أحاسيس ممزوجة ( "نبضٌ تعزفه الروح وما تجنيه الذائقة ) |
( "نبضٌ تعزفه الروح وما تجنيه الذائقة )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
حجرة الذكريات والهروب
لكل منا ذكريات،،، جميلة كانت أم مؤلمة ،!! وللناس مذاهبهم المختلفة في تذكرها، فمنهم من يتسلى ويفر من حياته، ومنهم من يسخر ولا يظهر شفقة ولا رحمة، ومنهم من يذهب غير هذه المذاهب كلها بالكتابة ، ليتخفف من بعض الهموم الثقال والخواطر الحزينة التي اتخمت داخل أعماقهم، ولو عرف أهل الذكريات كيفية فهم الأشياء على حقيقتها ما اعترتهم آفة العزلة الموحشة ؟!! وما أعجب من أن يرى المرء الذكريات بين الساعة والساعة ، فيعرف أنها زاد الروح ، وحنين النفس إلى النسيان بالتذكر ، فيسر ويحزن ، ويغتم ويطمئن ، ويبكي ويضحك . للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح |
10-21-2020, 05:09 AM | #2 |
|
رد: حجرة الذكريات والهروب
كانت على شفا حفرة من الجنون حين رأتهم يعدمون كل شيء في الحال ،
كيف يشعرون بالتحسن وهم يلتهمون قلبها على العشاء ؟ كانت على يقين بأنها ستموت كمدا ، تتمتم في خفوت وبقلب منكس : إذا مس الفراق القلب التوى وتحطم ، وخرج منه الدم وعاد إليه، وكأن في القلب معنى من معاني الموت ، وماذا تعرفون يا سادة عن الجرح ؟ أخبرتهم أن الجرح سيد نبيل ، ويجب أن يكون كما خلقه الله مأوى للحزانى والحيارى ، والذين صفعتهم الحياة على قلوبهم بدم بارد ، أخبروها بأنها نذير شؤم عليهم ، "ما لكم كيف تحكمون" ؟ كان جل ذنبها أنها خلقت من طين الغضب وماء الحقد ، أي لعنة أصابتك يا شقيقة الموت ؟ لم يكن الكبر مذهبها ولا عقيدة تتشبث بها ، تؤمن حد السكين أن الغرور مجلبة للشر ، لطالما استهزؤوا بقولها : الاقتراب يعني الاحتراق ، كذبوها وعقروا روحها واستباحوا حتى ظلها ، أي جرم هذا يا حمقى ؟ علمت بأن على قدر الجرم يكون العقاب ، انزوت ككنفذ ملعون وقالت : لا مساس ، وقالت : لا مساس . |
|
10-21-2020, 05:17 AM | #4 |
|
رد: حجرة الذكريات والهروب
تشعرين أنك معلقة بين القلق وبين الطمأنينة ،
بين حزنك الأسود وبين امتصاص حياتك كأكبر جذور تحت الأرض ، بين تحرير روحك وانطلاقها دون قيود وانحصار وبين مساحة لا يتعداها أبدا جناحك العاجز عن الطيران ، تلتمسين شروق من غروب وتشتاقين ،،، أو تحاولين ، تمشين في متاهات خيبة الأمل حيث الصدى يرجع الأفكار ويستثير الحنين ، تصلين إلى حياة مجهولة حيث كل النواقيس كلها تقرع للموت ، تقولين الأشياء بصورة غير مباشرة بحجة استبدال قلب مهترئ بمشكاة ،!! تمضخ عينك بدمع من السخط ، من العجز الحانق ، تحسين بالهزيمة ، بالألم ؛ لعدم حصولك على تغير مسار التاريخ ومخالفته ، تلحقين الأذى بنفسك ولقد بلغت الحدة التي تلفظين بها كل مبلغ ، تقولين : لا تزعجوني إنني مشغولة ، تجلسين مجددا بين يديه ، تأملين في أن تلقيه بوجه طلق لا يرى عليه أثر من حزن أو هم ، تنظرين أن يحمل عنك كل الذي أثقلك ، تتعلقين بأسباب واهية وتمسكين بحبل منكسر ، هو يا مسكينة يعصر قلبك عن آخره . |
