آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
الكلِم الطيب (درر إسلامية) رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا |
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
الأخلاق المذمومة في الإسلام
حذَّر الإسلام من الأخلاق السيئة ونهى عنها، فهو دين المكارم والفضائل، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ"،فقد جاء الإسلام ليحارب كلّ خُلُقٍ ذميمٍ، كالكذب والغش والخيانة وغيرها، وليدعو إلى كلّ خُلقٍ محمودٍ وجميلٍ، كالصدق والأمانة والإحسان وغيرها، وفيما يأتي بيانٌ لبعض الأخلاق السيئة التي حذر منها القرآن الكريم والسنة النبويّة. والأخلاق المذمومة "موجودة في مجموعة من الناس كالبخل والجبن والظلم والشر" وهي "عادات غالبة على أكثر الناس، مالكة لهم"، "فالناس مطبوعين على الأخلاق الرديئة، منقادون للشهوات الدنية. ولذلك وقع الافتقار إلى الشرائع والسنن، والسياسات المحمودة". إن حكمة الله البالغة اقتضت أن يجعل في هذه الحياة أخلاقاً عاليةً وكذلك هناك في البشر أخلاق سافلة، وعند المقارنة يظهر حسن هذا وقبح ذاك؛ لأنَّ الضَّدَّ يظهر حسنه الضَّدِّ، وبضدِّها تعرف الأشياء، فلولا الظَّلام ما عرفت فضيلة النُّور، ولولا أنواع البلايا ما عرفت قيمة العافية، ولولا خلق الشَّياطين والهوى والنَّفس الأمارة بالسُّوء لما حصلت عبودية الصَّبر والمجاهدة وترتب الأجر والجنَّة عليهما. من خلال هذا الموضوع سأعمل على بيان سلسلة الأخلاق التي يذمها ديننا الحنيف معتمدا على مجموعة من المصادر والمراجع ومواقع الانترنت ومن أهمها ( موقع مؤسسة الدرر السنية ) والذي سيكون المصدر الرئيسي للمعلومات في هذه السلسلة من الأخلاق المذمومة . ومن أهم العناوين التي سيتضمنها موضوعنا إن شاء الله : الإساءةُ الإسرافُ والتَّبذيرُ الافتِراءُ والبُهتانُ إفشاءُ السِّرِّ الانتِقامُ البُخلُ والشُّحُّ البُغْضُ والكَراهيَةُ التَّجَسُّسُ التَّسَرُّعُ والتَّهَوُّرُ والعَجَلةُ التَّعسيرُ التَّعَصُّبُ التقليد والتبعية التَّنْفِير الجبن الجدال والمراء الجَزَع الجَفاء الحسد الحقد الخُبْث الخِدَاع الخِذْلَان الخيانة الذُّل السخرية والاستهزاء السَّفَه والحُمْق سوء الظن الشَّمَاتَة الطَّمع الظُّلم العُجب العُدْوان الغدر الغش الغَضَب الغِيبَة الفتور الفُجُور الفحش والبذاءة القسوة والغلظة والفظاظة الكِبْر الكذب الكَسَل اللُّؤْم المكْر والكَيْد نقض العهد النَّمِيمَة الوَهن اليأْس والقنوط للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !
آخر تعديل البراء يوم
08-23-2024 في 10:22 AM.
|
08-23-2024, 10:47 AM | #2 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
الإساءة
تزداد الإساءة قبحا وذما إذا كانت متوجهة إلى من يتأكد على المرء أن يحسن إليه كالوالدين؛ ولهذا قرن النبي صلى الله عليه وسلم الإساءة إلى الوالدين بأعظم ذنب على الإطلاق وهو الشرك فقال: «أَلَا أنبِّئكم بأكبر الكبائر؟» ثلاثًا. قالوا: بلى، يا رسول الله! قال: «الإشراك بالله، وعقوق الوالدين». وإن من العجيب أن الإساءة تمنع العبد من الشفاعة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يكون اللَّعَّانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة». وذلك لأن اللَّعن إساءة، بل من أبلغ الإسَاءة، والشَّفاعة إحسان، فالمسيء في هذه الدَّار باللَّعن، سلبه الله الإحسان في الأخرى بالشَّفاعة، فإنَّ الإنسان إنَّما يحصد ما يزرع، والإِسَاءة مانعة مِن الشَّفاعة التي هي إحسان. معنى الإِسَاءة لغةً واصطلاحًا معنى الإِسَاءة لغةً: الإساءة مصدر أساء الرَّجل إِساءةً: خِلاف أحْسَن، وأساء الشَّيء: أفْسَده، ولم يُحْسِن عَمَله، ويقال: أساء به، وأساء إليه، وأساء عليه، وأساء له ضِد أحسن، معنًى واستعمالًا، وقول سَيِّئ: يَسُوء معنى الإِسَاءة اصطلاحًا: الإساءة هي: فعل أمر قبيح جار مجرى الشَّرِّ يترتَّب عليه غمٌّ لإنسان في أمور دينه ودنياه، سواء أكان ذلك في بدنه أو نفسه أو فيما يحيط به من مال أو ولد أو قنية الفرق بين الإِسَاءة وبعض الصِّفات: - الفرق بين الإِسَاءة والمضَرَّة: أنَّ الإِسَاءة قبيحة، وقد تكون مَضَرَّة حَسَنة إذا قُصِد بها وَجهٌ يَحْسُن، نحو المضَرَّة بالضَّرْب للتَّأديب، وبالكَدِّ للتَّعلُّم والتَّعليم - الفرق بين الإِسَاءة والسُّوء: أنَّ الإِسَاءة: إنفاق العمر في الباطل، والسُّوء: إنفاق رزقه في المعاصي أنَّ الإِسَاءة: فِعْلُ المسيء، والسُّوء: الفعل ممَّا يسوء أنَّ الإِسَاءة: اسمٌ للظُّلم، يقال: أَسَاء إليه إذا ظَلَمه، والسُّوء: اسمٌ الضَّرر والغَمِّ، يقال: سَاءَه يسُوؤه، إذا ضَرَّه وغَمَّه، وإن لم يكن ذلك ظُلمًا - الفرق بين الإِسَاءة والنِّقْمَة: أنَّ النِّـقْمَة قد تكون بحقٍّ، جزاءً على كُفران النِّعمة. والإِسَاءة: لا تكون إلَّا قبيحة. ولذا لا يصحُّ وصفه تعالى بالمسيء، وصحَّ وصفه بالمنتقم. قال -سبحانه-: وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ [آل عمران: 4] ، وقال: وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ [المائدة: 95] ذم الإساءة والنهي عنها أولًا: ذمُّ الإِسَاءة والنهي عنها في القرآن الكريم - قال تعالى: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ [البقرة: 83] (وفيه النَّهي عن الإِسَاءة إلى الوالدين.. وللإحسان ضدَّان: الإِسَاءة، وهي أعظم جرمًا، وترك الإحسان بدون إساءة، وهذا محرم) - قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ [المؤمنون: 96] (أي: إذا أَسَاء إليك أعداؤك، بالقول والفعل، فلا تقابلهم بالإِسَاءة) - قال تعالى: إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا [الإسراء: 7] (أي: فإليها ترجع الإِسَاءة لِمَا يتوجَّه إليها مِن العقاب، فرغَّب في الإحسان، وحذَّر مِن الإِسَاءة) - قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصِّلت: 34-35] (أي: فإذا أَسَاء إليك مُسِيءٌ مِن الخَلْق -خصوصًا مَن له حقٌّ كبير عليك، كالأقارب، والأصحاب، ونحوهم- إِسَاءةً بالقول أو بالفعل، فقابله بالإحسان إليه، فإن قطعك فَصِلْه، وإن ظلمك، فاعف عنه، وإن تكلَّم فيك -غائبًا أو حاضرًا- فلا تقابله، بل اعف عنه، وعامله بالقول اللَّيِّن. وإن هجرك، وترك خِطَابك، فَطيِّبْ له الكلام، وابذل له السَّلام، فإذا قابلت الإِسَاءة بالإحسان، حصل فائدةٌ عظيمةٌ) - قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ [فصِّلت:46] - قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ [الجاثية: 15] قال السعدي: (وفي هذا حثٌّ على فعل الخير، وترك الشَّرِّ، وانتفاع العاملين، بأعمالهم الحسنة، وضررهم بأعمالهم السَّيِّئة) ثانيًا: ذمُّ الإِسَاءة والنهي عنها في السُّنَّة النَّبويَّة - عن معاذ بن جبل رضي الله عنه: أنَّ النَّبي بعثه إلى قوم، فقال: يا رسول الله، أوصني. قال: ((افشِ السَّلام وابذل الطَّعام... وإذا أَسَأت فأَحْسِن، ولتحسِّن خلقك ما استطعت)) قال ملا علي القاري: (وإذا أَسَأت فأَحْسِن. وهو يحتمل معنيين، أحدهما: أنَّه إذا فعل معصية، يحدثها توبة، أو طاعة، وإذا أَسَاء إلى شخصٍ، أَحْسَن إليه، ومنه قوله تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ [فصِّلت: 34] ) - عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أحسن فيما بقي، غُفِر له ما مضى، ومَن أَسَاء فيما بقي، أُخِذ بما مضى وما بقي )) - عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ((قال رجل: يا رسول الله، أنؤاخذ بما عملنا في الجاهليَّة؟ قال: مَن أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومَن أَسَاء في الإسلام أُخِذ بالأوَّل والآخر )) قال العيني: (منهم مَن قال: المراد بالإِسَاءة في الإسلام: الارتداد مِن الدِّين) وقال المناوي: (فالمراد بالإِسَاءة: الكفر؛ وهو غاية الإِسَاءة) - عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((أَلَا أنبِّئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثًا. قالوا: بلى، يا رسول الله! قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين )) قال الهيتمي: (فانظر كيف قَرَن الإِسَاءة إليهما وعدم البِرِّ والإحسان إليهما بالإشراك بالله تعالى، وأكَّد ذلك بأمره بمصاحبتهما بالمعروف، وإن كانا يجاهدان الولد على أن يشرك بالله تعالى) أقوال السَّلف والعلماء في الإِسَاءة - عن الحسن البصري أنَّه كان يقول: (إنَّ المؤمن جمع إحسانًا وشفقةً، وإنَّ المنافق جمع إِسَاءةً وأَمْنًا) - وقال ابن حزم: (لم أرَ لإبليس أَصْيَد ولا أَقْـبَح ولا أَحْمَق مِن كلمتين ألقاهما على أَلْسِنة دُعَاته: إحداهما: اعتذار مَن أَسَاء بأنَّ فلانًا أَسَاء قبله. والثَّانية: استسهال الإنسان أن يُسيء اليوم؛ لأنَّه قد أَسَاء أمس، أو أن يُسيء في وجهٍ ما؛ لأنَّه قد أَسَاء في غيره) - وقال -أيضًا-: (مَن أَسَاء إلى أهله وجيرانه فهو أَسْقَطُهم، ومَن كَافَأ مَن أَسَاء إليه منهم، فهو مثلهم، ومَن لم يكافئهم بإساءتهم، فهو سيِّدهم وخيرهم وأفضلهم) - وقال بعض السَّلف: (ما أحسنتُ إلى أحدٍ، وما أسأتُ إلى أحدٍ، وإنَّما أحسنتُ إلى نفسي، وأسأتُ إلى نفسي) - وقال موسى بن جعفر: (مَن لم يجد للإِسَاءة مَضَضًا، لم يكن للإحسان عنده موقع) - وعن ميمون قال: (مَن أَسَاء سِرًّا، فليتبْ سِرًّا، ومَن أَسَاء علانيةً، فليتب علانيةً، فإنَّ الله يغفر ولا يُعَيِّر، وإنَّ النَّاس يُعَيِّرون ولا يغفرون) - وقيل: (أربعةٌ يُـقْضَى بها على أربعةٍ: السِّعَاية على الدَّناءة، والإِسَاءة على الرَّداءة، والحَلِف على البُخل، والسَّخَف على الجهل) - وقيل (مَن رضي لنفسه بالإِسَاءة، شهد على نفسه بالرَّداءة والدَّناءة) آثار الإِسَاءة 1- الإِسَاءة صفة مِن صفات المنافقين. عن الحسن البصري، أنَّه كان يقول: (إنَّ المؤمن جمع إحسانًا وشفقةً، وإنَّ المنافق جمع إِسَاءة وأَمْنًا) 2- أنَّ مَن رضي لنفسه بالإِسَاءة، شهد على نفسه بالرَّداءة. 3- أنَّ الإِسَاءة مِن أسباب قسوة القلب. 4- أنَّ الإِسَاءة تمنع مِن الشَّفاعة. قال أبو الدَّرداء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يكون اللَّعَّانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة )) قال ابن القيِّم: (قول النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يكون اللَّعَّانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة ))؛ لأنَّ اللَّعن إساءة، بل مِن أبلغ الإِسَاءة، والشَّفاعة إحسان، فالمسيء في هذه الدَّار باللَّعن، سلبه الله الإحسان في الأخرى بالشَّفاعة، فإنَّ الإنسان إنَّما يحصد ما يزرع، والإِسَاءة مانعة مِن الشَّفاعة التي هي إحسان) 5- أنَّه كلَّما ازداد الإنسان إساءة ازداد وحشة 6- أنَّ أخوف النَّاس أشدُّهم إساءة 7- الإِسَاءة إلى الآخرين تُسَبِّب العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع. أسباب الوقوع في الإِسَاءة: 1- مقابلة الإِسَاءة بأشدَّ منها. 2- قسوة القلب. من أسباب الوقوع في إِسَاءة الإنسان على نفسه 1- اليأس: قال ابن القيِّم: (الخوف الموقِع في الإياس: إساءة أدب على رحمة الله تعالى التي سبقت غضبه، وجهلٌ بها) 2- سوء الظَّنِّ: عن معمر، قال: (تلا الحسن: وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ [فصِّلت: 23] فقال: إنَّما عَمِل النَّاس على قَدْر ظنونهم بربِّهم؛ فأمَّا المؤمن فأَحْسَن بالله الظَّنَّ، فأَحْسَن العمل؛ وأمَّا الكافر والمنافق فأساءا الظَّنَّ، فأساءا العمل) وقال ابن القيِّم: (وأمَّا المسيء المصرُّ على الكبائر والظُّلم والمخالفات، فإنَّ وحشة المعاصي والظُّلم والحرام تمنعه مِن حُسْن الظَّنِّ بربِّه، وهذا موجودٌ في الشَّاهد، فإنَّ العبد الآبق -الخارج عن طاعة سيِّده- لا يُحْسِن الظَّنَّ به، ولا يجامع وحشة الإِسَاءة إحسان الظَّنِّ أبدًا) 3- طول الأمل: عن الحسن: (ما أطال عبدٌ الأمل إلَّا أَسَاء العمل) الوسائل المعينة على ترك الإِسَاءة: 1- الحِلْم: قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ [المؤمنون: 96] قال السعدي: (أي: إذا أَسَاء إليك أعداؤك بالقول والفعل، فلا تقابلهم بالإِسَاءة، مع أنَّه يجوز معاقبة المسيء بمثل إساءته، ولكن ادفع إساءتهم إليك بالإحسان منك إليهم، فإنَّ ذلك فَضْلٌ منك على المسيء. ومِن مصالح ذلك: أنَّه تَخِفُّ الإِسَاءة عنك في الحال، وفي المستقبل، وأنَّه أَدْعَى لجلب المسيء إلى الحقِّ، وأقرب إلى ندمه وأسفه، ورجوعه بالتَّوبة عمَّا فعل، وليتَّصف العافي بصفة الإحسان، ويقهر بذلك عدوَّه الشَّيطان، وليستوجب الثَّواب مِن الرَّبِّ) 2- الاستغفار: عن علي رضي الله عنه قال: (ليس الخير أن يَكْثُر مالك وولدك، ولكن الخير أن يَكْثُر علمك، ويَعْظُم حلمك، وأن تباهي النَّاس بعبادة ربِّك، فإن أَحْسَنت حَمَدت الله، وإن أسأت استغفرت الله) 3- معرفة أنَّ في ترك الإِسَاءة رجاحة النَّفس، وراحة القلب: قال القاضي المهدي: (ولو لم يكن في الصَّفح -وترك الإِسَاءة- خَصْلَةٌ تُحمَد إلَّا رجاحة النَّفس ووَدَاع القلب، لكان الواجب على العاقل أن لا يكدِّر وقته بالدُّخول في أخلاق البهائم...) 4- حُسْن الظَّنِّ بالله. 5- قِصَر الأمل. 6- عدم اليأس. بين الإِسَاءة والإحسان الإِسَاءة ضدُّ الإحسان، والإحسان واجبٌ، فالإِسَاءة ممنوعةٌ؛ لأنَّ قولك: أَحْسِن إلى فلان، يقوم مقام قولك: لا تسئ إليه، وذلك معنى مقتضاه فقط. وأما قولك: لا تسيء إليه، فليس فيه الإحسان إليه. وكذلك إذا قلت: لا تحسن إليه، فليس فيه أن تسيء إليه أصلًا؛ لأنَّ هذا مِن الأضداد التي بينها وسائط، والوسيطة هاهنا التي بين الإِسَاءة والإحسان: المتَاركة. وأمَّا إذا قلت: أَسِئ إلى فلان، ففيه رفع الإحسان عنه؛ لأنَّ الضدَّ يدفع الضدَّ، إذا وقع أحدهما بطل الآخر الأمثال في الإِسَاءة 1- أَسَاء سمعًا فأَسَاء إجابة 2- أَسَاء رعيًا فسقى. يُضْرَب مثلًا للرَّجل يُفْسِد الأمر، ثمَّ يريد إصلاحه، فيزيده فسادًا 3- أَسَاء كارهٌ ما عمل. يُضْرَب مثلًا للرَّجل يُكْرَه على الأمر فلا يبالغ فيه 4- البادئ أظلم. يقوله الرَّجل يجازي على الإِسَاءة بمثلها، أي: الذي ابتدأ الإِسَاءة أظلم 5- لو نُهِيت عن الأولى، لم تَعُد للأخرى. يُضْرَب مثلًا للرَّجل يُسيء فيُحْتَمل، فيَضْرَى على الإِسَاءة 6- جزاء سَنِمَّار. يضرب مثلًا لسوء الجزاء، يقال: جزاه جزاء سنمار 7- خَيْرَ حالِبَيْك تَنْطَحِين. يُضْرَب لمن يكافِئ المحسن بالإِسَاءة 8- ليس بعد الإسار إلَّا القتل. يُضْرب في الإِسَاءة يركبها الرَّجل مِن صاحبه، فيستدلُّ بها على أكثر منها ذم الإِسَاءة في واحة الشِّعر قال الحسن بن علي رضي الله عنهما: مَضى أَمْسُك الماضِي شَهِيدًا مُعَدَّلًا وأصبحتَ في يومٍ عليك شهيدُ فإن كنتَ بالأَمْسِ اقترفتَ إساءةً فثَنِّ بإحسانٍ وأنت حميدُ ولا تُرجِ فعلَ الخيرِ يومًا إلى غدٍ لعلَّ غدًا يأتي وأنت فَقِيدُ فيومُك إن أَعْتَبْتَه عاد نَفْعُه عليك ومَاضي الأمسِ ليس يعودُ وقال آخر: يَجْزُون مِن ظُلْم أهل الظُّلم مغفرةً ومِن إساءة أهل السُّوء إحسانَا وقال معبد بن مسلم: لَدَدْتُهم النَّصيحة كلَّ لدٍّ فمَجُّوا النُّصح ثمَّ ثنوا فقاءوا فكيف بهم وإن أحسنتَ قالوا أسأتَ وإن غفرتَ لهم أساءوا وقال الشَّاعر: ما زلت أُعرفُ بالإِسَاءة دائمًا ويكون منك العفو والغفرانُ لم تنتقصني إن أَسَأْتُ وزدتني حتى كأنَّ إساءتي إحسانُ منك التفضُّل والتَّكرُّم والرِّضا أنت الإلهُ المنعم المنَّانُ وأنشد أبو محمَّد عبد الله بن أبي سعيد البيهقي لأبي الحسن بن أبي العالية البيهقي: قيل لي قد أَسَاء إليك فلان ومُقَام الفتى على الذُّل عارُ قلت قد جاءنا وأحدث عُذرًا ديةُ الذَّنب عندنا الاعتذارُ وقال الشاعر: هبني أسأتُ كما زعمـتَ فأين عاقبة الأخوَّه فإذا أسأتَ كما أسأتُ فأين فضلُك والمروَّه وقال طاهر بن عبد العزيز: إذا ما خليلي أسا مرَّةً وقد كان مِن قَبْل ذا مجمِلا تحمَّلت ما كان مِن ذنبه فلم يُفسد الآخر الأوَّلا وأنشد الكريزي: أسأت وأنكرتُ أنِّي أسأتُ فأَفْضِل ولا تَكُ عين المسِي لك الفَضْل بالعفو عمَّا عفوت وإلَّا فأنت القَرِين السَّوي وعفوك مقتدرًا نعمةً وعفو المندِّد غير الهَني وقال محمود بن الحسن الورَّاق: إنِّي وهبت لظالمي ظُلمي وغفرت ذاك له على عِلمِ ورأيته أسدى إليَّ يدًا لـمَّا أبان بجهله حِلْمي رَجَعَت إساءتُه عليه وإحـ ـساني إليَّ مضاعفٌ الغُنْمِ وغَدَوتُ ذا أجرٍ ومَحْمَدةٍ وغدا بكسب الظُّلم والإثمِ وكأنَّما الإحسانُ كان له وأنا المسيءُ إليه في الحكمِ وما زال يظلمني وأرحمُه حتى رَثَيْتُ له من الظُّلمِ موضوعنا القادم سيكون ان شاء الله عن ( الإسراف والتبذير ) [/size][/font][/b] |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
08-23-2024, 03:49 PM | #3 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
جميل ماطرح يا البراء
وبه الفوائد الكثيرة لوتكرمت الاختصار بالموضوع حتى يتمكن القارئ من القراءة بكل سهولة ويجد الهدف منه متابعة لك شكرًا لروحك الجميلة هنآ |
هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,,
التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة ; 08-23-2024 الساعة 06:51 PM
|
08-23-2024, 06:55 PM | #4 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
باركك الرحمن
موضوعك مفيد للغاية ومنه نستفيد الفائدة الأعظم جزيت كل خير وغمس الله قلبك بالنور ريحانة لقلببك |
|
08-23-2024, 07:18 PM | #5 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
، حديث جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم خلقاً)
شكرا أخي البراء على الحرص على نشر فضائل الأخلاق والتحذير من مساوئها وفقك الله لكل خير |
|
08-24-2024, 11:07 AM | #6 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
النقاء
فاطمة أبو حامد شكرا لمرورك الكريم واطلالتكم الرائعة ردودكم تحفزني لتقديم الافضل سأكون أحسن حالاً إن حظيت بمتابعتكم ، ومتابعة أخواتي واخواني الأعضاء دامت السعادة رفيقة أيامكم والعيش الرغيد عنوانها تحياتي وطوق ياسمين شامي (البراء) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
08-24-2024, 11:26 AM | #7 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
الإسراف والتبذير
إن الإنسان بطبعه ميال إلى المال، يحب جمعه والتكاثر به: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}، [العاديات الآية 8]. كما يحب - من خلال المال - أن يحقق رغباته ويشبع نهمه، ففي الحديث: (منهومان لا يشبعان: منهوم في علم لا يشبع، ومنهوم في دنيا لا يشبع). وكل ذلك غريزة لا فكاك منها: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}، [آل عمران الآية 14]. والإسلام لا يعادي هذه الغريزة ولا يتجاهلها، ولكنه ينظمها ويوجهها بما يليق بالمسلم ووظيفته في الحياة. والمسلم مطالب بالكسب الحلال الطيب، وصرفه في مصارفه المشروعة - الواجبة والمندوبة والمباحة - {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}،[البقرة الآية 168]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ}،[البقرة الآية 267]. ولا يجوز له أن ينفقه فيما فيه ضرر عليه أوعلى مجتمعه، بل عليه أن يتصرف فيه بالحكمة، وفقاً لمراد الشارع. وعندئذ يكون معتدلاً في نفقته، قائماً بالقسط. فإن تجاوز الحد المشروع فإنه يكون قد دخل في دائرة الإسراف والتبذير. معنى الإسراف والتبذير لغةً واصطلاحًا معنى الإسراف لغةً: الإسراف: مجاوزة القصد، مصدر من أسرف إسرافًا، والسَّرَف اسم منه، يقال: أسرف في ماله: عجل من غير قصد، وأصل هذه المادة يدُلُّ على تعدِّي الحدِّ، والإغفال أيضًا للشيء معنى الإسراف اصطلاحًا: الإسراف: هو صرف الشيء فيما لا ينبغي زائدًا على ما ينبغي وقال الراغب: (السرف: تجاوز الحد في كلِّ فعل يفعله الإنسان، وإن كان ذلك في الإنفاق أشهر) وقال الجرجاني: (الإسراف: هو إنفاق المال الكثير في الغرض الخسيس. وقيل تجاوز الحدِّ في النفقة، وقيل: أن يأكل الرجل ما لا يحلُّ له، أو يأكل مما يحل له فوق الاعتدال، ومقدار الحاجة. وقيل: الإسراف تجاوز في الكمية، فهو جهل بمقادير الحقوق) معنى التبذير لغةً: ! التبذير: التفريق، مصدر بذَّر تبذيرًا، وأصله إلقاء البذر وطرحه، فاستعير لكلِّ مضيع لماله، وبذر ماله: أفسده وأنفقه في السرف. وكل ما فرقته وأفسدته، فقد بذرته، والمباذر والمبذِّر: المسرف في النفقة؛ وأصل هذه المادة يدلُّ على نثر الشيء وتَفْرِيقه معنى التبذير اصطلاحًا: قال الشافعي: (التبذير إنفاق المال في غير حقِّه) وقيل: التبذير صرف الشيء فيما لا ينبغي وقيل: هو تفريق المال على وجه الإسراف الفرق بين الإسراف والتبذير الإسراف: صرف الشيء فيما ينبغي زائدًا على ما ينبغي. بخلاف التبذير؛ فإنه صرف الشيء فيما لا ينبغي فبينهما عموم وخصوص إذ قد يجتمعان فيكون لهما المعنى نفسه أحيانًا، وقد ينفرد الأعم وهو الإسراف ذم الاسراف والتبذير والنهي عنهما أولًا: ذم الإسراف والتبذير والنهي عنهما في القرآن الكريم - قال تعالى: وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا [النساء: 6] قال ابن كثير: (ينهى تعالى عن أكل أموال اليتامى من غير حاجة ضرورية إسرافًا) وقال الماوردي: (يعني لا تأخذوها إسرافًا على غير ما أباح الله لكم، وأصل الإسراف تجاوز الحد المباح إلى ما ليس بمباح، فربما كان في الإفراط، وربما كان في