| |
» أقلامٌ تشدو في حب الوطن « | ||||||
|
آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
بوح الأرواح ( بوحٌ تتسيّدُه أقلامكم الخاصّة في عزلة مقدّسة بعيدا عن الردود ( يمنع المنقول ) |
( بوحٌ تتسيّدُه أقلامكم الخاصّة في عزلة مقدّسة بعيدا عن الردود
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
أمنيات مُسرّبة
(1) الواقف على قدم واحدةٍ يخبئ الألم في عورته المبتورة دائمًا. كلنا نخبئ، كلنا نقف على ساقٍ ونبضةٍ وقدمٍ واحدةٍ حتى ولو هربنا من هذا الشعور. إننا نتمنى وندسّ أمانينا حتى عنّا. وما أثقل ما نخبئه ليبقى وحيدًا في زاويةٍ إلى جوار أمنيات مسرّبة ظلّت طريق الوصول واتجهت صوب المطارات بحثًا ولهثًا عن ما أو -من- يحققها.. دون جدوى. ثم حين آمنت بأنّها مُسرّبة قاومت فكرة اليأس وصنعت لها من الأرض رصيفًا لسد ذلك التسرّب، وخلق أيام جديدة وعمرٍ إضافي لمزيد من الأمل، والانتظار، لأمنيات مُحققة... للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة... |
12-08-2023, 01:57 AM | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
لا شيء يُنسى عند الله...
(2) ما يجعلني على يقين بأنّ "أمنياتنا المسرّبة" في متارس الحياة، وروائح العطور، ومعتقّات البخور، وأحرف السطور، ومواقع الخوارزميات اللا نهائية، وثقوب الغياب السوداء، وطلاسم الوقت، وثمار الأشجار المُعمّرة التي قد تتأخر لعشرات السنين حتى عناقيدها، وسيل الربوع العرِم الذي انفجر مرةً واحدةً فحطّم أعتى سدود الأرض وبلغ بمياهه الآفاق.. هذا السيل الذي لن يعود ثانيةً أبدًا.. كل هذه الوقائع، والمواقع الباعثة للميؤوس من عودته، واللا متكرر.. إلا أننا سنحقق ما أتينا لأجله، وشهدت عليه صحائفنا، وما شقينا لأجله، وما حُرمنا من غيره لأجله.. جميعها ستتحقق. لقد وجدت أشياء كثيرة في "البداية والنهاية" لابن كثير بدأت وانتهت، ثم تكررت ذاتها بعدما تسرّبت في العُمر الغائص بجذوره في بطون التاريخ. ثم وجدت في "مقدمة ابن خلدون" ما ليس له علاقة بالمقدمة ولكن له علاقة بالخواتيم، والنهايات الجميلة، والرسائل المعتّقة لحياة مجتمعية منظمة. وحتى "الكوميديا الإلهية" لدانتي ففي بداياتها أمور كبيرة تولدت كالأمنيات ولم تتحقق، ورغم سطور القنوط واليأس إلا أنها تحققت ولو على سبيل الأخيلة، ومعيار اللغة. ولولا أنها النسخة الأجنبية الصادرة عن "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعرّي لقلت أن شيئًا مما يتسربّ منا لن يتحقق أبدًا.. لكن "الغفران" وحده من جعل دانتي والمعري يجتمعان لإعطائي أملًا واسعًا. هو ذاته ما جعل روائح العطور تتكرر في أكثر من رواية قرأتها. هو ذاته ما جعلني أستقيم لأكتب واقفًا كما يكتب "همنغواي". إن جبلاً جليديًا يعيش داخلي منذ سنواتٍ طويلةٍ .. ومع يأسي من ذوبانه لأحرّك سفينتي الواقفة في أوساط بحار حياتي إلا أنه -مؤخرًا- ذاب أكثره.. وبدأ يتحرك باتجاه إغراق يأسي الذليل بأكمله.. وليس بعد هذا دليل لداخلي ليستكين ويأمن على أمنياته التي تسرّبت وتتسرّب باستمرار...
|
|
إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة...
|