صفقة عادلة ( قصة قصيرة ) - منتديات مدائن البوح
أنت غير مسجل في منتديات مدائن البوح . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
. .

... .. ..


آخر 10 مشاركات - كُنت س أخبرك...!       نوبة العمر       الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )       يُحكى أن }} ,,, ~       ودون مقدمات …       كلمة واحدة       رسالة إلى ...       صــــورة وكتابــة       من خاطر!!!!!       تخاريف قلم ..!!      
روابط تهمك القرآن الكريم الصوتيات الفلاشات الألعاب الفوتوشوب اليوتيوب الزخرفة قروب الطقس مــركز التحميل لا باب يحجبنا عنك تنسيق البيانات
العودة   منتديات مدائن البوح > المدائن الأدبية > قناديـلُ الحكايــــا

قناديـلُ الحكايــــا

يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..

( يمنع المنقول )



صفقة عادلة ( قصة قصيرة )

يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..

( يمنع المنقول )


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-20-2024, 01:48 PM
المهندس غير متواجد حالياً
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1025
 تاريخ التسجيل : May 2024
 فترة الأقامة : 180 يوم
 أخر زيارة : 10-31-2024 (07:27 PM)
 المشاركات : 24,248 [ + ]
 التقييم : 27815
 معدل التقييم : المهندس has a reputation beyond repute المهندس has a reputation beyond repute المهندس has a reputation beyond repute المهندس has a reputation beyond repute المهندس has a reputation beyond repute المهندس has a reputation beyond repute المهندس has a reputation beyond repute المهندس has a reputation beyond repute المهندس has a reputation beyond repute المهندس has a reputation beyond repute المهندس has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي صفقة عادلة ( قصة قصيرة )












( صفقة عادلة )
قصة قصيرة

لم تكن (لميس) مجرد فتاةٍ جميلة، يتغزل بها طلاب الجامعة، بل إن تفوقها زاد شعبيتها حتى عند الدكاترة، الذين ما فتئوا الثناء عليها بعد كل نهاية فصل جامعي.

الليل نهار خجول، وبين سكونهِ وضياء القمر قصصٌ يرويها البشر، وتشهد عليها النجوم.
ودق السماء يثير بداخلها شجناً وحسرةً على حلمها الضائع معه، منذ أن وقعت في براثن عشقهِ، والشوق ولواعجهِ، ورفعت الراية البيضاء أمام قلبها.
حملت طفلتها ذات الثلاثة أعوامٍ، وحقيبة سفرها، وعبراتها تتطاير مع رياح الحسرة على سنواتها البائسة معه
استوقفت سيارة أجرة، وقفزا داخلها، وبكلماتٍ اعتراها الخوف والقلق ..
(أرجوك ... خذني إلى المطار بسرعة)

قبل شهر...

(أخبرتكِ مراراً وتكراراً ... إن أردتِ العودة إلى أهلكِ، فدونكِ الباب، لكن ... وحدكِ! تفهمين؟)
بعد أن صفعها بكلماتهِ .. ويدهِ، جثت تحت قدميه تستعطفه أن يرحم فؤادها بعد عذابٍ استمر لسنواتٍ خمس، لكنه .. رفسها بقدمهِ، فغابت عن الوعي تحت بكاء طفلتها.

لم تعِ يوماً سبباً لتصرفهِ، حتى تعثرت عيناها بدفتر مذكراتهِ .. كتب فيها
( لن أرحم أي أنثى في طريقي، بعد أن رأيت خيانتها بأم عيني .. لن أرحم .. لن أرحم )
والتاريخ قبل سنة من زواجهما
مادت الأرض تحت قدميها حينها، واستعادت لحظات حيرتها في غيرتهِ الشديدة، ونظراتهِ لها كلما عادت من لقاء صديقتها ( منى ) في المقهى.

( أخبرتكِ أن تتركي له ابنته، وتعودي إلى كندا، لن تصمدي أكثر يا ( لميس ).)
( لن أفعل... يا (منى) إنها قطعة من روحي.)
( سأتحدث مع أخي، وأخبره التفاصيل، والمحامون أدرى بطرقهم .. اصمدي )

استفاقت حين بدأ صراخ ابنتها وبكاؤها يعلو ويعلو .. احتضنتها بقوةٍ، وسارعت إلى هاتفها النقال

( أرجوك .. خلصني من العذاب)
( حاضر .. سأفعل، غداً أراكِ )


( أخبرتني " منى " بكل شيء، وقد حرص على تسجيل ابنته في جوازه، حتى لا تستطيعي أن تغادري دبي برفقتها.. اهدأي .. سنجد طريقة )

في الشركة ..

لسنواتٍ طويلة .. واصل فيها الليل بالنهار، حتى افتتح شركته الصغيرة، بيد أن الانهيار الاقتصادي جعل استمراريتها بحاجة إلى معجزة.

حين أخبرته السكرتيرة باستلام رسالة الكترونية من مصنع الرقائق الالكترونية ( tsmc )

كاد يطير فرحاً، وبعد أن قرأه، أمر السكرتيرة بأن تحجز له تذكرة إلى تايوان بعد شهر..
أشعل لفافة تبغهِ، ونفث دخانها في سماء مكتبهِ .. (حصلت على الصفقة أخيراً، سأخرج من عنق الزجاجة، وألقنكِ درساً لن تنسيه، تريدين الهروب وابنتي ؟! )


(جد لي طريقه يا صديقي، ما أصنع بابنتي... يجب أن أستخرج لها جواز سفر جديد مستقل)
( افعل ذلك ..وخذه معك في سفرك، فلن تغادر بدونه ،)
(مع هذا ... لست مرتاحاً)
(لا داعي للقلق ... صدقني، سافر واحصل على صفقتك، لن تذهب هي وابنتك إلى أي مكان)
استجاب إلى نصيحة صديقه... ففعل

بعد شهر ..

عند وصوله إلى مطار (تاويوان) في طريقه إلى مدينة (سين شو) في تايوان، أعاد قراءة الرسالة الالكترونية مرةً بعد مرةٍ، دقق في رقم الهاتف المكتوب/ حاول الاتصال به أكثر من مرة .. دون رد.
عندما هم بمغادرة المطار، وجد لافتة تحمل اسمه في يد أحدهم، فانفرجت أساريره .. ومضى معه إلى الفندق.
ألقى حقيبته في الغرفة، وكانت عقارب الساعة تشير إلى الخامسة عصرا، وورقة مكتوبة على الطاولة ( الموعد في التاسعة مساءً، في بهو الفندق )
قرر أن يأخذ قسطاً من الراحة، واستسلم للنوم.

الساعة التاسعة مساءً ..

نزل إلى بهو الفندق، يحمل بين يديه أوراقه، وقد استعد لهذا اللقاء لشهر بأكملهِ، حتى أنه تدرب أمام المرآة أكثر من مرة.
تلقفته لافتة في الاستقبال تحمل اسمه، فتوجه من فوره إلى صاحبها .. وكانت ملامحه أقرب إلى العربية!

( السيد حازم ..؟ )
( نعم .. )
( تفضل .. نقعد على هذه الطاولة، ما رأيك ؟ )
( لا مانع )

كان يمني النفس بعقد صفقتهِ التي ستنقذ شركته من السقوط، وقبل أن يبادر بسؤال هذا الرجل القاعد أمامه ..

( أعرفك بنفسي .. المحامي/ عادل ) ثم اعتدل في مقعده، وبكل هدوءٍ قال له:
( أنت هنا .. من أجل الصفقة التي أرسلناها إليك قبل شهر .. صحيح ؟ )
( بكل تأكيد .. وقد قرأت عرضكم، وحقيقة أسعدني أن اخترتم شركتي رغم صغرها .. و .. )

قاطع حديثهما اتصال هاتفي، فرفع ( عادل ) يده، وتوقف ( حازم ) عن الحديث ..

( نعم .. هو أمامي الآن، هل وصلتم ؟ ... جيد جيد ، سأعاود الاتصال حين أنتهي معه، مع السلامة )

اعتذر في لباقةٍ لـ ( حازم ) ثم أردف قائلاً:
( لن أطيل عليك .. وسأخبرك لماذا اخترناك تحديداً .. أو لنقل لماذا اخترتك انا تحديداً .. )
( تفضل .. استمع إليك جيداً )
( هل تعلم من كان هذا المتصل قبل قليل ؟ )
( كيف لي أن أدري ..؟! )
( هذه زوجتك " لميس " )
( زوجتي ؟! )
( نعم .. وقد وصلت الآن إلى كندا برفقة ابنتها ! )
( بماذا تهذي يا محترم ؟! )
( اهدأ .. اهدأ تماماً .. سأخبرك ...
بكل اختصار .. أنا المحامي " عادل "، أخو صديقة زوجتك " منى "، وأنت هنا لسببين ..
أولهما: لتتم صفقة الرقائق الالكترونية، وقد ساعدتك بنفسي من خلال لقائي برجل أعمال ربحت له قضية، وطلبت منه معروفاً بحكم تجارتهِ في تايوان.
وثانيهما: لتقوم بنفسك بفصل ابنتك عن جواز سفرك، وتأتي إلى هنا ..

( مهلاً .. مهلاً .. جواز سفر ابنتي معي ، ها هو .. فكيف ؟؟! )
( مشكلتك بأنك لا تطالع الصحف يا حازم، والأمر لم يتجاوز سوى إعلان في صحيفة، وزيارة للسفارة، وصورة شخصية، واستخراج بدل فاقد بعد دفع الغرامة والرسوم .. وانتظار شهر كامل ).

قفز من مكانهِ غير مصدقٍ لما يسمعه .. وحاول الاتصال بزوجتهِ، فلم يفلح ..

( اسمعني يا حازم .. هي الآن في كندا، ولن تصل إليها بعد ما عانته منك طوال السنوات الفائتة، وأنت هنا لتتم صفقتك، والأمر لن يستغرق سوى انتظار ساعة واحدة، وسوف يكون مندوب من المصنع واقفاً أمامك على هذه الطاولة .. )

وقف ( عادل ) وهم بمغادرة الفندق إلى المطار ..

( نسيت أن أخبرك .. فاتورة الفندق مدفوعة سابقاً، وهناك مطعم جميل في نهاية هذا الشارع )

تجمد ( حازم ) في مكانهِ .. وغرق في صمت عميق.


ع . ب
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : صفقة عادلة ( قصة قصيرة )     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : المهندس





 توقيع : المهندس

فلســــــــــــ ( الأردن ) ـــــــــــــــــــــطين

رد مع اقتباس
قديم 10-20-2024, 03:07 PM   #2


الصورة الرمزية بُشْرَى
بُشْرَى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 20
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : 11-12-2024 (01:26 PM)
 المشاركات : 247,449 [ + ]
 التقييم :  788601
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Indianred


افتراضي رد: صفقة عادلة ( قصة قصيرة )



.
.

الله الله
أهلا بالمداد الفخر
والنبض الذي أخذنا على بساط الجمال
انتظر قراءتي المستفيضة لهذه الاستثنائية
.
للوشم والمكافأة مُنحت لكم بكل حب


 
 توقيع : بُشْرَى




رد مع اقتباس
قديم 10-20-2024, 03:34 PM   #3


الصورة الرمزية النقاء
النقاء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 302
 تاريخ التسجيل :  Jan 2021
 أخر زيارة : اليوم (01:06 AM)
 المشاركات : 3,106,360 [ + ]
 التقييم :  753893
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Blueviolet


افتراضي رد: صفقة عادلة ( قصة قصيرة )



هلا وغلا بالأديب الراقي المهندس

هل تعلم أن القصة
صوت عليها ولم اعلم لمن تكن والله
أخترتها وجدت فيها تسلسل لحادثة لميس

فكأنها خطة مدروسه بين ماحدث لتسلسل الاحداث
والنهاية كانت صفقة مربحة

أجدت السرد في تلك القصة
مميز في قسم القصص بارك الله فيك
ابدعت وآكثر

شكرًا لروحك الجميلة هنآ


 
 توقيع : النقاء



هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ
أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا

فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ
وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ



شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,,


رد مع اقتباس
قديم 10-20-2024, 04:20 PM   #4


الصورة الرمزية اصايل
اصايل متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Jun 2024
 أخر زيارة : 11-05-2024 (03:25 PM)
 المشاركات : 14,216 [ + ]
 التقييم :  27166
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Blue


افتراضي رد: صفقة عادلة ( قصة قصيرة )



.
.
ما أبهى الحرف
من قلم اقترف الايجاز والسلاسة
ببلاغة الألق
بوركت محبرة الرقي
وما أومضته من إبداع
تفوقت على نفسها
سلمت يمناك اديبنا
شكري وامتناني


 

رد مع اقتباس
قديم 10-20-2024, 04:52 PM   #5


الصورة الرمزية الْياسَمِينْ
الْياسَمِينْ متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 880
 تاريخ التسجيل :  Aug 2023
 أخر زيارة : اليوم (12:40 AM)
 المشاركات : 92,171 [ + ]
 التقييم :  1955017
 SMS ~
لوني المفضل : Indianred


افتراضي رد: صفقة عادلة ( قصة قصيرة )



ليس من المبالغة القول أن ألف ليلة وليلة هو أشهر كتاب حكايات عالمي تلقفته مختلف الثقافات عبر العصور، واستوحى الأدباء منه قصصا وحكايات ترتكز أساسا على الخيانة وأثرها المدمر، حين تستبد بتفكير وسلوك البشر، وتدفع إلى قهر وتعذيب الآخر كتعويض عن الإحساس بالنقص وامتهان الكبرياء، ولا ريب أن شهريار يمثل النموذج المثالي لتسلط رغبة الانتقام الجامحة التي تجنح إلى معاقبة الطرف البريء المشترك مع مرتكب فعل الخيانة في الهوية أو الجنس، ثم تشرع في تدمير الذات نفسها.
لكن في عالم الأدب والحكايات لا تجري الأحداث على منوال واحد، أو تسير في خط مستقيم، فتتقاطع الصدف والمفاجآت أو تعقد الصفقات، وفي مثال ألف ليلة وليلة تقدم الصفقة في قالب إغرائي يستثير الفضول لمعرفة تتمة الحكايات، مقابل كسب الوقت والحفاظ على الحياة.
إن شهرزاد حين أقدمت على صفقة تحفظ رقبتها، وتحمي بنات جنسها، كانت تدرك أن الرجل بطبعه الأناني، ستخبو جمرة حقده، ويغلب في نهاية الأمر مصلحته الشخصية على رغبته في الانتقام.
وفي قصة "صفقة عادلة" تحولت تلك الرغبة العارمة إلى ما يعرف في علم النفس بكره النساء أو هي حالة نفسية تتمثل باحتقار وكراهية النساء، وتحدث غالبا بسبب misogyni( الميسوجينية
صدمة نفسية شديدة، ومن بين مسبباتها الخيانة.
ويشكل العنوان بصفته العتبة الأولى للنص، المدخل الرئيسي لتوضيح مضمونه وفهم غموضه وما التبس منه، فجملة "صفقة عادلة" تحمل معنى التناسب بين العطاء والأخذ في عملية تبادل بين طرفين، بينما توحي نهاية القصة ظاهريا بغير ذلك المعنى، مما يحيل إلى البحث في الدلالات المضمرة للنص، فرغم أن العواطف لا تقدر بالمال، إلا أن الشخص المجرد من المشاعر والرحمة لا يستحق سوى الاحتقار، ويبدو المقابل المادي عادلا في طبيعة التعامل معه.
ويستهل النص بذكر مدة زمنية في جملة اسمية تفيد الثبات والجمود، لتضخيم حالة معاناة المرأة من تسلط الزوج وجبروته، وفي نسبة الابنة إليها نزع لصفة الأبوة عنه لبيان شناعة فعله. وهو ما يتوضح جليا من خلال إذلال الزوجة واستخدام الطفلة للضغط عليها وتعذيبها نفسيا. إلا أن هذا السلاح ذو الحدين ينقلب عليه في نهاية المطاف.
وتلك نتيجة تبدو عقابا عادلا لشخص ترسخت لديه عقدة الكراهية، بحيث طغت على مشاعر الزوج والأب، وفي التعبير عنها بكلمة ( لن أرحم…) وتكرارها تأكيد على مدى استفحالها، كما أن النص كان موفقا في التعبير بعبارة أنثى وليس امرأة ( لن أرحم أي أنثى…) لتشمل القسوة الطفلة الصغيرة أيضا، في دلالة على أن الأب ليس جديرا بالاحتفاظ بابنته، وفي ذلك تتجلى عدالة الصفقة. التي تطل ضمنيا في مرحلة أخرى من الحدث، فحازم يعرض على لميس السماح لها بالمغادرة إلى أهلها مقابل التخلي عن ابنتها، وكذلك تلح عليها صديقتها منى. إلا أنها ترفض لأن القبول بالتخلي عن الابنة هو قتل معنوي لأمومتها، وتدمير لما تبقى من عاطفتها وكيانها الإنساني، فعمر الثلاثة سنوات هو الأشد حرجا في النمو العاطفي للطفل، الذي يصبح أكثر وعيا وفهما لمشاعر الآخرين.
وفي موقفها الإنساني النبيل تحضر ثنائية الجمال الروحي والقبح المادي، والمتجسدان في شخصيتي القصة الرئيسيين: لميس المرأة الجميلة المتفوقة والناعمة الرقيقة الأحاسيس - لميس معناها ناعمة الملمس- المتفانية في حبها لزوجها أولا ثم لابنتها ثانيا، وحازم الرجل القبيح والخشن معنويا، المستبد والحريص على مصالحه المادية - حازم من معانيها قاطع وبات- لذلك فإن غرقه في صمت عميق بعد تأثير مفاجأة الخبر، يشير إلى اهتزازه وتزعزع الحزم المفرط المذموم بداخله، وينفتح على عدد من النهايات التي تتسع وتختلف مما يمنح القصة القصيرة طابعها التشويقي المتعدد القراءات والتأويلات.
فهل صمته نتيجة لندمه لفقدان عائلته أو غضبه وانكساره لهروب الزوجة والابنة، أو ببساطة تفكير في الصفقة ومقدار الربح والخسارة فيها…؟
كما أن سلاسة اللغة واشتمالها على الكثير من الصور والتعابير الفنية الجميلة ( الليل نهار خجول- وعبراتها تتطاير مع رياح الحسرة - صفعها بكلماتهِ .. ويده- تعثرت عيناها بدفتر مذكراتهِ- وتلقفته لافتة في الاستقبال…) وتنوع الشخصيات وتنقلها في المكان والزمان ( دبي- كندا- تايوان- قبل شهر- بعد شهر…) ببعدهما المؤثر والمتراكم في الذهنية المتأزمة لبطلي النص ووعيهما الفردي والاجتماعي، أضفى توترا وقلقا ممتعين وناسب الطابع النفسي المتنامي في بناء النسيج القصصي، وساهم في صياغة وإحكام الحبكة عبر تطوير الحدث واستثارة تعاطف المتلقي وتشويقه.

