منتديات مدائن البوح

منتديات مدائن البوح (https://www.boohalharf.com/vb/index.php)
-   قناديـلُ الحكايــــا (https://www.boohalharf.com/vb/forumdisplay.php?f=31)
-   -   فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي (https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=3895)

محمد حجر 04-27-2021 10:55 PM

فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 



https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...Y8lX0&usqp=CAU


أحدهم يكتب
مجموعة من الأغراب يقرأون
صاحب ريشة يرسم
وأفئدة من الخلق يجتمعون
سيدة تثرثر
والعشرات ينصتون
قلب وحيد ينزف
بينما قلوب كثيرة تخفق بينما هم لايشعرون
@@@

الحكاية
@@@

وبينما ذات مساء لم يبارحه المطر
يمشي فتى القرية وحيد
يعدد كم ركلت قدماه من حصوات في طريقه
حين بحثه عن حلم لم يكن يعلم عنه شيء
قبل أن يولد في قلبه نطفة المشاعر
اشتكى منه الحذاء
وكلت منه تلك الأقدام المجهدة من وقع سيره الطويل
في ذات الوقت كل من حوله يتحركون
سيدة تحمل طفلها الصغير
وآخر يصرخ خلفها وهي تحدثه بعبارات عطوفه
كدنا نصل ياضنايا تحمَّل السير قليلاً
وشيخ يذهب في خطى متسارعة
يوشك وقت صلاة المغرب أن يدركه ولم يصل لمسجده بعد
ثم مسيرة هائلة لقطعان الماشية العائدة من الحقول
بعد يوم طويل يقودهم غلمان وفلاحين
وربما في غير واحدة سيدة عجوز أو فتاة صغيرة
الكل يسير ويتحرك
حتى قرص الشمس الأحمر
بدأ يأخذ لونه المختنق
ليهبط في قعر ماء ترعتنا العتيقة
وكأنها تغتسل من خطيئة
ثم هناك قمر أوحد في سمائه
يجلس وحيداً في سماء القرية بلا منافس
تغازله نجمات ضعيفة
بينما هو يطارد قرص الشمس
فلا يلتقيان إلا لفراق
ولا يفترقان إلا على وعيد بلقاء
وهكذا دواليك
ثم يهتف
غُذَ السير أيها الهالك
مثلك لايساوي شيء بين هذا وذاك
ثم يستمع لصوت الراديو

تحمله فتاة بضفيرة وحيدة مفكوكة من محيطها الخلفي
لتشكل هشاشة كما ذيل الفرس
ترتدي ملابس حريرية أقرب إلى الزرقة من السماوية
وهناك حليم / يغني
وأنا كل ما أقول التوبة يابوي ترميني المقادير
وحشاني عيونه السودة يابويومدوبني الحنين
ليقف فتى القرية دون أن يلتفت يمنة أو يسرة
ليجد الراديو يغني من جديد
وبصوت أقوى مما كان عليه في الأولى
وكأن حليم لا يكفي
لتباغته شادية
يابهية وخبريني يابويا عن حال العاشقين
حبيت والشوق كاويني يابوي
وإن قولت ... أقول لمين
وإذ يهم بالإنصراف
يعاجله صوت محمد العزبي
يابهية وخبريني يابويا ع اللي قتل ياسين
قتلوه عينيا السودة يابويا
من فوق ضهر الهجين
وكأنها أنشودة عبر الأثير
من تلك الفتاة العصرية التي تجلس على غير عادتها
في تلك الشرفة العتيقة
من ذاك البيت الأثري الكبير

الذي لطالما لم يمثل له شيئاً من قبل
ولا يذكر له غير تلك الشرفات المغلقة
منذ عهد بعيد

من مذكراتي / فتى القرية

الجزء الأول

حصرية


يتبع








هادي علي مدخلي 04-27-2021 11:47 PM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
محمد حجر هنا
إذاً لنحتفل سوياً
فنحن على موعد
مع زخم أشواق باذخة
وسلسلة عطرة
( من فتى القرية )
تشبه ليالي باريس
و مساء ليلي العامرية
وخافق جديد لكاتب مميز
قلما يجود به الزمن
يغزل من الامنيات وروداً وعيد
جزء أول كان المطر غزيراً
وفي شوق لبقية الجمال
وكل عام وأنتم بخير
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
شكري وتقديري مع مكافأة المنتدى flll:

محمد حجر 04-28-2021 09:56 PM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
شكراً لحضورك أخي هادي
ثناؤك أخجلني
وكل عام وحضرتك بخير وسعادة

محمد حجر 04-28-2021 10:04 PM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 




https://downloadwap.com/thumbs2/wall...d513150590.jpg









فتى القرية2




بين تجوله المتتالي والمتوالي نحو جسر الأمل
الذي يكاد يراه من قعر مياه الترعة الصافية
ويكأنه يتدلى مع أغصان الصفصاف كما حورية تغتسل على صفحة الماء
فتركت شعرها المنسدل كما فتنة تشتعل

فتغلي بها أكباد السمك في قعر الماء
كان حاله ذلك الوحيد منذ لحظة علم فيها أن تلك الحورية لن تعود

ووسط ذلك الزحام اللامنتهي لهذه الديمومة من الصخب العجيب
في ساعة من آخر نهار مر عليه دون أن يكتب سطراً عن شوق لم يتوقعه

في كتابه الذي لم يبدأ بعد
تحسس رأسه جيداً
أنفه عيناه وأذناه
مقدمة حذائه التي تكاد تتحدث من ألم صدمات الحجارة التي ركلها بالطريق
حركة دورانية من الوضع الساكن
كما فتى السيرك في أوبريت الليلة الكبيرة
دار حول نفسه مرة أو مرتان
ثم كاد أن يجلس لولا أن الصوت قد انقطع
وسكت العزبي عن الغناء
لتصدح ميادة الحناوي كما يعشقها حين تشدو
ساعة زمن
ياللي كان عهدك معايا تشوفني بكرا
لسه بستناك ولسه بحب بكرا
كل واحد منا كان
بحر شوق عطشان حنان
زي طير ملهوف مهاجر من سنين
سُهد وسفر

ليتوقف الزمن
وكما ضربة همر لاسابق لها
تعود الذاكرة من جديد
لتأخذ بوصلة الأفكار وضع السكون مشيرة لذاك القطب الوحيد والفريد
لتلك التي كانت يوماً ما
تلهو مع الأطفال في يوم عيد
نعم هي ولا شيء قبلها
من ترجمت تلك الحالة من الرحيل بلاوجهة
في شوارع القرية القديمة
ليسأل الحيطان هل كان لها متكأ عليها يوما من الأيام؟
ذات عيون البحر
ورائحة كدم الغزال
لم يكن السير بلا غاية
ولم يكن الرحيل بلا أمل
ولم يكن الوجد بلا منتهى
ولم تكن الجدران بلا آذان تتسمَّع وتواسي
ليعود للمخيلة صوت تلك السماوية الصوت
ميادة الحناوي
ياللي كان عهدك معايا تشوفني بكرا
لسه بستناك
ولسه بحب بكرا
ويعاتبوني الحبايب
ازاي بقدر أعيش
على ذكرى حب عمره ساعة
وغيرها مفيش
وما مروره المتتالي والمتوالي
ودورانه كما القمر من حول تلك الأرض المضيئة
كل يوم سواء كان الطريق يعبر به نحو ذاك البيت العتيق
فقد كان لا يبدأ رحلة خروج أو يختم رحلة للعودة
دون أن يمر على تلك الجدر
ليقسم عليها ألف مرة
أن تبوح له بسر هذا الغياب لذات عيون البحر الغائبة
وكأن السماء حجبتها
وهو يتغشى بماء المطر
ليغتسل من ذنب الفراق
يوم بعديوم
وفقد تلو فقد
ولكنها الآن هنا
فقط بضع خطوات
ثم أن يتسلق أسوار القصر
ليسأل سؤاله العظيم
لماذا تشبهيني؟
لماذا قتلتيني؟
يا أنت

كنت هنا
بينما أنت في غابتك
يطاردك اللئام


يتبع






الحكيم 04-29-2021 11:15 PM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
حين تدخل الأسطورة شرايين الرواية
ينتعش القلب ...
ويحلق القارئ الى ابعد مدى
كم كنت باذخ هنا
وكم لامست عذوبتك
سماء الرقة والعذوبة
متابع أيها الكاتب المحترف
co:flll:

محمد حجر 04-29-2021 11:39 PM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
شكراً لك سيدي الحكيم
وجودك شرف وسعادة
لاعدم

سليدا 04-29-2021 11:39 PM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
محمد حجر دوما الابداع حليفك

اينما تكون تنثر عطرك و تملأ الكون عبقا
سلم لنا قلمك البديع المتميز
بانتظار البقية بشوق http://www.anfas1m.com/vb/images/smilies/068.gif
تقيمى

محمد حجر 04-29-2021 11:53 PM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 




https://up.boohalharf.com/uploads/161972971371611.jpeg








https://www.boohalharf.com/vb/data:i...V6LEWVFFFIf//Z
فتي القرية 3




أوَّل الموتى في الحرب شخصان
شجاع وجبان
وهما أول من يكسب الحرب
وآخر من يخسرها
يموت الشجاع ويموت الجبان
وربما يمددان متلازمين على نطع واحد
ويتدثران ببردة أحدهما لا يستحقها
ولكن الفضل مختلف
يقول بن الجوزي في صيد الخاطر
زيتٌ وماء
يختلفان وإذ يتجاريان وهما يتباريان
سقط الزيت والماء
فكان الزيت بالأعلى والماء قعر الإناء
فقال الماء للزيت كيف تعلوني وانا أنبت شجرتك
قال الزيت بالصبر يرتفع القدر
صبرت على العصر والطحن
بينما أنت تجري في رضراض الأنهار على طلب السلامة
كلما صادفتك صخرة التففت حولها
يقول الماء لا بأس فأنا الأصل
ليقول الزيت أُستر عيبك
أنت إذا أضفت للقنديل انطفأ
بينما أنا أعطيه حياة
***
صراع طويل ومرير في بضع دقائق لم يشهد مثلها في ذي عمرٍ قصير
أعوامه الست المنقضية على فراق مميت
وكأن الزمن متوقف
وكأن حركة الأرض لم تحدث
وكأن سُلَّمَ الزمن لم يرتقي
يوم أن وقف وحيداً شريداً إلا من أمل اللقاء
لم تخلو جدارية في القرية إلا وقد رسم عليها تلك الملامح الملائكية
وذلك الشعر الكستنائي
إنسان لا يصلح سوى للذكريات
ويوم أن توقفت عن لقائه
توقف قلبه عن النبض إلا لحاجة
وكأن الأخطل الصغير قد أنشد رائعته
عش أنت ... فيه ولا لأحدٍ سواه
عش أنت
إني متُّ بعدك
وأطِل إلى ما شئت صدَّك
كانت بقايا للغرام بمهجتي
فختمت بعدك
هو وستائر البعد يتجادلان
ماذا حدث؟
ولماذا هي وحيدة؟
أين ذهب الخاطف القاتل عنها؟
تساؤلات عديدة ومديدة لا ينقطع عنها حبل الدهشة والريبة
أين ذلك الرجل البدين الذي كان يجلس على مقعده
ولم ينتبه حتى لمن يحدثه عن شوقه لتلك الرابضة في قعر قلبه الكبير
وبينما لم يعيره اهتمام
ولم يشفيه برد
سوى تلك المقولة المدوية – أُخرج من بيتي ولا تعد من جديد
أليس هذا نوع من العصر والطحن أيتها الماء؟
هل كانت كل النوافذ مغلقة؟
ألم تكن ثورتي كافية؟
ألم يكن حبي كافياً حتى يحملك إليَّ من جديد؟
يا اللي كان عهدك معايا تشوفني بكرا
لسه بستناك ولسه بحب بكرا
ألم تردديها كثيراً؟
ألم تكتبيها على قمة الشوق قبل الرحيل؟
ألم أحبك كما أردتِ كثيراً؟
اشتقتُ ونطقتُ ... فهل تُراك فعلت؟
ومثلما خُلقت السماوات والأرض في أيام ست
كانت سنواتنا الست قاسية
لم أحظ من بعدك بفراق ناعم
أو بسعادة منتظمة
كنت فيك ولا شيء سواك
عشرون عام من الوجد لا تكفي
عشرون عام من العشق لا أخجل
عشرون عام من الشوق ولن ينقطع
عشرون عام في كتاب الحب أتجوَّل
وبينما فقدت فيك ذاكرة الوصول
كان عنوان فصولك الأربعة يكفيني
قاعدة الطفو الأرشيميديسية تدفعني نحو سطحك
ثم السقوط الذاتي لنيوتن القاتل
نقطة في بحر كان أملي
لم أنسى فيك ذلك العطر الياسميني الهادئ
حتى أنفاسك المتحشرجة قبل وعد بلقاء جديد
مازالت بذاكرتي
هكذا وقف فتى القرية الشريد
ينظر نحو الشرفة بعيون متسعة
بينما توقف الراديو عن الغناء
وتلك الواقفة بالشرفة تنظر من علوها الفريد
ويرتفع صوت المؤذن للصلاة
وكأن الحق سيكتب من جديد
وربما فاصل ومنحة إلهية كي يلتقط أنفاسه من جديد
يتبع

محمد حجر 04-30-2021 12:16 AM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
أهلاً بك سيدتي سليدا
أنرت وأنورتي

هادي علي مدخلي 04-30-2021 05:29 AM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد حجر (المشاركة 62883)




https://downloadwap.com/thumbs2/wall...d513150590.jpg









فتى القرية2




بين تجوله المتتالي والمتوالي نحو جسر الأمل
الذي يكاد يراه من قعر مياه الترعة الصافية
ويكأنه يتدلى مع أغصان الصفصاف كما حورية تغتسل على صفحة الماء
فتركت شعرها المنسدل كما فتنة تشتعل

فتغلي بها أكباد السمك في قعر الماء
كان حاله ذلك الوحيد منذ لحظة علم فيها أن تلك الحورية لن تعود

ووسط ذلك الزحام اللامنتهي لهذه الديمومة من الصخب العجيب
في ساعة من آخر نهار مر عليه دون أن يكتب سطراً عن شوق لم يتوقعه

في كتابه الذي لم يبدأ بعد
تحسس رأسه جيداً
أنفه عيناه وأذناه
مقدمة حذائه التي تكاد تتحدث من ألم صدمات الحجارة التي ركلها بالطريق
حركة دورانية من الوضع الساكن
كما فتى السيرك في أوبريت الليلة الكبيرة
دار حول نفسه مرة أو مرتان
ثم كاد أن يجلس لولا أن الصوت قد انقطع
وسكت العزبي عن الغناء
لتصدح ميادة الحناوي كما يعشقها حين تشدو
ساعة زمن
ياللي كان عهدك معايا تشوفني بكرا
لسه بستناك ولسه بحب بكرا
كل واحد منا كان
بحر شوق عطشان حنان
زي طير ملهوف مهاجر من سنين
سُهد وسفر

ليتوقف الزمن
وكما ضربة همر لاسابق لها
تعود الذاكرة من جديد
لتأخذ بوصلة الأفكار وضع السكون مشيرة لذاك القطب الوحيد والفريد
لتلك التي كانت يوماً ما
تلهو مع الأطفال في يوم عيد
نعم هي ولا شيء قبلها
من ترجمت تلك الحالة من الرحيل بلاوجهة
في شوارع القرية القديمة
ليسأل الحيطان هل كان لها متكأ عليها يوما من الأيام؟
ذات عيون البحر
ورائحة كدم الغزال
لم يكن السير بلا غاية
ولم يكن الرحيل بلا أمل
ولم يكن الوجد بلا منتهى
ولم تكن الجدران بلا آذان تتسمَّع وتواسي
ليعود للمخيلة صوت تلك السماوية الصوت
ميادة الحناوي
ياللي كان عهدك معايا تشوفني بكرا
لسه بستناك
ولسه بحب بكرا
ويعاتبوني الحبايب
ازاي بقدر أعيش
على ذكرى حب عمره ساعة
وغيرها مفيش
وما مروره المتتالي والمتوالي
ودورانه كما القمر من حول تلك الأرض المضيئة
كل يوم سواء كان الطريق يعبر به نحو ذاك البيت العتيق
فقد كان لا يبدأ رحلة خروج أو يختم رحلة للعودة
دون أن يمر على تلك الجدر
ليقسم عليها ألف مرة
أن تبوح له بسر هذا الغياب لذات عيون البحر الغائبة
وكأن السماء حجبتها
وهو يتغشى بماء المطر
ليغتسل من ذنب الفراق
يوم بعديوم
وفقد تلو فقد
ولكنها الآن هنا
فقط بضع خطوات
ثم أن يتسلق أسوار القصر
ليسأل سؤاله العظيم
لماذا تشبهيني؟
لماذا قتلتيني؟
يا أنت

كنت هنا
بينما أنت في غابتك
يطاردك اللئام


يتبع







ومن لم يعشق أغاني ميادة الحناوي
لم يعرف معنى الحب والحنين والخوف والأنين
محمد حجر لقد أتعب فكرك قارئة الفنجان
والأسئلة المذابة شوقاً تبحث عن إجابة
تروي الفؤاد وترضي الكبرياء
حرف يحتضن الشمس بكل قوة
وهو يسهب في حكايته
المتزنة وقاراً وحكمة بلغة تشبهه تماماً
ويجعلنا في لهفة لمعرفة الماء القابع في قعر البير
ألتمس منك هدنة وسأعود للجزء الثالث

نبض وريد 04-30-2021 01:07 PM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
وأول موتى الحرب
الشجاع والجبان
وربما اختلف معك
الجبان يتوارى حتى تنهي الحرب أوزارها
محمد حجر
قرأت ثلاث مقاطع من زمن آخر
جئتنا تحمل على كتف فتى
رأس مقطوع يصارع الهوى والواقع
لأنهم ينسجون الموت في طرقات الفقراء
ليت البشر جميعا ينتمون لإنسانيتهم
ما كانت الأكثرية تدفع ثمن طمع وحقد وأنانية الأقلية
تسلسل عميق جميل
بورك حرفك وطاب عطاؤك
دمت بخير وعافية
تقديري

محمد حجر 05-01-2021 01:29 AM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
أهلاً بك سيدي / هادي مدخلي
سعيد بمتابعتك الكبيرة والجميلة
ويسحد حروفي سكناك بين بناتها الضعاف

أهلاً بك ملايين

محمد حجر 05-01-2021 01:33 AM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
السيد الأستاذ الأديب / نبض وريد
أسعدني وجودك الكبير
وأسعدني اختلافك في مسألة الشجاع والجبان
رغم تأكيدي على انني لست مؤيداً لوجهة نظرك
لأن الحرب و النصر له الف صاحب
بينما الهزيمة يفر من تحملها الجميع
الرابح الوحيد فيها هو الشجاع
ومن هم على شاكلته
أما الجبان فهو خاسرٌ في كل الحالات
حتى ولو بدى للعيان انه قد ربح

أهلاً بك ملايين

شرفتني

محمد حجر 05-01-2021 01:38 AM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 


