.





- لَن أبكِي !
ولكَ أن تتخيل قوّتها .. وإصراري عليها حين أنطقها.. مهزومَة بالدَمع
لستَ عليّ بهيّن..

وأنت تغرُب أمام عينَيّ بقسوَة وقعها أشدّ مِن السراب
الذي نتبعُه .. ولا نَصِل إلا أنّه لا زال موجود
و لم يبتلعُه الأفُق شَطر العدَمْ
تغربْ !! حيثُ أنّ الشروق معلناً كسوفَه منذ أمَد
كان اللقاء الأخير ذلك الخصام
وما كُنّا نعلَم أن القَدر يركض بالنهايَة نحونا قَبل أن نبدأ
مازلنا نخطّ عنوان القصّة
نختار غلافها .. خطواتُنا نحوها لنعلو بها نحو السماء
لتمنحنا الأمنيات هبات تساقطُ علينا بمطر التحقيق
لم يحدث كل ذلكَ
كانَ كل شَيء يهروُل إلينا ونحن في غفلَة هذا الحُبْ
نُرتّب لـ حدث لا يكرّره العُمر..!


منذ البدايَة ...
نحنُ الأطراف الصحيحَة التي منّ الله عليها باللقاء في الوَقت الخطأ
لازلنا نتجاوز التوقيتْ .. نُحاول أن نصدّق أن لا وَقت للحب
وأنّ النضج العائق الذي نحن عليه التعقّل ..والإتزانْ
سيهزَم أمام هذا الجُنونْ!
لم يُسعفنا شَيء لكل هذا كان سَيف الوقت أسبَق
ليقضِي على بذرتنا وتدفَن قلوبنا عند مقبرَة اللقاءْ!


ها أنا ذا أنادِيك.. أتسمعنِي؟
أنا أسمعُك ..ويعبثُ الريبَ في قَلبِي
إن كُنتَ تستعيذ منّي ثلاثاً إذ أن الخيار لم يكن قرار ولا حتى فرار
سُيّرنا إلى هذا البُعد .. رغماً عنِ الرغبَة وحتى عن الرهبَة
أسمعُك .. وأجيب من خلف قضبان الكتمانْ
يصرخ بي كلّ شَيء وينهار .. ولا تُجيب!!


ثم إنّي أعيذ قَلبكَ منَ النسيانْ من البؤس من الهبوط إلى قاعِ الإهمال
وأفتقدُك في كل مأزِق أحتاج فيه إبتسامتُك .. ويدُك الممتدّة نحوِي ونحو الحياة
أتعثّر في العبور .. أقف طويلا ..ألتفِتْ علّي ألقاكْ
علّه منام أستيقظ فيه أمام عينَيكْ وأنفثُ عنّي وسوسَة الفراقْ


لن أبكي ..!!
علّه منام ينتهِي بي بينَ يدَيّك تطوّقني وتربُت على قَلبي من فاجعة الرحِيلْ.





يَمَامْ.!