منتديات مدائن البوح

منتديات مدائن البوح (https://www.boohalharf.com/vb/index.php)
-   بوح الأرواح (https://www.boohalharf.com/vb/forumdisplay.php?f=11)
-   -   مريم، بين كفٍّ وسماء (https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=6222)

مريم 11-09-2021 08:45 AM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 

صباح الخير للمريم
سامحيني قد قل الحديث ما بيننا لكنكِ أنتِ القاطعة، دوماً تتأخرين في إرسال الرسائل، وإني أشكوكِ منكِ إليكِ، أشباحي يتذمرون من كتاباتي المستمرة لكِ لذلك اعذريني وسأعدكِ أن أعود لكِ دائماً كلما حجبتهم عني شمس الضياء بشرط أن تخفضي صوتكِ حتى لا يستيقظ أحدهم فيسارع لتمزيق الرسائل وقطع الوصال ..
ها أنا أكتبُ لكِ من جديد


إلى مريم :
أعرف كيف نخاف
من أن تتحوّل أقدامنا إلى أشجار
وكيف تقتلع الفتيات أقدامهنّ
كجذوع
من قلوب أمّهاتهنّ
كيف نحبّ
لكنّنا نرحل
وكيف نشتاق
لكنّنا لا نلتفت
وكيف يكون الخوف
كلّ الخوف
في حين تتشردق بالكلمات المعقوفة
أن لا تموت
بل أن تصدأ قدميك
إن توقّفت عن الركض.

على الهامش :
هم يكرهون الحقيقة
لستُ أعرف هل أنا الصباح
أم الصباح أنا ؟






مريم 11-09-2021 09:07 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
أضع حزني داخل جرّة
تشبه جرار جدّتي الوحيدة
في بيتها القديم
في الكوّة العالية
التي يدخلها النّور
ويصعب الوصول إليها
مع الوقت
كنتٌ أكبر
أُراقب جرار جدّتي
وأرى الكوّة تصبح أقرب
كنتُ أكبر
ويصبحُ الحزنُ أكثرَ ألفة
ترفعني أمّي لأتناولَ واحدةً من الجِرار
أخافُ
وأفرحُ
في الوقتِ نفسه
وأصبحُ قدمين
لأمّي
وإحدى جرار جدّتي
الوحيدة
أنادي الحلم
كي تطول يدي الشجرة
في أعلاها ثمرةّ جوافة
أخبرتكِ مراراً يا أمي:
مريم لا تُحب الجوافة
تصدرين الأوامر
جربيها.. كُلي.. تذوقي
لا أحبّ رائحتها يا أمي
تكررين وتعنفين
تتمتم مريم
ليتني ما استطعتُ الوصول
إلى أعلى الشجرة !


على الهامش :
بعض الأحلام يقتلونها بلا رحمة



مريم 11-09-2021 11:47 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 


https://up.boohalharf.com/uploads/163635682889591.png

مرحباً..
لي عادة مُرهقة قليلاً سأحدثك عنها. هل جربت في مرة من المرات أن تمشي في شارعٍ واسعٍ ثم تقف لعدة دقائق لتشاهد المارة؟ إذا لم تفعل ذلك؛ فأنت شخصٌ ذو ذهن صاف.

فلنُلقي نظرة ولنقُل مثلاً تلك السيدة الأربعينية. انظر ليديها يظهر عليها شقاء الحياة في تلك الثنايا المتشققة مثل الوادي الجاف، أما عن طريقة سيرها فهي تقدم رجلها الأولى وتجر الثانية وكأنها تقف على رجل واحدة منذ أيام، انظر الى ذلك السواد حول عينيها وذلك الحزن الذي يكاد يخرق عينيها ويبتلع المارة، تُرى ماذا تعيش تلك السيدة كل يوم وتخبئه خلف ذلك الجسد؟ حمداً لله أننا نرى فقد الظاهر وإلا ابتلعَتنا أحزان الناس وكُشفت أسرارهم.

انظر الى ذلك الرجل الذي أكل الشيب رأسه، لم يأكل الشيب رأسه فقط بل عمره أيضاً. سأتركك تدقق أنت وستعلم مقصدي.

لا تنسَ أن تَطلّع على المارة، سيكون جزؤك المفضل هو النظر للأطفال.



على الهامش:
على خطى أليس في بلاد العجائب:
كنت قد تعرفتُ مع صديقتي على رجلٍ أمام محطةٍ للسيارات، وقتها كانت تبكي عشقًا زائفًا، كنتُ في تناحتي المعتادة أُشاركها الوجع بذات الطريقة لا أعرف طريقة أخرى لمواساة الصديقات بغير نفس الوتيرة، فجأة وجدنا أمامنا يدًا ممدودة بمنديلٍ ورقيّ وبصوتٍ أخشن من اللازم قال: لا أحد يستحق.
لم أنظر إلى ملامحه حتى، خطفتُ المنديل من يده، نسيتُ نفسي ومددتُ أولاً لصديقتي كانت تمخطُ دمًا كانت حالتها مأساوية.
حينذاك وعن عمد اخترتُ أن نجلس في الجهة المعاكسة لطريقنا الصحيح، أي أننا وقفنا في المكان الخطأ الذي بسببه قابلنا هذا الرجل على رصيف المحطة في مكان لا أعرفه أصلًا.. حين رفعتُ رأسي وجدتُ ملامحاً لرجلٍ أربعينيّ ليس وسيمًا ولا قبيحًا، عاديّ.. تنتظرهُ على بُعد خطوات امرأة تبدو ملامحها أكبر منه سنًا، أكبر من أن تكون زوجته وأصغر من أن تكون أمهِ.. تخيل أنني نسيت علام كنت أبكي ومع مَنْ، جلست لعدة لحظات أفكر ما شكل العلاقة التي تربطهما أو ما علاقته بتلك المرأة التي بدت لي غريبة أو ما شابه، إلى الآن لم أتخلص من هذه العادة أن أرسم بخيالاتي علاقات العابرين من أمامي وطريقة معيشتهم من خلال ملابسهم وأحذيتهم لكني هنا لا أرمي أحدهم بسوء الظن، أنا فقط أبحث عن ملامح الوجع أو لنقل الفرح في ملامحهم كي أكتبه ربما، لا بخصني لماذا هم هنا أو لماذا هم مع بعضهم أو لماذا كانوا سوياً.
كنتُ أفكر في هذه السيدة التي تقف على بُعد خطوات لم يمنحني خيالي أكثر من أنها شخص التهمني بنظرة لم تعجبني. وجدتني أتبادل الحديث مع الرجل كأنني ولدتُ في حجره، والحق يقال هذا الرجل مستمع جيد، لم تتعب المرأة من الوقوف على ما يبدو اعتادت انتظاره، وجدتني أيضًا أذهب للسهر معهم دون أدنى تفكير، هكذا سحبني بمنديل ورقي وبصوتٍ خشن ولأول مرة يبهرني الضوء، أضواء صاخبة وضحكات عالية تحوم في الهواء وأغنيات، عالم داخل العالم لا شيء يشبه الخارج لا الناس ولا الضوء كل شيء يلمع إلا قلبي كان باهتًا. ماذا أقول؟ ما أجمل الغرباء قضيتُ سهرةً غريبةً لا تشبه أمثالي، مليئة بالصخب المخيف، والأضواء التي من كثرتها تُعمي العين، عرفت حينها أن للظلام ألوان !

سهرتُ كمن يقضي آخر ليلٍ له، وخرجتُ من المكان هربًا ! إنّ هذه الأماكن تتغذى على الليل ويخرج منها أصحابها ليسلموا الشمس لأهلها من البائعين الجائلين، والموظفين وطلبة المدارس فحين خرجت منها ركضًا كانت عقارب الساعة قد تجاوزت الثامنة والنصف صباحًا.

أنا صديقة الشمس، أكتبُ عن العتمة والظلام لكني أحبّ الشمس والصباح والسماء والشجر والبحر والورد، تقتلني الكلمة القاسية والظن السيء، لستُ مهرجاً ولا بهلواناً، أحبُّ أن أشاهد عرائس الماريونيت لكني لا أُجيد الإمساك بالحبال لتحريك العرائس أو الألعاب !
المهم.. خرجتُ من المكان الذي لم أزره يوماً ولم أعرفه إلا في خيالي!



