ننتظر تسجيلك هـنـا


❆ جدائل الغيم ❆
                        .


آخر 10 مشاركات تزين المرأة       ....       جفت عطور الشوق       إقـامـة جبريـة       كم وددتُ !       ضرب الودع       حرف الواو وما تتبعه من خواطر..       ،، ليس عبثــــــا!       ،، خارج الإطار       هكذا أغرد..      
روابط تهمك القرآن الكريم الصوتيات الفلاشات الألعاب الفوتوشوب اليوتيوب الزخرفة قروب الطقس مــركز التحميل لا باب يحجبنا عنك تنسيق البيانات
العودة   منتديات مدائن البوح > المدائن الأدبية > قناديـلُ الحكايــــا

قناديـلُ الحكايــــا

يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..

( يمنع المنقول )



"صداع بالقلب" .. رواية قصيرة

يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..

( يمنع المنقول )


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-23-2023, 10:41 AM
أحمد عدوان متواجد حالياً
SMS ~

Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 99
 تاريخ التسجيل : Sep 2020
 فترة الأقامة : 1328 يوم
 أخر زيارة : 05-13-2024 (01:59 PM)
 المشاركات : 16,148 [ + ]
 التقييم : 37776
 معدل التقييم : أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


حصري "صداع بالقلب" .. رواية قصيرة











الفصل الأول


"لا أعلم هل ولدتُ بهذا العيب أم أنني اكتسبتُه ، الشيء الوحيد الذي أعلمه أنني أنسى كثيرًا ، أتجاوز وأعبر دون أن ترف لي ذاكرة ، لكن ما يؤرقني فعلا ليس ذلك قطعا ، بل أنني لم أتمكن من عبورك وتجاوزك ونسيانك ، وكأنك ماثل للعيان ، وللعشق أيضا ، كنت دائما الاستثناء الوحيد في حياتي، حتى عندما أردت نسيانك، صحت ذاكرتي كأفضل ما تكون . ليلة الأمس لم أنم مطلقا، لقد كنتُ أواري ذلك النعاس الذي ينجبه السهر قبل أن يصل إلى عيوني في مقابر الزوال وأعود ضجِرا يقظًا أشاطر الأرق ما تبقى من الليل."
أغلق سالم دفتره الأسود الصغير الذي اعتاد أن يتوسده كل ليلة بعد أن كتب فيه كما اعتاد. نظر إلى السقف وكأنه يتأمل شيئا، وظل كذلك وأفكار عديدة تتزاحم برأسه: حتى الأقلام تمرض، تفقد بريقها . هذا ما يشغله الآن، لقد اعتاد أن يكتب صفحتين أو أكثر ، ولكنه منذ ليلتين لم يكمل صفحة واحدة ، لقد صار يحس أكثر من أي وقت مضى أن حرفه قد فقد بريقه ، وهو الذي كان يسمع عبارات الإشادة والإعجاب كلما نشر شيئا عبر حسابه في تويتر .
هذا الأمر يرهقه كثيرا، يوجعه أن تضمر أو تتلاشى قدرته تلك التي كانت سبب تعارفه ولؤلؤة قبل ستة أعوام.
لا زال يتذكر تلك اللحظة تماما ، ذاك المساء الساحر بمنتصف إبريل ، حينما قرأ ما كتبته تلك اللؤلؤة بالمنتدى الذي كان يشرف عليه ، وهو الذي تروقه الأحرف الجميلات ، وتبهره اللغة السامقة ، حينها قرر أن يقتحم تلك الفتاة ، ولكنه تأنّى قليلا.
أنثى كمثلها لابد أن يمهد لها دربا خالصة تسلكه، راح بأحرفه الفاتنة يقارع ما تكتب، ثم أرسل لها مبديا إعجابه، لم يكن الأمر بتلك السهولة ولكن أن يبدأ بينهما حوارٌ فتلك نصف المسافة، حتى وإن كان حوارا عبر محادثة افتراضية.
"لولا" .. هكذا كان يناديها ، وهكذا كانت تحب أن يناديها ، أخبرته فيما بعد ، أنها تعتبر ذلك الاسم كلام غزل من النوع الفاخر ، وأنها لا تحب أن يناديها به شخص آخر .
كان سالم لا يزال مستغرقا بأفكاره ، وكانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل بقليل ، فجأة نهض فزعا ، لقد تذكر أنه نسي صلاة العشاء ، في الطريق من غرفته إلى الحمام ، كان يتسلل على أطراف أصابعه خشية أن تحس به أمه زينب وتُسمِعه تقريعا وتأنيبا ، لأنها كل ليلة تصلي ، وتفتح باب غرفته وتخبره أنه موعد الصلاة ، فيهز سالم رأسه دلالة أنه سيقوم في الحال ، وغالبا لا يفعل إلا بعد ساعة أو اثنتين ، وربما أكثر . توضأ سالم وصلى ، وعند سجوده الأخير أطال دعاءه كما اعتاد ، دائما كان يدّخر أمنياته إلى الركعة الأخيرة من صلاة العشاء ، كان ينفث فيها كل ضيقه وهمه وحزنه ، حينما استلقى على سريره هذه المرة كان منطفئا تماما ، واستغرق في نوم عميق ، من فترة طويلة لم يحدث أن نام هكذا ، لدرجة أن فاته وقت دوامه ، لا يجد تفسيرا منطقيا لذلك ، كما يعلم تماما أنه لن يجد تبريرا مقنعا يقدمه لمديره في العمل .
أعدّ فنجاني قهوة ، وقرّر أن يقضي يومه مع "الحجة زينب" ، رغم أن عمرها تجاوز الستين ، ولكنها كانت تقوم بشؤون البيت كأحسن ما تقوم به امرأة في عز شبابها ، كانت تعلم بعادة ابنها بإعداد قهوته الصباحية بنفسه ، لذلك كانت تنام بعد صلاة الفجر وقراءة ما تيسر لها من القرآن رغم أنها تتعثر كثيرا ، ولكن سالم أخبرها ذات يوم أن من يقرأ القرآن ويجد مشقة في ذلك له أجران لا أجرا واحدا ، ومن يومها هي لا تنفكّ تخبر كل من تعرفه بذلك . حينما رشف سالم أول رشفه من فنجانه ، باغتته والدته بكلامها :
ـ الله يهديك يا ابني ، لا تنسى صلاتك ، الصلاة قبل كل شي يا سالم ، لا تأخرها مثل امبارح .
ـ ايه يا أمي . إن شاء الله ما تتكرر .
صمت سالم وهو يستحضر أثرا مرويّا عن الفخر الرازي "اللهم إيمانا كإيمان العجائز" ، ولم ينتبه إلا وأمه تسأله : علاه ما رحت الشغل اليوم ؟
لم يشأ أن يخبرها أنه استغرق في نومه ولم يصل الفجر أيضا بموعده ، فأخبرها أنه طلب إجازة ليوم واحد ، لأنه يحس بالتعب . دقائق قليلة وصديقه زياد يتصل ، يودّ أن يستفسر عن سباب غيابه عن دوامه اليوم ، انسحب سالم برفق إلى غرفته حتى لا تسمع والدته حديثهما ، وطمأنه أن لا شيء مهم ، مجرد نوم ثقيل أودى بعشر ساعات من عمره .
"يا لغرابة الدنيا ، تعطيك بيد ثم تأخذ منك بعشر أخرى ، تجبر كسرك اليوم بفرحة عظمى ، ولكنها تنسج بالخفاء كمينا يطيح بك أعواما ، حينما دقّ هذا الحبّ بابي ، أقبلت تلك الدنيا بكامل زينتها تختال على هودج من شغف ، تزيح من على كاهلي رتابة الأعوام التي مرت قبل ذلك وتركت ندوبها على قلبي ، وجسدي ، ذاته الحب من أضرم بروحي بعد تلك نارا متقدة ، وحزنا وكدرا لا يغادر إلا ليعود أشد أنكى ،
