(يقول كانط: "شيئان يملآن قلبي دوماً بالإعجاب؛ السماء المرصعة بالنجوم فوق رأسي، والقانون الأخلاقي في داخلي") . أ.هـ
هُناك شخصٌ تراهُ لطيفًا مُبتسمًا يُدهشك باتزانه وردات فعله اللطيفة أمام أي تجاوز عليه من أحدهم, تتمنى أن تتعلم منه تلك الخصلة وتكسبها لأنك تعتقد أنه مرتاح نفسيًا وروحيًا ومتفاهمًا مع نفسه ومتوافقًا معها, يجذبك حديثه وطريقة تفكيره.
ومع مرور الأيام, ينفجر فجأة بسبب تافه "شكة دبوس" لا يؤثر في أقسى وأعتى نفس لا تقبل أي تجاوز؛ تراه ينفجر غضبًا وعصبية مستغربة ويبدأ بإستعادة كل حدث مرّ عليه من تجاوزات, يعدُها ويذكُرها بكل تفاصيلها, يتحول ذلك الشخص اللطيف الراقي بفكره ونقاشاته إلى مسعور ضرب الجميع؛ كُلٌ وجريمته ضده في ذلك اليوم والساعة والدقيقة,
"المُخيف في أي علاقة هو ذلك المتغاضي والمتجاهل ظاهريًا, وعقله الباطن يُراكم تلك الأحداث بضغينة حتى الإمتلاء ثم انفجر وتناثرت بشكة دبوس فيفيضُ فجأة بشكل مُرعب صادم",
حصري مدائن البوح
الفيصل
؛

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بُشْرَى (المشاركة 290627) . . لكل منا نظامه في الحياة في الاحتواء والتعاطي مع المواقف ولا ننسى أن لدينا طاقة احتمال قد تتسع أو يحدّها موقف يولّد انفجار .. دائما عند تفسير أي ردة فعل لا تتوقف على طبيعة الأمر إذا كان يستحق أو تافه بل علينا أن ننظر أنه مجموعة من الأحاسيس والتي هي صنيعة الظروف .. أما عن التراكمات التي في داخله وانفجاره دفعة واحدة ... فهو في النهاية ليس ملاكا وليس اسفنجا ليمتص كل المضايقات وردات الفعل شكرا لفكرك أديبنا الفيصل طرح في غاية الجمال للوشم والتقييم والنشر مع منح المكافأة

لست مطالب أن تكون لطيف كل الوقت ومبتسم كل الوقت لدرجة أن تمرر من يتجاوز عليك
من باب اللطف والأدب
بل ذلك يعني قمع شعور ما أو مشكلة ما، وأكيد أن هناك جلد للذات
وغير مستغرب أن شخصية كهذه تثور وترى مايخيف منها عند الغضب
لذلك برأيي أن تمثل السعادة وأنت حزين بداخلك، هذا جرم بحق نفسك ومعاناة أقوى من حزنك نفسه
من الصحة النفسية أن تتقبل مزاجك ليس دائمًا جيد، وطبيعي أن تتعرض لأفكار ومشاعر سلبية
وغير الطبيعي هو النصائح المعلبة بالتخلص من الأفكار السلبية وكأنها زر off هذا الكلام غير واقعي
الواقعي هو كيف تتعامل مع مشاعرك السلبية وضبط ردود الأفعال من خلالها

موضوع جميل جدًا، تقديري وصباح الخير فيصل

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حامد (المشاركة 290717) مرحبا حبيبنا الفيصل تعجبني أفكارك ومباشرتك في الطرح والشيء بالشيء يذكر قيل لأعرابي قبل موته ماذا تريد؟ قال: أريد النظر إلى السماء ليلاً لأن الله عز وجل زينها وأكد ذلك في قوله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} الآية:6 الصافات وأما شكة الدبوس أو القشة التي قصمت ظهر البعير فيقول على الطنطاوي : لا تجعلوا من أنفسكم مكباً للنفايات أي أن بعض الناس ممتلئ من مشاكل الطريق وضغوطات العمل ومتطلبات المنزل ولمجرد خطأ بسيط منك عليه تكون ردة فعله سيلاً من الألفاظ الجارحة وهنا يأتي دور الحليم الحكيم وتقول الحكمة أيضاً : اتق شر الحليم إذا غضب، واتق صبر الحكيم إذا نفذ. يروى أنَّ رجلا تقابل مع جاره الذي رماه بحجر عند القاضي الذي سأله عن ذلك فكرر على القاضي (صل على النبي) حتى ضجر القاضي فقال للقاضي ضجرت من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولك فيها أجر فكيف تريد مني ألا أضجر وهو يعيرني كل يوم انتبهوا لرؤوسكم فللصبر حدود وشكرا لطرحك السخي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هادي علي مدخلي (المشاركة 290722) التغاضي صفة النبلاء وهو مٌهم في حياتنا اليومية وبدونه سوف تتحول حياتنا إلى نكد مُستمر ولن نجد أحد حولنا يوماً ما إذا استمرينا في العتاب وشدة الملاحظة على كل شاردة وواردة التوازن مطلب مٌهم في الحياة ويجب أن نعرف متى نٌعبر عن امتعاضنا ومتى نسكت موضوع جميل جداً والله وقد ذكرت بٌشرى نقاط مهمة أصابت بها عين الحقيقة وعرج أبو حامد بمجموعة من الاضاءات الجميلة شكراً لك فيصل المدائن المحبوب flll:flll: