منتديات مدائن البوح

منتديات مدائن البوح (https://www.boohalharf.com/vb/index.php)
-   بوح الأرواح (https://www.boohalharf.com/vb/forumdisplay.php?f=11)
-   -   مريم، بين كفٍّ وسماء (https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=6222)

مريم 09-30-2021 11:33 AM

مريم، بين كفٍّ وسماء
 

أدخل أكتب ما أشعر به، إنّه دفتر مذكراتي. لست بامرأة غامضة؛ لأخبئ حياتي. ولا أخفي عليكم أمرًا، بأنني بتّ أشعر بالحرج من ثقل أحزاني، فلا أقدم الفائدة، ولا حتّى شيئًا مسليًا تضحكون بسببه، كلّ ما أفعله: أكتب شعوري. إنني عارية أمامكم كلكم.

f::


مريم 09-30-2021 12:26 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
إلى مريم :

أكتبُ إليكِ في هذا الوقت المتأخر؛ لأنني شخص ساكت، مثل الأرقش تماماً. لا أجد متعة بلغة التّواصل مع البشر. ولكن هذا اليوم أحتاجُ لصوت دافئ، إلى البكاء مع قطٍ مثلاً. البارحة تعبتُ بشدة، معدتي مهترئة، لم تعد صالحة للعمل، أقضي وقت بالقهوة والحسرة والكتابة والنّرجيلة، وجبتي المفضلة "الخيال". أستفرغُ كل صباح، وبعدها أكمل متعة التّلذذ بخنقي، كانت ليلة بائسة، لا رفيق لي فيها. أقول ما قاله الأرقش حينما هجره قطه أو هو الذي هجره، لا فرق، بعد أن مزّق فأراً بأنيابه، وشرب دمه كله.

كنت أقرأ "أزهار الشّر" للكاتب "بودلير". أتتذكرين كلمة "النّحس" تلك التي تحدثنا عنها بمزحة؟ كانت حياته المسكين كذلك، أحبّ الكاتب "إدغار آلان بو"، مثلما أنا أحببتُ الكتابة إليك.
إنني أحس بسعادة كبيرة على الرّغم من كل هذا البؤس، أخيراً وجدت امرأة تشبهني ولكن بطريقة مختلفة، أنا أنزف من الوجع والبؤس، وهي تكتب الحب على ورق كلما دق قلبها دقة دقة دقة !


مريم 09-30-2021 12:28 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 


اعذريني يا مريم .. إن كنتُ لم أعد أتأمل بأي شيء، غاب الأمل كله عني، ولست درويش لأتحدث عن الأمل، أو أسرق اسم "أمل دنقل" وأصبح نسخته من المرأة، على الرّغم من أن المسكين كان سيّد الصّعاليك، ولكن الأسماء غير منصفة بحقنا. مثلاً أنا اسمي "مريم"، ولا أستحقه.
ما زلتُ أريدُ أن أعرف عن السّماء التي في الحي المجاور لنا، هل تميل للسواد مثلنا أم أنّها زرقاء اللون مثل الحكايات الجميلة؟ ماذا عن الحي الخاص بكم والمجاور؟
لا حيلة لنا في تسلّل النور
ولا في هجوم الضجيج علينا
نحن المتعبون من صدامات الحياة
لا نملك إلّا أن نشرّع صدورنا لكل اللصوص!!
مريم .. أرجوكِ لا تقطعي الرسائل


مريم 09-30-2021 08:47 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
لكلّ منّا كهفان، كهف مظلم، وكهف معشّق بروحانية النور ، الفطن منّا من يعمد إلى ظلمات كهفه يتأمّلها، يعرف مسبّباتها، ليتحاشى أن يقع فيها مجدّدًا، يحاول قدر استطاعته أن يشعل ذاك الظلام بتوبة أو استغفار، بخبيئة خير لا يعلمها إلا الله. لولا هذا الكهف المظلم لم يدرِ عن قيمة الضوء الذي يأوي إليه في كهفه النّوراني، لن يستلذّ بطعم العبادات، لن يستشعر معنى إنسانيته.

وآوِنا في كهفك، واجعلنا نعمل صالحًا ترضاه
فما جدوى عمل صالح لا ترضى عنه يا ربّ الكون !

في الساعات القادمة يوم الجمعة، وفيه ساعة استجابة، أُذكركِ يا مريم وأذكركم فلا تنسوا أن تغتنموها .

مريم 09-30-2021 09:12 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
في حديث للرسول صلى الله عليه وسلم قال "من قال هَلَك الناس فهو أهلكهم"، ذلك الشخص العاجز عن رؤية الخير في الناس، فيُهلكُهم لا عن سوء عملهم بل من إحسان ظنه بنفسه وعجبه بعمله..
ينهانا النبي الأعظم عن أن ننظر للناس بعين تجمع الناس على نقصهم وذنوبهم، وينهانا عن النظر لأنفسنا باعتبارنا البريئين الوحيدين، الذي لم يرتكبوا أي جرم...
هذه النفسية التي تمنع الفرد من مراجعة نفسه وأخطائه، وتدفعه وتغمره في الكبر غمرًا.. ويتطلع على نفسه قائلًا " هلك الناس" لأنه طريق سهل، أهناك أسهل من أن نقول "الناس سيئين، وأنا الجيد الوحيد في هذه المدينة"، "الناس حقودين، أنا الطيب الوحيد؟"
هذه النفسية والعقلية التي تودي بصاحبها وحيدًا مغمورًا في عيوبه بلا صاحب ولا صديق لأنهم كلهم "هلكوا" يومًا ما ..
وما أبريء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ..