مبدعنا المهندس بأى حرف أشكرك أيها المتفرد؟
إعجابي وتقييمي لك ! .


 
 توقيع : الْياسَمِينْ



رد مع اقتباس
قديم 10-21-2024, 10:18 PM   #6


الصورة الرمزية بُشْرَى
بُشْرَى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 20
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : 11-12-2024 (01:26 PM)
 المشاركات : 247,449 [ + ]
 التقييم :  788601
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Indianred


افتراضي رد: صفقة عادلة ( قصة قصيرة )



.
.

صفقة عادلـــــة

القصّة التي حازت على المرتبة الأولى في فعاليـــــــــــة فرسان القصة
أتشرف وبكل فخـــــــــر أن أرى نفسي في قراءتها المتواضعـــــــة
الأدب الذي ينبثق من بين أناملك مهندسنا لهو عظيم ، عميق ، يضاهي الدرر
أدبٌ قصصي داهشٌ للقارئ ..ماتعٌ للروح ، حريٌّ به أن يُقْرَأ ويدّرس
أبدأ قراءتي :
العنوان :

(صفقة عادلة ) جاء العنوان
علامة لغوية فارقة يتسلّحُ بها الكاتب من أجل جذب القارئ . حين نقرأ العنوان نقف على عتبة النصّ .
لا شكّ أن المهندس يمتلك مفتاح بوابة نصوصه القصصية .
العنوان جاء على بُعد لغويّ إنسانيَ . أحدث فينا الشوق للمضيّ في التفاصيل العميقة .
تحضرُ تساؤلات لاهثة لاهبة ماذا تعني الصفقة ؟ وهل خرجت عن معناها المالوف ؟ أم وظفّها الكاتب في مواطن القصّة بما يعكس ذكاءه ؟
العادلة تبعث الطمأنينة في نفس القارئ ( نهاية المطاف سيكون العدل قائماً ) .
فكرة القصّة :
هي فكرة مستمدة من الواقع ، جاءت سلسة واضحة وبنفس الوقت معقدة من حيث أحداثها المتصاعدة ، الفكرة بناها الكاتب على أحداث قويّة أبرزت عمقها وأسلوبه السهل الممتنع ، تظهر وكأنها مألوفة ،لكنذها في الحقيقة محبوكة بطريقة محترفة فيها الابهار .

تتحدث عن واقع الزوجة التي تعاني من معاملة الزوج السيئة ،فتبحث عن طريق الخلاص ، بشتّى الطرق ،النتيجة أن تبتعد عن الواقع الذي يتسبب لها وجعا وندما يوما بعد يوم . الخلاص من زوج ناقمٍ حاقد على كل أنثى ، عقدته في الحياة الخيانة والتي تركت في نفسه الكراهية لكل أنثى وإن كانت بريئة .
الشخوص :
انتقاء الشخوص لم يكن عفوياً بل جاء في حكمة بالغة ، يعكس وعي الكاتب ( المهندس ) أنّ الشخوص من اركان القصة الأساسية والفاعلة من اجل صناعة الحدث .
الاصطفاء جاء من باب الخبرة الواعية والتي تتمثل في فكر الكاتب في الأسماء المختارة لهم :
لميس : الأنثى الناعمة الملمس بمعنى الرّقة .
حازم : من الحزم في الأصل هي صفة إيجابية لكن هنا جاء بمعنى الشدّة .
عادل : من العدل ( اسم المحامي وهو عادلٌ في صنيعه .
منى : من الأمنية وما تطمح إليه النفس من الرغبات ( الصديقة المخلصة التي أعطتها خيط الأمل )
الشخصيات الرئيسة جاءت كما يلي :
الشخصية الرئيسة هي ( لميس ) والتي يدور محور القصة حولها ، الفتاة الشابة الجميلة ذات العلم المتميز والقبول الاجتماعي عند الكادر التعليمي ، بمعنى أنها فتاة يتمناها أي رجل ، علم وجمال وخلق .
-شخصية الزوج ( حازم ) الشخصية الثرية التي يحمل في داخله عقدة نفسية نتيجة لتجربة سيئة مرّ فيها وعلى أساسها كانت معاملته السيئة لزوجته لميس رغم أنّها أخذته عن حبّ بعدما ضاع حلمها بين يديه .
-شخصية المحامي ( عادل ) العدالة القضائية وحنكة الحل كانت في أدائه وخبرته وإنسانيته ، في مجال القضاء والمحاكم .
الشخصيات الثانوية تمثلت في :
*السكرتيرة
*الصديقة المخلصة منى
* شخصية الصديق ( صديق عادل ) ، فهي شخصية أدت دورها في اقناع حازم بفصل جواز السفر، وأقنعت القارىء بأن حازم في أيد أمينة .
* الطفلة ذات الثلاث سنوات ( كانت بمثابة العقبة في طريق قرار لميس في الهروب والانفصال ) تبرز هنا عاطفة الأمومة والتضحية .