همسة :
صباح الخير جداً
وردات البيت ترسل لكم سلاماتها
لا تخبروا سيدة أيامي أني خطفتُ
لورداتها صورة فأنا ممنوعةٌ عنها
لأني دائماً أُهملها وأنساها
وإلى أن نلتقي في عتمة أخرى.
محبتي وريحان




مريم 11-09-2021 11:48 PM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
إلى مريم :
في الشّارع
يقف البقّال والساعاتيّ والعطّار
وصاحب عربة الذرة
والعجوز بائعُ اليانصيب
وصائغ الذّهب
ليتأمّلوها وهي تَعبرُ
كما يتأمل الرضيع وجه أمّه
هذا المشهد العظيم الذي يضاهي
كسوفاً نادر الحدوث
أو تسارع الشّهب في أحد ليالي الصيف
تترنح هي في خطواتها
تدهس حبات التراب
فتتنهد الذّرات معلنةً أنها قد ثملت بوقْع الخُطا
الشارع يتمنّى
أن يكون شيئاً يَسهلُ تقطعيه تكرارا ً
بأخمصِ قدميها
كأن يتحول إلى
ثمرة ناضجة

"تغيبين عن أنظار الناس تتوارين في نهاية الشارع"
"ثمّ أسمع أصوات بكاءٍ "


الرّمان وبقية الفاكهةِ ، عقارب الساعات المتكاثرة ، البخّور العتيق ، حبات الذرة، أوراق اليانصيب، نوافذ المنازل ، وسبائك الذهب أخيراً..
كلها حزينةٌ
كل الأشياء في الشارع بدأت تبكي
و تبكي سوء حظّها
لأنها لم تُخلق فتاة _مثلكِ _ بل كانت جماداً




على الهامش :
وعلى مزاجي /
ممنّعةٌ لا يُمكنُ الطّيفَ نحوَها
صُعودٌ ولو أن المجرّة سُلَّمُ
تأتّيْتُها والنّسرُ في الأفْقِ واقعٌ
وبيضُ حَمامِ الأنجُمِ الزُهْرِ تُرجَمُ
وبتْنا كِلانا في العَفافةِ والتُقى
أنا يوسُفٌ وهْي الكريمةُ مَريمُ

ابن معتُوق


مريم 11-11-2021 06:05 AM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 

في تشرين
أستطيع أن أمدّ يديّ إلى السّماء
وكلّي يقين أن الأمل
لي بمثابةٍ جناحين من حُب
لأني هنا، لأنكم معي
أستطيع أن أغسل أحزاني كلّها
لأجل أن تبقى روح -مريم-
محاطةً بلحنٍ سعيد
وأن تمسح عن أيام تشرين
حزناً ثقيلاً من حكايا الفقد والحنين
في تشرين لا أنظر الى الغيوم لأراها
ولكن لأصغي إلى أصواتها أيضاً


نحن بحاجة إلى أن نسمع الكلمات الجميلة، تلك التي تعزف لنا سيمفونية البحر، وتعيدنا إلى كينونتنا الأولى، تجعلنا نتحسس فطرتنا اللبنية، وجموحنا المتأجّج، إنّها تحوّلنا إلى فراشة تدخل النار فلا تحترق، وإلى مغامر يخوض البحر المتلاطم، فلا يغرق، وإلى فلاح كلّما تشققت يداه في الطين، شعر بالسعادة !

كنتُ في الصف الرابع الإبتدائي اختارتني مربية الصف لأُمثّل دورَ الملكة، ضمن برنامج لاحتفالية اليوم المفتوح، قالت لي: أنتِ الملكة، جئتها في اليوم التالي بعد الإلحاح على أمي أن تختار لي الفستان الذي يليق لذلك الدور، استخدمت كافة أسلحتي لاقناعها أن تشتري لي فستاناً خصيصاً للمنايبة وكأننا في يوم العيد، ذهبتُ إلى معلمتي وقد ارتديتُ زيّاً شعبياً جميلاً مزركشاً تحت سترتي الشتوية الثقيلة، قمتُ بالذهاب إليها خلسةً حتى تراني قبل الكل، وحتى أفاجئ البقية، كأنّها رأت أمراً عظيماً، وسعدتْ لسعادتي الهائلة كما أننا لم نُسعد مسبقاً-هذا ما شعرتُ به- لم تكن كلمتها عابرةً، لقد أصبحتُ بفعل كلمة رقيقةٍ منّها ملكة حقّاً..
والذي لا تُدركه أننّي كلّما رأيتُها ابتسمتُ لها ابتسامةَ إجلالٍ، وكنتُ أشعرُ أنها تبتسمُ لي كما تبتسم الحاشية للملوك..
يا إلهي ماذا تفعل الكلماتُ الحلوةُ بنا ؟
لو أدركَ هذا العالم قدرتها على الجذب والتغيير، لتخلّى عن صلفه وغروره، وعن كبرهِ وجبروته، فكل إنسانٍ لا يستطيع نطقَ الكلماتِ الجميلة، هو حصىً ثقيل وسط الطريق يزعجُ المارّة، شهيقٌ ثقيلٌ يعبرُ على الصدر وأكثر