التقصير، غير أنه إذا كان في الإفراط فاللغة المستعملة فيه أن يقال أسرف إسرافًا، وإذا كان في التقصير قيل سرف يسرف) - وقال سبحانه: وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأنعام: 141] قال الطبري: (السرف الذي نهى الله عنه في هذه الآية، مجاوزة القدر في العطية إلى ما يجحف برب المال) - وقوله تعالى: يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأعراف: 31] (قال السدي: ولا تسرفوا، أي: لا تعطوا أموالكم فتقعدوا فقراء. قال الزجاج: على هذا إذا أعطى الإنسان كلَّ ماله، ولم يوصل إلى عياله شيئًا فقد أسرف) - وقوله تعالى: وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا [الإسراء: 26-27] قال ابن كثير: (أي: في التبذير والسفه وترك طاعة الله وارتكاب معصيته؛ ولهذا قال: وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا أي: جحودًا؛ لأنَّه أنكر نعمة الله عليه ولم يعمل بطاعته؛ بل أقبل على معصيته ومخالفته) ثانيًا: ذم الإسراف والتبذير والنهي عنهما في السنة النبوية - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ما لم يخالطه إسراف، أو مخيلة )) قال ابن حجر: (ووجه الحصر في الإسراف والمخيلة أن الممنوع من تناوله أكلًا ولبسًا وغيرهما، إما لمعنى فيه، وهو مجاوزة الحدِّ، وهو الإسراف؛ وإما للتعبد كالحرير إن لم تثبت علة النهي عنه، وهو الراجح، ومجاوزة الحد تتناول مخالفة ما ورد به الشرع فيدخل الحرام، وقد يستلزم الإسراف الكبر وهو المخيلة، قال الموفق عبد اللطيف البغدادي: هذا الحديث جامع لفضائل تدبير الإنسان نفسه، وفيه تدبير مصالح النفس والجسد في الدنيا والآخرة؛ فإنَّ السرف في كلِّ شيء يضرُّ بالجسد، ويضرُّ بالمعيشة؛ فيؤدِّي إلى الإتلاف، ويضرُّ بالنفس إذ كانت تابعة للجسد في أكثر الأحوال، والمخيلة تضرُّ بالنفس حيث تكسبها العجب، وتضرُّ بالآخرة حيث تكسب الإثم، وبالدنيا حيث تكسب المقت من الناس) - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: ((أتى رجل من بني تميم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني ذو مال كثير، وذو أهل وولد، وحاضرة، فأخبرني كيف أنفق؟ وكيف أصنع؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تخرج الزكاة من مالك؛ فإنها طهرة تطهِّرك، وتصل أقرباءك، وتعرف حقَّ السائل، والجار، والمسكين. فقال: يا رسول الله، أقلل لي. قال: فآت ذا القربى حقَّه، والمسكين، وابن السبيل، ولا تبذِّر تبذيرًا. فقال: حسبي يا رسول الله، إذا أدَّيت الزكاة إلى رسولك، فقد برئت منها إلى الله ورسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، إذا أديتها إلى رسولي، فقد برئت منها، فلك أجرها، وإثمها على من بدَّلها)) - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله يرضى لكم ثلاثًا، ويكره لكم ثلاثًا، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرَّقوا، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال )) - وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني فقير ليس لي شيء، ولي يتيم، قال: ((كلْ من مال يتيمك غير مسرف، ولا مباذر، ولا متأثِّل )) (قال النخعي: لا يلبس الكتان ولا الحلل، ولكن ما يستر العورة، ويأكل ما يسدُّ الجوعة) آثار الإسراف والتبذير 1- عدم محبة الله للمسرفين والمبذرين: قال تعالى: إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأنعام: 141] قال ابن عاشور: (فبيَّن أنَّ الإسراف من الأعمال التي لا يحبُّها، فهو من الأخلاق التي يلزم الانتهاء عنها، ونفي المحبة مختلف المراتب، فيعلم أنَّ نفي المحبة يشتدُّ بمقدار قوة الإسراف، وهذا حكم مجمل، وهو ظاهر في التحريم) 2- يفضي إلى طلب المال بالكسب الحرام: لأنَّ المسرف ربما ضاقت به المعيشة، نتيجة لإسرافه؛ فيلجأ إلى الكسب الحرام، قال ابن عاشور: (فوجه عدم محبة الله إياهم أنَّ الإفراط في تناول اللذات والطيبات، والإكثار من بذل المال في تحصيلها، يفضي غالبًا إلى استنزاف الأموال، والشَّره إلى الاستكثار منها، فإذا ضاقت على المسرف أمواله؛ تطلَّب تحصيل المال من وجوه فاسدة، ليخمد بذلك نهمته إلى اللذات، فيكون ذلك دأبه، فربما ضاق عليه ماله، فشقَّ عليه الإقلاع عن معتاده، فعاش في كرب وضيق، وربما تَطَلَّب المال من وجوه غير مشروعة، فوقع فيما يؤاخذ عليه في الدنيا أو في الآخرة، ثم إنَّ ذلك قد يعقب عياله خصاصة، وضنك معيشة، وينشأ عن ذلك ملام، وتوبيخ، وخصومات تفضي إلى ما لا يحمد في اختلال نظام العائلة) 3- الإسراف في الأكل يضرُّ بالبدن: قال علي بن الحسين بن واقد: (جمع الله الطبَّ كلَّه في نصف آية فقال: وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ [الأعراف: 31] ) وقال ابن عاشور: (ولا تسرفوا في الأكل بكثرة أكل اللحوم والدسم؛ لأنَّ ذلك يعود بأضرار على البدن، وتنشأ منه أمراض معضلة. وقد قيل: إنَّ هذه الآية جمعت أصول حفظ الصحة من جانب الغذاء، فالنهي عن السرف نهي إرشاد لا نهي تحريم) وقال محمد رشيد رضا: (فمن جعل شهوة بطنه أكبر همه فهو من المسرفين، ومن بالغ في الشبع وعرض معدته وأمعاءه للتخم؛ فهو من المسرفين، ومن أنفق في ذلك أكثر من طاقته، وعرض نفسه لذلِّ الدين، أو أكل أموال الناس بالباطل؛ فهو من المسرفين، وما كان المسرف من المتقين) 4- المسرف والمبذر يشاركه الشيطان في حياته: إنَّ الذي يسرف ويبذر معرض لمشاركة الشيطان في مسكنه، ومطعمه، ومشربه، وفراشه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((فراش للرجل، وفراش لامرأته، والثالث للضيف، والرابع للشيطان )) 5- الإسراف والتبذير من صفات إخوان الشياطين: قال تعالى: وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا [الإسراء: 26-27] قال السعدي: (لأنَّ الشيطان لا يدعو إلا إلى كلِّ خصلة ذميمة، فيدعو الإنسان إلى البخل والإمساك، فإذا عصاه دعاه إلى الإسراف والتبذير. والله تعالى إنما يأمر بأعدل الأمور وأقسطها ويمدح عليه، كما في قوله عن عباد الرحمن الأبرار وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوالَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا [الفرقان: 67] صور الإسراف ومظاهره لا شكَّ أنَّ الإسراف تتعدَّد صوره ومظاهره، وهو يقع في أمور كثيرة كالمأكل، والمشرب، والملبس، والمركب، والمسكن، وغيرها، ومن هذه الصور: 1- الإسراف على الأنفس بالمعاصي والآثام: قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ [الزمر: 53] قال القاسمي: (أي جنوا عليها بالإسراف في المعاصي والكفر... لا تيأسوا من مغفرته بفعل سبب يمحو أثر الإسراف إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا [الزمر: 53] أي لمن تاب وآمن. فإنَّ الإسلام يجبُّ ما قبله إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ [الزمر: 53-54] أي: توبوا إليه وَأَسْلِمُوا لَهُ أي استسلموا وانقادوا له، وذلك بعبادته وحده وطاعته وحده، بفعل ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه) 2- الإسراف في الأكل، والشبع المفرط: وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسراف في تناول الطعام فقال: ((ما ملأ آدمي وعاء شرًّا من بطن، حسب الآدمي لقيمات يقمن صلبه، فإن غلبت الآدمي نفسه، فثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس )) قال القرطبي: (من الإسراف الأكل بعد الشبع، وكلُّ ذلك محظور. وقال لقمان لابنه: يا بني لا تأكل شبعًا فوق شبع، فإنك أن تنبذه للكلب خير من أن تأكله) 3- الإسراف في الوضوء: عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بسعد، وهو يتوضأ، فقال: ((ما هذا السرف؟! فقال: أفي الوضوء إسراف؟، قال: نعم، وإن كنت على نهر جارٍ)) وقال البخاري: (بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ فرض الوضوء مرة مرة، وتوضَّأ أيضًا مرتين وثلاثًا، ولم يزد على ثلاث، وكره أهل العلم الإسراف فيه، وأن يجاوزوا فعل النبي صلى الله عليه وسلم) وقال ابن القيم: (وكان- أي النبي صلى الله عليه وسلم- من أيسر الناس صبًّا لماء الوضوء، وكان يحذِّر أمته من الإسراف فيه، وأخبر أنَّه يكون في أمته من يعتدي في الطهور) وعن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يجزئ من الوضوء مدٌّ، ومن الغسل صاع، فقال رجل: لا يجزئنا، فقال: قد كان يجزئ من هو خير منك، وأكثر شعرًا، يعني النبي صلى الله عليه وسلم )) 4- الإسراف في المرافق العامة: والإسراف في المرافق العامة مذموم أيضًا كالإسراف في الماء والكهرباء، ويعتبر من إضاعة المال قال صلى الله عليه وسلم ((إنَّ الله كره لكم ثلاثًا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال )) قال المناوي: (إضاعة المال: هو صرفه في غير وجوهه الشرعية، وتعريضه للتلف، وسبب النهي أنَّه إفساد والله لا يحب المفسدين، ولأنه إذا أضاع ماله؛ تعرَّض لما في أيدي الناس) الوسائل المعينة على ترك الإسراف والتبذير 1- الاعتدال في النفقة: قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا [الفرقان: 67] 2- البعد عن مجالسة المسرفين والمبذرين: ويكون بـ (الانقطاع عن صحبة المسرفين، مع الارتماء في أحضان ذوى الهمم العالية، والنفوس الكبيرة، الذين طرحوا الدنيا وراء ظهورهم، وكرسوا كلَّ حياتهم من أجل استئناف حياة إسلامية كريمة، تصان فيها الدماء والأموال والأعراض، ويقام فيها حكم الله عز وجل في الأرض، غير مبالين بما أصابهم ويصيبهم في ذات الله، فإنَّ ذلك من شأنه أن يقضي على كلِّ مظاهر السرف، والدعة، والراحة، بل ويجنبنا الوقوع فيها مرة أخرى، لنكون ضمن قافلة المجاهدين، وفي موكب السائرين) 3- قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الأسوة والقدوة، وهو الذي يقول كما يروي ذلك أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم اجعل رزق آل محمد قوتًا )) (أَي: كفايتهم من غير إسراف، وهو معنى كفافًا، وقيل: هو سدُّ الرمق) 4- قراءة سيرة السلف الصالح: فالصحابة من سلف هذه الأمة والتابعون لهم بإحسان كانوا ينظرون إلى الدنيا على أنها دار ممرٍّ لا دار مقرٍّ، وأنهم غرباء مسافرون عنها، ولذلك كان عيشهم كفافًا، فقد رُوي عن عمر بن الخطاب أنَّه دخل على ابنه عبد الله رضي الله تعالى عنهما فرأي عنده لحمًا، فقال: (ما هذا اللحم ؟ قال: أشتهيه. قال: وكلما اشتهيت شيئًا أكلته؟ كفي بالمرء سرفًا أن يأكل كلَّ ما اشتهاه). ودخل سلمان على أبي بكر، وهو في سكرات الموت، فقال: أوصني. فقال: (إنَّ الله فاتح عليكم الدنيا فلا تأخذنَّ منها إلا بلاغًا) 5- أن يفكر في عواقب الإسراف والتبذير. 6- تذكر الموت والدار الآخرة: فالمسلم حينما يتذكر الموت وأهوال يوم القيامة والحساب والميزان والجنة والنار، لا شك أن ذلك سيكون خير معين له على تجنب الإسراف وحياة البذخ، وسيتقرب إلى الله بإنفاق ما زاد عن حاجاته في أوجه الخير. موضوعنا القادم سيكون عن إن شاء الله عن (( الافتراء والبهتان )) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
08-24-2024, 12:49 PM | #8 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
جميل مادون هنا يالبراء
أبدعت في التعريف نقطة مهمة يجب الحذر منها تربية اسلامية توضح القيم والهدف والحذر منها شكرا لروحك الجميلة هنآ متابعة… |
هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,, |
08-24-2024, 03:22 PM | #9 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
يسعد مساؤك بالخيرات أخي البراء
هذه المواضيع التي تهمنا ومن واقعنا الأليم شكرًا معالجتك لهذا الموضوع الهام للأسف وجدت صفة تنطبق علي امتياز مع مرتبة الشرف الإسراف والتبذير حاولت الإقلال من هذه الصفة ( لكن أم طبيع ما تترك طبعها ) جزاك الله خيرًا على هذا الطرح الراقي. بارك الله فيك وكثر من أمثالك |
|
08-25-2024, 05:45 AM | #10 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
النقاء
الياسمين شكرا لمرورك الكريم واطلالتكم الرائعة ردودكم تحفزني لتقديم الافضل سأكون أحسن حالاً إن حظيت بمتابعتكم ، ومتابعة أخواتي واخواني الأعضاء دامت السعادة رفيقة أيامكم والعيش الرغيد عنوانها تحياتي وطوق ياسمين شامي (البراء) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الأخلاق أرزاق | فاطمة | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 14 | 07-16-2024 05:02 PM |
الأخلاق وهائب….!!!! | النقاء | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 12 | 02-25-2024 02:59 PM |
ربيع الأخلاق | بُشْرَى | الصحة والجمال،وغراس الحياة | 4 | 05-15-2023 12:50 PM |
لنتصدق على فقراء الأخلاق. | رهيبة | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 6 | 09-16-2022 10:57 PM |
الأخلاق وهائب | المهرة | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 5 | 03-16-2021 10:07 PM |