يقظة

يقظة

لا أدري حقيقة من أين أبدأ وأين أنتهي
لي صديق ربّاه والده على كل القيم والخصال الحميدة
خجول محب يتفانى بالعطاء لا يتوارى عن مساعدة أحد
لكن كل ما سبق سبب له متاعب شتى في هذه الحياة
فهو تفاديا لمشكلة يقبل أن يكون الخاسر
لم يفلح بشيء لا بتجارته و لا علاقاته الأسرية و لا حتى صديق له صادق في حياته
يسأل نفسه دائماً لماذا لم أحظى ولو بتوفيق واحد أو نجاح ما ولو في مجال واحد
زار طبيب نفسي فأخبره أنه لا يوجد أي مرض يعاني منه حتى أنه لا يعاني من أي غباء وأن السلوك شيء والمرض شيء آخر
وأدرك أنه لا يجيد التصرف مع الواقع المحيط به فقرر أن يعيش حالة من العزلة وألا يعرض نفسه لصدمات أكثر
جهز مكتبة في غرفته واقتنى عدة كتب تتحدث عن السلوك والتنمية البشرية وتطوير الذات
أثناء تلك القراءة التي انغمس فيها مر مثال مطروح يكاد يكون يتحدث عنه
كان السبب وراء ذلك يعود بأن الأب قد أعطى لهذا الولد عناية أكثر من اللازم
وكان كل شيء متوفر له مما تولدت له قناعات بسهولة الحياة لكن الواقع كان مغايراً لذلك
لم يخبره والده يوماً أن ليس كل الناس سواء ولم يزرع في نفسه التأني في اختيار من حوله
والأهم من كل هذا لم يعلمه الكفاح و لا كيف تجنى الأموال
فبات المال بالنسبة له بلا قيمة ولا تعب وضياعه أو خسارته أمر طبيعي

تلك العناية الزائدة والإحاطة المبالغ بها شكلت انساناً معاق سلوكياً
كانت الكتب بمثابة حكيم وطبيب له في آن واحد

أدهشني وسررت جداً لما وصل إليه وقرر أن يستيقظ من غفلته

قلم رصاص

للمزيد من مواضيعي

 

الدلال الزائد
يولد تربية سلبية
ويصطدم بواقع مرير
للنور والضياء
وعطاء الأدباء

قلم رصاص ,النقاء ,إلهام ,الفيصل ,أوراق كادح معجبون بهذا

قال كلثوم بن عمر العتابي عن الكتب:

لنا جلساء ما نمل حديثهم
ألبَّاءُ مأمونون غيبًا ومشهدا
يفيدوننا من علمهم عِلمَ ما مضى
وعقلًا وتأديبًا ورأيًا مسدَّدا
بلا فتنة تُخشى ولا سوء عشرة
ولا يُتَّقى منهم لسانًا ولا يدا

قلم رصاص

جميل أن تشاركنا بهكذا قصة

سلمت يا رائع

قلم رصاص ,النقاء ,إلهام ,الفيصل معجبون بهذا

يامرحبا بقلم رصاص الجميل وموضوعه الرائع بفكرته الشيقة,
أرى أن الأب عمل ما يجب عمله في تربية ابنه, فالتربية على القيم والخصال الحميدة تؤدي إلى حسن التصرّف في الأخذ والعطاء والتعامل مع العلاقات الإنسانية في أي مواقف يمر به للشخصية السوية, وما حصل له , في ظني, هو أنه تربى على الأفضل وهو يملك شخصية مهزوزة بسبب أمر ما حصل له أثّر على شخصيته لتكون بذلك الوضع الذي يدفعُها الى الإختباء خلف القيم والخصال الحميدة لكي تهرب من المواجهة, فلا يمكن أن تكون الشخصية السوية منبوذةً لحسن خلقها وأدبها وتفانيها ولا يمكن أن تتنازل عن حق لها لأن من الأخلاق الحميدة والقيم ما يُعلّمك فن لغة الحوار الراقية المُقنعة بالحجج القوية دون التجاوز,, الأخلاق الحميدة وقيمها هي أساس العلاقات الراقية بين البشر الأسوياء,

علي آل طلال ,النقاء ,أوراق كادح ,إلهام معجبون بهذا

قد تكون أسرته تريد له الكمال المطلق فند الخطأ أو التصرف "بما لا يناسب الأسرة"
تشعره دائمًا بالنقص دائمًا
أو أن هناك معايير عالية جدًا لا يمكنه الالتزام بها في كل موقف، فيرى نفسه مقصر وغير مقبول
فهو يربط قبوله لذاته بقبول الآخرين له، وهذا ضعف غير مبرر
يجب أن تتغير معقتداته لكي تتغير نظرته لنفسه وللعالم

وفي التربية برأيي لابد أن تكون هناك مساحة يُزج بها الشخص للحياة لكي يخطئ ويتعلم

تقديري

علي آل طلال ,النقاء ,أوراق كادح ,الفيصل معجبون بهذا

سلمتم وسلمت
روحكم المحلقة
احترامي وتقديري

النقاء معجب بهذا

هلا والله وغلا فيك قلم رصاص

قصة جميله وواقعيه ولا يخلو بعض تلك الأمور

الدلال الزائد لايورث الا الخيبة والفشل
والشدة تورث النفور والبعد عن طاقم الأسرة
كلاهما مضاد لبعض
التوسط أمره جميل ومريب نحن نعيش
لنتعلم ونعلم أبنائنا السلوك الصحيح
ولكن كل ماكان هناك توجيه من قبل رب الآسرة اصبح النشئ
صالح لنفسه ومجتمعه
والتقيد والتشدد لأصغر الأمور وأكبرها يعكس مالا يرضاه الوالدين

لذلك نحن نتعلم ونعلم أبنائنا ماهو مناسب لهم ويعود بالنفع عليهم


موضوعك جميله ومميز قلم رصاص
بوركت وشكرًا لروحك الجميلة هنا

نوآف ,علي آل طلال معجبون بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحكيم

الدلال الزائد
يولد تربية سلبية
ويصطدم بواقع مرير
للنور والضياء
وعطاء الأدباء

كل الود والامتنان لتواجدك هنا
طبت

كان لابد من "يقظة" -كيفما كانت- المهم أن تنتشله من أفكاره السوداء..
لا الحرمان بوسعه أن يخلق فردا سويا ولا التدليل أيضا..فالاول من شأنه أن يورث الفرد فسادا يعم المجتمع ويؤذي باقي أفراده والأخير لايؤذي إلا صاحبه فيولد فرد مغلوب على أمره، انتاجيته لاتتجاوز أصابع يديه المكبلة بالتردد وسوء التصرف والاتكالية..
يبقى الحل بأن نعطي بتوازن مع إبقاء قيمة الأشياء مرفوعة في عين المستقبل..
..
وأنا أقرأ القصة شعرت أنها تتحدث عن شخص أعرفه لشدة محاكاتها لواقعنا، حتى كأنك نقلتني إلى داخل القصة لأشارك البطل همومه واتعاطف معه في انتظار تلك اليقظة التي أتت "قفلةً" للقصة ألبست النص رداءً بهياً..

.
قلم رصاص..
تحية وتقدير لقلمك الأنيق

إلهام ,النقاء معجبون بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أوراق كادح

قال كلثوم بن عمر العتابي عن الكتب:

لنا جلساء ما نمل حديثهم
ألبَّاءُ مأمونون غيبًا ومشهدا
يفيدوننا من علمهم عِلمَ ما مضى
وعقلًا وتأديبًا ورأيًا مسدَّدا
بلا فتنة تُخشى ولا سوء عشرة
ولا يُتَّقى منهم لسانًا ولا يدا

قلم رصاص

جميل أن تشاركنا بهكذا قصة

سلمت يا رائع

كل الود والامتنان لتواجدك هنا
وكان الجمال بمرورك يا كريم
طبت