آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
الكلِم الطيب (درر إسلامية) رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا |
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
قصة سعيد بن عامر الجمحي مع خبيب بن عدي
خُبيب رضي الله عنه وأرضاه أحد المعذبين في الله الثابتين على الإيمان بالله، ثبوت الجبال الراسيات، وممن حضره يوم قتله رضي الله عنه سعيد بن عامر الجمحي: خرج إلى التنعيم في ظاهرة مكة بدعوة من زعماء قريش؛ ليشهد معهم مصرع خبيب بن عدي أحد صحابة محمد بعد أن ظفر به الأعداء المشركون غدرًا. وقد أقدره الله أن يتمكَّن من رؤية أسير قريش مكبلًا بقيوده يُساق إلى الموت، فوقف سعيد يطل على خبيب وهو يُقدَّم إلى خشبة الصلب، وسمع صوت خبيب الثابت الهادئ يقول: إن شئتم أن تتركوني أصلي ركعتين قبل مصرعي فافعلوا. ثم نظر سعيد إليه وهو يستقبل القبلة ويصلي ركعتين، يا لحسنهما ويا لتمامهما، وسمعه وهو يقول: لولا أن تظنوا أني أطلت الصلاة جزعًا من الموت لا استكثرت من الصلاة، ثم رأى المشركين وهم يمثلون بخبيب حيًّا، ويقطعون منه القطعة تلو القطعة، ويقولون له: أتُحب أن يكون محمد مكانك وأنت ناجٍ، فيقول والدماء تنزف منه والروح تتسلل من بدنه: والله ما أحب أن أكون آمنًا وادعًا في أهلي وولدي، وأن محمدًا يوخز بشوكة. ولا غروَ بالأشراف إن ظَفِرَتْ بهم كلابُ الأعادي مِن فصيحٍ وأعجمِ فحربةُ وحشي سقَت حمزةَ الرَّدى وموتُ عليٍّ مِن حسامِ ابنِ مُلجمِ ثم أبصَر سعيد بن عامر خبيبًا وهو يرفع بصره إلى السماء من فوق خشبة الصلب وهو يقول: اللهم أَحْصهم عددًا، واقتُلهم بددًا، ولا تُبقِ منهم أحدًا، ثم خرَجت رُوحه الطيبة وبه الشيء الكبير من ضربات السيوف وطعنات الرماح. ثم إن سعيد أخذ درسًا، فعلم أن الحياة الحقة عقيدة، وجهاد في سبيل الله حتى الموت، وعلم أن الإيمان الثابت لا يُزلزله شيء البتة، وعلِم أن الرجل الذي تبلغ محبته والذب عنه إلى هذا الحد، إنما هو رسول مؤيَّد من السماء، عند ذلك شرح الله صدر سعيد بن عامر للإسلام، فقام في مجمع من الناس وأعلن براءة ما عليه المشركون من عبادة الأصنام، وهاجر سعيد بن عامر إلى المدينة، ولزم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وشَهِدَ معه خيبر، وما بعدها من الغزوات. ولما توفِّي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ظل سيفًا مسلولًا في يدي خليفتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أبي بكر وعمر، وكانا يعرفان له صدقه وتقواه. ولَما آلت الخلافة إلى عمر رضي الله عنه أتاه سعيد، فقال له: يا عمر أُوصيك أن تخشى الله في الناس، ولا تخشى الناس في الله، وألا يخالف قولك فعلك، فإن القول ما صدَّقه الفعل، يا عمر أقِم وجهك لمن ولاك الله أمرَه من بعيد المسلمين وقريبهم، وأحبَّ لهم ما تُحب لنفسك وأهل بيتك، واكْره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك، وخُضِ الغمرات إلى الحق، ولا تَخَف في الله لومة لائم. فقال عمر: ومن يستطيع ذلك يا سعيد؟ فقال: يستطيعه مثلك ممن ولاهم الله أمرَ أمة محمد وليس بينه وبين الله أحد، عند ذلك دعا عمر سعيدًا إلى مساعدته، فقال له: إنا مولوك حمص، فقال: يا عمر نشدتك الله لا تفتنِّي، فغضب عمر وقال: ويحكم وضعتُم هذا الأمر في عنقي، ثم تخليتُم عني، والله لا أدعُك ثم ألزَمه بحمص، وقال: ألا نفرض لك رزقًا؟ وما أفعل به يا أمير المؤمنين، فإن عطائي من بيت المال يزيد عن حاجتي. ثم مضى واليًا على حمص وما مضى إلا زمنٌ يسير حتى جاء بعض أهل حمص إلى عمر، فقال: اكتُبوا أسماء الفقراء عندكم بحمص حتى أسدَّ حاجتهم، فرفعوا له كتابًا فيه بعض الفقراء الموجودين بحمص، ومن جملة الفقراء المكتوبين سعيد بن عامر الجمحي، فقال عمر من سعيد بن عامر، فقالوا: أميرنا، قال: أميركم فقير؟ قالوا: نعم، والله إنه ليمرُّ عليه الأيام الطوال، ولا يوقد في بيته نار، فبكى عمر رضي الله عنه بكاءً شديدًا، حتى بلت دموعه لحيته. ثم عمَد إلى ألف دينار، فجعلها في صرة وقال: اقرؤوا عليه السلام، وقولوا له يستعين بهذا على قضاء حوائجه، فجاؤوه بها، فلما نظر إليها وأخبروه، جعل يبعدها عنه، ويسترجع، فجاءت زوجته وقالت له: ما شأنك؟ أمات أمير المؤمنين، قال: بل أعظم من ذلك، قالت: وما ذاك؟ قال: دخلت عليَّ الدنيا لتفسد آخرتي، وحلت الفتنة في بيتي، قالت: تخلَّص منها، قال: هل تعينيني على ذلك، قالت: نعم، فوزِّعها على فقراء المسلمين. ثم لَم يَمضِ إلا مدةً يسيرةً حتى أتى عمر على حمص، يتفقدها ويسأل عن أميرهم وسيرته معهم، وهل نقموا عليه بشيء، فذكروا أربع: أحدها: قالوا أنه لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار، فسأل عمر سعيدًا: لماذا؟ فقال: إني أكره أن أقول ذلك، ولكن حيث إنه لا بد من توضيحه، فإنه ليس لأهلي خادم، فأقوم الصبح فأعجن لهم عجينهم، ثم انتظره يختمر، ثم أقوم فأخبزه لهم، ثم أتوضأ وأخرج إليهم. وأما الثانية: فقالوا: أنه لا يجيب أحدًا بالليل، فسأله عمر فقال: إني أكره أن أذكره، ولكن لما أنه لا بد من ذلك، فإني قد جعلت النهار لهم ولربي عز وجل الليل. قال عمر: وما هي الثالثة؟ قالوا: أنه لا يخرج يومًا من كل شهر، فسأله فقال: أنه ليس لي خادم، وليس عندي ثياب غير التي علي، فأنا أغسلها في الشهر مرةً، وأنتظرها حتى تجفَّ، ثم أخرج إليهم آخر النهار. وأما الرابعة: فقالوا أنه تصيبه غشية في بعض الأوقات، فيغيب عمن في المجلس، فسأله عمر عنها، فقال: إني حضرت مصرع خبيب بن عدي وأنا مشرك، ورأيت قريشًا تقطع جسده وهي تقول: أتحب أن يكون مكانك محمدًا؟ فقال: والله ما أحب أن أكون آمنًا وأهلي وولدي وأن محمدًا تشوكه شوكة، فإذا ذكرت ذلك المشهد وأني لم أنصُره ظننت أن الله لا يغفر لي، فتصيبني تلك الغشية، ثم بعث له عمر بألف دينار يستعين بها على حوائجه، فلما علمت زوجته قالت: الحمد لله الذي أغنانا عن خدمتك، اشترِ لنا مؤنة واستأجر لنا خادمًا، فقال لها: وهل لك فيما هو خير من ذلك؟ قالت: وما ذاك؟ قال: ندفعها إلى من يأتينا بها ونحن أحوج ما نكون إليها، قالت: وما ذاك؟ قال: نقرضها الله قرضًا حسنًا، قالت: نعم وجزيت خيرًا فما قام من مجلسه حتى وزعها على الأيتام والأرامل والمساكين، فرضي الله عنه وأرضاه، لقد كان من الذين يؤثرون على أنفسهم؛ ا. هـ باختصار. شعرًا: وما الناس إلا راحلون وبينهم رجالٌ ثوت آثارهم كالمعالم بعزةِ بأس وطلاع بصيرة وهزةِ نفسٍ وتساع مراحم حظوظ كمال أظهرت من عجائب بمرآت شخصٍ ما اختفى في العوالم وما يستطيع المرءُ يَختص نفسه ألا إنما التخصيصُ قسمةُ راحم ومن عرَف الدنيا تيقَّن أنه مَطيةُ يَقظان وطيفةُ حالم فلله ساع في مناهج طاعة لإيلاف عدل أو لإتلاف ظالم اللهم طهِّر قلوبنا من النفاق، وأخلِص عملنا من الرياء ومكسبنا من الربا، ونوِّر قلوبنا بنور الإيمان، وثبِّتها على طاعتك، واغفر لنا ولوالدينا. اللهم أعطِنا من الخير فوق ما نرجو، واصرف عنا من السوء فوق ما نحذَر. اللهم علِّق قلوبنا برجائك، واقطَع رجاءنا عمن سواك. اللهم إنك تعلم عيوبنا فاسترها، وتعلم حاجاتنا فاقْضها، كفى بك وليًّا وكفى بك نصيرًا يا رب العالمين. اللهم وفِّقنا لسلوك سبيل عبادك الأخيار، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح |
09-16-2024, 02:44 PM | #2 |
|
رد: قصة سعيد بن عامر الجمحي مع خبيب بن عدي
هم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
جزاكم الله خيرا ورزقنا جميعا حسن التدبر حفظكم الله |
وهــــى ...
نبضة من عمــــــــرى ... فى بضع لحظا ت أكتبهــــــــــــــــا وأحتــــــــاج ... أكثر من نبضتيــــــن كى أرويهــــــــا فكـــم ... بعـــــــدى ... من لحظــــــات أعماركم ... ستذكرنى نبضاتكم بحروف ترسمنــــى معانيها محمد محمود
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مدائن البوح عامٌ من الفرح | مدائن البوح | آفاق الدهشة ومواسم الفرح | 74 | 03-27-2022 08:51 AM |
... نهر الجليد ... | نجم ضاوي | الديوان الشعبي | 14 | 01-07-2022 08:51 PM |
عامٌ علىٰ عام..! | رجل من الشرق | سحرُ المدائن | 38 | 09-03-2021 07:15 PM |
أهلا بك يا مطر أنرت المدائن ياعبد الحميد | مدائن البوح | أرواح أنارت مدائن البوح | 10 | 05-30-2021 07:51 PM |
قهوة الجليد.. | علي المعشي | سحرُ المدائن | 24 | 02-16-2021 07:30 PM |