|
10-21-2020, 05:29 AM | #5 |
|
رد: حجرة الذكريات والهروب
وما قيمة الأشياء إلا من أثر القلب ومعاني الجمال فيه ،
وهذا توافق النفس على ما يلائمها من تراكيب الحب وسر الخلود، - ولكن - هذه الفلسفة تنقصها الفلسفة ، لأن النفس يقود بعضها بعضا ، ولأن المعاني لا تصف روح المعاني، ولأن الفكر محبوس في معاني الخوف والحزن والألم، ولو قلنا أن الحب معراج النفوس ولذة الخير ، لوجدت أكثر الناس مختلفون، - أما والله - لو عم الحب أهل الأرض جميعا لأصبح للكلمة الإنسانية سلطانها النافذ ، ولصار الإنسان إنسانا ، ولو نزل عنه صفة الإنسان، التي هي في حقيقتها - الضمير النقي - ، ولكان الأفق الذي تشرق منه الشمس لتنير ظلمة هذا الكون ، والحكمة الصحيحة العالية التي تحلو فيها الكلمات ، وهذا في جملته من وجهة نظري هو إكتمال جمال النفس الإنسانية التي لا تنتهي ، وأما الذين ينكرون كل هذا جملة وتفصيلا - فأقول لهم - : لا تضطربوا، هذا هو الطريق . |
ونسألك روحا كفافا ليس لها ولا عليها . |
10-21-2020, 06:13 AM | #6 |
|
رد: حجرة الذكريات والهروب
وماذا بعد السؤال يا بهجة القلب ؟
ليس بعد السؤال سوى التكهن وأحيانا أمثلة فاضحة ، أليست الحياة كلها جدل ؟ والجدل مواجهة مكشوفة في فضاء الأسئلة ، منذ بداية الخلق وحتى هذا القرن هناك أسئلة لا تزال مطروحة من دون إجابات ، ورغم ذلك مازلنا شغوفين بتوجيه الأسئلة ، أليست الأسئلة أكثر إمتاعا من الإجابات ؟ يبدو أننا تهنا كالطير تنشد الماء فوق المدخنة ، مبصرين لا نرى غير السواد المخيف ، صمت عميق لا يشبه الصمت ، بل هو مثل لحظات الانتقال من زمن إلى زمن ، وبين الزمنين يدق زمن أكبر ، دقات تتوالد الآن وتختلط مثل جناحي طائر خرافي ، قاتل الله الحنين فهو شيء لا يباع ولا يشترى ، أتعرف ؟ لدي غضب ينحت العيون ، ولدي أمل نسي الانتظار مع الرغبة الخفية بالمرور ، أترى اتحاد الأضداد هنا ؟ أقصد المتشابهات ؟!! أيمكن أن يحل السلام والوئام بينهما ؟ أحيانا أقول في نفسي : اذهبي ياعطر ليس لك مكان سوى الكلمات ، ليس لك مكان سوى صرخة تشبه الخزي ، هناك مقولة أظنها لدوستويفسكي تقول : " إن الشعور بالخزي من الذات هو بعينه أصل البلاء " أوليس العشق هو البلاء ذاته ؟ ويحكِ يا عطر ، لكأنكِ عُدتِ بي كقارئٍ محترف يمخر عباب الكلمات لاستخراج المعاني إلى زمن كنا نعدّه أو نسميه بالعصر الرومنطيقي ،،، حيث الأميرة النائمة هناك ، وشعرها المُرجّل حتى جاوز المتون وتدلّى بعد أن أصابته السماء ،،، فوضعت على رأسها خمارا لتتقي زخّاته ،،، فوقعت في داهية الجمال ! حيث زادها الخمار جمالاً فوق الجمال ! وحُسنا ضعف الحسن ! فراح القمر يلطم وجهه ويصرخ هذه الأميرة !!! هذه الأميرة ،،، فسمعه زُحل ، فصار يدنو !!! فدني فتدلّى ، ثم رأى فذَهِبَت عيناه وقال : إنها لأميرة الأميرات لا يضيرها خمار ولا يعوزها تكحيك أشفار ،،، بل خُلقت هكذا منها يصدر الحسن وإليها يعود !! لله أنتِ ما أبعد فلسفتكِ يا هذه التي يقال لها : عطر ياويل عطر مما يقولون ،،، أوليس الحب كرة ماء ؟ ، هذا الذي لا يمكن أن تبلغه على يديك !! ، هو أشبه بأجنحة ملائكة ليست من ريش بقدر ما هي همهمة دافئة ، هو أحجية في لوحة خانقة ، هو نطفة خارج اللغة وقوانينها ، يوحي بدفء لا نعرف مصدره ، أقول في نفسي أنت مبقورة بسحاب مكسور ياعطر ، فكيف بربك تحملين جذوع الموتى ؟ أتحتملون هذه الفكرة ؟ أتعرفون كيف تراوغ الكلمة معناها ؟ انظروا هذا الذي فوق الصدر جاثم ، تُراه من ؟ من هذا العاشق الهمجي ؟ وكيف إذا كان القلب مترعا بالحب مغشيا عليه من شدة الخفقان والاعصار ؟ ولكن ،،، ماذا عن الصبر ؟؟؟ الصبر حتى تتجمد كرة الماء فتحيط بأطرافها اليد وتصبح الكرة ممكنة !!! أليس كذلك ؟ أليس كذلك ؟ العشق يا عطر فقه العلاقة بين طرفين ،،، إن أحسنه طرفٌ أصلح ما أعطبه الطرف الآخر !!! والعشق شفاء لمن صالحت الأسقام بدنه ،،، والعشق بذل وعطاء حتى لو كان كبد العاشق ! فقد أُحل للمعشوق أكله ،،، تُرى : أين ذلك العاشق ؟ يقول صاحبنا وهو الصادق وأنا الكذوب : نجلاء فيم التمنع وفيم فيم التورع ألست مثلي صب حشاه كم يتقطع ألست مثلي محب ضميره يتوجع ردي علي قليلا كي لا أموت وأصرع . |
ونسألك روحا كفافا ليس لها ولا عليها . |
10-22-2020, 05:39 AM | #7 |
|
رد: حجرة الذكريات والهروب
كثيرة هي ذكرياتي ،، كأني عشت ألف عام ،
إنها خزانة ضخمة مزدحمة الأدراج ..بأوراق الجرد والأشعار والبطاقات الرقيقة والدعاوى والأغاني العاطفية ! إن ما تخفيه من الأسرار أقل مما يخفيه وجداني الحزين ، إنها كهف وهرم واسع يحوي من الجثث فوق ما تحويه الحفرة الجماعية ! أنا مقبرة عافها القمر، يسعى فيها كما يسعى الندم دود طويل ينقض دائما بنهم على الأعزاء من أمواتي ! أنا بهو قديم تملؤه الزهور الذابلة !! أنا الصرخة الحادة في صوتي والسُّم الأسود في دمي ، أنا المرآة المشؤومة التي تتملى فيها المرأة الشرسة وجهها ، أنا الجرح والسكين أنا الخدُّ والصّفعة ، أنا الجسد ودولاب التعذيب ، أنا الجلاد والضحية ، أنا مصاص دماء قلبي ، وأحد هؤلاء المنبوذين العظام الذين حُكم عليهم بالضحك المؤبد !! ولكن امتنع عليهم الابتسام ! بودلير- شاعر فرنسي |
ونسألك روحا كفافا ليس لها ولا عليها . |
10-22-2020, 05:48 AM | #8 |
|
رد: حجرة الذكريات والهروب
لَدرْءُ غَمٍ وَطُولِ سُقْمٍ
وَنَزْع سَهْمٍ بِغَيرِ دَمٍ وَغَدْر خِلٍ وَفرطِ ذُلٍ ونَيلِ حَظٍ بِأرضِ شُؤمٍ وخَلعِ ظُفْرٍ وَقَبْضِ جَمْرٍ وَجُوْرِ أَهْلٍ بِدَاْرِ ظُلْمٍ وَبَترِ سَاقٍ لِأهْلِ وِدٍ وَسُوءِ بِرٍ لِقَلْب أُمٍ وَكَي كِبْدٍ وَرَتْقِ جِلْدٍ وَقَطْعِ كَفٍ بِغيْرِ إثمٍ أهْوَنُ مِنْ حَرَقَاتِ صَبٍ يَرْجُو لِقاءً بِبَيْتِ رَدْمٍ |