مريم 10-01-2021 10:51 AM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 

إلى مريم :
أشعر بثقل الوقت الذي يمر ببطء كعجلة قطارٍ صدئة.. أصعب ما رأيته اليوم : صورة والدكِ.
أحسست أنني فقدت أبجديتي، أو أن ما سأقوله أمام ما شعرت به سيظل قليل.
كنتُ أقول لنفسي : الوقوف ساكتًا بجانب من تحب مثل جرعة مؤقتة من الحبوب المهدئة.
وبما أنني هنا "ساكتة" يتكوم صوتي داخل حنجرتي سأظل أكتب.

على الهامش :

بعض التفاصيل ساحقة.
لا تخافي سيمر كل شيء بسلام

مريم 10-01-2021 11:00 AM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
لا أحلم
لا أنام
ولا أستطيع الخروج من قلقي

مريم 10-01-2021 05:54 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
ظاهر الإنسان قد يكون قُرصًا من النّار في داخله، فيبدو أمامك مثل قطعة جليد تهرب من بين فكّي الشمس، وقد تنعكس النّار التي تشبّ بين أضلعه على تصرّفاته، قد يظهر لك عكس ما هو، ويضيع في محاولة التعبير عن نفسه، وقد يبدو بالضّبط مثلما يشعر، إمّا هادئًا لطيفًا، أو نزقًا وعدوانيًّا، لا قواعد لأعقد تركيبة في هذا الكون، لا قواعد ثابتة للإنسان.
ثمّة جيوش في الدّاخل تحاول الانتصار على الدّوام، وفي الحقيقة كلّ ما يرغب به المرء أحيانًا، السّلام، السّلام فقط.

مريم 10-02-2021 11:28 AM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
كل من يكتب "و أعني هنا الكتابة الحقيقة التي لا يسعي صاحبها وراء الشهرة والمال والنفوذ"
يعيش حياة قاسية، مريرة، يقتات من الألم وبعض فُتات الأمل ليبق حيًا
نرى فى بعض العروض التلفزيونية شخصًا يرتدي ملابس رثة، يُدخن السجائر، يذهب إلى المقهي كل يوم، يحمل فى يديه بعض الأوراق التى تميل إلى اللون الأصفر (بشكل درامي سخيف)، يمسك قلمه و يكتب كالمجانين ثم نكتشف مع نهاية المشهد بأنه كاتب!
مثال واقعي تقريبًا
بينما الحقيقة التى قد يعرفها البعض
أن الكاتب يمتلك شخصيتين على الأقل، إحداهما ربما تكون كما تعرضُ فى التلفاز، بينما الأخرى يكون مُجبر فيها على التعامل مع الحياة
يذهب للعمل، يصافح زملاءه، يحاول الطبخ، يتزوج و يُنجب ولكن تظل دائمًا تلك النُقطة البعيدة التي لا يراها الآخرون
تلك الساعات الطويلة التى يعيش فيها كشخص آخر "كالمجذوب ربما"
لحظات من الألم الدفين وتلاشي القدرة على السيطرة
فتنسكب الكلمات من بين يديه
يصرخ طلبًا للنجدة، محاولات بائسة للعيش مع البشر!!
ينتهي الأمر و يعود فى الصباح مُشتت الذهن، خائر القوى يقول صباح الخير و يعني بها شيء آخر


على الهامش
ليس كل ما نراه حقيقياً







مريم 10-02-2021 11:33 AM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
إلى مريم :
أرجوكِ لا تتأخري في الرسائل
أخاف بدونكِ
وحدكِ تفهمين قولي

مريم 10-02-2021 11:20 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
إلى مريم ؛
لماذا كل هذا التأخير يا مريم ؟!
أخبرتكِ من ذي قبل ألا تتأخري في الرد على رسائلي
لا يهم من يبدأ، مِنْ يسمع مَنْ .. فقط أريدك بجواري .

في ليلة الأمس لم أجد مكانًا مناسبًا أبكي فيه، أغلب الوقت أنا متماسكة لأبعد حدّ إلا أن الأمر ينفلت من يدي -أحيانًا - كأنني وقفت على لغم لا أجد نفسي إلا بمنتصف الأنفجار.
لا تسأليني عن السبب، لا أعرف السبب !
قد يكون بسبب مشهدٍ كوميديّ، أو أغنية مبهجة. لم أعد أدري ...

من الجيد أن الأشياء القاسية هي التي تجمعنا، كأن ننام بعينٍ مفتوحة خشية من حدوث كارثة أو مصيبة. بصراحة كنت أحب أن أنام بعد ابتلاع قرصين من الأقراص المنومة التي تحولك إلى جثة مهما حدث حولك من مصائب لن يهتز لك جسد. لكنني منذ فترة توقفت عن أخذها صرت أكتفي بالساعات القليلة التي يرزقني بها الله من النوم الذي يتخلله فواصل كثيرة من السقوط اللاإراديّ.

قلتِ في رسالة سابقة " حدثيني عن الحب أو الصعاليك أو الحرب العالمية الأولى"، سأحدثكِ عنهم في وقتٍ لاحق.

على الهامش :
نحن نعيش داخل "لعبة الحبار" لكن بطريقةٍ أخرى

مريم 10-03-2021 08:42 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
إلى مريم :

المدن التي بداخلنا تذبل ببطء، هل أنتِ بخير؟ سؤال سخيف والله ..
أود أن أقول : حين أشعر بأن هناك شيئًا ليس على ما يرام
يهرب جسدي من نفسه !
هل التهمك هذا الشعور من قبل؟ ...

في الليل تصنع الفخاخ نفسها
يمضي الوقت ببطء،
ويلتهم رأسي سؤالٌ ساحق، لن أجهر به الآن !
لا تترددي في العودة يا مريم، لا أحد سيقدر على تحمل كآبتنا حتى هؤلاء الذين يقولون أنهم يحبوننا !!!

