قصّتي مع .. // المهندس

قصّتي مع .. // المهندس

لكلٍّ منا حكاية تتشعب منها فصول من موائد تفكريّة
عِبَر .. همسات .. ألوان غصّة
رحيق ابتسامات ..فروايات الروايات
العفويّة مدارها وأجندة الذكريات..

سنكون مع النّبيل المهندس
وذاكرة القلم والرّوح والذّات
و
قصّتي مع ..
فأهلاً به وأهلاً بكم ..

للمزيد من مواضيعي

 

السلام والتحية

أ. الدانة

يسعدني ويشرفني أن أستجيب لدعوتكِ الكريمة في موضوع ( قصتي .. مع )
سأرتب أوراقي في أقرب وقت، وأسير على درب من سبقني إلى هذا الموضوع الجميل .

لكِ ولكل الرفاق والأساتذة هنا
كل المودة والتحية

صانع ذكريات ,علي آل طلال ,بُشْرَى معجبون بهذا

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهندس

السلام والتحية

أ. الدانة

يسعدني ويشرفني أن أستجيب لدعوتكِ الكريمة في موضوع ( قصتي .. مع )
سأرتب أوراقي في أقرب وقت، وأسير على درب من سبقني إلى هذا الموضوع الجميل .

لكِ ولكل الرفاق والأساتذة هنا
كل المودة والتحية

وحتمًا في ترقب نسج مدادك وذكرى الذكرى
دمتَ طيبًا نبيلاً أيها المهندس الكريم

صانع ذكريات ,بُشْرَى ,المهندس معجبون بهذا

بسم الله أبدأ ..

بطاقة تعريفية أولية:

الاسم الكامل: عدي بلال
المدينة: مغترب منذ الولادة في مدينة جدة/ المملكة العربية السعودية
الدولة: فلسطين الحبيبة، من قرى مدينة نابلس/ والجنسية أردني
المهنة: أمين صندوق في شركة.
الحالة الإجتماعية: متزوج، ورزقني ربي بولدين ( ليث ) و ( محمد )
الهوايات: اللغة العربية بشكل عام، والقصص بشكل خاص، والشطرنج والبلياردو.

سيرة ذاتية:
من أسرة بسيطة، كان والدي رحمه الله يعمل في مجال خراطة المعادن، ووالدتي حفظها الله ربة منزل، وثلاثة اخوان وثلاث اخوات.
درست الهندسة الكهربائية لمدة سنتين ونصف، ولم أكمل تعليمي لظروف مادية، ووفاة والدي بعدها بفترة.

وللحديث بقية ..

صانع ذكريات ,علي آل طلال ,بُشْرَى معجبون بهذا

علاقتي باللغة العربية:

كانت على مراحل..

البداية ( حكايات أمي ) من تراثنا الفلسطيني، وأمي تجيد سرد الحكايا ..

حكايات أمي ..

حاولت دائماً أن أفسر – بكل ما آتاني الله من عقلٍ – سبب تعلقي بعالم القصص دون غيره من العوالم الأخرى ، الشعر أو كرة القدم ،أو مصارعة الثيران ..! أو .. أو .. فلم أفلح كثيراً .
قررت بعدها أن اسأل أمي عن السبب ، فهي من أنجبتني وعاصرت طفولتي ، لعلني أجد عندها الجواب الشافي ، الذي أرهق عقلي منذ الليلة الفائتة .
عندما أفرغت ما بعقلي من خلال سماعة الهاتف إلى مسمع أمي ، ضحكت ..! وقالت لي :
- هل تذكر يا ولدي قصة ( حديدون ) و ( جبينه ) و ..
لم أستطع أن أتمالك نفسي من الضحك حتى دمعت عيناي ، ضحكت أنا ، وضحكت أمي .

كانت أمي تتوسط مجلسنا – حين كنا أطفالاً – في بيتنا المتواضع ، وتبدأ بسرد قصصهـا التي ورثتها من أمها .
جيل ٌ بعد جيل ، وهذه القصص تتوارثها النساء ويحكونهـا لأولادهن ، وأمي بارعةٌ في سرد الحكايا أو القصص ، سمها ما شئت ، لا يهم .

- أولم تكن هذه الشخصيات حقيقية يا أمي ؟!
- ربمـا ، من يدري ..!

كنت أعرف ملامح هذه الشخصيات جيداً ، وكأني رأيتهـا ، وجلست معهـا ، وحادثتهـا .
كنت أضحك على مواقف ( حديدون ) – إحدى الشخصيات في تلك القصص – حتى يغلبني النوم ، فأنام على ( حِجْرِ ) أمي.
لم يخلُ الأمر من الحزن المعتق في بعض قصصهـا ، وترانيمها،التي كانت أمي تتقن عزفها على مسمعي ، فنحزن ، ونبكي أحياناً..!
نبكي نحن على صوت هذه الترانيم ، وتبتسم أمي ..!