على هامش هذا المصير :
واقع كل أمومة تضحّي من أجل أبنائها بمعنى تصبر على الألم والإهانة والذل ، لا أن تترك أبناءها لغيرها وتنفصل عنهم .
وهناك صنفٌ يسلك طريق المحاكم والطرق الوعرة والعاثرة من الأمهات ليطالبن بأبنائهن عن طريق القضاء ، خلاصاً مما هنّ فيه .

الشخصيات متكاملة ذات أدوار محوريّة في القصّة ،سواء كانت رئيسة أم ثانوية .

الزمن :
جاء الزمن في مراحل السرد وتسلسل الأحداث بشكل مرتب ،
_عمرُ الزواج كان خمسة سنوات
_عمر الطفلة ( ثلاث سنوات )
_شهر :
جاء تكرار الزمن شهر في موضعين
الموضع الأول :
بداية السرد ( قبل شهر...

(أخبرتكِ مراراً وتكراراً ... إن أردتِ العودة إلى أهلكِ، فدونكِ الباب، لكن ... وحدكِ! تفهمين؟ )
الموضع الثاني :
شهر الانتظار مابين عقد الصفقة مع الشركة ومابين صدور جواز السفر للطفلة .
لعبة القانون في نجاة لميس من واقع حياتها ، ونجاتها مع طفلتها
شهر من انتظار حازم لتحقيق حلمه
كلاهما ينتظر بعد شهر الانتقال لحياة مختلفة بواقعها وحلمها وإن اختلفت الدوافع
لكن تبرز الحاجة الإنسانية ( عند لميس الاستقرار والأمان والتخلص من الخوف والقلق )
الحاجة البشرية عند زوجها ( هي طبعه الأنانية والطمع في نفسه )
مشكلتك بأنك لا تطالع الصحف يا حازم، والأمر لم يتجاوز سوى إعلان في صحيفة، وزيارة للسفارة، وصورة شخصية، واستخراج بدل فاقد بعد دفع الغرامة والرسوم .. وانتظار شهر كامل ).

_ ساعات اللقاء في الفندق ( الساعة الخامسة ، الساعة التاسعة ...)

المكان :
ميدان المكان في القصة جاء عاكساً لنا خبرة الكاتب في الأماكن المذكورة في القصة والتي يرتادها رجال الأعمال مثال :
- تايوان تمثل أكبر اقتصاد ومصنع لرقائق الحواسيب المتطورة في العالم بمعنى مدينة متقدمة في مجال الاتصالات .
والمدينة التي فيها المطار اسمها فعلاً ( تاويوان )

( معلومة حقيقة اكتسبتها من القصة )
-كندا البلد الذي يحتضن كل من يبحث عن ملجأ وهنا هو بلد لميس الأصلي الذي عاشت فيه .
-بهو الفندق مكان انعقاد الصفقة .

الأحداث :
الأحداث جاءت متنامية ، تتصاعد بشكل متسلسل وبمنطق زمني يقبله العقل ،
من لحظة ارتباط لميس بشريك حياتها حازم ، المعاناة التي صبرت عليها طيلة فترة عيشها معه ، فكرة الإنجاب طفلة واحدة ( يدلل أنها اكتفت بها بعدما اكتشفت أمره بمحض الصدفة أن لديه عقدا تجاه كل أنثى من باب التشكيك والظنون السيئة بها .
لغاية اللقاءات المرتبة مع صديقتها منى والمحامي عادل للمضيّ بإجراءاته القانونية ليخلّصها من واقعها .
والمخطط الذي دبّره عادل تأرجح ما بين
نيل حازم مُناه وحلمه في شراكة المصنع الذي سيبني عليه تطوير شركته الصغيرة ومستقبله التجاري .
وما بين نجاة لميس من زواجها الفاشل مع من أحبته وندمت على ذلك باصطحاب طفلتها الصغيرة .
_ برز ذكاء المحامي في إبرام صفقته الإنسانية العادلة بين الطرفين .

العقدة والصراع :

ذروة الحدث والتي تمثلت في خوف لميس من فقدان طفلتها تحت الوعيد والتهديد الذي كانت تتلقاه بعد كل شجار بينهما وبين المأساة التي يتعمد فيها إيذاءها مرارا
وبقائها قيد هذا المصير ، البحث عن خلاص دون خسارة ابنتها .
الشعور بالندم بعدما سيطر على كل مشاعرها وغيّب كل مشاعر الحب أمام الأمومة وأمام الظنون والتشكيك في أمرها .

لا شك أنّ الكاتب هنا حاول أن يصوّر الحالة السيئة التي سيطرت على الزوجة المظلومة أمام دوافع للإيذاء كانت مجهولة ، وتم العثور عليها من خلال مذكراته المدونة قبل سنة من ارتباطهما .
لميس كانت ضحيّة لشخصية مهزوزة شكّاكة ومن أهم صفات هذه الشخصية
سوء الظن المستمر بالأفعال أو الأقوال التي تصدر عن الآخرين، وبدون أي حجج أو براهين مقنعة. الحذر المبالغ من الآخرين، وعدم الثقة بهم، وتوقّع الأسوأ منهم مثل الإهانة والظلم والغدر والخيانة. الحساسيّة الزائدة، وافتعال المشاكل بشكلٍ سريع وعلى أبسط الأسباب .

الحل :
تمثل الحل في الطريقة التي فكر فيها المحامي عادل بعقد صفقته الذكية ليحقق مراد الطرفين ( لميس وحازم مستعينا بخبرته في مثل هذه الشخصيات وما الذي يرضي غرورها ، وبلبي احتياجها الإنساني )
الحل لم يكن مألوفاً بل جاء مبتكراً وذكيّاً مظهرا حنكة الكاتب في إيجاد حلول أمام القارئ في مثل هذه المواقف .

