رحيل الشاعر الكبير كريم العراقيّ

رحيل الشاعر الكبير كريم العراقيّ

رحلَ عن عالمِنا شمسُ العراقِ الزميل والأخ والأب الروحيّ للشعر الشاعر العربيِّ الكبير
كريم العراقيّ بعدَ صراعٍ طويلٍ مع مرض عضال
لم تسعفْني برثائه سوى بضعِ كلماتٍ لأقول :

حُزْنِي وَ حُزْنُكَ وَ حُزْنُ ٱلعِرَاقِ

وَ حُزْنُ ٱلثَّكَالَى وَٱلسَّقَمُ وَٱلأَلَمُ

وَ حُزْنُ نَفْسٍ أَبْدَتْ لَهُمْ كَرَمًا

فَأَنْكَرُوْهَا حَتَّى احْتَلَّهَا نَدَمُ

(شَكْوَاكَ لِلْنَّاسِ يَا ٱبْنَ ٱلنَّاسِ مَنْقَصَةٌ)

(وَمَنْ مِنَ ٱلنَّاسِ صَاحٍ مَا بِه سَقَمُ)

آهٍ يَا شَمْسَ ٱلعِرَاقِ وَقَلْبَ ٱلقَصِيْدِ

ٱلَّذِي دُوْنَكَ أمْسَى بَاهِتٌ شَبِمُ

يَا مَنْ جَعَلْتَ مَنَ ٱلقَصِيدِ أُغْنِيَةً

بِهَا تَغَنَّى بَعْدَكَ ٱلعُرْبُ وَٱلعَجَمُ

يَا مَنْ نَحَوْتَ طَرِيْقَ ٱلمَجدِ قَافِيَةً

خَمْسُوْنَ عَامًا منَ ٱلشِّعْرِ مَازَلّتْ بِهِ قَدَمُ



وأتركُ بين أيديكم قصيدةً من قصائدِه ٱلخالدةِ يقول الفقيدُ فيها :


بيتٌ من الشعرِ أذهلني بروعتهِ

توسدَ القلبَ مذْ أن خطهُ القلمُ

أضحى شعاري وحفزني لأكرمهُ

عشرينَ بيتا لها مِن مِثلهِ حكمُ

لا تشكُ للناسِ.. جرحاً أنتَ صاحبهُ

لا يؤلمُ الجرحَ.. إلا منْ به ألمُ

شكواكَ للناسِ منقصةٌ.. ومن

من الناسِ صاحٍ ما بهِ سقمُ

فالهمُ كالسيلِ والأمراضُ زاخرةٌ

حمرُ الدلائلِ مهما أهلها كتمُ

فان شكوتَ.. لمنْ طابَ الزمانُ لهُ

عيناكَ تَغلي.. ومنْ تشكو لهُ صنمُ

وإذا شكوتَ لمنْ شكواكَ.. تُسعدهُ

أضفتَ جرحاً لجرحكَ.. اسمهُ الندمُ

هلْ المواساةُ يوماً.. حررتْ وطناً

أم التعازي بديلٌ.. إن هوى العَلمُ

منْ يندبُ الحظُ.. يطفئُ عينَ همِتَّهُ

لاعينَ للحظِ.. إن لمْ تبصرْ الهممُ

كمْ خابَ ظني.. بمنْ أهديتهُ ثقتي

فأجبرتني.. على هِجرانِهُ التهمُ

كمْ صِرتُ جسراً.. لمنْ أحببتهُ فمشى

على ضلوعي.. وكمْ زلّتْ به قدمُ

فداسَ قلبي.. وكانَ القلبُ منزلهُ

فما وفائي لخلٍ.. مالهُ قيمُ

لا اليأسُ ثوبي.. ولا الأحزانُ تكسرني

جرحي عنيدٌ.. بلسعِ النارِ يلتئمُ

دعواتكم له بالرحمة والمغفرة

للمزيد من مواضيعي