لماذا يا لولا ؟ لماذا كلما حاولت أن أطرد هذا الحب وجدته يتبرعم في داخلي كأشجار سرو وصفصاف ؟ لماذا ظل صامدا عندي .. ولماذا تضاءل عندك إلى تلك الدرجة التي غابت فيها رسائلك وكلماتك .. وحتى أخبارك ؟ هل من المنصف أن أعلّق كل خيباتي على مشجب الحياة ، وأمنح نفسي وأمنحك معي صكوك براءة مما اقترفناه بأيدينا ، وقلوبنا ، وعنادنا ؟
منذ فراقنا مرت أربعة أعوام ، لديك الآن طفلان ، وفي يدي حزن وخيبة ودعاء ، أعوامك الثلاثون لا تزيد أبدا ، مازلت بذات العُمر تماما كما يوم فراقنا ، وأنا أفوقك بعامين ، وما فائدة الأعوام التي تمر وأنت بعيدة ؟ لم تكذب أم كلثوم حينما قالت " إلي شفتو ، قبل ما تشوفك عينيا ، عمر ضايع يحسبوه ازاي عليا" ، مع فارق بسيط ، أنني لا أعترف بالعمر الذي مرّ بعد أن التقيتك وافترقنا .
(أن تسقيّ وردة بعد موتها لا يعني أبدا انَّك ستعيدها إلى الحياة ..) ، هكذا كتب أحدهم على تويتر ، لا أدري لِمَ ظلّ ذلك الكلام عالقا بذهني وغاب اسم صاحبه ، صحيح ذلك ، لكن ما أدراك أن ذلك الساقي يود إعادتها للحياة ؟ ربما هو نوع من الندم والوفاء لأجل ذلك التفريط الذي أودى بالوردة ؟
أقسى ما بالحب أن نندم على ذلك التفريط الذي سعينا إليه بكامل العناد ؟ ألا نسامح أنفسنا على إهدار الفرص السانحة ؟ هو ندم ممزوج بالحسرة يمسك بأوردة القلب يعتصرها عن آخرها ، يضخ بها حزنا بدل الدماء ، حزنا يتسرب إلى كل أنحاء الجسد ، فتحزن العيون وتأسى الملامح ، وتتثاقل الأطراف ..
هل يحدث معك هذا يا لولا ؟ أيتها البعيدة عني بمقدار ألف ميل ؟ أيتها القريبة مني بمقدار عناق"
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : "صداع بالقلب" .. رواية قصيرة     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : أحمد عدوان





 توقيع : أحمد عدوان

حسابي على تويتر


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 1 والزوار 4)

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 10:14 AM

أقسام المنتدى

المدائن الدينية والاجتماعية | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | أرواح أنارت مدائن البوح | الصحة والجمال،وغراس الحياة | المدائن الأدبية | سحرُ المدائن | قبس من نور | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | بوح الأرواح | المدائن العامة | مقهى المدائن | ظِلال وارفة | المدائن المضيئة | شغب ريشة وفكر منتج | المدائن الإدارية | حُلة العيد | أبواب المدائن ( نقطة تواصل ) | محطة للنسيان | ملتقى الإدارة | معا نحلق في فضاء الحرف | مدائن الكمبيوتر والجوال وتطوير المنتديات | آفاق الدهشة ومواسم الفرح | قناديـلُ الحكايــــا | قـطـاف الـسـنابل | المدائن الرمضانية | المنافسات الرمضانية | نفحات رمضانية | "بقعة ضوء" | رسائل أدبية وثنائيات من نور | إليكم نسابق الوفاء.. | الديوان الشعبي | أحاسيس ممزوجة |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas