الـمَلْحُوُّ الممقوتُ !

الـمَلْحُوُّ الممقوتُ !

هأنذا أؤوب بخفي حنين بعدما أمضيتُ في الأدب أكثر من ربع قرن ، وفي مسامرة الكتب خمسة وثلاثين عامًا وقد أيقنتُ –يقينًا لا يُخامره شكٌّ- أنني أضعتُ عمري فيما لا نفع فيه ولا نجاة ، وأنَّ ما أكتبه لا يرتقي لمستوى النشر ! فمن يعيدُ لي ما مضى ويسعفني في الاجتهاد فيه ؟!
أيجدي الندمُ والإقلاع والعزم على عدم الإياب ؟!
أيجدي الغضبُ والمقتُ ؟!
أيجدي الإتلافُ والحرقُ والظعون ؟!
وا أسفي ! وا أسفي ! وا أسفي على عمرٍ أضعته خلف سرابٍ خادع لا يرتقي بي للدرجات ، وإنما يهوي بي في الدركات !
وا أسفي على استرواحي نفث الشيطان وعدوي خلف سرابه !
وا أسفي على عدم إصاخة السمع ، وتحكيم العقل فيما كان يطرقُ سمعي من أهل العقل والحكمة بأن هذا السبيل ليس فيه سوى عَضِّ الأصابع والتَّحَسُّر !
كم وددتُ -وكثيرًا- أن يعودَ بي الزمن للوراء لأقف أمام نفث الشيطان وألعنه وأشيحَ عنه ، وأتحصَّنَ ضدَّهُ بالأوراد في تلك الليلة ، وأصلي لله شكرًا أن عصمني منه وأعاذني !
بعد هذا العمر المضني آن للعقل المجهد الذي أكثر الدَّلَجَ أن يُخلدَ للراحة بعد هذه الرحلة المضنية !
بعد هذا العمر المضني آن للقلم أن يُقذفَ في بيداء البغض والتيه !
بعد هذا العمر المضني آن للمحبرة أن تُحطَّمَ ويراقَ مدادُها !
بعد هذا العمر المضني آن أوان المضي وعدم الالتفات ، ومضاء العزم !
لئن أعادني الحنينُ فيما مضى إلى بيداء الأدب وهجيره رؤية القلم والأوراق ، فقد صممتُ أذنيَّ ، وأشحتُ ناظري ، ومزقتُ شرايين الحنين وأوردة الهوى فوداعًا وداعًا ! بل لَحْوًا لَحْوًا ومقتًا مقتًا ! أيها الـملْحُوُّ الممقوتُ !
ربِّ : أتيتُ والخشية غمرتِ القلبَ ، وأرعدتِ الفرائصَ ، مُوْهَنًا من تصرُّمِ الأيَّام ، وتقهقر الشباب وتقدم المشيب ، مثقلًا من كثرة التطلع والرنو والترقب !
ربِّ ورب السموات والأرض ومن فيهن وعليهن : لئن لم يَطُلْ لبثي ، فأسألكَ برحماتكَ المائة ألا تحرمني أمنية العمر العظمى ، وأن تنيلني إياها قبل شخوص البصر وميلان الرأس !
يا من رحمة من رحماته فعلت العجب العجاب ، رققت القلوب ! حدبت الأنفس ! أسالتِ الدموع ! مدت الأكف ! أسألكَ برحماتكَ المائة التي لا يحيط بها وصف ، ولا يستوعبها عقل أن تشفيني شفاءً لا يغادرُ سقمًا ، وأن ترحمني وتغفر لي ما أسلفت ، وتبارك لي ، وتحقق أمنية عمري العظمى !
ربِّ : أتوسَّلُ بكَ إليكَ ، أتوسَّلُ إليكَ برحمتكَ التي وسعتْ كل شيءٍ ، أتوسلُ إليكَ بمن يتطاولُ إبليسُ لها لعلمه بسعتها ألا تردَّني خائبًا وتنيلني أكثر مما سألتُ وأمَّلْتُ !
ربِّ ربِّ ربِّ : ارحم الكفين الممدوتين والمقلتين الذارفتين والقلب النادم والكبد الحرى ولا تردني خائبًا فلم يقفْ ببابكَ سائلٌ وذِيْدَ عنه ! ولا أتاكَ طالبٌ وعادَ خائبًا ! ولا قصدكَ مكروبٌ وخُذلَ ! سبحانكَ ما أرحمكَ ! سبحانكَ ما أرحمكَ ! سبحانكَ ما أرحمكَ !

1445/10/9 هـ 3:45 م .

للمزيد من مواضيعي

 

سيدى ... وسيد الحرف ...

أدعو الله لى ولك ولنا جميعا بأن نستودعك يا الله الدقة الأخيرة فى قلوبنا لتكن على طاعة

سيدى ... ما أهدرت أبدا ... وأعتقدك قد أدركت الكثير وأرتقيت أكثر فأكثر

وأعتقد أن شراعك لم تحيد وإن حادت فلن يصعب على صاحب هذا الحرف توجيهه من جديد

وليكن حرفك طريق لزيادة فى الخير ومحوا لما لا يطيب لك ذكره

نفع الله بك وجعلنا جميعا هادين ومهديين


شكرا سيدى لمساحات بوحك وكل هذا الصدق

حقا نلتقى لنرتقى

عطاف المالكي ,عبدالعزيز ,ذكرى و 1 آخرون معجبون بهذا

عصي الدمع

.
.
كلمات آمنتُ بمصدرها وابصرت انفاس روح
نبضت بها فاردكتْ رحمة خالقها العظيم
ابتهال عميق يعانق الوريد الاضعف فينا
لعله يرتق تسويف الزمن .
ويبارك فيما بقي لنا ..

عبدالعزيز ..
المتصفح شعر بك وآمن النداء بقلبك
فأسأل الذي يعلم دبيب النمل وما تخفي الصدور
أن يمن عليك شفاء لا يغادر سقما ، وأن يجمع
لك بين العافية والأجر وأن يجعل ذلك محو للذنوب ورفعة
للدرجات والمنزلة ...
دمت بخير وعافية ..

كان هنا ومضى

عطاف المالكي ,عبدالعزيز ,ذكرى و 2 آخرون معجبون بهذا

تـاج الـوقـار ,النقاء

مكاني يا عبدالعزيز لعودة تليق بحرفك

عبدالعزيز ,ذكرى ,تـاج الـوقـار معجبون بهذا

. . ؛







لا تُبصِرُ الأشياءَ حقيقةَ نفسها
وإِنْ هيَ أقربُ إليها ممن سواها
فـ ثمّة ما يفوتنا حتى فيما يتعلّق بنا!

و نقدُ خواصّنا محمودٌ في مواضع
مذمومٌ في الأخرى
الّتي تجعلنا نطمسها بالكُليّة
ونقذفُ بها بعيدًا في البُغض والتّيه
عوضًا عن حملها على الحياة والنبضِ
بشكلٍ آخر نحبّهُ ويرضينا!

ما أراها إلا محبرةً من ذهب
آملُ ألّا تُهدَر!

عسى أن تتلقّف السماء نجواكم

عصي الدمع ,النقاء ,عبدالعزيز معجبون بهذا

اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين

العزيز صانع ذكريات : كان تعقيبكَ بردًا وسلامًا على قلبٍ تلظَّى بلظى الندم ! فرضي الله عنكَ وجزاكَ عني خير الجزاء (امتناني الجم أيها النقي) .

عصي الدمع معجب بهذا

اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين

العزيز عصي الدمع : مرورٌ أثلجَ الصدرَ وبثَّ الطمأنينة ، وبعثَ الأنس والسرور ! فرضي الله عنكَ وأسعدكَ سعادة الدارين (امتناني الجم أيها النقي) .

عصي الدمع ,النقاء معجبون بهذا

النقاء : بانتظار عودتكِ .

عصي الدمع ,النقاء معجبون بهذا

اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين

عمرٌ مضى بطفولته وريعانه وشبابه وغرة كهولته فأنَّى لي العودةُ ! وأنَّى لي التداركُ !
ذكرى : جزيل الشكر ووافر الامتنان لمروركِ العذب الذي أبهجَ القلبِ (أسعدكِ ربي ورضي عنكِ)

عصي الدمع ,النقاء ,ذكرى معجبون بهذا

الكاتب الأديب الكبير عبدالعزيز

واعلم بطيبة القلب منذ زمن فالبياض يبقى ابدا الدهر
والإنسان لايخلو من وسوسة الشيطان وغوايته
فكلنا نغلط ونسمع ونقع ونشك ونغضب
وهذا مصير كل شخص
الشعور بالذنب وتأنيب الضمير
مع كل واحد لدينا
أنت إنسان نظيف القلب وأكبر دليل
هذا النص الفخم الراقي الشامل بأجمل معاني التقرب والدعاء
من المولى عز وجل

أسعدك الله أديبنا الراقي وسعدت بوجودك وعودتك بصحة وسلامة


شكرًا لروحك الجميلة هنا

عبدالعزيز ,عصي الدمع معجبون بهذا