فتى القرية 4
كان المرور روتينياً
من باب التعلق بشيء له بالنفس تلك المساحة من شوق وأمل
ولأنه اعتاد على أن يستجيب لتلك الحاسَّة لسنواتٍ مريرةٍ
كان الطيف يهوِي به نحو تلك البقعة من ضواحي القرية
كلما مرَّ بفقدٍ، وكلما شَعَرَ بسعادة
وكما اعتادا أن يتقاسمان الحزن والسعادة
كان يفعل إبقاءً لذلك الرِّباط الأبدي المتجذر من أخمص قدميه حتى النخاع
وحين قام المؤذن للصلاة
كي يرُد عليه ما كاد يصَّعدُ في السماء
قال في نفسه طويلاً ويسيراً
لعلها فاتحة خير أيها الهائم في بستان الذكرى
ولعل زهرة الصنوبر قد خرجت
فهي مثلك ثلاثينية تأبى النضوج
وتكابرُ على الخروج حتى يرضخون
المسجد جداً قريب بضع خطوات يسيرات
يصحبه فيها الأمل بغفران جديد من ذنب ربما كتبه هو على نفسه
ولم يطلب عنه يوماً أن يغفره رب السماء
وبالكاد حمل قدميه على التحرك
وراود جسده على الالتفاف ومن ثم التحرك نحو المسجد القديم
كما اعتاد أن يفعل تاركاً ذلك المسجد القريب والحديث
ليس لشيء غير أنه اعتاد ذلك
لشيء كان يحدث في الماضي
فقد كان دائماً ما يشهد مرورها بعد خروجه من باب المسجد القديم
بعد كل صلاة للمغرب
ومن ثم نظرة واحدة تصحبها ابتسامة صافية
تكفيه حتى يلتقيها في الصباح
وصل للمسجد بعد خُطىً متثاقلة
ودون التفاتة منه للوراء
فقد كان غيم الذكرى منسدل
ولا رؤية واضحة في الأفق
توجه لصنبور المياه بمكان الوضوء
وحين لامس الماء
بدأت حرارة الدهشة بالانخفاض
ويكأنه قد تحمَّم من جرح الهوى القديم
ولوج متكرر لساحة الصلاة
وقوف بالصف خلف الإمام
قراءة خاشعة يستمع لها
يسترسل الشيخ في قراءته
حتى يصل الآية الكريمة
( ولقد همَّت به وهَمَّ بها لولا أن رأى بُرهان ربِّه )
ليدخل في موجة من اللاشعور بموطئ قدميه
ربَّاه ماذا فعلت؟
وكأن الإمام يعلم قصتي
وهو الان يذكرني بما حدث
ليتني ما أتيت؟
فصاحبة الرواية هناك
وأنا هنا يقتلني إحساسي القديم
بذنبٍ لم ولن يحدث يوماً في حياتي



يتبع

محمد حجر 05-02-2021 03:57 AM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 

فتى القرية 5
ختم الإمام الصلاة ومن ثم خرج الجميع
وهو معهم بخطىً متثاقلة على أمله القديم
أن يخرج ليجدها كما اعتاد
يلتفت يُسرة ويمُنة ولا يجد ما يبحث عنه
ولا من يتوقع مروره بتلك البقعة من زمانه الفريد
ليعود أدراجه لذلك المنزل الريفي القديم
ومن ثمَّ غوصٌ جديد بقلب تلك الدفاتر
التي لطالما رسم ملامح وجهها كما فهرس بذيل كل صفحة
لم يرى ولن يرى شيئاً سواها
وكما لن يسمع غير صوت ضحكاتها
لم يشعر بغير تلك الدقات الضعيفة من صدرها الحاني
وما هي إلا دقائق معدودات
وتصله رسالة على هاتفه
أعتذر عن المرور كما توقعت
ولكن ألقاك كما اعتدنا في نفس المكان والزمان
لا تجعلني أنتظر كثيراً
لقاؤنا ليس لإطفاء الشوق
بل لشيء بيني وبينك لا بعلمه سواك
فكن بالموعد كما أتوقع
عندي لك من التساؤلات ما يكفينا من صباح اليوم حتى المساء
كي تقدم تبريراتك وأعذارك
وبينما أتحدث أنا ستكون أنت من ينصت
وحالما أنتهي تحدث كما عهدتك من جديد
الرقم مجهول
ولكن القائل معلوم
والحدث يستحق
ولكن السَّيل جارف
ولا يدري لماذا جاءه صوت ميادة الحناوي من جديد
جبت قلب منين؟
يا اللي غدرك أقوى من غدر الزمان
كان مخبي فين ده كله من زمان
لتتقلب الذكرى في مخيلته من جديد
منذ أول يوم رآها تلهو مع الأطفال أحد أيام العيد
وهو لم يكن سوى مجرد عابر للطريق
وبينما يراها طفلة صغيرة
كانت العيون على وعدٍ بالتلاقي
وكانت القلوب على عهد بالنبض
ولكن هذه المرة تختلف
وهذه الرجفة ليس بعدها نكران
وذلك الـــ كيوبيد القاتل أطلق سهمه فأصاب
أوِّل ما شوفتك حبِّيتك
وقلبي مال يا حبيبي إليك
يا فرحتي
يا فرحتي يوم ما رأيتك
ولستُ أدري لماذا تلك الكلمات
التي نطقتها الحناوي تلامس كل المواقف التي كانت ولا تزال بيننا
وكأنها كُتبت وعزفت من لي ولك فقط
فاتت سنة ومن بعدها سنة
ثم ثانية وثالثة ورابعة وخامسة
ثم أتتنا السادسة الخاتمة
وبينما أمرُّ في شوارع القرية كما اعتدت
ومن أمام بيتك كما عاهدتك في أحلامي
كان السعير بالأحشاء يتقلب
صدقاً لست أدري لماذا من بين الجميع لم أرى سواك؟
ولم أتذكر غير تلك العيون المصبوغة بزرقة البحر؟
أعود لبيتي ولا شيء في ذاكرتي غيرك أنت
ولا صوت بمخيلتي إلا طنين سهام عينيك
لأدخل في ساعات اعتكاف طويلة
لم أفق منها إلا بعد فاصل من رحلة مجهولة
من لعبة التباديل والتوافيق
وألف سؤال بلا جواب
وألف احتمال ليس له نهاية إلا استحالة أن نجتمع
أو نلتقي أنا وأنت بمكان
وفي صباح اليوم التالي وجدتني على موعدٍ مع ذاتي
وإذ بي أعاود الكرَّةَ من جديد
لأمّرَّ على بيتك
وبينما الجميع كما حالهم بالأمس
كنت أنت بذلك الرُّكن القصي وحيدة
وكأنك لست من كانت بالأمس
وجدتك وحيدة شاردة الفكر
هادئة على غير ما رأيتك بالأمس
وحينما اقتربت نظرت في عينيك
ومن ثم قرأت وسمعت
سمعت صوت دقات قلبك تتسارع
وعيونك تهتف لماذا تأخَّرت؟
بينما أصرخ وأنا الآن بين يديك أتيت



يتبع

محمد حجر 05-14-2021 06:47 AM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 














فتى القرية 6
وكأنَّها وردة إذ تُغني
عاشقة أنا
وأنا ... أنا
عاشقة أنا
شُوفتوش يا ناس عاشقة ب تحلف بالهنا
أهو أنا
أنا مهما أقول بهواك
عاشقة أنا
فيه حد يتعب م الهنا
لأ يا أنا
فيضٌ من قيظِ العشق يتبارى في سحقِ ما عندي من فُتات الصَّبر القتيل
وعلى حافة ذكرى ما كانت تحدث لولا ذلك المرور الأفلاطوني
المتردِّد والمتعدِّد
وأجيبك في عزفك المتوسِّد بذلك الفراش المدجَّج بلظى الفراق
يا سيدتي لم يراها أحدٌ يوماً ما
لم تولد بعد تلك العاشقة التي ستحلف ب الهنا
ولكن لم يُضني أحداً بالهنا إلا أنا
وبينما أتيت يا سيدة الشمس الغائبة
أتلو صلوات الشوق وحيداً
وأنشد مواويل العشق متوشحٌ بُردة زاهد
أتحسَّسُ وجودك من بين كل حَيٍّ من تلك القرية الهادئة
ثمَّة دفء يجذبني لفعل ذلك الذنب مرة أخرى
ورغم خوفي غلبني هاجس الفاتحين
تلك الرغبة القاتلة نصرٌ وهزيمة
ومن بين الجميع كنت أنت هناك وحيدة
جديدة كما بورتريه ضلَّ طريقه فحملك عندي كما هدايا السماء
لم أراك كما الأمس تلعبين
لم أسمع صوت ضحكاتك التي كانت
لم أعرف في الوجوه اللاهية وجهك
بل كنت في ركنك القصي البعيد
وكأنك قد تحررت منهم
فكان اختيارك لتلك العزلة
كي تُقسمي عليها ألا يعلم بسرِّكِ أحداً سواها
وبينما عيوني غير مستقرة بمكان تفتش عنك بين الجميع
كانت تلك النظرة المباشرة
وكأنها صرخة تقول
يا أنا .... أأنت هنا؟
وبينما تبحث عن أنت وجدتك هنا وقد سكنتني يا أنا
يا أكثر من أنا
قلتُ ربَّاهُ هل هذه تلك؟
فقالت في صمتٍ
بل أكثر ولو سمعت لشعرت بما أنا فيه من هَنَا
ولأن من يحبوننا دئماً أقرب الناس يشعرون بإحساسنا
ويتألمون حين ألمنا وحين نسعد بينما هم يحترقون
تكون سعادتهم مصدرها الوحيد هي تلك البسمة التي ارتسمت فوق شفاهنا
ولأنني من النوع الذي يعشق ذاته
بل وعلى يقين من أنني الشخص المفضل في هذا العالم عند نفسي
أحبني كثيراً وأشتاق لي أكثر من كل شيء في حياتي
وأفتقدني في كل وقت أغيب فيه عن التفكير بغيري
كنت أنت تلك النفس التي تبرعمت
فأخرجت جزء جديد
ليحدث نتوء أنثوي لم أشهد مثله من قبل ومن بعد
ولأن العشق لا يُكتب على الورق
سأكتب فيكِ ما لم أكتبه ذات يومٍ لو يقرأون
سأكتُبُ عن عمري الذي كان
وعن حياتي التي توقفت
وعن قلبي الذي ضاع في صحاري الفقد
وعن عيوني التي أُغمضت عن كل من هي دونك
ولأن العُمرَ لا يُعاش مرتان
كان القلب لذات المصير يؤول
ولذات السُّكنى يشتاق
وأما وقد حدث الطوفان العظيم
وتفتَّقَ الرتقُ المتماسك من حياتي
ذلك القلب الذي ما ظننته سيُهزم لإحداهن يوماً ما
وها هو اليوم أمام التسونامي العظيم
كما طوفان نوح
أتى ليغسل الذنب المكتوب على كل من هو من نسل آدم
إلى يوم يُبعثون
وكأنك قد جمعت جيشك وأطلقت بارودك كله بدفعة واحدة
فقط بضغطة رمش من تلك القاتلات فوق وجنتيك
ومن أسفل ذلك الحاجب المعقود في لهفة
ولأنَّ الذنب متواتر
كانت العقوبة مغلَّظة
عشقٌ حتى النُّخاع وغرقٌ يسحبك نحو القاع
وكأنَّ بقاع البحر ما يجذب بشدة ولهفة
وبينما الأنفاس معدومة
كان الشُّوقُ للقاعِ أكثر متعة
أخذت منه تلك النظرة شيئاً ما كان مستقرٌ في كبده
فصار يدمي
وأحدث بالقلب ثقب بحجم حياته التي كانت قبل أن يمُرَّ بذلك البيت
وقبل أن يشعر بمرارة في حلقه قبل أن يفكر حتى بتذوق
ذلك الشراب الموبوء من كأس العشق القادم من جنة لم يسكنها
غير شياطين الموت المتوشِّحة بأثواب الفتنة
لم تكوني أنت كما انت التي كانت بالأمس
هكذا أنا لم يكن أنا الذي يعاود فعلته التي فعلها بالأمس
حتى تراب الأرض تغير
كما تبدلت السماء بسماء جديدة
وتلك الترعة الساكن مياهها
قيظ بردٍ يجتاح سطحها المتوتر
بفعل رياح حملتها أشواق لم يكتب عنها من قبل أحد سواي
ولم تعرف قارئة الفنجان من أي لعنة نتجت تلك الحالة من الارتباك
ولم تستبصره عرَّافات هيرماجدون
ولا عواجيز جبال أوليمبس
أو كمانيران عجزت على أن تطلقها هيرا أثر غضبها الكبير
من خيانة زيوس العظيم
سطورٌ جديدة من حبرٍ بلا لون لم يستعمله كاتب
لم يعرف من وجهها غير تلك النظرة
وتلك العيون بزرقة البحر القريب
وتلك الجديلة الظاهرة من خلف ذلك الإيشارب بزرقة عينيها
ليضع قلبه فوق قلبه متوجها ببصره نحوها من جديد
وإذ بها وقد وضعت يديها بوضع التشابك
فوق خلفية رأسها في وضع القرفصاء
لتغوص في بحر غياب موجع
وهو ينتظر منها أن تستيقظ من جديد
وأن تكون قادرة على التجديف بتلك الأيدي
المشهد جد رهيب مخيف
في بضعٍ من زمان لم يُسجل
وبينما هو متأهبٌ لتلك اللحظة المنتظرة
حيث ترفع وجهها وتنفضه من ركام ذلك الجسد المتشابك
كان هناك ما يزلزل بل ويدغدغ حبل العشق المتماسك
ليقول
يا ويحي ليتني متُّ قبل هذا
يتبع