اللغة :

تناوب أسلوبا السرد والحوار ..
مقدمة الكاتب جاءت سردية في حديثه عن لميس وعن طبيعة شخصيتها كما جاء في العبارات الوصفية الآتية :
- لم تكن (لميس) مجرد فتاةٍ جميلة، يتغزل بها طلاب الجامعة، بل إن تفوقها زاد شعبيتها حتى عند الدكاترة، الذين ما فتئوا الثناء عليها بعد كل نهاية فصل جامعي.
-الليل نهار خجول، وبين سكونهِ وضياء القمر قصصٌ يرويها البشر، وتشهد عليها النجوم.
-ودق السماء يثير بداخلها شجناً وحسرةً على حلمها الضائع معه، منذ أن وقعت في براثن عشقهِ، والشوق ولواعجهِ، ورفعت الراية البيضاء أمام قلبها
لغة الحوار جاءت موفقة حدّ الدهشة في الانتقال ما بين قول وآخر ، دون أن يشعر القارئ بوجود فجوة انتقالية من شخصية لأخرى .
جاء مفهوما واضحا سلساً متناغماً منظّما ، راعى في التنظيم الكاتب علامات الترقيم للفصل مابين قول وآخر . ( الحوار الخارجي )
هنا هندسة الحوار مشهود لها بسطوره الانتقائية ومفرداته المتقنة المناسبة في البدء وختم القول والغاية منه .

(الحوار الداخلي ) يتمثّل في نفس لميس وذكرياتها التي تتناوب في نفسها كلّما حرّكها شعور الندم والألم .( حديث نفسها في التفكير الصامت كيف تتخلص من مصيرها الملعون مع زوجها حازم .
التصوير الفني :
متمثلاً في التشبيهات والتصوير الجمالي
أظهر الكاتب مقدرته اللغوية والبيانية في الإتيان بمفردات وتعابير وتراكيب لغوية تفي بالغرض المراد إبرازه وإظهاره في وصول الأحداث لغاياتها من الحلول والنهاية .
وظّف الكاتب الكثير من الصور التي أكّدت لنا تمكّنه الأدبي الخالص في مواطن كثيرة منها :
- حملت طفلتها ذات الثلاثة أعوامٍ، وحقيبة سفرها، وعبراتها تتطاير مع رياح الحسرة على سنواتها البائسة معه
استوقفت سيارة أجرة، وقفزا داخلها، وبكلماتٍ اعتراها الخوف والقلق .
عبراتها تتطاير ( مشهد تصويري للغة البكاء لكن بطريقة أجمل من التعبير المباشر )
بكلمات اعتراها الخوف والقلق ( تصوير حالة لميس وسيطرة مشاعر الخوف والقلق متجسّدا بتعبيرها وتعثرها في الكلام .
- انفرجت أساريره ( تعبير مألوف عن السعادة لكنّ الكاتب وظفّه في موضوع مناسب ويخدم الحالة التي عاشها حازم )
- صوّر التفاصيل الدقيقة في لقاء عادل وحازم في الفندق مثـــــــــــال :
-
( أعرفك بنفسي .. المحامي/ عادل ) ثم اعتدل في مقعده، وبكل هدوءٍ قال له:
( أنت هنا .. من أجل الصفقة التي أرسلناها إليك قبل شهر .. صحيح ؟ )
( بكل تأكيد .. وقد قرأت عرضكم، وحقيقة أسعدني أن اخترتم شركتي رغم صغرها .. و .. )

قاطع حديثهما اتصال هاتفي، فرفع ( عادل ) يده، وتوقف ( حازم ) عن الحديث ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أُجْمِلُ قراءاتي في إنصاف هذا النصّ الذي أعطانا أنموذجا قصصيا فاخراً من حيث اكتمال عناصره وتوظيفه للغّة العميقة ، وصفاء انسكابها .
المهندس القاصّ الفاخر بنبضه الأدبي الوفير ، أشكرك على هذه الحصافة اللغوية وماكن السكب .
دامت روحك وجَمُلَ فيها المكان .
انتهيت بعدما غرقت بجمالها ومتعتها .

بُشْرَى

قراءة القّصة تجدونها على هذا الرابط
https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=16245


 
 توقيع : بُشْرَى




رد مع اقتباس
قديم 10-22-2024, 12:50 PM   #7


الصورة الرمزية بُشْرَى
بُشْرَى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 20
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : 11-12-2024 (01:26 PM)
 المشاركات : 247,449 [ + ]
 التقييم :  788601
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Indianred


افتراضي رد: صفقة عادلة ( قصة قصيرة )



.
.

من باب التكريم المستحق للقصة الفائزة
وللكاتب القاص الرائع
سيتم تثبيتها لمدة أسبوع
إلى العلا يا درّة الجمال


 
 توقيع : بُشْرَى




رد مع اقتباس
قديم 10-22-2024, 01:28 PM   #8


الصورة الرمزية هادي علي مدخلي
هادي علي مدخلي متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : اليوم (02:34 AM)
 المشاركات : 190,368 [ + ]
 التقييم :  1030595
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: صفقة عادلة ( قصة قصيرة )



الف مبروك
أيها المهندس الجميل
كم انت رائع
لي عودة حتما


 
 توقيع : هادي علي مدخلي









رد مع اقتباس
قديم 10-22-2024, 05:22 PM   #9


الصورة الرمزية منتصر عبد الله
منتصر عبد الله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1125
 تاريخ التسجيل :  Sep 2024
 أخر زيارة : اليوم (01:26 AM)
 المشاركات : 11,203 [ + ]
 التقييم :  11674
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: صفقة عادلة ( قصة قصيرة )



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهندس مشاهدة المشاركة

( صفقة عادلة )
قصة قصيرة

لم تكن (لميس) مجرد فتاةٍ جميلة، يتغزل بها طلاب الجامعة، بل إن تفوقها زاد شعبيتها حتى عند الدكاترة، الذين ما فتئوا الثناء عليها بعد كل نهاية فصل جامعي.