أتسـاءل دائماً في نفسي ، هل سأتمكن يوماً أن أسرد تلك الحكايا إلى ولدي ؟

وإن استطعت تذكر أحداثهـا المتداخلة في ذاكرتي ، فمن أين لي بصوت ٍ .. كصوت أمي ..؟!


وللحديث بقية ..

صانع ذكريات ,علي آل طلال ,بُشْرَى معجبون بهذا

من أنا .؟

في الصف الثاني اعدادي كنت أكتب نثراً على قصاصات ورق وأحرقها فوراً.
في مرحلة الجامعة كنت أكتب الغزل لأصحابي من خلال النثر، حتى يغازلوا حبيباتهم، وكنت أبيعهم ما اكتب مقابل علبة كولا وعلبة سجائر.. أقرب شخصية لي هي شخصية أحمد زكي في مدرسة المشاغبين .. .

أول نثر لي نُشر بمجلة أردنية في وقت الجامعة، وتحت اسم مستعار ..
ابتعدت عن عالم الكتابة لمدة عشر سنوات أو يزيد، وفي عام 2005 عكفت على دراسة أدق تفاصيل القصة القصيرة على يد دكتور جامعة في جامعة تونس العريقة، وطورت لغتي من خلال القراءة، فأنا قارىء نهم جداً للقصص. وخلف السبب قصة وهدف.

نشرت قصة السؤال الخامس في جريدة سورية برغبةٍ من القديرة ريمه الخاني
لي بعض القصص القصيرة جداً منشورة في مجلة أقلام الثقافية و جزء من مجموعة نثرية بعنوان ( هالك ) على اليوتيوب بصوت الشاعرة التونسية سليمى السرايري..
نشرت قصصي والحمد لله لاقت صدى جيد عند أغلبية النقاد العرب ، وتجرأت على كل النصوص بغض النظر عن اسم الكاتب، من خلال نقد هادف وليس هادم كما تعلمت.

عندي حقيبة سوداء فيها ما يقارب 40 قصة قصيرة ومثلها قصيرة جداً وقصيدة يتيمة بعنوان (جوى) ومكدسات نثرية.. وهدفي من اللغة العربية والقصص قد تحقق.

ليس لدي أي إصدارات ورقية ، باستثناء مجموعة قصصية قمت بتسجيلها في زيارة للأردن قبل 10 سنوات ولم أتابع أي شيء من وقتها ..
ربما أصدر مجموعة قصصية وحيدة بعنوان ( مفاتيح وأجراس ) بناءً على إصرار ولدي ( ليث ).
آخر رواية قرأتها كانت يسمعون حسيسها ( ايمن العتوم )

الصورة الرمزية ( حنظلة ) ترافقني منذ سنوات، وهي تعبير عن هويتي من جهة، وعن رفضي لما يحدث في وطني من جهة أخرى..


وللحديث بقية ..

صانع ذكريات ,علي آل طلال ,بُشْرَى معجبون بهذا

أود أن أشارككم معي ورقة من ذكرياتي ..


عقوبة ..

بعد انتهااء العام الدراسي ، كانت عائلتي تسافر إلى الأردن في أجازة الصيف، وهناك أصبح طفلاً اجتماعياً وأحياناً مشاكس، بإيعاز من أخي الذي يكبرني بعام واحد
حدث أن لعبنا لعبة ( عسكر وحرامية) مع أولاد وبنات العم ، فقمت كما أمرني أخي بحبس بنت عمي التي تصغرني بعامين ونصف في غرفة بعد ربطها بقطعة قماش
كأنني شرطي يعني ، ولما نادى علينا أخي الكبير أن نزور عمتي التي تبعد عشر كيلومترات عنا فجأة، ذهبت ونسيت بنت عمي هناك لأربع ساعات، قبل أن يكتشف والدي في رحلة البحث عنها الكارثة التي نسيتها ، والعقاب كان جلداً بالخرطوم أمام عمي حتى يرضى

تلك السجينة أصبحت بعد عشرين سنة .. زوجتي ! هههه


وللحديث بقية

صانع ذكريات ,علي آل طلال ,بُشْرَى معجبون بهذا

الورقة الثانية من ذاكرتي ..

على الرصيف

في حينا كانت امرأة وطفلها يستوطنان الرصيف، من دولة أقريقية، والفقيرات يملأن الشوارع
كنت ألقي عليها الصباح كل يوم وأنا في طريقي للعمل، وترد من بعيد رفع يدها وابتسامة.
حين لم أجدها بعد يومين أو ثلاثة سألت الحارس فقال بأنه سمع بأنها لاقت وجه ربها الكريم.
كتبت نثرية بعنوان ( على الرصيف )، وترك رحيلها أثراً في نفسي لفترة من الزمن.

على الرصيف

امرأةٌ تفترش الأرض بسواد ملابسها، ولون بشرتها الداكن، تضع وليدها بجانبها، وتفتش في كيسٍ بالٍ عن كسرة خبزٍ، خبأتها في مكان أمين.