على الهامش:
أتمنى أن تمر هذه الليلة بسلام

مريم 10-04-2021 01:13 AM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
يؤسفني أنني أحمل ذاكرة خصبة لا تجدب بحلول الخريف ولا تتساقط أوراقها أو ثمارها ،ذاكرة ببحيرة زرقاء متسعة، كلّما صافحت النسيان وتجالسنا، كانت تمدُّ كفها المجروحة إلى قلبي، فأتألم .

مريم 10-04-2021 08:13 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
في أي مدينة يقع قلبك؟"
لطالما كنتُ أصطدم بهذا السؤال على "لسان الغرباء ومواقع التواصل " كل فترة.
لا بدّ من سقف البيت، دائماً أقول ذلك. بعد العثور على الحب لا بدّ أن يجتمع الجسدان تحت سقفٍ واحد، ولكن ماذا لو اجتمع القلب بالقلب دون جسد؟

تخيلوا معي بأن تقبل الحكومات نقل القلب إلى أي مكان نريده بعد الوصيّة؟
إلى بلد الحبيب مثلاً. الجسد يموت في أرض الوطن، والقلب يبقى حيّاً بين يدي المحبوب. كلنا من تراب، ولكن تراب الموت لا يشبه تراب الحياة. في الموت، نحملُ قلباً داخلنا غير ذلك القلب الذي وهبتنا له أمهاتنا وقت الولادة.

تعرفون بالتأكيد "فريدك شوبان" -ابحثوا ان كنت لا تعرفون قصته- ذلك العازف الهزيل، الذي وقع في حبِ "جورج صاند"، ظنّ بأنّها هجرته، فعاش سنتين في وحدة وعذاب ومرض. دفن "قلبه" ببولندا، حققتْ أخته "لودفيكا" وصيته. عاد قلبه إلى قلبه، عاد قلبه إلى بيته، عاد قلبه إليه أخيراً!


على الهامش:
بقول باولو كوبلو
"أصعب المعارك التي ستخوضها في حياتك، هي تلك التي تدور بين عقلك الذي يعرف الحقيقة، وقلبك الذي يرفض ان يتقبلها"

مريم 10-04-2021 08:17 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
بعد حيرةٍ دامت ساعات طويلة جدًا ، حتى أنني ظننت بأنها لن تنتهي أبدًا، كاد قلبي ينخلع وخاصمني النوم ..
فتحت هاتفي وحاولت البحث عن صديق أُحادثه
شعرت بالأسف على نفسي وبثِقل شديد
ثم جاءت سارا تحكي لي بصوتها العذب الرقيق عن قصائد رياض الصالح حسين
استمرت محادثتنا ساعتين على الأقل
و غفوت و هي تقول

"ما الذي سيحدث في هذا العالم الواسع
إذا أضربنا عن اليأس
لمدة ثلاثة أيام؟
وما الذي سيحدث في قلبي الواسع
إذا لم أحبك
بعد ثلاثة أيام؟


على الهامش :
لا أحد يعوضني غيابك يا مريم
أزداد انكماشاً فلا تغيبي !!
لا تخبري سارا بذلك ..
"

مريم 10-05-2021 04:11 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
لطالما تمنّيت شقيقة، وتلك أُمنية جارية في عُمري، ثابتة في أيّامي، تشتدّ وقت الحُزن، وتعود لتجدّد شعور الوِحدة في كلّ مرّة أتذكّر أنّ هذه الغرفة لم يدخلها سوى سرير واحد طيلة السنوات، وكلّ ما فيها هو لشخص واحد، استخدامات فرديّة، عشوائيّة، مزاجيّة. تتبدّل الأشياء فيها وتؤخذ القرارات بشأن ترتيبها أو تركها بحالة فوضى، من قِبل رأس واحد، ولسان واحد يواسي نفسه في اللّيل أن الحوائط رغم أنّها لا تشارك في الأحاديث، لكنّها على الأقلّ تسمع.
وأمضي مثلما أراد القدر أن أكون، وحدي، وأفترض أنّ لي شقيقة، لكنّها تغار منّي مثلاً، أو لا تحبّني لأسبابها الشخصيّة، أو لم أستطع أن أكون قريبة منها لأنّ والدي فضّلها عليّ، لأقتنع حينها أن وجودها كان سيسبّب لي أوجاعًا مُضاعفة، فأصنع هذا الوهم وأعيش معه، وأبني بجهد التفكير في الأشياء وتقليبها على نار الشعور، خانة أهرب إليها كلّما تعبت.
نريد الأشياء من أجلنا مهما أخفينا ذلك وكذبنا، كنت أريد شخصًا أخبره أنّني قلقة، بكلمة واحدة سريعة وموجزة، ليفهم أنّ الشعور فاق حدود الكلمة، فلا ينهكني الشّرح، فيظلّ قادرًا على طمأنتي دون أن يملّ، وأنّني لا أستطيع حتّى اللّحظة إيجاد كلّ الأجوبة، أو نصفها على الأقلّ، لذا أردتُ شخصًا بدأ معي، مذ كان وجهي مثل القُطن، وقلبي مثل الغيم، وجسدي مثل غزل البنات، ليخبرني لماذا بالضّبط كل بكائي في مرحلة الطفولة تجمّد في مرحلة المراهقة، وعاد مُضاعفًا، مطرًا غزيرًا الآن؟
تتعلّم الفتيات الوحيدات طُرقًا كثيرة للنّجاة باكرًا، لكنّها الأماني، تظلّ تعيدنا إلى شعورنا الأوّل، إلى ثغراتنا، ونواقصنا، وكلّ الأشياء التي كان ينبغي أن تحضر، لكنّها تعذرّت لأن القدر لم يدّونها في دفاترنا.