الليل نهار خجول، وبين سكونهِ وضياء القمر قصصٌ يرويها البشر، وتشهد عليها النجوم.
ودق السماء يثير بداخلها شجناً وحسرةً على حلمها الضائع معه، منذ أن وقعت في براثن عشقهِ، والشوق ولواعجهِ، ورفعت الراية البيضاء أمام قلبها.
حملت طفلتها ذات الثلاثة أعوامٍ، وحقيبة سفرها، وعبراتها تتطاير مع رياح الحسرة على سنواتها البائسة معه
استوقفت سيارة أجرة، وقفزا داخلها، وبكلماتٍ اعتراها الخوف والقلق ..
(أرجوك ... خذني إلى المطار بسرعة)

قبل شهر...

(أخبرتكِ مراراً وتكراراً ... إن أردتِ العودة إلى أهلكِ، فدونكِ الباب، لكن ... وحدكِ! تفهمين؟)
بعد أن صفعها بكلماتهِ .. ويدهِ، جثت تحت قدميه تستعطفه أن يرحم فؤادها بعد عذابٍ استمر لسنواتٍ خمس، لكنه .. رفسها بقدمهِ، فغابت عن الوعي تحت بكاء طفلتها.

لم تعِ يوماً سبباً لتصرفهِ، حتى تعثرت عيناها بدفتر مذكراتهِ .. كتب فيها
( لن أرحم أي أنثى في طريقي، بعد أن رأيت خيانتها بأم عيني .. لن أرحم .. لن أرحم )
والتاريخ قبل سنة من زواجهما
مادت الأرض تحت قدميها حينها، واستعادت لحظات حيرتها في غيرتهِ الشديدة، ونظراتهِ لها كلما عادت من لقاء صديقتها ( منى ) في المقهى.

( أخبرتكِ أن تتركي له ابنته، وتعودي إلى كندا، لن تصمدي أكثر يا ( لميس ).)
( لن أفعل... يا (منى) إنها قطعة من روحي.)
( سأتحدث مع أخي، وأخبره التفاصيل، والمحامون أدرى بطرقهم .. اصمدي )

استفاقت حين بدأ صراخ ابنتها وبكاؤها يعلو ويعلو .. احتضنتها بقوةٍ، وسارعت إلى هاتفها النقال

( أرجوك .. خلصني من العذاب)
( حاضر .. سأفعل، غداً أراكِ )


( أخبرتني " منى " بكل شيء، وقد حرص على تسجيل ابنته في جوازه، حتى لا تستطيعي أن تغادري دبي برفقتها.. اهدأي .. سنجد طريقة )

في الشركة ..

لسنواتٍ طويلة .. واصل فيها الليل بالنهار، حتى افتتح شركته الصغيرة، بيد أن الانهيار الاقتصادي جعل استمراريتها بحاجة إلى معجزة.

حين أخبرته السكرتيرة باستلام رسالة الكترونية من مصنع الرقائق الالكترونية ( tsmc )

كاد يطير فرحاً، وبعد أن قرأه، أمر السكرتيرة بأن تحجز له تذكرة إلى تايوان بعد شهر..
أشعل لفافة تبغهِ، ونفث دخانها في سماء مكتبهِ .. (حصلت على الصفقة أخيراً، سأخرج من عنق الزجاجة، وألقنكِ درساً لن تنسيه، تريدين الهروب وابنتي ؟! )


(جد لي طريقه يا صديقي، ما أصنع بابنتي... يجب أن أستخرج لها جواز سفر جديد مستقل)
( افعل ذلك ..وخذه معك في سفرك، فلن تغادر بدونه ،)
(مع هذا ... لست مرتاحاً)
(لا داعي للقلق ... صدقني، سافر واحصل على صفقتك، لن تذهب هي وابنتك إلى أي مكان)
استجاب إلى نصيحة صديقه... ففعل

بعد شهر ..

عند وصوله إلى مطار (تاويوان) في طريقه إلى مدينة (سين شو) في تايوان، أعاد قراءة الرسالة الالكترونية مرةً بعد مرةٍ، دقق في رقم الهاتف المكتوب/ حاول الاتصال به أكثر من مرة .. دون رد.
عندما هم بمغادرة المطار، وجد لافتة تحمل اسمه في يد أحدهم، فانفرجت أساريره .. ومضى معه إلى الفندق.
ألقى حقيبته في الغرفة، وكانت عقارب الساعة تشير إلى الخامسة عصرا، وورقة مكتوبة على الطاولة ( الموعد في التاسعة مساءً، في بهو الفندق )
قرر أن يأخذ قسطاً من الراحة، واستسلم للنوم.

الساعة التاسعة مساءً ..

نزل إلى بهو الفندق، يحمل بين يديه أوراقه، وقد استعد لهذا اللقاء لشهر بأكملهِ، حتى أنه تدرب أمام المرآة أكثر من مرة.
تلقفته لافتة في الاستقبال تحمل اسمه، فتوجه من فوره إلى صاحبها .. وكانت ملامحه أقرب إلى العربية!

( السيد حازم ..؟ )
( نعم .. )
( تفضل .. نقعد على هذه الطاولة، ما رأيك ؟ )
( لا مانع )

كان يمني النفس بعقد صفقتهِ التي ستنقذ شركته من السقوط، وقبل أن يبادر بسؤال هذا الرجل القاعد أمامه ..

( أعرفك بنفسي .. المحامي/ عادل ) ثم اعتدل في مقعده، وبكل هدوءٍ قال له:
( أنت هنا .. من أجل الصفقة التي أرسلناها إليك قبل شهر .. صحيح ؟ )
( بكل تأكيد .. وقد قرأت عرضكم، وحقيقة أسعدني أن اخترتم شركتي رغم صغرها .. و .. )

قاطع حديثهما اتصال هاتفي، فرفع ( عادل ) يده، وتوقف ( حازم ) عن الحديث ..

