منتديات مدائن البوح

منتديات مدائن البوح (https://www.boohalharf.com/vb/index.php)
-   بوح الأرواح (https://www.boohalharf.com/vb/forumdisplay.php?f=11)
-   -   قلبٌ مثقوب وذاكرة معطوبة (https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=976)

جابر محمد مدخلي 11-01-2020 02:09 AM

قلبٌ مثقوب وذاكرة معطوبة
 
https://up.boohalharf.com/uploads/162396488803981.gif



1

كُتِبت لقلب كان على قيد الحياة، وما زال على قيد الموت إنه قلب مثقوب!
-" كيف أنت؟
وكيف الذي بداخلك؟
وكيف رضوضك التي بداخل نبضك؟
- أتمنى حقاً أن تكونون جميعكم بخير.
أريدك أن تعلم فقط بأنّ كل ما بدى منك من مشاعر عظيمة بحت بها لقلبي الصغير الذي لا يملك في دنياه غير الحزن.. قد آثارت قلبي حزناً على حزنه أكثر من مشاعر الفرح؛ فعادةً ما تفرح أي أنثى بقوة حب جبّار لها .. كحبك. ولكنها في الوقت ذاته تستطيع أن تحتضن هذا الحب بدفئها وحنانها أما الطفلة التي بداخلي فقد تألمت جداً لمشاعرك الجميلة؛ إذ لم ترغب أبداً بأن تكون هي الخلاص لقلبك الذي أحسّته يوماً.
- لم أشأ صدقاً أن أكون خلاصك ولم أخطط لهذا الحب. كنت أريد أن تمنح فرصك الأجمل وحباً عظيماً أكبر مما كان بداخلك شيئاً يمسح عنك الحزن ولكن بطريق غير طريقي، ومع قلب غير قلبي الطفل؛ فالطفلة يا أنت بكت بحرقة عندما وضعت خلاصك الذي طالما كانت تسعى إليه بين يديها المبتورتين؛ فهل الأيادي المبتورة تستطيع الكتابة؟!
- وكما هي تفهمك جيداً، وتقرؤك في حين عجز الكثير عن فهمك فهي بصدق تدرك أنها لا تستطيع أن تمنحك الحب الذي كانت تتمناه.
- لم أتوقع يوماً بأنك سترسم لي كل تلك المدن، وترصف لي جمهور قبائل من المشاعر .. ليس لأنني لا أتمنى الارتباط بمشاعرك كجمال مشاعرك، وصدق قلبك، وطهارة حسك؛ بل لأنني لا أملك ذلك الحق وإن بدى لي بأنني أمتلك الكثير منه.
قد أكون خففت من جروحك والثقوب التي بداخلك بعفوية مني وإصرار طفلة على فهمك لإسعادك، ولكنني لم أحاول أن أخطط لهذا الحب يوماً؛ لأنني لا أمتلك حضناً يأوي الطفلة فكيف بك؟
يا أنت: قد تظن أنني مجحفة بشأنك رغم كل ما قدمت لي من بوح جميل ومشاعر أرهقها الصمت طويلاً فخرجت تقصدني ووترغب في وديّْ، وتلجأ لي؛ لأحتويها. ولكن.. هل تعلم ما هي ظروف الطفلة؟ هل تدرك حقاً ما يعتريها من حزن؟ ثق بأن المسافات التي بيننا جد بعيدة! لا ترهقك أنت فحسب، بل حتى الطفلة الي لا تملك شيئاً سوى ما قدمت لك من هداياها البسيطة. ولو أنني أرى هناك جسوراً قد أبنيها لأصل إليك ما تأخرت في بنائها، ولكن هو هكذا القدر.. يضعنا بطريق يحتوينا، ويغدق مثمراً على قلوبنا بالعطاء في حين نقف عاجزين أمامه ننظر متألمين وبابتسامة رغم كل الحزن. نبتسم عرفاناً منّا وشكر على الجميل، وإن ابتسمنا بصمت!.