على الهامش
وحدهم من لم تمنحهنَ الحياة أختاً،
فكانت شقيقةً لخمسةِ إخوة من الأولاد،
ستفهم ما أعنيه ..
أين أنتِ يا مريم ؟
وحدكِ ستفهمين !

مريم 10-05-2021 04:55 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 

إلى مريم :

ولأنّ لا صديق لي يعانقني في هذه اللحظات البشعة، ولم أتصالح مع السماء بعد..

اكتبي لي كثيراً، حدثيني عن الحرب العالمية الأولى، أو نابليون، أو موسوليني، أو الصّين، أو محمد شكري، أو الغربة، أو جيكور والسّياب، أو المكتئبين والمتسكعين والصّعاليك، أو الوحدة، أو الحب. أي شيء يمكنه أن يطمئن قلبي، أي شيء من كلماتك ينقذني لدقيقة.

الآن، لا أريد إلا أن أقرأ رسائلك طوال الليل الذي سأبكي فيه.

على الهامش:
كثفي الدعاء يا مريم ..
رددي معي: اللهم والديّ
اللهم والديّ

مريم 10-06-2021 11:16 AM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
واحدة من صفات الجمال: أن يكون غير قابل للإمساك؛ كل جميل نستطيع إمساكه إمّا يفسُد، أو يفقد جزءًا كبيرًا من جماله.

مريم 10-07-2021 05:03 AM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
حرقتُ معدتي بإبريق كامل من القهوة ، كتبتُ كثيرًا و لم ينفذ تركيزي بعد
تمنيت لو أنه كان بإمكاني مشاركة نفسي حديثاً عن أي شيء إلا عن كيف أن الحرقة الحقيقية ليست في المعدة !
لكنني أعلم بأن هذا الحديث سينتهي بليلة سوداء تبكي كل شيء إلا دموعاً.
لن أجلس تحت نافذة المطبخ، لأنني أحب أضواء الشارع التي تصبح في الليل صفراء اللون ثم تبدأ في التسلل إلى مقدمة وجهي المتعطش لضوء الشمس ليل نهار..
سأحدثكِ اليوم عن حقيقة نداء الموت، عن شعور احتضان الشمس

مريم العزيزة :

رحمة الله على أرواحنا
لأنه من مات اليوم
لم يكن حيًّا بالأمس

سأخنق ألمي
بخيط من خيوط الشمس
سأحشر جرحي
قصيدة في قلب الشمس
سأنثر رماد ظلي
كلمة في وجه الشمس
ما أنا عليه اليوم
لا يشبهني

عندما أموت غدًا ،
سأعرِفُني .
هل أنا كاملة حتّى !

مريم 10-07-2021 10:53 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 

اللاشيء
في فم الليل يبكي
لقمة
غصة
أو شهقة عذراء ..
هذه الحرارة
و هذه العذوبة
ليست إلّا مزيجًا
من الألم المُضيء ..
من عمق الاشتعال
سحبتُ يدي
مقطوعة الأمل
و كتبتُ خاطرة
بلون الجمر .

مريم 10-08-2021 07:49 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 


إلى مريم :
أحببت فكرة مراسلتك فور فقداني للرغبة في التنفس لا أعلم ما إذا كانت هذه رغبة حقيقية صادرة مني أم أنها مجرد وهم آخر أبني به رسائلي لكنني أعلم جيدًا بأنها رغبة صادقة رغبة أحتاجها كل يوم لأكتب .

جالسة كنتُ أو واقفة صيف أو شتاء إنه تعفن مرير لا شيء قادر على إخفاؤه
أحببت فكرة قلي البصل و تحريك الخضار و مزج السباغيتي بصوص الطماطم فقط لأنني أكتب كثيرًا حينها يخزن عقلي آلاف النصوص كما يخزن أفكار سوداوية بشأن الحياة و فكرة واحدة تنتعش يومًا بعد يوم كلما كتبتُ نصًّا جديداً
هذه الفكرة تخصُّ الموت المنقذ

أعلم بأن رسالتي هذه غير متزنة أقفز من فكرة إلى أخرى بدون مقدمات ..

لكن سأقولها مباشرة وأُنهي هذه الرداءة التي أحدثتها الآن:

هل تخافين مثلي من فكرة وجود الغد ؟
أم أنك فقط لا تحبين فكرة وجودك في الغد ؟
أم أنني الوحيدة التي تفكر بهذه الطريقة ؟
هل تحبين الصباح، المرآة وجودك في الصباح، وجودك أمام المرآة ؟
هل تحبين فكرة أنك موجودة ؟
هل أنا بخير !



على الهامش :
راسليني بقلبك من فضلك فالعقل يقتل دومًا دهشتنا اتجاه الألم
ابقاي على خير



مريم 10-08-2021 08:15 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
" إنّ الشّاعر كلما كثر جمهوره، ضعفت شاعريته"!

_ أدونيس.

مريم 10-09-2021 05:58 AM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
الوقت الذي لا يحقّ لنا محاسبة أنفسنا عليه، أو الندم على ضياعه هو الذي نقضيه ونحن نحدّق في النوافذ، في اللاشيء البعيد الذي ننتظره ونلعنه إن تطلّب الأمر، ربما هذه الفسحة الوحيدة التي تسمح لنا أن نرى الحياة كما لم نرها من قبل، ونسأل ذواتنا كل الأسئلة المحرّمة.
صباح الخير للنوافذ التي تأخذنا للشرود

مريم 10-09-2021 11:35 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 

إلى مريم :
لأن اللّيل طويل
لا أنام..
كي لا أنسى أشجار البرتقال وحيدة
ولأقف وقفة النخيل مع الحالمين
أحرس الوقت
وأرعى القلوب، في كل عاصفة
أجمع التائهين في ليلٍ واحد
وأكتبهم على سطرٍ واحد
سطر المتعبين
جرحى الحياة .


