أخي الفاضل حسام الدمشقي
هي الذكرى التي ما تنفك أن توجعنا بهيمنتها على الفكر
حين تجلٍ
كل شيء رقيق يوقظها في دواخلنا فتشتعل
ونصحو على بعد المسافة بيننا وبين من نحب
حينها ربما نتمنى ألا يوقظنا من سباتنا شيء كي لا يذكي فينا نار الأحاسيس
وحين نصحو نجد أنفسنا وحيدين بين الصمت والليل
نبحث عن أنفسنا فلا نجد غير بقايا حلم يؤرق مضاجعنا
وأطلال لقاء تشهد عليها ما تبقى من الأمكنة
وتدق الساعة في روح الفلك
ويمر ليل ويأتي نهار ونحن نجتر دوامتنا كالساقية
فلا نملك إلا تناهيد الذكريات وجسدا تتصاعد منه رائحة شواء محترق
ويأتي ليل فنلملم شتاتنا وتشظينا وننصهر في تفاصيل ذواتنا
عله يكون ليل بعث لحب ضاع بين طيات الزمن
نتجمَّل ونستعد ونحن نتخيل بأن اللقاء سيحين بعد فراق
ولكن نكتشف أن ذلك مجرد توهم فلا حبيب بجانبنا ولا طيف يؤنسنا
سوى الصمت المقيت الذي نناجيه باعتصار القلب ، وبرودة الأطراف ،
وانتحار الأمنيات ، وتجرع الأسى ، واحتدام السهد ، ومناغاة الخيال
فيا أيها الحبيب الغائب عد لتعود الحياة إلى جمالها
عد لنغني معا أغنية الخلود
عد إلي قلب أحبك بكل ما يعنيه الحب .. رغم عبثك بي
رغم تعذيبك لي .. رغم أنك قد أسقيتني الهوان .. وسقيتني شراب الهذيان
لكني سأسامحك من قلبي
أقبل لكي تعيد لي جزءا من هويتي
أقبل لكي أرتدي حلة الأنس الماضية
فإني أعشقك بكل تفاصيلك وجنونك
أخي حسام
تفيأت ظلالك الوارفة واستمتعتُ برحلة جميلة بين
أزهارها وينابيعها
وارتويت منها كأسا من كوثر جميل
وتأكد يا صديقي بأن الشمس ستشرق على حدائقك من جديد
تبعث الدفء من جديد وتحيي السنابل
شكرا لك على هذه اللوحة الفاتنة التي سعدتُ بها
فكل الود والتقدير والإعجاب لروحك الرائعة
وقلمك السامق .
Flll: