين عن ترتيلِ النُّور
سلام الله على قلوبكم
سلامٌ ورحمةٌ وطمانينة

وعلمتُ أنني موجودة
عندما حزنتُ عندما قرأتكِ.. عندما مُتّ



الرائعة جداً سقيا
أتراكِ سمعت عن الغريق الذي لا يحاول النجاة ؟!
هكذا كان حالي وأنا أقرؤكِ.. ازجري سطورك يا بنت البلد، لقد حبستْني بين كلماتها فوق النقاط وعلامات الترقيم، حشرتني في آهاتها وأوجاعها وزواياها وحتى الآن لا أجد نفسي.. هنا غرق قلبي ولا يحاول أن ينجو لكن مريم تطالبكِ أن تكوني واسطة حتى أعود إليها من عندك !!
مريم تريد مريم يا سُقيا
أحبكِ وأحببتكِ أكثر بعد النص الفاخر بمفردات أشواقه وحنينه وحقهِ في العودة، ولغةِ فقدهِ وغربتهِ وكبريائهِ وعليائهِ، وأحزانِ أمهاتهِ وعشقهِ لحجارتهِ، بأوجاع الحب المكتضة فيه، والمسافات المميتة التي تقفُ حائلاً أمام رغباتنا وأحلامنا العذرية وكلّ كلّ كلّ ما فيه من تفاصيل ..
شكراً يا سقيا لأنّك دون أن تعلمي قدمتِ لي المساعدة في الخروج من بوتقةِ السكون .


 
 توقيع : مريم







"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام"




التعديل الأخير تم بواسطة فرح ; 11-03-2021 الساعة 10:50 PM

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47