أمير الحرف 05-14-2021 07:02 AM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
محمد حجر
الحلم سيد الخيال الخصب
الذي يلوح برايه الجمال ودقة المعاني
دائما رائع
ودي الكبير
لي عودة مع الجزء الثاني والذي يليه

غرباء نحنُ 05-14-2021 07:06 PM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
ملأت صدري بهذا العبير في مصافحة أولى
ويسرني العودة كلما لاحت النسائم
ودي وتقديري

محمد حجر 05-21-2021 06:26 PM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمير الحرف https://www.boohalharf.com/vb/boohh/...s/viewpost.gif
محمد حجر
الحلم سيد الخيال الخصب
الذي يلوح برايه الجمال ودقة المعاني
دائما رائع
ودي الكبير
لي عودة مع الجزء الثاني والذي يليه


وكم يسعدني منك تلك القراءة

أهلاً بك ياقدير

محمد حجر 05-21-2021 06:27 PM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غرباء نحنُ https://www.boohalharf.com/vb/boohh/...s/viewpost.gif
ملأت صدري بهذا العبير في مصافحة أولى
ويسرني العودة كلما لاحت النسائم
ودي وتقديري


ومع كل عودة

هالة من النور تشملني

حييت ياكريم

محمد حجر 05-21-2021 06:31 PM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 




















فتى القرية 7
سيقولون لك يا فتى أنت لا تنتمي إلى هُنا
فلماذا تتمسك بالبقاء هُنا؟
سيلعنونك في كل تضحية تقدمها
ويدمرونك في كل كتاب تكتبه
وفي كل قصيدة ألقيتها يصمون آذانهم ويستغشوا ثيابهم
ويقعدون لك في كل مقعد
ويتعقبونك في كل مرصد
ويزلزلون أرضك لو استطاعوا
ويحرقون عرش اطمئنانك
سيسفهون أحلامك يا هذا
لأنك لا تشبههم ولأنك لست مثلهم
سيتمنون لو أن طيناً من السماء يملأُ أحشاءَك
ولو أن بارود الأرض الخامد في قعرها قبرٌ لك
فقط لأنك مختلف يا هذا
لسانك يجلدهم وقلمك الحر يقذفهم بسهام موجعة
***
من أنت يا هذا؟
صوت جاء من وسط ذلك الرُّكام الصامت
لينتبه من غفلة اللاشعور السَّابح في بحر القلق
من أنت؟
حتى أنا لا يعرف من أنا؟
والله يا سيدي لا أستطيع القول أو الإجابة
ولعله سؤال استباقي لا يشبهني ولا أشبهه
أنا ... من أنا؟
صفرٌ يا سيدي ... أنا الذي كان لا شيء حتى ساعات الأمس القريب
أرسم أحلامي على جدران غرفتي أشجار بلا ورق
وأروي ظمئي من ماء تلك الترعة المحفورة في قلبي
وبينما أغوص حتى يجذبني القاع لا أرتوي
أنا الصِّدِّيقُ وتلك صدِّيقَتي
من فرط سعادتي كانت رؤيتها لقلبي لحن وموسيقى
أنا المشَّاءُ يا عاذري لو كان سؤالك مُجرداً
وتلك الجالسة في طرفها الخفيِّ جذبتني
وأنا الرسَّام يا لائمي
وتلك سيِّدة الأمنيات
ابنٌ ميِّت لسيِّدة أنجبتني كما اختلافها عن كل أم قبلها
في يومٍ قائظ من أيام تموز الجافّة
ألقتني على حجر قابلة لم تستقبل من قريتي طفل من بعدي
لتودع الدنيا حين وجودي
أنا يا سيِّدي
من خرج بالأمس ولا حاجة لي من الدنيا
وقبل أن يعلن النهار هجرانه
كانت تلك الجالسة خلف غمام الأمنيات تملكني
وكأنني البحر يحن للشاطئ
جئتُها من أقصى مكانٍ من أبعد قعر بمحيط التوقُّع
فكانت هي من زلزلت ذلك المتقوقع على صدفته
وبطرقة واحدة أخرجتني
وبحجم فجاءة السؤال كانت براكين تتفجَّر في هذا الداخل
شخصٌ لا يملك خبرات حياتية ولا تجارب غرامية
ثم يجد نفسه وقد وقف على قارعة طريق لا تلوح له بداية
ولا تتضح منه غاية وبكل سرداب ألف ابن آوى ينتظر
لينظر في سماء الأمل فلا يجد إلا غرابين البعد تحلق
فاردة أجنحة التشاؤم على غصن مضيء
من أنت يا هذا؟
صدقاً لا أعلم عن أنا ولكن هذا يا سيدي حدثوني عنه بالكثير
فأختر أيهم يحدثك عني كما شئت
ولكن سؤالي الوحيد
من هذه التي تجلس هناك محاطة بالترف
تلك القاتلة يا سيدي بلا عمد
وأما أنا فقط محمد حجر عائلتي معروفة
نجير الضعيف وننصف المظلوم ونعطي كل ذي حق حقه بلا نقصان
عهدٌ قديم نتوارثه لأجيال
شابٌّ في مثل عمري أو يكبرني بشهور قليلات
لست أدري بالتحديد ولست على دراية أيُّنا اخترق قلب الآخر أولاً
الشاب من القرية ومع ذلك هذا هو لقائي الأول به
هل عرفتني يا سيدي قال نعم ومن يجهل عائلتك يا بن الأكرمين
ويتحدث الشاب عن نفسه أنا فلان بن فلان
وهذا بيت عمنا المهاجر منذ سنين
جئنا لقضاء اجازة الصيف أنا وأمي وأبي وإخوتي وأخواتي الصغار
وتلك التي تنظر إليها كما ألاحظ
أختي الوسطى ولا أدري لماذا تغير حالها اليوم عن الأمس؟
قلت لعله خير ربما جو القرية لم يعجبها
ثم يسألني هل فلان بن عمك أم تشابه أسماء
قلت هو كذلك وكل من ينتهي اسمه بحجر في تلك القرية
ستجده بن عم لي أو بن خال
قال هو صديقي القديم وسآتي لزيارتكم حتما في أسرع وقت
قلت لماذا لا يكون الآن
ومن ثم هي فرصة كي نتعارف ونتآلف أكثر وأكثر
وتأكل فول مدمس صنعته أمي اليوم على الفرن الفلاحي
سيعجبك و ستشتاقه ما حييت
يستجيب الفتى لدعوة هذا الغريب
ومن ثم يمضي بصحبته تاركاً تلك اللفتة السريعة
لتلك الجالسة بالجوار
وهو يصرخ سرقتني وأغرقتني
وربما تطور جديد وهجوم مباغت من هذا الأخ الغريب
هجمة مرتدة صنعها باحترافية
نحو غارة جديدة ينتظرها ذو الوجد المشبوب
كمن تسجَّى على فُرُشٍ من الضباب يوم عيد
يتبع




واجدة السواس 05-21-2021 07:13 PM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
إلى فتى القرية وصاحب سلسلة مذكراتك

الأديب الرائع محمد حجر

الذي يتدفق من نهر ابداعك

نص ثري بالمذكرات

الجميلة والحزينة

ونص يفوح منه عطر

القصص الواقعية في

هذه الحياة الشرسة

مذكرات مثقلة بغيوم وامطار

وتتعثر بحصوات الطريق

وهناك تطرب على اغاني حليم

وشادية ويأتي بعدهم محمد العربي

الذي غزا مسامعك ومضيت بتجوال الأمل

فالياس له وجه وامل النهار يأتي بعد الليل والظلام وبحثت عن حلم يلازمك

ليلا ونهارا وهناك شدو جميل

يتسلل ويخطف اسماعك

قد يتوقف الزمن وتستيفظ

على صوت بكاء للاطفال الذي

لا ينقطع

وتعود ميادة الحناوي

لتغزو مشاعرك رغم ذلك

لاتجد للشكوى مدخلا

وتبوح بسر للسماء وظل

البكاءفتت الحكاية

إلى تفاصيل دقيقة بقتل

موتى الحرب من جبناء وشجعان

وتفتح تفاصيل الحكاية قصص

من ليالي طويلة لا يدركها الصباح

من عشق يخجل وكتاب يتجول

بفصوله الاربع

ليس هناك حلم قبيح في الكون

لكنه مثير للرفض

فالتجاعيد فوق جبهة الاستحالة

للوصول

بعدغناء وردة بدأت صلاة الشوق

الظامئة بين سراديب الخوف

سلسله 7 اقول لك صح كلامك

استاذي الفاضل لا أحد يقبل النصيحة

ويدحرون الكتب من الجهل القابع من انت

انت الأديب محمد حجر وكلنا نفتخر بك

اسفة لطول الرد لان سطورك تترك

لنا مساحة واسعة للتعبير أهنئك

من كل قلبي على سلسلة ذاكرتك

واتمنى حروفي تعطر المكان
باحساسك الصادق
للعلم استاذ الحياة مليئة

بالمشاعر المتناقضة

يجب توازن في ميزان صادق

وسط الاشواك

تحيتي تليق لشخصك

الرائع ولقلمك

الفاخر والمميز

>::>::>::>::

مجموعة إنسان 05-22-2021 12:02 AM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
ومن الجمال الذي يملأ القلب حبوراً
هو هذا القلم القوي الذي تعوناه منك
منصفا للغة العربية وفكراً
واعيا ننتظره من قامة تعرف ما تكتب وما تريد
شكرا كبيرة لجمال روحك وقلبك
كل الحب لك
وسأتبع كل الأجزاء بحب كبير

محمد حجر 05-24-2021 10:45 AM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة واجدة السواس https://www.boohalharf.com/vb/boohh/...s/viewpost.gif
إلى فتى القرية وصاحب سلسلة مذكراتك
الأديب الرائع محمد حجر
الذي يتدفق من نهر ابداعك
نص ثري بالمذكرات
الجميلة والحزينة
ونص يفوح منه عطر
القصص الواقعية في
هذه الحياة الشرسة
مذكرات مثقلة بغيوم وامطار
وتتعثر بحصوات الطريق
وهناك تطرب على اغاني حليم
وشادية ويأتي بعدهم محمد العربي
الذي غزا مسامعك ومضيت بتجوال الأمل
فالياس له وجه وامل النهار يأتي بعد الليل والظلام وبحثت عن حلم يلازمك
ليلا ونهارا وهناك شدو جميل
يتسلل ويخطف اسماعك
قد يتوقف الزمن وتستيفظ
على صوت بكاء للاطفال الذي
لا ينقطع
وتعود ميادة الحناوي
لتغزو مشاعرك رغم ذلك
لاتجد للشكوى مدخلا
وتبوح بسر للسماء وظل
البكاءفتت الحكاية
إلى تفاصيل دقيقة بقتل
موتى الحرب من جبناء وشجعان
وتفتح تفاصيل الحكاية قصص
من ليالي طويلة لا يدركها الصباح
من عشق يخجل وكتاب يتجول
بفصوله الاربع
ليس هناك حلم قبيح في الكون
لكنه مثير للرفض
فالتجاعيد فوق جبهة الاستحالة
للوصول
بعدغناء وردة بدأت صلاة الشوق
الظامئة بين سراديب الخوف

سلسله 7 اقول لك صح كلامك

استاذي الفاضل لا أحد يقبل النصيحة

ويدحرون الكتب من الجهل القابع من انت

انت الأديب محمد حجر وكلنا نفتخر بك

اسفة لطول الرد لان سطورك تترك

لنا مساحة واسعة للتعبير أهنئك

من كل قلبي على سلسلة ذاكرتك

واتمنى حروفي تعطر المكان
باحساسك الصادق
للعلم استاذ الحياة مليئة

بالمشاعر المتناقضة

يجب توازن في ميزان صادق

وسط الاشواك

تحيتي تليق لشخصك

الرائع ولقلمك

الفاخر والمميز
>::>::>::>::




هي خربشات من يوميات مرهقة

وأحياناً توجعنا في لحظات
ولكن طالما سمح لنا القلم بذلك
سنكتب ونظل هكذا

وكما قلت سابقاً

تكتبنا الأحلام سيدتي
بينما نحن من يرويها

مرور كما العطر واجدة السواس



محمد حجر 05-24-2021 10:47 AM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجموعة إنسان https://www.boohalharf.com/vb/boohh/...s/viewpost.gif
ومن الجمال الذي يملأ القلب حبوراً
هو هذا القلم القوي الذي تعوناه منك
منصفا للغة العربية وفكراً
واعيا ننتظره من قامة تعرف ما تكتب وما تريد
شكرا كبيرة لجمال روحك وقلبك
كل الحب لك
وسأتبع كل الأجزاء بحب كبير


ومن الجمال حضور من مثلك سيدي الفاضل
أشرقت بك شمس الصباح

حيهلا النور





محمد حجر 05-24-2021 10:52 AM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 














فتى القرية 8


بعض المشاعر تقتلنا إن لم نسمح لها بالعبور
وليس من وَجدٍ يحرقُنا غير ذلك المكبوت حتى حين
هل يُسأل الموت يوماً عن موعد؟
هكذا ذلكم الشوق المصاحب لنا حتى في أضعف لحظات عمرنا
يأتينا من قوة تارة
ومن ضعف تارة
ونحن بين هذه وتلك ننزف بسعادة
وثمَّة ابتسامة على المُحيَّا مصحوبة بتعرُّقٍ فوق الجبين
إننا نعشقُ
يا إلهي كم هي هكذا عذبة شجيَّة
أن تعيش في جماعة وهم قد لا يدركون عن حالك
ولا يعلمون عنك شيء غير أنك أنت
نعم فقط أنت بكل ما فيك من ثوابت
وبينما تلك المصفوفة بداخلك في حالة شبه عدم استقرار
بيانات متشابهة وأطروحات مختلفة ورغم سكونك
إلا أنها لاتزال بتلك الحالة من الديمومة المتغيرة
لا حل واحد يجمع تلك المصفوفة بكل احتمالات الفشل والنجاح
وأعود لرفيقي الجديد
ولستُ هنا ذو الشخصية الميكافيلية التي تسعى للاستفادة من كل الأوضاع
وأبداً لم ولن يكون ذات يوم
كان ذلك الرجل يستحق أن أغرق فيه منذ لحظة سؤاله (من أنت؟).
لنمضي سوياً متطلعين ببصرينا نحو تلك الحقول الخضراء
ونحن نسلك ذلك الطريق الترابي وسط الزراعات
ولا ينقطع الحديث بيننا عن كل شيء يخصنا
حتى وصلنا لتلك الدار القديمة بوسط القرية حيث توجد بداخلها تلك السيدة
صاحبة العصى السحرية التي لطالما كانت هي المرشد والرقيب
لكل من وُلد بتلك الدار التي على الرغم من بساطتها كانت عندي هي القصر
وكم كان حزني عليها يوم فارقتها بعد خلاف بيني وبين الوالد
قام بطردي على أثرها لينقطع الحديث بيننا لمدة 5 سنوات كاملة
رغم عودتي للبيت بعدها بأسابيع قليلة وبرغبة من والدي
ولكنني لا أغفر بسهولة حتى لو كان صاحب الذنب هو أبي
ليس لشيء تعلق بالقلب ولكنه كان نوع من العتاب
فكان صمتي أكبر عقاب لوالدي على فعلته
عقوبة مغلظة على الطرفين كنت أنا من يتحمل الذنب الأعظم فيها
ولكن ما العمل؟ وكما يقولون من الحب ما قتل
وكم يعلم الله كم كنت أحب وأقدر هذا الرجل
ليس لأنه والدي فقط
ولكن لأن ذلك القلب لم يكن يحمل سوى الخير والصدق للجميع
ومن بين جميع الإخوة كنت أنا الصديق الأقرب له
رغم خلافاتنا الظاهرة إلا أنه لم يكن يفعل شيئاً أو يتخذ قراراً
دون علم مني أو استشارة وموافقة
دخلت وبصحبتي صديقي الجديد والفريد
وإذ بأمي جالسة وسط الدار
وعلى الموقد الخشبي غلاية الشاي
ألقيت السلام وقبلت يديها وكما فعلت فعل صديقي الجديد
مضت دقائق كثيرات نتحدث مع أمي
وهي تتحدث مع صديقي ومع كؤوس الشاي التي تناولناها
أخذنا بساط الوقت طويلاً
حتى دخول العديد والعديد من الأصدقاء
فالحدث كبير وجميل
صديق جديد وغريب يدخل بيننا
وكما هي كانت عادتنا مع كل صديق يأتينا بصحبة أحد الأصدقاء من القرية
يكون الجميع بالجوار للترحيب والمجاملة
قضيناها ليلة مملوءة بألفة وصداقة لازالت حتى اللحظة بذاكرتي
وعند منصف الليل حان وقت انصراف الصديق
ذهبنا بصحبته مع ابن العم العزيز وهو الصديق المشترك
وبين برد الزراعات كنا نتوقف لحظات لتبادل النكات والحكايات
حتى وصلنا لذلك البيت الذي تسكنه تلك الجنية الصغيرة
وما إن اقتربت الأصوات حتى شاهدت النافذة وقد فتحت
لتطل منها ذات الجلسة المسائية بتلك الزاوية البعيدة في ركنها القصي
لأراها كما بدر ترك النجوم واختار العزلة في تلك النافذة الخشبية
فقط كي أراه حين يسمع صوتي
وفقط كي أنعم بنوره حين يحملني بساط الشوق
وحين في ركاب الحمقى أعبر من فوهة بركاني الساكت حتى حين
لم أحظى سوى بتلك النظرة لشهور وأيام
كانت تلك آخر شيء رأيته منها في تلك الليلة
ولعدة طبقات من الوجع كانت تمر تلك الذكرى
كما نيزك آفل
لا ينتهي إلا بذلك الطيف ذو الوجه البريء
لأعود لقلمي ومذكراتي
كم أنت غارقٌ يا أنا!!!
كم أنت مهلك أيها القلم المكسور والعاجز عن رسم شفتيها قبل الابتسام!
يتبع

الغيث 05-24-2021 09:58 PM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
ها أنا ياسيدي قد قرأت حلقتين من هذا السفر الجميل
تأبطت فكري وتجولت في طيبة الناس وحياتهم
في البساطة
في النقاء
في الصدق والعفاف
استنشقت عبير الاخضرار ورائحة الطين
وحياة الناس الجميلة
وشنفتي أنغام الفن الأصيل
سنتابع هذه الرحلة الوجدانية
وهذه اللوحات السريالية
دمت أخي محمد
ودام نبضك >::

محمد حجر 05-26-2021 09:58 AM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البوكري https://www.boohalharf.com/vb/boohh/...s/viewpost.gif
ها أنا ياسيدي قد قرأت حلقتين من هذا السفر الجميل
تأبطت فكري وتجولت في طيبة الناس وحياتهم
في البساطة
في النقاء
في الصدق والعفاف
استنشقت عبير الاخضرار ورائحة الطين
وحياة الناس الجميلة
وشنفتي أنغام الفن الأصيل
سنتابع هذه الرحلة الوجدانية
وهذه اللوحات السريالية
دمت أخي محمد
ودام نبضك >::










ومرحباً بك عزيزي
يسعدني ذلك

واهلاً بك في كل حين


تقديري لك

محمد حجر 05-26-2021 10:06 AM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
















فتى القرية 9
يقولون إذا أردت العيش إلى جانب بركان
عليك أن تعلم حقيقة واحدة
أن ذلك البركان هو من يسمح لك بالحياة
وإلا بفورة واحدة منه تحولت إلى حجر
وقالوا من عاش بالسيف يموت بسيف
وربما تأتيه طعنة القتل من أقرب مكان يأمنه
ومن يرسم الخوف يجده في ركن بيته
كي تأخذ عليك أن تعطي
لتتقدم في عمرك ستقدم شبابك
ولكي تتعافى ستتنازل عن طفولتك
لا شيء بالمجان يا عزيزي
ولكي تحصل على امرأة ستترك كل النساء لأجلها
لن تحصل على الجميع لأنك لن تستطيع أن تجمع كل الأوقات
وقتك مختلف عن وقتهم يا هذا
ورغباتك ليست كلها صالحة للتداول
***
وأعود لتلك المذكرات كما هي عادتي بعد كل فاصلٍ
ومع بداية كل سطر أنظر للجزء الأيمن من بداية الصفحة
لأجد التاريخ مدون كما أفعل قبل بداية كل كتاباتي
ولكنني حال نشرها أترك التاريخ لأهل التاريخ
وكل الأحداث تنساب رويداً رويداً
تاركاً لقارئي حرية البعثرة وعشوائية التصوُّر
هكذا سيكون أجمل وأكثر ديناميكية
وهنا وردة تشدو في خافقي من جديد
من كلمات / عبد الرحيم منصور
لو صادفوك صحابي
وسألوك عليا
متقولشي هجرت
وتشمتهم فيَّا
ب ييجوا يزوروني .... وعنك يسألوني
أسكُت والدموع
من حيرتي يخونوني
أين ذهبت صاحبة الوقفة والنظرة أيها البائس؟
وتركت لك تلك التركة الكبيرة من المشاعر بلا ترجمة
وبلا بوح
فمن يشربُ ماءَ بئرك يا هذا؟
ومن يرسلُ الدلوَ إلى قعرك السحيق؟
لا شيء أنت ولن تكون كما يوسف
وستبدأُ رحلة النبُّوَّة في ليلة
ف زليخائك ليست للعزيز
وسبعك العجاف لن تمر
ولن تأتيك السيَّارة ولو صرخت بعلو صوتك في غيابة جُبِّكَ
تناولت قلمي الرصاص لأبدأ في رسم تلك الملامح الباهتة
منعكسة في غيم أبيض
لا ملامح ولا قعر ينتهي لذلك البؤبؤ الأزرق
وكما الماء لا يُقبض بين راحتيك
كان هذا الطيف المسافر عبر ذاكرة السمك التي سيطرت على ذلك العقل المشتت
خوفوني من هواك قبل ما أحبَّك خوفوني
قالوا يا ويله اللي يسكن جنب قلبك
حين سمعتها من صوت الحب نجاة الصغيرة
والكلمات لـــ حسين السيد
بعثرة بكل ما تحمل الكلمة
أيام وشهور تمضي ثم عام ومن بعده عام
ثم ثالث يوشك على النهاية
وكل ما كان يفعله الفتى هو الطواف على ذلك البيت المظلم
المهاجر أهله كما الكهف المرعب
كل النوافذ مغلقة
لا تُشاهد على أشجار الحديقة سوى الغربان
ولا تُسمع إلا حفيف أوراقها المرعب أيام الشتاء
وعند كل سؤال عن ساكنيه تكون الإجابة أنهم مهاجرون
هجرة اختيارية دون ابداء أسباب
ولأن الركض نحو الأمل هو أصعب رياضة في الحياة
مارست تلك الرياضة المستحيلة لبقية حياتي
لأنه في حقيقة الأمر كانت هناك تحديات
أولها أن أدرك ما هو الأمل؟
وأخرى ما الذي خلف الأمل؟
وثالثة هناك تشعبات لذلك الأمل
فماذا لو أخذني في طريق بلا عودة؟
وهنا سيكون الركض بلا توقف
لأنه سيكون أمل بلا عناوين
وأقصد هنا صيغة الجمع
لأن المدرك الجمعي سيكون ذا توصيف أشمل وأدق
ببساطة إن سألت عن الأمل تأتيك الإجابة مختلفة
بحسب تنوع المواقع وباختلاف السائل ورغبة المسؤول
وهنا توقفت وبكل بساطة توقفت
قررت عدم الركض خلف الأمل (اللقاء)
لأنه غير موجود في تلك المرحلة
وحينذاك كان هذا من جملة قرارات حدثت وتحدث في حياتي
ولا أتوقف عنها ما حييت وبل لا أنصح أحداً من بعدي
عندما تخبرك المعطيات بأنه عليك التوقف فلتتوقف
ببساطة لأن البرهان معروف ولا تترك شيئاً للصدفة
طالما أنت قد بذلت واستنفذت كل المحاولات الصحيحة من وجهة نظرك
لبلوغ الهدف وحصول المرام
وقبل انتهاء السنة الثالثة من فراق لم يحدث من قبله التقاء
بل لم يكن سوى نظرة عن كثب
ثم جلسة مختنقة وتساؤلات من الأخ الصديق
ومن بعدها تلك النظرة من شرفتها الخشبية
فقط ثلاثة مشاهد والحال لا يعلمه سوى الله
كبرت ثلاثة سنوات وكذلك بطبيعة الحال كبرت أنا أيضاً
وتراكمت دفاتري فوق تلك المنضدة القديمة من ذلك البيت
وفي كل دفتر سر من أسراري
لم يعلم به مسبقاً سوى ذلك القلم
ولم يقدر على حمله سوى تلك الدفاتر
كنا جلوس على أحد مقاعد الانتظار بإحدى محطات القطار
قبل انقضاء العام الأول على ذلك الفراق بقليل
كنت أرسم لها تلك الصورة بألوان الفحم
ومن ثم اكتب فوق الصورة ما شئت لها حتى تعود
سألتني إحداهن على حين غفلة
لماذا هذه الصورة بلا ملامح يا محمد؟
قلت ببساطة لأنها لا تشبه النساء
قالت من؟
هل هذه حبيبتك؟
قلت لا ولكن هي كذلك حتى حين
فقالت أنت مجنون والأكثر جنوناً من يسألك يا محمد
قلت خذيها كما هي دون تفاصيل
ستكون أجمل
فقالت وددت لو كانت الصورة لي
فقلت أنت واقع وأنا لا أرسم سوى الأمل
ولا أركض إلا خلفه وإن عجزت قدماي عن حملي
أرسمه على دفتري ثم ألقيه في البحر ربما تتلقفه حورية البحر
التي تبحث عن أمل أن يصير لها قدمين لتركض بهما خلف
ذلك الصياد الوسيم
وبعد رحلة بحث طويلة عنه
تجده وقد انشغل بأخرى وبعالم آخر يخصه
فلملمت خطاها الهوينى وعادت للبحر من جديد
وبينما كانت أمنيتها الأولى أن تكون بأرجل تحملها إليه
صارت تتمنى لو تعود لذيلها القديم
كي تستطيع الغوص في قعر البحر من جديد
فقالت الآن عرفت من الحورية يا محمد
والصياد أنت ولكن من التي تشغل الصياد؟
فقال تلك حكاية أخرى سأحكيها لك
بينما نحن جلوس داخل ذلك القطار القادم من بعيد
قالت حسناً ليكن ولك مني قلب وآذان شغوفتان في آن
ولست مثل الحورية المنسحبة يا عزيزي
الصياد يستحق محاولة أخرى
والحورية عليها أن تستغل تلك الفرصة
يتبع