ونسألك روحا كفافا ليس لها ولا عليها . |
10-22-2020, 05:53 AM | #9 |
|
رد: حجرة الذكريات والهروب
أرَى شَفقا أخضَرا، والأفقُ أحْلام،
وَرْسْم َ امْرأةٍ، يَخْتصِرُ النِسَاء.. بَريْقُ عَينيها يُشعِلُ الليْلَ، كي أستنيرَ، وَلأنَها تَرْعَاني، لَنْ أخافَ، لََنْ أتُوْهَ، والرُؤى حَقيْقة..؟ عِطرٌ هِي، لا غيرَهَا، ولا صَفحَةً غَيرَها أقرَأُهَا عِطرٌٌ هِي، وَهَذا اسْمُها، فمَحَوْتُ لأَجْلِها أسْمَاءَ العُطورِ جَميعَها مِنَ الألفِ إلى اليَاء.. * أقْبِليْ إليَ كيفِ شِئْتِ، في كل الأوقات، لا تخافي، فليس لدَيَ اعْوجَاج، وَسُبُلي طاهرة، ومَقاصِدي نَقيَة، حِينَها سَتَذْهلين: كَيْفَ يَسْتحيلُ جَسَدُكِ بَيْنَ يَديَ نَهْرا، وَكَيفَ تَسْتلقِي العَذارَىْ عَلى ضِفَتَيْه، وَكَيْفَ تتناسَلُ الإخصَاب..؟! * أحَاورُكِ في ليلٍ ضاحِكٍ، فتُجيبي: وَتَطيرُ أعْراسٌ مُغردَةٌ، ثمّ تشتاقُ.. يا حُلوَة المَذاق، ويا طَعْمَ الحَليْبِ في فمٍ تَخَطىْ الفِطام..؟ * لِمَنْ تتجَمَلي كلَّ يَوْمٍ في ثوبٍ جَديدٍ، وتزيدين مِن زينَتِكِ بَهاء..؟ بَحَثتُ، وعلى دربك أرسَلتُ العُيونَ، فتأكَدْتُ: أنَكِ تَقصُدينِي، وَِأنَكِ لي، لأنَّ ليْسَ غَيْري في الجوار.. * لأنَكِ تَذكُرين، مَنْ أحَبَكِ، لأنك وفية، أقبَلتِ إليَ: بَحْرَ خَمْرٍ قَبْلَ السَفَر، ألأُبْحِرَ فيهِ أكْثر، يا بَهيَة، أمْ لأعِبّ مِنْه نشْوَةً حَتىْ السكر..؟ * أنا لا أنسَىْ يِا حَبيْبَة، مَا مَضَى، لكِنَ ذِكريَاتي حَاضِرَة، كلّ يَومٍ طازجة، ولا أعيدُ ما أرتحَلَ..؟ * أهيمُ في زَوْرَقٍ لِلعِشْقِ، أشُقُ فيه عُبابَ السَوَادِ، إلىْ رِحَابٍ مُزْهِرَة، وأدخلُ مُقاتِلاً في مَواكِبٍ إلى العَواصِم.. أهْدِي إليْكِ الحُصُونَ وَالمَعْابد، حَامِلاً مَاضِيَ المَجْدِ فيْ قَبْضَتي، وتوَهُجاً آتياً، مِنَ المَشَارِق، يَرْفعُنيْ مِن عَبْدٍ، يُتَوِجُني، سُلطانَ المَمَالك..؟؟ " الشاعر سليم نقولا محسن " |
ونسألك روحا كفافا ليس لها ولا عليها . |
10-22-2020, 05:57 AM | #10 |
|
رد: حجرة الذكريات والهروب
يا هذا .. : لا أدري ما تقول !!
ولكن الحقيقة التي أعرفها - أن في الحب دمعة تنزل في القلب فيتمكن منه - ثم يترك لنا في كل خفقة عمر جديد، وكأن في القلوب حديث سماوي يذكرنا نعيم الجنة والخلود ، - أما - وقد أشعرتني به، فإنه رحمة الله من فوق سبع سماوات، وأثر أفاض على الروح معنى الإنسانية في أجمل صورة ملائكية، - ووالله - إن لفظة " آه " في الحب ، ما هي إلا ينبوع نور ليس فيه تعب ولا كدر، - أي - " إني والله أحبك " . |
ونسألك روحا كفافا ليس لها ولا عليها . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 0 والزوار 15) | |
|
|