مريم 10-09-2021 11:38 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
لقد تغيرتُ كثيراً هذه الأيام، حتى أنّني لم أعد أُبصر الأشياء والأشخاص فحسب، أصبحتُ أعبر من خلال الرؤية، أنظرُ من خلالهم، وأسيرُ في مدن وقارات، وأدخلُ في حكاياتٍ كثيرة لم أكن أتوقعها أبداً.

مريم 10-09-2021 11:46 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
قال أحمد خالد توفيق :
"الحقيقة هي أننا أطفال خالدون. وكلما تقدّم بنا العمر ازددنا طفولة ورفضنا فكرة الشيخوخة.. لكننا نشيخ طيلة الوقت، ونموت، وينسانا أصدقاؤنا مهما بكوا علينا في البداية.. هذه هي الحقيقة.. قبولها نضج، ورفضها عته.. لكننا نفضل أن نكون معاتيه على أن نكون شيوخًا."


مريم 10-10-2021 09:08 AM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 

إلى مريم :
الساعة الآن التاسعة وعشر دقائق، تعلمين جيداً أني أنتظرك، وأنك دائماً تتأخرين في الرد، وعدتك حتى في غيابكَ سأكتب حتى تعودي.. ما أودُّ إخباركِ به هذا الصباح الفارغ بدونكِ.. لا تثقي، خاصةً فيّ ! لن أقل لكِ إنني سريعة الذوبان، لا، أنا سريعة الاختفاء ...
وأكره الاعترافات، لأنها تُشبه الصخرة الساقطة من أعلى الجبل إلى منتصف الرأس.
صحيح أنني لا أجيد المواساة، كما أنني لستُ بالكريم الذي إذا وعد وفى !
انتظري .. لا تبتئسي ولا تحزني .. لم تجيء بعد تلك الرغبة التي توهمتي بها، أنني سأتوقف عن الكتابة إليكِ.
صدقيني أنا الآن مستمتعة بغرقك أقصد برسالتكِ الأخيرة حتى لو من بعد، فأنا أفهم الإيمانات المبطنة حتى لو كانت عبر مخلوق بجناحين، فقط واصلي الغرق وأنا سأواصل القراءة أو العكس لا يهم، أنا أغرق وأنت تواصلين القراءة .. هذا كل ما أستطيع فعله لكِ.
ولن أتوقف عن مراسلتك ( هذا ليس وعدًا)

محبتي وريحان ..

مريم 10-10-2021 10:20 AM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 

مثل هذا الحديث لابد من تعديله أو حذفه من الأساس !!
الساعة الآن 12 ظهراً
عذراً مريم سأرسل لك لاحقاً !
أرجو أن لا تكوني قد قرأتِ ما كان قبل التعديل
انتظريني وسأنتظرك
flll:


مريم 10-10-2021 11:58 AM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
تأتي هكذا الكلمات، في غمرة الانفعال أحياناً، في منتصف عمليةِ تخزينكَ للمعلومات التي ستستخدمها لاحقاً، وربما ستخذلكَ هي الأُخرى، كما تخذلني كلماتي هذهِ الآن، تدورُ حولَ كل ما أقصدهُ، ولا تخرجُ مباشرةً.


ثمنُ الحقيقةِ باهظ، لكننا نحتاجها، لأن الكذب وإن طال ستنجلي عنه الغمامة، والحقيقةُ وإن تدارت عن الأعين، إلّا أنّها تحسها الروح، وتخبرنا بواسطةِ شعورٍ سيءٍ أنّها هنا، لكننا نختارُ إغفالَ عقولنا عنها، وصدُّ الإشارات.


مريم 10-10-2021 08:08 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 

بحثتُ كثيراً اليوم، عن أي شيء يضحك الأصدقاء والمارين،
لا أعرف لماذا؟ ربّما لأنني مللتُ من حزني وأشعر بأنّ الجميع ملّ من القراءة لي، أو ربّما لأثبت بأنني أستطيع أن أضحك. ستقولون: يجب أن تكتبي، انتِ فتاة قويّة، لا تتأثري بالحديث. وغيرها من المواساة التي أكرهها. بدأتُ أكتب تعليقات مضحكة؛ ليضحك الجميع، طالما لم أستطع أن أنشر شيئاً مسلياً. نشرت في كروب "المرأة" عن أغنية شيرين، وكتبت: كلّما سمعتُ هذه الأغنية، لا أعرف أي رجلٍ سأهديه إياه؛ لكثرتهم. كنتُ سعيدة لأنني حصلتُ على بعض "الأضحكني"، وأنا التي بلا حبيب أو رفيق. هل أنا سخيفة بنظركم؟ ربّما، لكنني دائماً أكتب ما أفكّر، أعتذر.
على الهامش:
مريم تهذي ..