السفير 05-26-2021 11:08 PM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
سلسة حافلة بالوجع وممتد بأمنيات الأمل القادم بإذن الله التي نرجوها ونتمناها ونصبر أنفسنا بها رغم معرفتنا بقسوة الزمن .. دمت بكل بهاء وروعة حضور الأخ الأستاذ القدير محمد حجر

هادي علي مدخلي 05-27-2021 07:00 AM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
ستكون لنا عودة مع بقية الأجزاء
التي فاتتني :)flll:
وسوف أحتفل بهذا المنجز
الكبير والكبير جداً بطريقة
تليق بالكبار flll:

محمد حجر 05-27-2021 07:31 PM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السفير https://www.boohalharf.com/vb/boohh/...s/viewpost.gif
سلسة حافلة بالوجع وممتد بأمنيات الأمل القادم بإذن الله التي نرجوها ونتمناها ونصبر أنفسنا بها رغم معرفتنا بقسوة الزمن .. دمت بكل بهاء وروعة حضور الأخ الأستاذ القدير محمد حجر








سلمت سيدي السفير
هذه أجزاء من مذكراتي الشخصية ياعزيزي
أشاركها معكم

ويسعدني متابعتكم الجميلة


تحياتي

محمد حجر 05-27-2021 07:32 PM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هادي علي مدخلي https://www.boohalharf.com/vb/boohh/...s/viewpost.gif
ستكون لنا عودة مع بقية الأجزاء
التي فاتتني :)flll:
وسوف أحتفل بهذا المنجز
الكبير والكبير جداً بطريقة
تليق بالكبار flll:





ومع كل عودة لك
هناك على المحيا ابتسامة


دمت ياصديقي

محمد حجر 05-27-2021 07:35 PM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 




فتى القرية 10






يقولون إن الأشياء الثمينة لدينا تكتسب مكانتها
من حجم اهتمامنا وعدم المساس بقدسيتها أو العبث بها
لذلك لا تعبثوا بالقلوب
لا تهذي حتى باسم زوجتك وحبيبتك أمام الجميع
لقلوبهن قدسية لا مساس بها وحرمة تفوق كل الحرمات
وما كانت القاتلة لقيس إلا أنه أذاع الخبر
وجعل من ليلى أحاديث في كل سامر وفي كل سوق يحدث في بلاد العرب
وبقدر حديثه الطويل كانت المعاناة أطول وأعمق
لا تتشكل اللآلئ إلا بقدر تكوُّم وتكلُّس وإغلاق المحارة على نفسها
وكلما كان الانغلاق أطول كانت اللؤلؤة تكبر
لا حب بلا بوح ولا بوح بلا مستمع
ولا علاقة لها بداية بدون تصريح
أحسنوا الإنصات يا سادة
*****
بعد وقت غير يسير من جلوسنا بالقطار المتجه للقاهرة في صبيحة يوم بارد
من أيام المحروسة (مصر)
نظرت لتلك الجالسة إلى جواري نظرة تفحص طويل
فقالت بابتسام عن ماذا تبحث يا هذا؟
قلت عن الذيل
فقالت وبينما شباكك مفقودة لن تجدها إلا عند البحر يا عزيزي
قلت حسناً يبدو أن بالبحر سِرٌّ لا يقبل التأويل
قالت من هنا نبدأ
قلت وهل يفتح الباب أم يكسر
قالت بل مكسور منذ أن كانت تشتري الحلوى من ذلك الدكان الملاصق
لبيت الصياد الغافل
قلت أما وإن البحر عميق
قالت لا تخف فما كانت الحورية إلا لإنقاذك حين الغرق
وتلك رواية أخرى لو تعلمون
وسط ذلك المجتمع الصغير (القطار) حكايات وحكايات
وبينما تلك التي لا تنفك عن محاورتي ومناورتي
بصوتها الدافئ وبقلبها النابض والمشع بطيبة وإخلاص
لم أجرب مثله لدرجة تصل مبلغ السذاجة
تلك التي أكرهها حين تعلق ببشر
لا أحب أن يتحلى أحدهم بتلك الصفة
لأنهم ببساطة سيدينونك لامحالة وسيغرقونك بسخائهم العمر كله
لشيء يتعلق بي فقط
ذلك بأنني لا أحب ولا أفضل أن أكون مدين لشخص ما أو لجماعة
وسيكون بمثابة قيد ولا أحب القيود
أو كما عهد ولم أحنث بوعد في حياتي
لذلك أهرب من مثل تلك المواقف
ولأول مرة أرى كلمة تلمع بعيون سيدة
وبالرغم من رعشة عميقة تتملك تلك الشفاه
إلا أنها تملكت قواها وقالت بوضوح
تمنيت لو تملَّكتك يوماً ما يا هذا
قلت تمهلي سيدتي ربما هناك اتجاه خاطئ لتلك الرياح الهيجا
قالت حتى وإن كانت لا أهتم ولا أعبأ
يكفيني أن تعلم وحسبي أنني بجوارك
نقطع تلك الرحلة شبه الأسبوعية إلى الجامعة
فقلت احتفظي بسرك حتما سنكتبه برواية أخرى يوماً ما
قالت حدثني عن صاحبة الطيف بتلك الصورة بلا ملامح
قلت أو تستمعي لو تحدثت
قالت مجرد حديثك فقط يرسم ذلك الأمل
الذي لطالما طاردته منذ عقدي الأول أيها الغافل
ولست أدري عن تلك الكلمة (الغافل) تكررت وكثيراً
قالتها سيدة الهاتف وتلك السيدة من باريس
حتى سيدة الميترو كررتها كثيراً في مرحلة تالية من حياتي
وكأن الزمن يتكرر ولكن الوجوه هي التي تتشكل من جديد
دائماً أحملها على المعنى الظاهر
ولا أبحث فيها بالكثير ولم أحاول أبداً
ولكن حين تتكرر أحس بكم هي ثقيلة
قلتُ ولو لم أكن ذلك الغافل هل كنت سترينني بتلك الحالة؟
أنظري لذلك الشاب الوسيم هناك على الكرسي الجلدي
وتلك الابتسامة التي لا تفارق محياه
ومجموعة الشباب الذين يتبادلون لعبة الورق بسعادة يتندرون فيما بينهم
والتفتي يساراً هناك فتاتين احداهن ترتدي بلوزة بيضاء
وهناك وردة صناعية فوق صدرها البض
مع جيبة كحلي على تطريز ذهبي وحزام عريض
تناسق جميل ومتناغم
والأخرى ترتدي بنطال استريتش من الجينز الضيق باللون الأزرق
وتي شيرت برتقالي عليه مشغولات من القطيفة البنفسجية
في الغالب يسكنان بالجوار من بعضهن
إحداهن تستغل الأخرى ما استطاعت
وانظري لتلك السيدة الشابة في ذلك المقعد الخشبي بالركن البعيد
تطلعي لما هو موجود فوقها
ستجدين هذا السبت المصنوع من عيدان البوص
وضعت فيه بضاعتها من جبن أريش وزبدة فلاحي
وهي ذاهبة لأحد بيوت الأثرياء بالقاهرة كي تبيعه
ثم تعود لتطعم أولادها الصغار
في الغالب ستكون أرملة لزوج راحل
أو ترعى أولادها بصحبة زوجها العاجز عن تدبير نفقات الحياة
وانظري لذلك المجند النائم على الشبكة العلوية للحقائب
ذاهب إلى وحدته ولا يوجد في جيبه ما يكفيه نفقة الطريق
وأسألك سؤال ولا تعتبرينه للتسلي
قالت قل
قلت ما هو اسمك ؟
تبسمت متمتمة وكأنك لا تعرف
قلت بلا ولهذا قلت لا تعتبريه للتسلي
قالت أسماء
قلت هل تعلمين كم بنت وسيدة لها اسم أسماء بتلك العربة من القطار
وكم شخص يحمل اسم محمد
قالت ربما كثير ولكن ما الحكمة لا أعلم عنك
قلت هل كل من هي أسماء مثلك تحمل همومك
ولديها مثل اخوتك وأبويك ولديها حبيب غافل مثلي
تذهب لنفس صفك بالجامعة وترتدي ملابسك
وتأكل مثلما تأكلين وتدين بنفس دينك
وهل تستطيع الجلوس في ذات المكان الذي أنت فيه بذات الوقت؟
قالت مستحيل يا عم أرسطو
قلت هكذا أنا بتقديرك كنت هذا الغافل
لا أرى كما أنت ولا أسمع كما يسمعون
الحياة من زاوية أخرى أكثر صخب
وأكثر قدرة على التعايش والتماشي مع مُدرك قد لا نستوعبه يوماً ما
قالت الفتاة برقة استعد
قلت لماذا ؟
قالت للخروج من القطار يا عزيزي
تناول حقيبتك وكن حريص على قوارير وأنابيب المختبر خاصتك
حتى لا تجرح نفسك كما بالشهر الماضي
شكرتها على تلطفها وقلت هيا
لنغوص في زحام القاهرة المدقع
ولنا لقاء في مثل يومنا هذا بالأسبوع القادم
قالت لا بل قبله بأيام
سأنتظرك لأمر هام عند باب المدينة الجامعية الثلاثاء القادم بعد الظهيرة
وكن في قمة تأنقك يا هذا
فلن أرحمك ولن تهرب مني من جديد
قلت أفعل إن شاء الله
انتبهي لحالك حتى نلتقي
يتبع