امرأةٌ تعرفها طرقات الحي الضيقة، تَحِنُُ عليها تارةً، وتارةً أخرى يلعنها سائق سيارةٍ فارهة، مر بقربها، وآذاهُ منظر فقرها المدقع، توطدت بينها وبين قيظ الصيف علاقةٌ عبر السنين.

امرأةٌ تهدي العابرين - على فقرها - ابتسامةً بلهاء، تغير شكل ابتسامتها مراتٍ ومرات في استعطافٍ مهين.

امرأةٌ تعطي العابرين درساً في الصبرِ، في الشكرِ، في الرضا، تحمد الرب ولا تستكين.

امرأةٌ تفرح بلعبةٍ، مقطوعة الرأسِ، عافتها يد طفلٍ، أهداه أهله عشراتٍ غيرها، تنظفها بطرف ثوبها، تلوح بها إلى وليدها، وتبتسم في انتصار مبين.

امرأةٌ تتوضأ بحفنةِ ترابٍ، قذفت به عجلات مركبةٍ، تتمضمض به، وتستنشق دونما سخطٍ، وتسجد لرب العالمين.

امرأةٌ تستودع الله طفلها في رحلةِ البحث، في الحاوية المجاورة، وتدعو أن يرزق الله أهل حيها، وأن تدوم ولائمهم، وتمني النفس أن يتعثر بصرها بعظمٍ سمين.

امرأةٌ .. قال بعضهم بأنها سكنت حيهم، على هذا الرصيف ذات يومٍ، وتركت وليدها بيد الرحمن، وصعدت إلى عليين.

" إهداء "
إلى روح هذه المرأة، التي سكنت حينا .. وتدعى فاطمة

صانع ذكريات ,علي آل طلال ,بُشْرَى معجبون بهذا

الورقة الثانية من ذاكرتي ..

( فلسطين )

في عام 2021 كانت معركة ( سيف القدس )، فكتبت نثرية بهذا العنوان ونشرتها في موقع فلسطيني، تضامناً مني ورغبة في التعبير عن ما أشعر به.. واسمحوا لي بسرد بعضاً منها هنا ..

سيف القدس

يا مدينة السلام .. لا تحزني
من خذلان القاصي والداني
من غدرِ أخٍ في وضح النهارِ

يا أهل غزة، يا أهل العزة والإباء .. علمونا
علمونا .. كيف نصنع من الدمار المعجزة..؟!
كيف نُكبّر، ونبكي، ونهنئ .. في وقت واحد..؟!
كيف ربيتم أولادكم على الرقص مع الموت .. دون خوف ..؟!
كيف الأم تستقبل شهداءها بزغرودة .. ودمعتين.؟!

يا فلسطين .. لا تحزني
فالسيف لم يعد في الخاصرة ..
مغروسٌ في أفئدتهم الخاوية ..
والنصر صبر ساعةٍ ..
وإنكِ لتعلمين

خدمة قضية فلسطين أراها في تسليط الضوء على بطولات شعبها، قبل أحزانهم ..
ذكر الأسرى ومعاناتهم وبأنهم لم ولن يغيبوا في دهاليز عقلنا قبل دهاليز السجن ..
رفع المعنويات والتذكير بصبر الأولين، وبأن الله لا يهمل الظالمين.
سواء من خلال القصة أو النثر أو الشعر ..
وأرى بأن الشعر ملهم اكثر من النثر والقصص في قضية فلسطين..

صانع ذكريات ,علي آل طلال ,بُشْرَى معجبون بهذا

كنت قد أخبرتكم في الورقة الأولى هنا ..

في عام 2005 عكفت على دراسة أدق تفاصيل القصة القصيرة على يد دكتور جامعة في جامعة تونس العريقة، وطورت لغتي من خلال القراءة، فأنا قارىء نهم جداً للقصص. وخلف السبب قصة وهدف.


وورقتي الاخيرة من ذاكرتي

( تالة )
القصة والهدف ..

( وفاة إبنتي " تالة " وسرد قصتها بعشوائية في موقع أدبي دون معرفة بأساسيات القصة القصيرة حينها، جعلها تتعرض لهجوم نقدي حاد وهادم من قبل شخص معين في هذا الموقع ..
هذا الموقف كان نقطة تحول كبيرة في حياتي جعلني أقسم بأنني سأتقن هذا اللون الأدبي، وأعيد كتابة القصة حتى وإن لم أنشرها تخليداً لذكراها في كل عام .. فرأيتني قاص متمكن يعود إلى ذلك الموقع بعد سنوات، ويحلق في سمائه دون قصد أو طلب للتميز والشهرة .. على الأقل هناك ..
كأني أريد رد اعتبار لـ " تالة " )

تحقق هدفي أيها الرفاق، ولم أنوي يوماً أن أكون قاصاً في صغري ..


شكراً الدانة على هذه المساحة المميزة ..
كان هذا بعضاً مني
محبتي للجميع ..

كل التحية

صانع ذكريات ,علي آل طلال ,بُشْرَى معجبون بهذا