مريم 10-11-2021 11:52 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 


كلهم يخافون
كلهم يهربون يا مريم
سأبدأ رسالتي هذه باعتذار عميق :
أعتذر لكِ عن تشاؤمي الدائم و حزني الذي لا ينتهي

هامش :
أقترح أن أتوقف عن مراسلتك فالحزن فيروس مُعدي
قبل أن تغيبي في الزحام، اهدني وردة
افعليها أنتِ، واهدني.. فقط وردة


مريم 10-12-2021 12:29 AM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 




مريم.. آلمتني كثيراً رسالتكِ الأخيرة، خصوصاً حين قلتِ أنكِ ترغبين بالتوقف عن مراسلتي، وحجتّك في ذلك أن "الحزن مُعدي"!، ومع ذلك سأحترمُ رغبتكِ هذه رغم أنني ألِفتُ الكتابة لكِ بعض الشيء، وكلُّ ما كنتُ أُحاول فِعلهُ هو تعليمكِ كيف تصنعين من طينةِ البؤس مزهرية تبعثُ على البهجة..
هل تعتقدين أنني أعيش السعادة حتى أخاف العدوى؟ أنا مثلكِ تماماً، العالم الذي في رأسي أبشعُ بكثير من العالم الذي رأسي فيهِ، لكنني فقط تعودتُ على التعاسة وجعلتُ منها صديقاً لا يُبارحني، الحزنُ والكآبةُ أوفياء أكثرَ مما نتخيل، أقولُ هذا في حالةِ ما إذا لم تنتبهي للأمر، لكنني أتحايلُ على هذه الرفقة أحياناً، فأسمح لبعضِ السّعادة بالتسلّلِ إلى داخلي خلسة.. ولو أنني شرعتُ أنا الأخرى في الحديثِ عن معاناتي، وكيف أستيقظ كلَّ صباحٍ، وأنا أشعر أن شجرةَ سنديانٍ ضخمة قد نبتتْ على صدري وجذورُها امتدتْ إلى شقوقِ البلاطِ أسفلَ سريري، فتحصّنتُ بقوةٍ حتى أنّها لا تسمح لي بمغادرةِ مكاني لربما ستبكين لحالي، وربما لن تُصدقي أنني أعتبر نفسي" كاللاشيء في هذا العالم" لكنني أظلُّ أربت على قلبي بمقولة لفيكتور هيغو:

"أنا لا شيء أعلم ذلك لكنني أركِّب لاشَيْئيَّتي مع جزء صغير من كل شيء"
الفرق بيني وبينك أنني فقط أحب أن أحاول


على الهامش
راسليني متى أردتِ ..
عوضاً عنهم لا تنسي الوردة



مريم 10-12-2021 06:40 AM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 


بتوقيت المدينة التي أسكن فيها تخطت العقارب الآن الواحدة وخمس وأربعون دقيقة صباحاً منذ خمس ساعات إلا ربع تقريباً، لذلك أستطيع أن أحتفل بيوم الرسائل العالمي: ١٢ أكتوبر ٢٠٢١، أنا وأنت نحتفل به منذ عدة أسابيع أو أقل، بالنسبة لي أتحدث عن نفسي، أنا أدرى بتركيبتي المعقدة ومدى تعلق قلبي ومزاجي بكل ما يمر بي خلال يومٍ بأكمله، لذلك لن أجعله صاخبًا.

تخيلتُ لو أنني تحدثتُ عن رسالة محددة بمناسبة هذا اليوم فلمن ستكون؟
لا أحد غيرها : فرجينيا وولف - بكل تأكيد - الرسالة الأخيرة لزوجها التي ألقتها في نهر قلبه مثل حجرٍ ثقيل.
كتبت في بدايتها :

"لقد عدتُ إلى الجنون مرة أخرى. ولا أظنّ أن بإمكاننا النجاة مجددًا من تلك الأوقاتِ السيئة. أنا لن أتعافى هذه المرّة. أصبحت أسمع أصواتًا كثيرة داخل رأسي، ولم أعد قادرةً على التركيز. لذلك سأفعل الأفضل لكلينا".


هل تعتقد أن هناك رسالة أخرى بنفس هذه القوة لندُّسها داخل رسائلنا في هذا اليوم ؟ لا، لا يوجد .

حتى نهاية الرسالة تؤكد مقولة سأحبكَ حتى الموت :

"أريد أن أخبركَ -والجميع يعلم هذا- لو كان لرجلٍ أن ينجح في إنقاذي فستكون أنت هذا الرجل. فقدتُ كلّ شيء يا ليونارد، عدا إيماني بكَ وبقلبكَ. لا أستطيع الاستمرار في إفساد حياتك".

أظن أنني سأستمرُ في إفسادِ حياتنا بمزيدٍ من الرسائل والكتابات السيئة، الأمر لا يستحقُ التوقف أبدًا، لا أريد أن أرمي نفسي في النهر الآن على الأقل، ليس قبل أن أنتهي من حلمٍ واحد أزرعه على أرض الصباح، أنقلهُ من منفى الحالمين إلى الضوء، أنا شجرةُ المنفى، أحبُّ الحياة لكنها لا تحبني. وسوف أستمر ...
على الهامش:
لا تتوقف عن الكتابة، أي كتابة لا يهم جنسها
رسالة هي أم قصيدة، أي حدود ترسمها بقلم رصاص
لا تتوقف أبدًا .

تحبتي وريحان.

مريم 10-12-2021 01:57 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 

نرغبُ جميعًا في أن نمتلك الكثير من الأصدقاء، وأنْ تكونَ حياتنا أكثرَ سهولة، غير وحيداتٍ، متكئاتٍ على كتفٍ ما. لكن حين لا نجدُّ ذلك، نعي بأنّ بعض الأشخاص يجبُ أن يقفوا وحيدين، ربّما لأنّّهم حقائب سفرٍ مستمرّة، والعصافيرُ، لا الشجرة، فنبني بيوتًا لنا، نحملها على أكتافنا، وحين نتعبُ، نرتاحُ تحت السقف، والسقفُ هو نحن، لا شيء يهدمهُ، لا شيء ينالُ منهُ، كسلحفاةٍ ضخمةٍ، مُتعبةٍ، وحيدةٍ، حرّةٍ، حكيمةٍ، لكنّها تمضي، شيئًا فشيئًا، في طريقها لأنْ تكون نسراً ضخماً، يحملُ البيت، بيتهُ، ويسكنُ السّماء.
أنا وحيدة، وأعلم أنّك كذلك، لكن لا بأس.
أنا هنا دائماُ أكتب -لكَ لي لهم للحبّ للأمل للسلام للحياة- الرسائل، وهذه هي الصداقة الوحيدة، في عالم النّسور الشاسع..
https://up.boohalharf.com/uploads/163403610716821.jpg


على الهامش؛
"وداعًا يا ثيو، سأغادر نحو الرّبيع."


