هل ظلمت اللغة العربية المرأة ؟

هل ظلمت اللغة العربية المرأة ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

هل ظلمت اللغة العربية المرأة ؟ :
هناك موضوع انتشر في مواقع الانترنت يتمحور حول أن هناك صفات يوصف بها الرجل لو تم تأنيثها وإطلاقها على المرأة لأصبحت صفات سلبية بعدما كانت ايجابية مثل :
الرجل : حي – هاوي – قاضي – نائب – مصيب
المرأة : حية – هاوية – قاضية – نائبة – مصيبة

في المقابل فإن هناك مايسمى بحركات النسوية النوعية ،، وهي حركة نشأت وتطورت في الدول والمجتمعات التي تنطق الإنجليزية ،، هذه الحركات كان لها مجموعة من المطالبات التي لاتقل غرابة وتجني عن الاتهامات التي تم توجيهها للغة العربية على أنها ظلمت المرأة .
أولى المطالبات التي سعت هذه الحركات لتنفيذها هو تغيير إحدى الكلمات الإنجليزية وهي (History) وتعني ( التاريخ )،، لتحل محلها كلمة (her story ) التي تعني ( قصتها ) والحجج التي ساقتها هذه الحركات تتمثل في أن كلمة (History) في أصلها تنحاز للرجال بحيث يكون كل التاريخ( his – story ) وتعني قصته !!!
ليت الأمر بقيّ في المجتمع الغربي ،، ولكن الكارثة تتمثل في أن هناك مستعبدات ومستعبدين للغرب يقومون بترجمة الأفكار الغربية لتعميمها في عالمنا العربي والإسلامي ،،
فقد قالت إحدى المستعبدات للغرب وهي ( زليخا أبو ريشة ) من المملكة الأردنية الهاشمية ، قالت على هامش أحد المؤتمرات المتخصصة بشئون المرأة : ( لقد كرست الكتب السماوية فكرة إلغاء المرأة ، وتهميشها ، وكان ذلك لأول مرة في التوراة ،، عندما كرست التوراة السلطة الذكورية من خلال فكرة الله المذكرة ) تعالى الله سبحانه عن هذا القول وهذا الفكر علواً كبيراً
بتصرف من مقال لـ ( نزار محمد عثمان 30/1/2015)


مدخل لابد منه :
الهدف من موضوعي هو محاولة لتبرئة اللغة العربية مما ينسب إليها وكذلك عرض بعض المحاولات النسوية لتكريس السلطة الأنثوية ،، والفهم الخاطئ لبعض المفاهيم التي تكرس السلطة الذكورية .
يتوجب علينا كمسلمين العودة إلى قرآننا الكريم وسنة نبينا الشريفة للفصل في أي خلاف أو سوء فهم للعلاقة بين الرجل والمرأة وحقوق وواجبات كل منهما .

لن أقول افتخروا يارجال وتكبروا فأنتم قوامون على النساء ، بل سأقول : اتقوا الله يارجال بقوامتكم على النساء .
سأقول ما من رجل عظيم في الحياة إلا والدته تكون أكثر عظمة منه،، فاتقي الله أيتها العظيمة وكوني خير أم .
ولنتدبر قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات : 13
ولنتدبر قوله تعالى : (وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) النساء : 32

بالعودة إلى التساؤل الأساس في موضوعي وهو : هل ظلمت اللغة العربية المرأة ؟
طبعا الإجابة ستكون لا .. والدليل :
1- لقد دلل من سوق لهذه الأفكار بأمثلة إيحائية لا تمت للحقيقة بأي صلة ،، فالكلمات التي استخدموها للتدليل على ظلم اللغة للمرأة تنطوي على أكثر من معنى ولكن جهلهم باللغة العربية طمأنهم إلى أن مايسوقونه سينطلي على الجميع .
في لغتنا العربية من الممكن أن نقول :
شرٌ نائب ،، ونقول خطب نائب والمعنى لايختلف عن معنى نائبة ، وهناك جمع مؤنث لكلمة نائب : نائبات ونوائبُ ولها معنى يدل على ماقصده هؤلاء ولكنهم غفلوا أو أغفلوا أن هذا الجمع للصفة يكون فقط ( لغير العاقل )
وفي لغتنا العربية أيضا نقول : شر مصيب
ونقول : ضربة قاضية ،، وضرب قاض
ونقول درك هاوِ .
فهل يعني هذا أن اللغة العربية ظلمت الرجل ؟


2- تزخر اللغة العربية بالكثير من الصفات التي لا تصلح لأن نصف بها المرأة مثل :
داهية ، طاغية ، إمعة .. الخ
فلماذا لايرى الرجال أن اللغة تجنت عليهم؟

3- تأملوا أحبتي في الكلمات التالية :
- عاف : عندما نقول (أَثَرٌ عافٍ : دارِسٌ ، مَمْحُوٌّ )
وعندما ندخل تاء التأنيث تصبح ( عافية ) والعافية مطلب الجميع .
- فاغ : الفغا داء يقع على اليسر مثل الغبار ونحوه
وعندما نؤنثه يصبح فاغية : والفاغية هي أطيب وأحسن الرياحين شذى .

3- يمكن إطلاق صفات دون إلحاق تاء التأنيث بها فنقول :
- حرمنا المصون
- امرأة عطوف
- فتاة طموح .
وهذا كله إن دل فإنما يدل على أن اللغة العربية لم تظلم أحداً ،، وأن هذه الأفكار إنما تولدت بداعي الفكاهة ولكنها فكاهة مقيتة ، قام بتسويقها جاهلون للغة العربية . .
أو أن هناك مخططات مدروسة ينفذها ( المستعبدون للغرب ) الهدف منها تشوبه صورة المرأة المسلمة ،، وتزوير الحقائق المتعلقة بالمكانة الرفيعة للمرأة في ظل الإسلام .

البراء

للمزيد من مواضيعي

 

.
.

اللغة العربية لغة القرآن الكريم
جاءت بكل مفرداتها كافية وافية لكل قديم وحديث
تستوعب التغييرات التي تطرأ في ميادين الحياة
لا أجد ظلما لأي طرف في الأمر
الظلم نصنعه نحن أحيانا
في توظيف المفردة وما نريد المعنى منها في إيصاله
قد نوفق في التعبير
وقد يخوننا أحيانا
كم نحن ملمون في اللغة وتفاصيلها كم نحن منصفون للغتنا فيها
دمت أخي البراء بكل جمال
قلم وفكر زاخران بالنور
بوركت ودام جمالك

للوشم والنشر والمكافأة

الْياسَمِينْ ,شتاء.! معجبون بهذا

مقال جيد جداً
سلمت يداك ايها الكاتب المميز
طبت

الْياسَمِينْ ,البراء معجبون بهذا

القدير المدهش البراء
أحييك وهذا التجلي الوارف بالجمال وبالمعلومة التي أفادت وأمتعت بإسلوبك الرائع
اللغة العربية لغة القرأن الكريم هي التي مازالت محتفظة بقيمتها ولم يتم التلاعب
بها كما في اللغات الأخرى لدرجة أن المحفوظات في أرشيف اللغات في أمريكا وبريطانيا
وبعض الدول الأوربية تحفظ باللغة العربية لإنها ثابتة لا تتغير أما اللغة الإنجليزية الأولى
علي مستوى العالم تتداخل معانيها لكثرة ما يضاف إليها من مصطلحات جديدة
ولغتنا الجميلة لم تظلم المرأة بالعكس لقد إحلوت بها
أحييك وطرحك المتميز مثلك
سلمت والنبض
مودتي وإحترامي

جوليت ,الْياسَمِينْ ,البراء معجبون بهذا

. . ؛




أمّا الّذينَ يحشرونَ مقارنات الرجل والمرأة في كل مسألة
فهذا واللهِ سَفَهٌ وسذاجة و فراغ عقلي
ولا علاقةَ طبعًا للغةِ العربية بشعورهم بالنّقص حيالَ جنسهم
فهذهِ كلماتٌ ومدلولاتٌ منذُ الأزل
أما الكتب السماويّة فـ هي بريئة من التحيّزات
ولا أزيد على كلامكم أخي البراء ومن سبقني
من الأفاضل والفاضلات

طرح مميز جدًا وتُشكرون عليه، وافر التقدير

جوليت ,الْياسَمِينْ ,شتاء.! معجبون بهذا

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بُشْرَى

.
.

اللغة العربية لغة القرآن الكريم
جاءت بكل مفرداتها كافية وافية لكل قديم وحديث
تستوعب التغييرات التي تطرأ في ميادين الحياة
لا أجد ظلما لأي طرف في الأمر
الظلم نصنعه نحن أحيانا
في توظيف المفردة وما نريد المعنى منها في إيصاله
قد نوفق في التعبير
وقد يخوننا أحيانا
كم نحن ملمون في اللغة وتفاصيلها كم نحن منصفون للغتنا فيها
دمت أخي البراء بكل جمال
قلم وفكر زاخران بالنور
بوركت ودام جمالك

للوشم والنشر والمكافأة

نعم انها لغة القرآن الكريم
يقول الشاعر:حمد بن خليفة أبو شهاب :

لغة القرآن يا شمس الهدى
صانك الرحمن من كيد العدى
هل على وجه الثرى من لغة
أحدثت في مسمع الدهر صدى
مثلما أحدثته في عالم
عنك لا يعلم شيئاً أبداً
فتعاطاك فأمسى عالما
بك أفتى وتغنى وحدا
وعلى ركنك أرسى علمه
خبر التوكيد بعد المبتدا

شكرا لمروركِ الكريم
واطلالتكِ الرائعة
دامت السعادة رفيقة أيامكِ
والعيش الرغيد عنوانها

تحياتي وطوق ياسمين شامي

(البراء)

جوليت ,الْياسَمِينْ معجبون بهذا

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوليت

مقال جيد جداً
سلمت يداك ايها الكاتب المميز
طبت

شكرا لمرورك الكريم
واطلالتك الرائعة
ردودك تستفز قريحتي
وتحفزني لتقديم الافضل
سأكون أحسن حالاً إن حظيت بمتابعتك ،
دامت السعادة رفيقة أيامك
والعيش الرغيد عنوانها

تحياتي وطوق ياسمين شامي

(البراء)

جوليت ,الْياسَمِينْ معجبون بهذا

أهلا بالبراء المبدع صاحب المقالات الجامدة
سأدلي هنا بدلوي
اللغة العربية هي الأساس في كل شيء
هي لغة أمة .. لغة ثابتة لا تتغير معانيها
بغزو أي فكر آخر .. لغة الضاد .. لغة القرأن الكريم
ولولا أنها نافعة لكل زمان ومكان لما زل بها كتاب الله العظيم
ولن تزول بل ستبقى خالدة
هذه اللغة أعطت كل ذي حق حقه
فما للرجل للرجل وما للمرأة للمرأة
ولم تظلم في يوم من الأيام الأنثى لا من قريب ولا من بعيد
أما المناكفات حولها في تفضيل جنس على آخر
فذلك من تلبيس أبليس
وهي لم ولن تعطي اسم عبدالله لأنثى أو مريم لرجل
أما اللعب بالألفاظ لجعل الأنثى مكان سخرية ؛ كحية ، ونائبة
وما إلى ذلك
فذاك سفه وجهل ساقه المجوفون وروجوا له
ألم نقرأ عبارة ( رجل داهية ) أو فلان داهية
أو ( المرأة الودود الولود )
فهل معنى ذلك أن اللغة العربية ظلمت الرجل أيضا
بإطلاق صفات أنثى عليه أو العكس
أما مسألة القوامة فهي تشريعية وليست وضعية
( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض )
فهل نعاكس الله في شرعه تنزه الله عن ذلك
شكرا البراء على موضوعك الجميل
مودتي وتقديري

جوليت ,الْياسَمِينْ ,شتاء.! معجبون بهذا

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتحي عيسي

القدير المدهش البراء
أحييك وهذا التجلي الوارف بالجمال وبالمعلومة التي أفادت وأمتعت بإسلوبك الرائع
اللغة العربية لغة القرأن الكريم هي التي مازالت محتفظة بقيمتها ولم يتم التلاعب
بها كما في اللغات الأخرى لدرجة أن المحفوظات في أرشيف اللغات في أمريكا وبريطانيا
وبعض الدول الأوربية تحفظ باللغة العربية لإنها ثابتة لا تتغير أما اللغة الإنجليزية الأولى
علي مستوى العالم تتداخل معانيها لكثرة ما يضاف إليها من مصطلحات جديدة
ولغتنا الجميلة لم تظلم المرأة بالعكس لقد إحلوت بها
أحييك وطرحك المتميز مثلك
سلمت والنبض
مودتي وإحترامي

أخي فتحي
يقول الشاعر حليم دمّوس


لـو لم تكُنْ أمُّ اللغـاتِ هيَ المُنى
لكسرتُ أقلامي وعِفتُ مِدادي
لغـةٌ إذا وقعـتْ عـلى أسماعِنــــا
كانتْ لنا بـــــرداً على الأكبــادِ
سـتظلُّ رابـــــطـةً تؤلّـفُ بيننا
فهيَ الرجــــــاءُ لناطـقٍ بالضّادِ

وهل هناك أبلغ من هذا ؟
شكرا لمروركم الكريم
واطلالتكم الرائعة
دامت السعادة رفيقة أيامك
والعيش الرغيد عنوانها

تحياتي وطوق ياسمين شامي

(البراء)

جوليت ,الْياسَمِينْ معجبون بهذا

‎تعتبر اللغة من أهم اكتشافات البشرية، وهي منحة إلهية اختص الله بها آدم واصطفاه بها وافترق بها الإنسان عن الحيوان كونه أصبح ناطقًا مفكرًا.من أجل ذلك عرف الفيلسوف" آرنست كاسير" الإنسان- في كتابه " فلسفة الحضارة" - بأنه: حيوان ذو رموز ، بمعنى أنه يستخدم اللغة والكلمات ليميز أشياء العالم المحيطة به بعضها عن بعض وليميز نفسه عن بقية الكائنات.
‎ونستطيع أن نماهي بين الفكر وبين اللغة ونعتبرهما وجهين لعملة واحدة هي الإنسان باختصار.
‎واللغة كائن متطور باستمرار وتطورها جدلي بينها وبين الإنسان كلاهما يطور الآخر ويستفيد من تطوره، وكما قال المفكر " علي حرب" في كتابه( لعبة المعنى) أن اللغة تصنع الإنسان كما يصنعها في الوقت نفسه.
‎إلا أن الإنسان برجماتي بطبعه عمل ويعمل على تسخير اللغة لأهدافه ومآربه وذلك بتحميل اللفظ فوق طاقته وإكسابه معاني مغايرة لما وضع لها اللفظ أصلًا وذلك بتطويعه وترويضه واغتصابه كي يلد المعاني المحققة لغايات الإنسان التي يسعى لها.

الكاتب الرائع البراء الحريري
أطروحاتك قيمة ورائعة كروعتك ..

جوليت معجب بهذا