( نعم .. هو أمامي الآن، هل وصلتم ؟ ... جيد جيد ، سأعاود الاتصال حين أنتهي معه، مع السلامة )

اعتذر في لباقةٍ لـ ( حازم ) ثم أردف قائلاً:
( لن أطيل عليك .. وسأخبرك لماذا اخترناك تحديداً .. أو لنقل لماذا اخترتك انا تحديداً .. )
( تفضل .. استمع إليك جيداً )
( هل تعلم من كان هذا المتصل قبل قليل ؟ )
( كيف لي أن أدري ..؟! )
( هذه زوجتك " لميس " )
( زوجتي ؟! )
( نعم .. وقد وصلت الآن إلى كندا برفقة ابنتها ! )
( بماذا تهذي يا محترم ؟! )
( اهدأ .. اهدأ تماماً .. سأخبرك ...
بكل اختصار .. أنا المحامي " عادل "، أخو صديقة زوجتك " منى "، وأنت هنا لسببين ..
أولهما: لتتم صفقة الرقائق الالكترونية، وقد ساعدتك بنفسي من خلال لقائي برجل أعمال ربحت له قضية، وطلبت منه معروفاً بحكم تجارتهِ في تايوان.
وثانيهما: لتقوم بنفسك بفصل ابنتك عن جواز سفرك، وتأتي إلى هنا ..

( مهلاً .. مهلاً .. جواز سفر ابنتي معي ، ها هو .. فكيف ؟؟! )
( مشكلتك بأنك لا تطالع الصحف يا حازم، والأمر لم يتجاوز سوى إعلان في صحيفة، وزيارة للسفارة، وصورة شخصية، واستخراج بدل فاقد بعد دفع الغرامة والرسوم .. وانتظار شهر كامل ).

قفز من مكانهِ غير مصدقٍ لما يسمعه .. وحاول الاتصال بزوجتهِ، فلم يفلح ..

( اسمعني يا حازم .. هي الآن في كندا، ولن تصل إليها بعد ما عانته منك طوال السنوات الفائتة، وأنت هنا لتتم صفقتك، والأمر لن يستغرق سوى انتظار ساعة واحدة، وسوف يكون مندوب من المصنع واقفاً أمامك على هذه الطاولة .. )

وقف ( عادل ) وهم بمغادرة الفندق إلى المطار ..

( نسيت أن أخبرك .. فاتورة الفندق مدفوعة سابقاً، وهناك مطعم جميل في نهاية هذا الشارع )

تجمد ( حازم ) في مكانهِ .. وغرق في صمت عميق.


ع . ب
صفقة عادلة ..
وكالعادة ادخل شرفتك وعيناي مغمضة ،
هي ثقتي المفرطة أني سأحظى بوليمة دسمة ،
أتيت فقط استرق النظر خلسة ووجدت بالنص حوارية
ولن يسعفني مروري السريع ، وسأعود لمراسم
طقوس الحمد بعد الشبع .
صديقي النبيل
لك في ذمتي وعدين محملين بنشوة رذاذ الحضور ،
وليس وعداً ضد مشيئة القدر ، لكنني أقتفي مواضع الجمال
في عمق دفاترك ، وحتى العودة لك العذر يسوح أعواد صندل .




 
 توقيع : منتصر عبد الله

https://www6.0zz0.com/2024/10/15/08/170538753.jpg


رد مع اقتباس
قديم 10-25-2024, 04:11 PM   #10


الصورة الرمزية فاطمة
فاطمة متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 595
 تاريخ التسجيل :  Feb 2022
 أخر زيارة : 11-12-2024 (07:03 PM)
 المشاركات : 60,780 [ + ]
 التقييم :  93921
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Maroon


افتراضي رد: صفقة عادلة ( قصة قصيرة )



المهندس اسم كبير في القصة
لا نتجاوز نصه إلا بعد إلقاء تحية إجلال نقدمها له على المركز الأول
مبرووك لك وبجدارة


نص يحمل فكرة عظيمة
استمتعت في سحرها
ريحانة لقلبك


 
 توقيع : فاطمة

أنا فطوم





عطاف المبدعة
من قلبي شكرا


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
برقية عاجلة إلى مدائن الحب ، والبوح رجل من الشرق آفاق الدهشة ومواسم الفرح 26 09-24-2024 07:37 PM
قصة قصيرة صالح بحرق قناديـلُ الحكايــــا 7 05-07-2024 09:21 AM
برقيَّة عاجلة إلىٰ أنثىٰ مظلومة.! رجل من الشرق سحرُ المدائن 22 09-05-2021 07:15 PM
نور ( قصة قصيرة ) الغيث قناديـلُ الحكايــــا 18 07-30-2021 09:06 PM
قصة قصيرة فتحي عيسي قناديـلُ الحكايــــا 20 03-06-2021 05:20 PM

Bookmark and Share


الساعة الآن 02:36 AM

أقسام المنتدى

المدائن الدينية والاجتماعية | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | أرواح أنارت مدائن البوح | الصحة والجمال،وغراس الحياة | المدائن الأدبية | سحرُ المدائن | قبس من نور | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | بوح الأرواح | المدائن العامة | مقهى المدائن | ظِلال وارفة | المدائن المضيئة | شغب ريشة وفكر منتج | المدائن الإدارية | حُلة العيد | أبواب المدائن ( نقطة تواصل ) | محطة للنسيان | ملتقى الإدارة | معا نحلق في فضاء الحرف | مدائن الكمبيوتر والجوال وتطوير المنتديات | آفاق الدهشة ومواسم الفرح | قناديـلُ الحكايــــا | قـطـاف الـسـنابل | المدائن الرمضانية | المنافسات الرمضانية | نفحات رمضانية | "بقعة ضوء" | رسائل أدبية وثنائيات من نور | إليكم نسابق الوفاء.. | الديوان الشعبي | أحاسيس ممزوجة | ميدان عكاظ |



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 المنتدى حاصل على تصريح مدى الحياه
 دعم وتطوير الكثيري نت
مجتمع ريلاكس
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas