رسالة الشقية لصاحبها ،،،

رسالة الشقية لصاحبها ،،،

أعلم أن الحب له عمل في النفس يحض صاحبها على الفضيلة ، وألا يكون عونا على الشر، غير أني على يقين من أن وجود الحب في النفس غير الشعور به ،
فالوجود أصله النور ، أما الشعور فهو إخراج هذا النور ،
والوجود مادة تنحصر في إدراكها ، والشعور أشعة المادة وتحوِّل اللفظ إلى جوهر النفس. ،
وإني اليوم أحدثك يا ربيع حديث تسقط منه المعاني ، كما يسقط ورق الشجر في يوم عاصف ،
أتدري لماذا ؟! ... أتدري لماذا ؟!
-- لأني أحبك -- لأني أحببتك حبا لم يحبه لك أحد، ولن يحبه لك سواي ، لقد كنت أنظر إليك يا ربيع كما ينظر العبد لربه في خوف وورع ورجاء ، -- ووالله -- ما أذن مؤذن للصلاة حتى وصل للشهادتين ، إلا وأردفت : وأشهد أنك يا ربيع وحدك لا شريك لك في قلبي ،
هل تفهم معنى هذا ؟!
هل تدرك معنى هذا أيها القاس العنيد ؟!
- الله الله - ، ثم أنت ، -- ثم أنت -- وما رأيتك مرة إلا وقلت : هذا فضل الله ورحمة منه إليكِ يا عطر ، وإني أكاد أجزم والله ، أن قلبك يتصل بخوافق السماوات السبع ، فما خفق قلبك خفقة إلا وخاطر يخبرني بأن قلب السماء يرجف ويخفق ، ويتبعه خفقة ، ثم يتبعهن خمس ،وكأن قلوبهن يخاطبن بعضهن البعض ، يعانقن خوافق الأرضين ،!
يا للعجب ! إن للحب معجزة كمعجزة خلق السماوات بغير عمد ، فلا نحن نعرف شيء عن الكيفية ، ولانحن بناكرين حقيقتها ، ولا يمكن لنا أن ندرك سرها ،
أرأيت ؟!! أفهمت ؟!! أمدرك أنت ؟!!
أما أنا .... أما أنا .... أما صاحبة العقل الشقي ،،،،
أما صاحبة القلب الحزين ....
تسمع وترى وتنهار .،
والله يعلم سرٌ الكلام .

للمزيد من مواضيعي