مسك الخواطر 05-28-2021 05:22 AM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
فتى القرية
سلسلة تحتاج إلى
قراءة عميقة وعودة مرات ومرات
فهنا رسم بالكلمات على البياض
،عله يولد بنفسج الود بهيا زكي الإيحاء ..
عزف لموسيقى الود الصاخبة تشعل
شموع الأنس بليال الحب الدافئة المفعمة
بتفاصيل محمد حجر التي لاتمل

خواطر قلم 05-28-2021 05:30 AM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
تسلسل قصصي ماتع ترقص له الطيور
بوح ينبعث من رحم الولادة لتكوين
جديد في ذاكرة الذكرى
الراسخة في أعماق الذات المبدعة
تقديري العميق لهذا الحرف البهي

محمد حجر 05-29-2021 01:37 PM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسك الخواطر https://www.boohalharf.com/vb/boohh/...s/viewpost.gif
فتى القرية
سلسلة تحتاج إلى
قراءة عميقة وعودة مرات ومرات
فهنا رسم بالكلمات على البياض
،عله يولد بنفسج الود بهيا زكي الإيحاء ..
عزف لموسيقى الود الصاخبة تشعل
شموع الأنس بليال الحب الدافئة المفعمة
بتفاصيل محمد حجر التي لاتمل



وفي كل عودة نزداد غبطة يا أنيقة الحضور
وفي كل قراءة سعادة لا تفارقني
أهلاً بك ملايين

محمد حجر 05-29-2021 01:40 PM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خواطر قلم https://www.boohalharf.com/vb/boohh/...s/viewpost.gif
تسلسل قصصي ماتع ترقص له الطيور
بوح ينبعث من رحم الولادة لتكوين
جديد في ذاكرة الذكرى
الراسخة في أعماق الذات المبدعة
تقديري العميق لهذا الحرف البهي





أهلا بمن يسطر الجمال متى حضر


كل التقدير لذلك الغيم الماطر

محمد حجر 05-29-2021 01:46 PM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
مكرر

محمد حجر 05-29-2021 01:47 PM

رد: فتى القرية (1) ... سلسلة متتالية ... من مذكراتي
 
















فتى القرية
11









ليس عليك أن تبذل ما فوق طاقتك كي يحبك الجميع
ليس عليك أن تذرف الدموع لأنك تشاركهم حزنهم
وليس عليك الابتسام حين يضحكون
لا تشاركهم في شيء طالما أنك لا تريد
لا تكن بطة وسط حظيرة بينما أنت الديك الوحيد
وإن لم تؤذن لا يتنبهون
لا تخضع لشخص رخيص وإن بدا أنه يملكك
لا تتعرى كي تكتسب شهرة زائفة
لا تكتب ترهات فارغات لمجرد أن حفنة من جمهور سطحي يطلب منك فعل هذا
كن نفسك أيها المختلف كن ابن أبيك مهما كان
كن أنت ... فقط أنت
شيء بسيط ومعادلة بدائية لا تحتاج لمحفز خارجي أو لعنصر مساعد لبداية التفاعل
البداية أنت .... والنهاية أنت من يرويها للجميع



***


أنا عايزة معجزة تنجدني من الحنين
أنا عايزة معجزة
أكبر من السنين
وأقوى مني ومنك
والعالم أجمعين
وردة لا تخرج من ذاكرتي ولا تبارح خيالي
وربما هو العجز من شيء لم أقدر عليه يوماً بحياتي
أن أقاوم الحنين لخوف أن أجرح أناس ذنبهم الوحيد أنني مررت بحياتهم
فسكنت فيهم بأعمق مكان فلا أدخل ولا يُخرجوني
ومع تلك التي استقلت باص الفتيات المتجه للجامعة
وحينها ودعتني بابتسامة بيضاء تسرُّ الناظرين
وبقلب يود لو يخرج كي يصفعني على وجهي صفعة إفاقة
وبصرخة كما موت الشهداء في ساحة معركة
لا تخسرني يا هذا ثكلتك كل من هي دوني
وكمن يدخل البحر وشوقه الغرق
كان اختفاؤها بالحافلة وبيننا ذلك الموعد
قلت فلتذهب وليرزقها الله بمن يستحق مثل هذه الجوهرة
وقلت في نفسي هي كثير وجداً ورب الكعبة على من هو مثلي
أن تكون مثل هذه في حياة رجل لا يحيا إلا للركض خلف الأمل
وهو السباق الوحيد بلا نقطة نهاية
مرت الأيام الثلاثة لتالية ولا شيء بخيالي غير تلك التي أعطتني الموعد
وقلت لعله خير ربما عثرت على من يستحقها غيري
وعند حلول يوم الثلاثاء غادرت منزلي في قمة التأنق
بناءً على تحذير تلك الجارة اللهوف
حضرت سيكشن الصباح في معمل السيتولوجي
ثم نصف محاضرة ومن ثم انسحبت من الباب الخلفي دون ان يشعر بي أحد
وقلت تلك فرصتي حتى لا أكون موضوع الحديث والتندر بين شلة الفكاهة
ولأن الموعد يتبقى عليه أكثر من نصف ساعة
فضلت المشي على جانب الطريق دون ركوب الحافلة
وصلت وقد أذن الظهر بالمسجد المجاور للمدينة الجامعية الخاصة بالفتيات
وعند إقامة الصلاة دخلت وأديت صلاة الظهر مع الجماعة
ثم خرجت وإذ بصاحبة الموعد تنتظر بمكان ليس ببعيد عن البوابة
وحين رأتني بالجهة المقابلة عبرت ولكن هذه المرة ليست بمفردها
بل كانت بصحبتها فتاة أخرى رأيتها للمرة الأولى ذلك اليوم
وبعد سلام وتعارف بسيط قالت أسماء سنصطحب أنا وأنت
صديقتي إلى أقرب مكان نستطيع الكلام فيه بأريحية
قلت لا مانع والأمر لك
وأثناء سيرنا بالطريق لاحظت همهمات وغمغمات متبادلة بين الصديقتين
ثم عبارة هل يستطيع فعل ذلك يا أسماء؟
لترد أسماء نعم يستطيع وأكثر
قلت في نفسي اصبر يا خبر بفلوس بعد قليل من يدري ربما يأتيك بالمجان
وصلنا للمكان المراد في احدى الحدائق القريبة
ثم بدأت أسماء بالحديث
هناك مشكلة يا أستاذ متعلقة بأختنا شهد
ولا أثق بأحد غيرك يكون قادر على حلها في طي الكتمان
قلت خير موجهاً بصري نحو شهد
لأجد في وجهها دمعة سمحت لها بالهبوط دون قدرة على حبسها
فقلت اطمئني يا أخت مهما كان الأمر طالما أسماء مطمئنة
فلن يخيب ظنك بها إن شاء الله
ولكن أولاً من شهد؟
عرفتني بنفسها وأين تسكن وابنة من وصفها الدراسي بكليتها
وقالت لولا الذي سمعته عنك ما كان قدومي
قلت أسمع الحكاية ومن ثم أقول لك ما ينبغي فعله
وسامح الله أسماء قالت لي أريدك في أمر هام
وليتها قالت منذ صباح السبت كنت فكرت في حل مناسب
فقالت أسماء كنت بحاجة لموافقتها أولاً يا محترم
قلت حسناً فعلت والآن لأسمع الحكاية
تناولت كأس الشاي ونظرت لوجه شهد وهي تحكي الحكاية بإنصات
فقالت ساهر شاب من المدينة المجاورة
يطاردني ويهددني باستمرار تعرفت عليه أثناء السفر بالقطار
تحدثنا غير مرَّة وخرجنا لمرات متعددة أثناء المواسم والأعياد
كنت أظنه شخص يسحق اعجابي وتقديري
ولكنه مع الأيام أصبح يطالبني بأشياء
لا أستطيع تقديمها أو التنازل عنها لغير زوجي المستقبلي
قلت هل يحدث هذا بينكما فقط
قالت كنا نلتقي دون صحبة ولكن بالفترة الخيرة بدأ في اللقاء بي بصحبة أصدقائه
وصديقاته بالأماكن العامة وبدأ الأمر يتحول لوجهة أرفضها
فقلت وهل قلت له توقف
قالت نعم حتى قبل أيام قلت لا أريد رؤيتك من جديد
وانسى ما كان بيننا فلن ألتقي بك يوماً من الأيام
فما كان منه إلا أن صفعني على وجهي موجهاً السباب بأقذع الألفاظ
انصرفت والدنيا تكاد تكتحل بالسواد في عينيا
فقلت لا بأس الحمد لله أنك نجوت
قالت ليست هذه هي المشكلة
المشكلة أنه يهددني بصور التقطناها أثناء الرحلات مع الأصدقاء
قلت وهل هي معه أو مع أحد غيره؟
قالت بل معه فهو من كان يحمل الكاميرا
قلت اكتبي لي اسمه الكامل وبيانات كليته أو جامعته
وأي الأماكن أستطيع ايجاده بها
أخرجت ورقة وقلم وكتبت لي أسماء كل أصدقاءه ومعارفه
وأي الأماكن أستطيع العثور عليه بها
وقلت اطمئني الأسبوع القادم بإذن الله سيكون كل شيء على ما يرام
وستحظين باعتذار يليق بك
والآن انصرفوا إلى سكنكن ولا تبالي بشيء
سأتدبر أمره بإذن الله
لتبتسم أسماء محدثة صديقتها ألم أقل لك هو من يستطيع فعل ما هو أكثر
ويهمان بالمغادرة ومن ثم يأتي دوري كي أعود لبيتي
لأرتب كيفية العثور على ذلك المشاغب ساهر
واضعاً في تفكيري كل احتمالات خوض معركة استعادة الكرامة
لتلك الصديقة الخاصة بأسماء
وقلت ليكن ما قدره الله سأفعل ما يتوجب
دون شفقة ولا تراجع






يتبع


الساعة الآن 08:58 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف كلك غلا

1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47