مريم 11-11-2021 06:05 AM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
طيلة حياتي وأنا أُشبّه نفسي بأشياء ليست -بطبيعتها- بشرية، أضع نفسي في قوالبها، إنها تشعرني بالراحة، الأمر مختلف عن التشبه بالأشخاص، لم أجد حالة قريبة من حالتي كي أقول: أنا فُلان.

أحيانًا أحب أن أكون عصفورًا أو دولابًا فارغًا، وفي أفضل حالاتي أنا نهرٌ أو شجرة، وإن كنت سعيدة، أنا كلاهما، معًا.

على الهامش :
الآن أنا شجرة
أخاف أن تسقط أوراقي
على كل حال
ستبقى لي أغصان.

مريم 11-11-2021 06:06 AM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 

إلى مريم:
يسألني الليل من أنا؟!
أنا التي لفظتني دروبٌ مكتظّةٌ بالخيبة
أنادي
أين الدرب
فتشرّع كفُّ السماء ملوحةً لي !
لأنني هنا معي
حديثٌ بيننا لن يموت
ستولد سعاداتٍ
ستشرق صباحاتٍ
ستشيخُ ذكرياتٍ
سنبني حول جلودنا لحظاتٍ نادرة
سنعود إلينا
بعد ما أعيتنا الحياة
و سأذكركُ طالما أنا أنا
لم أعرف قبلكِ إلا الظمأ
ولن أقصد بعدك مُستقَ

مريم 11-11-2021 06:15 AM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 

إلى مريم ؛
وأنتِ هنا معي
أستمرّ بالغناء
"أطالع في هواك قلبي
وأنسى الكل
أنسى الكل
علشانك "

كفضاء شاسعٍ
طازجٌ
كأغاني الحنين

مريم 11-11-2021 06:26 AM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 
على الهامش:
رسائلي إلى مريم
تستحق أن تعلّق على جدار غرفتي،
مثل صورة عائلية !

بعد الهامش:
بعد أن تصبح لي غرفة
هي الآن على جدران قلبي يا مريم

مريم 11-12-2021 09:07 AM

رد: مريم، بين كفٍّ وسماء
 


وإنيّ أُلبي الشوق برتابة المجاز
متمردةً على قلق الساعات بأفكاري الحبلى
فلا شيءٌ سيسقط خطيئة الشعر
وإن ترددت الأوجاع على محارب القصائد..

فمصائب الماء بجرار الحروف يسقط سقطة الخطيئة..
وإن رقدت حنكة المتاب، على أسطر الحكم
فاحذر من وجع الأحلام، على أصدر الأجساد..

هذه قصائدي، تترنح بشعرها الغجري
فوق وجه الفجر
وهذه أنامل الرفاق تطير بخفة فوق التباس الأنفسِ
فرددي يا فراشة الحكمة:
من فوق أغاني البكاء
وأخاديد الاشهارِ
هذه أحلامنا، فلا المسافات
ولا مَعية عدم اللقاء
ستودعُ أكففَ وبكم الهوى

هذه الكلمات كلماتي، ومن مراقد الرياح
تصحو كي تسافر
في كل مكان
وإن تجلت صحوة المراقد بالغياب..



على الهامش
للعتمة نص واحد
حرفان يشبهانني كثيرا
اللغم في الخارج
جسدي في الحرب
من يجد النهاية ..



إلى مريم
لقاؤنا في الغد .. حيث السماء



الساعة الآن 06:48 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف كلك غلا

1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47