مريم 10-13-2021 05:41 AM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 

يغفو الليل بين أصابعي
وعلى جسدي
يتنفسُ ..
من جلدي يلبسني،
ينمو بداخلي وخارجي
يتدفقُ مع دمي
ويخرجُ مع صوتي
أريدُ أن أقول:
إن الأوقات من دونك يا مريم
مشانق.
غاب الرّفاق فلا تغيبي !

هامش الساعة ٤٢ : ٥ فجراً
ليست كل الأشياء قابلة أن تُروى


مريم 10-13-2021 06:12 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
مضى النهار يا مريم .. أنا هنا، أنتِ هناك .
لا يهم مَنْ منا هنا ومَنْ هناك
مضى النهار يا مريم ..
كنتُ قد قلتُ -صباحاً- اليوم الأربعاء يجب ألا أخاف ، لكني خائفة .. لذلك كتبت ، لذلك أكتب الآن ..
أكتُب لأنّني أخاف وَحشة الأصابِع، والصّباحات، والظُلْمة، والجُدران المُغلقة، والكؤوس الوحيدة، والصّفحات البيضاء
أكتُب لأنّني أخافُ فَقد الأصدقاء، وتباطُؤ الشّمس، وتأخر الرسائل، وجفاء الرد، وزلَّة اللسان، ولأنّني أُحبُّ الله، والكُتُب.

مريم 10-13-2021 07:00 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
لستُ أملكُ من الأمر شَيئًا، ولا أُريد..
أمّا الآن. أمامي الليل الطّويل، وطاولةٌ صغيرة، عطشى لكُتُبٍ أكثر، ولخيباتٍ أقلّ، وأنا مُستلقِية، تسلّلَت إليّ شهيّة الاختفاء، أو النوم لِساعةٍ واحدة، يومًا، دهرًا، أو أكثر، ولكنّني في الحقيقة أحتاجُ شيئًا آخر، كأنْ أُدلي برأسي على الطاولة، وأرمي خلفَ ظهري أعواماً بعمري، مُعبّأة بالدّموع، والوحدة العَوجاء، وأنا أُدركُ تمامًا عدَم امتلاكي زاوية أهربُ إليها في كلّ الأحوال ولا مكان أُدثِّر فيه نفسي من الوحدة السوداء، فأرجِعُ مُنطوِية إلى السّرير البارِد، وفي رأسي قَول نِزار " وأعودُ أعودُ لِطاولتي، لا شَيء معي إلّا كلمات "

على الهامش :
اشتقت أبحث عن هامش
فساد السكوووووون
إلى مريم flll:





مريم 10-14-2021 08:41 AM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
https://up.boohalharf.com/uploads/16341890177521.jpg

قبل كل شيء .
لحنُ هذا الصباح : "الدنيا ريشه في هوا"
أحب ذلك، أن يمتزج الصوت مع الضوء.
الخميس ١٤ أكتوبر ٢٠٢١
أريد أن أضع رأسي الآن على ورقة ، أنْ أخبركَ بكلّ الأحاديث التي ادخرتها من ليلة الأمس.

أخبرني أحدهم -يبقى بعضهم إلى النهار لا ينام- بأنني سوف أتوقف عن كتابة الرسائل بمجرد أن يتوقف الرد عليها !
لم أقل شيئًا، سكت، أظن أن الرد الأنسب لمثل هذا الكلام هو كتابة رسالة لك الآن وإن لم تكن في المكان الذي أريد أن أضعه فيها، لستُ أنا من أريد أو التي لا تريد، لكن حتى لا يساورك الشّك من قِبلي لم أضعها هناك، بيد أني كلما تطول الأيام في انتظار الرد، لا أستطيع ضبط انفعالاتي، وكلهم يعلمون جيداً -المستيقظّ منهم والنائم- أن رسائلنا تبقى هنا معلقة بلا رد، مريم أيضاً تدركُ أن كتابتها لرسالةٍ هنا لن تجعلها تستنزف كل قواها في انتظار رد، هذا أحد الأسباب الكثيرة التي تتطلب وقفات تاملية طويلة ولست بصدد ذلك جعلتني أكتب هنا والآن تحديداً !
حسناً .. ولعي بكتابة الرسائل للمجهول تُدركها خالتي التي تكبرني بخمسة عشر عاماً، اتخذتها صديقة لي، تحفظ أسراري عوضاً عن الأخت التي لم تُهديني إياها السماء.. تذكرتُ عندما أخبرتني بدورها أنها عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها، كتبتْ رسائل كثيرة في أيامٍ قليلة ووضعتْ عليها بكل مصروفها طوابع بريدية، وبعد سبعة أيام تقريبًا، جاء ساعي البريد بكومةٍ من الرسائل فرحتْ كطفلٍ وجد أمه أخيرًا بعدما ضاع منها داخل سوق مزدحم، المفاجأة أن هذه الكمية لم تكن ردًا على رسائلها بل هي نفسها رسائلها، عادتْ من حيث ذهبتْ، لم يُستدل على عنوان المرسل إليه !
شعرتْ بالخيبة، لكنها لم تتوقف عن كتابة الرسائل .. تخيل معي هذا العمر، تشعر أنها قديمة جدًا ...
هل تعتقدُ يا صاحبي أنني سأتوقف بعدما أصبح الأمر سهلًا هكذا، لا أحتاج غير لوحة مفاتيح وشبكة إنترنت لكتابة رسالة طويلة أو قصيرة أو سطرًا أو حتى كلمة واحدة، لا أحتاج إلى ساعيٍّ للبريد من أجل توصيلها لا أحتاج غير ضغطة زر !
الأمر بسيط. وسيظل بسيطًا، لا أحد يعلم ما الذي يمكنهُ أن يجعل مريم تتوقف عن الكتابة عمومًا وليس فقط عن كتابة رسالة، لا شيء سيفعل مهما كان الأمر جريئاً أو غريباً، مهما وصف بأنه حديث الثرثارين (كتيرين الغلبة) لا شيء إلا إذا اتخذ الرب قرارًا بسحب ما زرعه فيَّ وأن يجردني من لغتي وهوايتي بمعنى آخر وأبسط :
لا يقدر عليّ إلا الله حتى لو أفرغ أحدهم الآن بقلبي كل ما يحمله مسدسه من رصاص ...
سأظل هنا فالكتابة تظل وإن غاب أصحابها

على الهامش:
لا أنتظر الرد ... اقترح عليّ أحدهم أن أتواصل معك عبر تويتر أو أي تطبيق آخر، اقتراح بائس فأنا لا أريد التواصل معك بأي طريقة أخرى غير الكتابة، فلستُ صديقةً مقربةً لكنني بكل تأكيد أريدكَ أن تكون بخير هنا أو هناك أو في أي مكان لا أعرفه.

من قلب الهامش:
سأظل هنا حتى ينقطع الإتصال
وسأكون هناك ولم أتوقف عن الكتابة...


تحيتي وريحان

مريم 10-14-2021 08:36 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
لَطالما أحبَبتُ قصَّ الأشياء عندما تطول، الأظافر ورؤوس النباتات حين تيبَس، والكلمات التي بلا نفعٍ قبل لفظِها، وأخذَت معي الأمور إلى العلاقات والحكايا وكلّ شيء يطاله الملل و فَيْض الوقت.
لأنّني على درايَةٍ، بأنّ الانقطاع الكبير يُحجِّم العلاقات. فكيفَ لفتاةٍ باعَت الوقت، أنْ تّدرِّب نفسها على الصّبر، وترقُّب نهاية الأشياء، و كبتِ الضّجر الطّويل!

هنا لمدةٍ طويلةٍ كمن ينتظرُ حافلة لا تأتي، عند مبادلة "سامانثا كينج" - ترجمة ضي رحمي- حيث يقول

"دعنا نتبادل الأدوار؛
استيقظ الليل كله
في انتظار مكالمة هاتفية لن تحدث مطلقًا
اخلد إلى النوم مستمعًا إلى الخواء بدلًا من صوتي
حاول أيضًا أن تشعر وكأنك تبذل كل ما لديك مقابل لا شيء"


ولأننا يا صاحبي لا نتبادلها أبدًا سأظل كما أنا في انتظار الحافلة التي لا تأتي في ساحةٍ تعالتْ بها أصواتُ الوهم والحقيقة، لأنّها ببساطة غيرتْ وجهتها، فعادت مريم وحيدة، قد تكون الكتابة لمريم يوماً وسيلةً لخلاصها..


على الهامش:
يوم الخميس ١٤ أكتوبر ٢٠٢١
غرقت السفينة بدمعِ مريم ..


مريم 10-15-2021 10:28 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 

مريم ...
يوصونني بالأمل، أن أنقذ دهشتي الطفولية من الموتِ السّريري، يصفون كتاباتي بأنها جذعٌ مكسور، ولا يعلمون أنما قلبي هو المخلوع ..
ومنْ سيكتبُ للتعيساتِ فاقداتِ الأملِ -يا مريم-، وكيف سيعلمْنَ فيما بعد بأنَّ فتاةً ما قد عاشت قبلهن وعانتْ مِثلهن وتنفستْ من بشاعةِ الحياة حدَّ الاختناق .

إنني وإن كنتُ اليوم أريدُ أنْ أجدَّ كلّ ما يجعلني أكافحُ وأرغبُ في الحياة من جديد، سأقرأ فقط ما يشبهني ويجسدني، ولن أبخلَ على ذائقتي التي لا تُغريها سوى الأشعار المحقونة بالألم والوجع الشديد..
أن تجدي شِعرًا يتحدثُ عن معاناتكَ أن تجدي حضنًا دافئاً يُشبه جملة: أنا أشعر بكِ وأعلمُ جيدًا بشاعة ما تمرين به .
لقد همستْ لي أليخاندرا كما فعلتْ آن وسيلفيا والعديد من الشاعرات الأخريات: أنْ انظري أيتها الفتاة معاناتكِ هذه ما هي إلا ولادة لإبداعٍ فنّي فاستمري بالصمود ..
هل ترين ؟
بإمكاننا -با مريم- أنْ نُساعدَ بكتابةِ التّعاسة أيضًا، ولأنَّ هذهِ التّعاسة حقيقية تعيشُ عند مدخلِ الرُّوحِ لا يُمكن للخطوةِ أنْ تخرجَ نظيفةً من منزلٍ عتبتهُ ملطخة .
أما عني أنا، اليوم غدًا و بعد غد لن أكتبَ إلا حقيقةَ ما أشعرُ بهِ، وإنْ كانت هذهِ الحقيقة ستخلقُ قَدراً تعيساً لفتاةٍ لم تُخلق بعد فهذا ليس لأنني أكتب من أجلها بل لأنني أكتبُ من أجلكِ يا مريم..

الكثير من الحب .



الساعة الآن 03:22 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف كلك غلا

1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47