لقد قلت لي: " ليس عليّ أن أحزن ولا أبكي طويلاً، ولكن عليّ أن أنهض من رضوضي، وأقاسم البشر خيراتهم، وأحب الحب، وأتذكر كل الذين وقفوا معي في محنتي، وأقدم لهم الشكر والعرفان، وأحتفظ بالذين معي وأحبوني بصدقي، وضعفي، وإيماني، وقدري، ووضعي المعصوبة عينيه بقطعة قماش سوداء لا يرى منها إلا الظلام".
- وهذا ما كنت أتمنى أن تصل إليه. أحلام كبيرة كانت تدور بعقل الطفلة منذ عرفتك، واختصرتِها أنت اليوم في تلك العبارات. فلم يضيع مجهود الطفولة حقاً. وقد نهضت من رضوضك كما كنت أتمنى. ولكن .. لا تدع هناك فرصة للعودة لحزنك من جديد، والانتكاسة التي قد تؤلم قلب طفلتك؛ فكثيراً ما نحب قلوباً ولكننا لا نمتلك الحق بالوصول إليها بمعنى كلمة الوصول.
لقد نطقت بها يا أنت حين قلت لي: " وهبتني إيماناً جديداً بالحياة، وقدرة على اتخاذ المثال، واحتذاء حياتك نبراساً وقوراً ومقبولاً، وشطراً محفوفاً بالإرادة والبهاء والتجدد رغم كل شيء".
وأتمنى حقاً أن تكون تلك الكلمات في قلبك؛ فالطفلة إن لم تستطع أن تمتلكك واقعاً إلا أنها تستطيع أن تحلم بك. والحلم كفي بأن يضيء درب من أخفق في النظر حوله، وإن كان حلماً!.
ستظل شمعة في أحلامي تنير واقعي المؤلم الذي لا يستطيع الوصول لجمالك.
أرجو أن تتذكر كل لحظة بأن الطفلة قدّمت لك الكثير من الهدايا وغيّرت مجرى الحزن الذي اعترى قلبك طويلاً بصمت. وإن تذكرت طويلاً بأنها أخفقت في أن تمنحك حُبّاً!.
- أمنيتي التي أتمناها الآن:
أرجو أن يُحول حبك لي، القلب الذي خدشت الصدمات أطرافه فأصبح يئن رضوضاً مع الزمن لجنة يا قندسي الجميل. وإلا فلتقتله وتدفنه. فموت حبٍّ كهذا يجلب لك الهم، والحزن، وكفن.
تمنياتي لك بالسعادة. وضع ما أردت لي من طرق إليك، ووسائل تصلنا وأعدك بأن أكون قلبك المؤدب وسأحتفظ بكل هذه الوسائل للذكرى.
وأكرر: " smile.. please just for me "
من يحرص على أن يسعدك لحظة، فذكره سيسعدك كل لحظة وإن فرّق بينكما القدر. من يسأل عنك وفياً يستحق أن تحتضن هداياه وفاءً مدى الحياة.
من يدعو لك بالليل فلا تنساه من دعواتك عند الفجر؛ فجمال العطاء أن يرد بالعطاء.
بلل لحظات يومك بالتفاؤل، وابتسم! ودع عنك الحزن فقد لا تعيش للغد الذي من أجله تحزن.
تمنياتي لك بالسعادة الدائمة، وشمعة كشمعتي التي تعودتُ أن أراها في حلمي، وأتذكرها في واقعي رغم بؤسي .. ابتسم، ابتسم، ابتسم ! .. "
- اليوم وقد كبرت، وعدتُ إلى رسالتك المقبوضة بأنامل قلبي.. أود أن أسألك سؤال المألومين: كيف يمكنني مشاهدة قلبي يتحطم، ويُثقب بيديك وأبتسم؟!


جابر محمد مدخلي 11-01-2020 02:12 AM

أحضان الحُب
 

2

أحضان الحُب

اهتديت لأحضان الحُب دون أن أنتبه لما سيأتي في آخر الممر. كل الدنيا كانت تركض خلفي حتى النمل، حتى الخريف الذي ادخرته الطيور. لم أكن على يقين أنني سأشتري حظاً أوسع من قائمة أوجاعي التي مضت. خبأتُ المساء بإبطي لأدخل موسوعة المهربين للأشياء الممنوعة! كيف تخبيء مساءً يشاركك فيه العشّاق والحيارى، والمحزونين؟ لقد حرمت الجميع بسرقتك ليلهم، ونسكهم، وزهدهم الكبير. وقفتُ على قرية جديدة للتو ارشدني إليها الحظ. لم أك أعلم ما الذي بانتظاري في حواريها. كل ما أعلمه أنني خافت القلب، مكسور الضمير، ضعيف الإيمان بحبٍ ناضج، وحالةٍ ميسور حالها. الوديان الضخمة تلتهم ترابها إذا تأخرت عليها السيول والأمطار. وكنت أنا بانتظار ما يلتهمني رملةً حلال، لم تعرف المطر، ولا عاشت مآسي السيول!
تلاقحت أشجارنا، وكانت الرياح أكثر تأبيراً. ظلت النخلة واقفة بشموخ، وارتضينا ظلال الحياة. حضر الجميع في ابتهاجه، وكانت الأعلاف الخضراء تنبهنا لولادةٍ جديدةٍ من رحم الأرض المباركة.بعدها انتهزنا الأمل لخراجٍ يصالحنا مع الوحدة، ويشرع في ترجمة حلم اثنين لا يعرفان وادياً غير صدورهم. وأعلن الأطباء عن خللٍ طبيٍّ قد يزعج الدنيا التي أنام بها، والأرض التي أمطرتُ داخلها أكثر من ألف مرة ولم تصلي غير صلاة الاستسقاء. انتبهنا للقدر، فأخذهما معاً.. وبقيتُ وحدي على ظهر الوادي، أراقب القرية عن كثب. كل شيء يموت حتى الرياح لا تستطيع الخلاص من الموت ...


جابر محمد مدخلي 11-01-2020 02:15 AM

رد: قلبٌ مثقوب وذاكرة معطوبة
 

3


بعثها إليَّ الحظ في ساحة ذكرى...
- " أعلم أنني بلا شهادة إنسان، ولا قلب كاظم للغيض. أكره كل رجل يرتدي أبيضاً، أو يخلع ضرساً قبل أوانه. أحب أن أعيش حياتي مع الباقين من النضال. مع كل سقف يبوح بلا كلام، ويحيض مثل النساء. لم تكن ساحراً لتقنعني بك، ولم أكن قارئة فنجان لأقنعك بي. جئنا بلا مناسبة، واعتنقنا فضائل الشجن دون علمٍ من إفلاطون. سيغضب إفلاطون إذا دخلنا مدينته الفاضلة لندنسها بمشاعرنا الباهتة. اجعل بيننا ذكريات، ذكريات فقط حتى لا يستيقظ بتهوفن فيعزف غضباً لفراق عاشقين. اجعلنا على هيئة ذاكرة لا تعاف الاحتفاظ بالملفات التالفة؛ أنا تالفة قبل أن ألقاك فلا تعزف على صدرك أوتار النيّات البيضاء. لن تختلف عن الذين أكرههم.
إعلم أنّ هذا كان كلامي في المقطع الأول قبل أن أنضم لخارطة قلبك الأخضر. وأما بعده فآمنت بأنك الإنسانيّ الوحيد الذي بقيّ على ساحة الأرض، وقدر الذكرى، وخرائط إيماني الخالدة. أنت مؤمن أبيض، جعلتني أغيّر كل عاداتي الأولى، وأترك في الزوايا بقايا حقائبي الخبيثة، وأفكاري الغاشمة. تستطيع أن تكون ساحراً بلا طلاسم. افعل بي ما شئت.. فأنا أسعد كائنات الوجود بقربك..."
- اليوم لم يعد الحظ بأيّ ساحة من ساحاتي .. باستثناء الذكرى!.


جابر محمد مدخلي 11-01-2020 02:18 AM

رد: قلبٌ مثقوب وذاكرة معطوبة
 

4

إلى السماء: يارب امطرها على قلبي.
" في المحراب الأبيض الذي يطير بنا حازمين إلى السماء أمتعة محملة ببوح بريء صادق، ودعوات تنتظر الحسم، والبلل بغيب سعيد. سفننا خرقها الحزن وليس الخِضر.. العلماء، وأصحاب الكرامات لا يخرقون السفن. وإنّ وراءنا حزن إن استسلمنا له ولصدره فإنه سيأخذنا وإن كنّا مثقوبين. لست خلاصك. لم أتقن في خلق تعبي ليرضيك. إنني بحاجة لأن أتقاسم الخلاص معك ليكون جنة تعويضية عن النيران التي التهمت أجزاء كبيرة منّا. هناك في آخر ممرات الغيب أرصفة بلا بشر. والذاكرة أشد بكاءً من الجزع. الثورة تولد من ذوي العاهات النفسية، والجروح البشرية، والمواقف الصعبة بالحياة، والمهزومين بتجارب الحب، والذين انصبّت فوقهم عذابات الخيانة. إنّ لهؤلاء نتائج وأقدار أضخم بكثير عمّا عاشوه، واحتقنوا بأسبابه..."
إلى السماء: يارب امنحني كرامة.


جابر محمد مدخلي 11-01-2020 02:20 AM

قلبٌ مثقوب وذاكرة معطوبة
 

5

ورقة بيضاء فارغة إلا من انتظار .. ظلّت تعلّقها بيدها حتى الفجر. وفي الأخير وقبل أن أخرج تاركاً عندها كل آهاتي، وهي تتغافل بكائي. نادتني من وراء نافذة. رمت لي بتلك السطور، فتحتها بلهفة أليمة، لم أجد ما حلمتُ به، بل وجدت ما لم أتوقعه: - " أحبك .. ولكن لا أريدك"!


جابر محمد مدخلي 11-01-2020 02:24 AM

قلبٌ مثقوب وذاكرة معطوبة
 

6

" لا تحبسي جسدي على قارعة أنفاسك. العمر حلم جميل، وأنت تدورين داخلي كقطرات في آخر النهر. لم أزل بك حتى سكنت قلبي. كنت تعلمين أنني امرؤ عاجز عن قطف النسيان. لم تكون مرارتي فقط. كنت الرفض الأقدم، والجزع الأكبر، كنت الحافة القابعة في أول السروات. رميتني من أعلى برج في جسدك. تركت دمائي تحت أناملك حتى تخثرت، وطعنت قلبي بألف دمعة نادتك فلم تجيبي.
اذهبي الآن فأنا أليم، وجحيم لا يود إحراقك..."

- أما تزال هذه الرسالة بحوزتك؟!


جابر محمد مدخلي 11-01-2020 02:30 AM

قلبٌ مثقوب وذاكرة معطوبة
 

7

كتبتها لها قبل أن أشفى من جراحي بعام ...
" لم أتصالح مع نفسي منذ أن تركتني ورحلت. كنت أنانية حتى في غيابك. قاسية القلب. إنك امرأة تحمل صخرةً بيضاوية في صدرها. لم أشاهد قلباً على هيئة صخرة إلا داخل قفصك المجرم. أنت جميلة من الخارج فقط. أيمكن لي أن لا أسمع نبض قلبك يا امرأة؟! إنك تعلمين مقدار حبي لأنفاسك، وشعوري بلمساتك الحافلة بزيادة إيماني. خلعت عني كل التعاويذ الأولى التي جعلناها قوس إيماننا، ومحراب عبادتنا العشقية.
خلعت قلبي كامرأة مطلقة.
لماذا تحولين روحي بأكملة إلى دميةً بين يديك حتى تحصدين في الأخير زفافك المرجو؟
لماذا لم تفعلي لي ولو شيئاً صغيراً يجعلني أصلي خاشعاً كما اعتدت؟
لماذا جمعتني بوجهي ثم خلعت عنه المرايا؟
كيف يمكنك الآن أن تنامين بكل هذا الحجم من الصخور داخلك؟
كيف يمكنك الارتياح وأنت دمّرت نبض رجل لا يجيد الدفاع عن موت قلبه؟.
- لم أكن أعلم أنني وريد إضافيّْ، ولا طائرة ورقية احتياطية بانتظار الرياح.
كنتُ مسالماً لحدود أنني ارتضيت حتى الفُتات منك.
عصبتُ على عيني كي لا أشاهد جراحك لي، كي لا أمس جزءًا من صدري حفرته بكبرياءك ومضيت.
كم كنت قاسيةً دون شعور، وسادية برغبة؛ جعلتني ورشة أحزان ومضيت باحثةً عن أمانٍ تتصالحين به مع ما بقيّ من أحلامك الكبرى.
ليتني متُّ قبل هذا وكنتُ نسياً منسيّا.
- جائع منذ أن قابلتك وبعد فراقك جعت كثيراً.
لا ألومك على قسوتك، غير أني ألوم نفسي على كل لحظة حنين جلبتها لك من دفاتري الوفية.
إنني ظالم لنفسي، قاسٍ على قلبي لحدود أنه ما زال يرجوك الرجوع حتى الآن .. أيّ امرأةٍ أنت تصنعين عقابي وترحلين؟ أيمكنك العودة لقتلي ودفني؟
- أرجوك اذبحيني كل ما قبّلتني في مدينة جديدة.
اجعليني تمثالاً من دم في كل بقعة تحطيّن ظلمك وقسوتك فيها... "

... ومع أنني كتبتها .. إلا أنني لم أُشف بها حتى الآن!.



جابر محمد مدخلي 11-03-2020 10:18 AM

قلبٌ مثقوب وذاكرة معطوبة 8
 

8

كتبتها وأنا أنوي أن لا أكتب بعدها شيئًا:
" هاجمت داخلي كل أخطائي السابقة لتبقين أنت بمنأى عن كل عقاب أنزله على جسدي. ظللت أسحب نفساً عميقاً دون أن أخبرك إلى أين سأوجهه؟ ولا كيف سألفظه؟ ولا لماذا أنا أستخرجه بهذه الطريقة؟
- العمر في التقويم أكبر من حقيقتي. لم أحسب ابتداء مشاعري، ولا عمر أقداري الأخيرة، ولا لمستُ وجهي منذ الوقت الأخير الذي كان فيه صالحاً لللمس.
- أحياناً أجلس ثائراً على نفسي. وأمسح جلد ذراعي اليمين، وأحضر قارورة زيت وأنظفه بها؛ وكأنني أجهزه لكتابة كُبرى. جلدي يحتاج إلى زيوت، وعطور كثيرة.
- كم سأحتاج من الوقت الجديد لبناء عمود طويل أصلب عليه صدري حتى يعترف بالجزء المرهق من ماضيه؟ أيمكنك فعل هذا يا امرأةً تغفر كثيراً، وتعاقب كثيراً، وترحمني حتى أعلم أنني خلقتُ طفلاً بين يديها من جديد؟"
... كتبتها وجلستُ أصليّ أولى صلواتي الجديدة...


جابر محمد مدخلي 11-03-2020 10:25 AM

قلبٌ مثقوب وذاكرة معطوبة 9
 

9

" أعترف أنني لم أعد أهتم بالثقوب التي بصدري. لم أعد أفهم فكرة أن تكون مريضاً بقلب آخر زرع بداخلك كعشبة علاج. انتقد نقص رغباتي في ممارسة التنفس بشكل قديم. يؤلمني أن أعتصر بحثاً عن رغبةٍ في الكلام، أو الشكوى. يزعجني أن أبوح لنفسي، أو أتحدث عن شيء لا يفهمه إلا أنا. أرهقتني الطرق الحديثة في الصمت. قلبي يتضخم كل يوم، وأنا أتورط في نبضٍ متجدد أقوى من صبري وصمتي على التعلّق به. قدري يطول غيابه، وأنا كقطرات في ضباب لا تهبط للأرض.
تُراني كم سأحتاج من الفرح لينتهي دوري الأليم؟
- جسدي وقلبي مسرحان لأحداث مسلسل مكسيكي حلقاته تطول وأحداثه متكررة..."
- الرسالة التي ماتت في طريق الذهاب!


جابر محمد مدخلي 11-03-2020 10:32 AM

قلبٌ مثقوب وذاكرة معطوبة 10
 

10


(( مشنوق القلب ))
جعلتُ لأجلك كل شيء سهلاً، كل شيء إلا قلبي؛ استصعبتُ أن أتركه سهلاً لتتناوب عليه الأحداث؛ فتزهقه؛ لأغدو بقلبٍ مثقوب!
علّقت على صدري تعويذات كثيرة، ومشاعر كثيفة، ولم أقرأ واحدةً منها حتى الآن.
- النهايات تجعلنا ندوس بصدورنا أراضٍ صخرية، ونلطخ رئتنا بهواءٍ إجباريّ.
- مرض العضو الهام بقفصي الصدري فشعرتُ بأنني سجين إلى يوم يبعثون. لم أزل بنفسي حتى تجرّعتُ آيات بيضاء صنعت في حلقي قدرة على البكاء، وليّنت حنجرتي فركضت العبرات باتجاه الوله.
-ليالي العشر سنين الأخيرة كلها سهر! لا أجزم أنني نمتُ بفعلي، ولا بإرادتي. كل ما جعلني أنام هو مسكنّات الحُب، والأمل في أن يجد قلبي استقراره في مدينته الفاضلة. مجرد مسكنّات تمنحني قيلولة فوق أهدابٍ يخيّل إليَّ أنها تنعس. قلبي يقظ دوماً. وأنا كخمرٍ لا تأثير فيه .. مشنوق القلب وكفى...



الساعة الآن 10:34 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف كلك غلا

1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47