الموضوع: العمر لحظة .
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-02-2021, 10:29 PM
مريم غير متواجد حالياً
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 504
 تاريخ التسجيل : Sep 2021
 فترة الأقامة : 979 يوم
 أخر زيارة : 09-01-2023 (12:33 PM)
 المشاركات : 22,944 [ + ]
 التقييم : 121278
 معدل التقييم : مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي العمر لحظة .











على بُعد كرسيّين من جسده الهالك، جلستُ أفكر في هذه الحالة التي وصلنا إليها، كنّا نبدو خصمين، وفي الحقيقة أنّها كانت لحظة خصام حقيقيّة، في الأمس احتدّ نقاشنا حول طرق العلاج، فتحوّل الحوار الهادىء إلى معركة، فأخبرته أننّي مجرّد مرافق ورجوته أن يعاملني على هذا الأساس، مجرّد رفيق للوقت، لسنا أشقّاء، كنت قاسية، غاضبة، ناقمة، وتمنّيت لو أن الحياة تنتهي بعد برهة، تكاثفت الأسئلة في رأسي، حتّى كاد ينفجر، لأصل إلى ما وصلت إليه دومًا، إلى مشقّة الإجابة ذاتها، أنّ لا جدوى من التساؤل بعد الآن.
شعرت بثقل الهاتف المحمول يتشبّث بطرف السبّابة على وشك الانزلاق، عاودت التمسّك به بين أصابعي الخمسة، دخلت إلى صفحة "چوچل" ودوّنت في محرّك البحث: "أسباب سرطان الصدر"
لتنهال فوق صدري روابط المقالات، والمعلومات الكافية والوافية، لسرطان الثّدي، تبًا .. ليس هذا ما أريد. محوت، ثمّ دوّنت من جديد:"كتلة سرطانيّة في منطقة الصّدر" .. ومرّة أخرى خرجت الأثداء من كلّ الصفحات، أيعقل؟ ما هذا النّوع المنقرض من الصفحات الإلكترونيّة بالذات؟ استسلمت، ليس لأنّ الأمل ضعيف، إنّما لأنّ الأسباب كلّها.. ماتت.
جلست قبالتي، سيّدة بدت في منتصف الثلاثينات من عمرها، وربّما كانت أصغر، لكنّه المرض من يجعل الزهور تشيخ أبكر من موعدها، فوق كرسيّ متحرّك وبظهر منحني، منديل أبيض فوق الرأس، كانت تتكوّر مثل جنين يشعر بالبرد، بعد دقائق تقدّم نحوها رجلٌ بدا في الأربعين من عمره، ناولها كأسًا من الماء، مدّت يدها وهي ترتجف، استطاعت تثبيته لثوانٍ معدودة، ثمّ فجأة انسكب الماء فوق بنطالها، وراحت تبكي، كأنه البكاء الأخير.
تدارك الموقف فورًا، أخرج بصورة سريعة منشفة صغيرة من كيس كان يحمله، وضعها فوق فخذيها في محاولة لامتصاص الماء، بعد دقائق أزاحت يديه، وبحركة بطيئة تنقّلت عبر كرسيها إلى زاوية بعيدة عنه، أدارت وجهها نحو النّافذة، ثمّ صمتت مثل جثّة.
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : العمر لحظة .     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : مريم





 توقيع : مريم







"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام"




رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47