| |
» أقلامٌ تشدو في حب الوطن « | ||||||
|
آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
رواية البحر ( للمدائن )
الماضي .. هوَ تلكَ الذاكرةُ التي تُـؤرخُ لكل شيء. للابتسامةِ والدموع ، للحزنِ والسعادة ، ولترابِ الحُلمِ المزروعِ بقمحِ الرغبة. هوَ الذاكرةُ القادرةُ على التدثُّرِ بالحنين في صقيعِ البَيْن. والـشـوقُ خـطٌّ أفـقـيٌّ لا تعنيه تضاريسُ الغياب. قد ترفعُ تلكَ الكأسَ وأنتَ تهذي بمـوتِ الوطنِ والأغنياتِ المُلهمة ، والطفولةِ و ما كانَ من معجزات. اشـربْ ما يـُنسيك بدايـاتِ الحـديـثِ ،ويُشعلُ ألفَ أغنية تملأُ رئتيك بدخانها. فالمستحيلُ قاتلُ الأمنياتِ في ساحاتِ الخيال، وسيقتصُّ منكَ بطفلكَ المُـدللِ، ويبتاعُ نارا تسلُبُكَ يومَكَ الجديد. ذلكَ الماضي قدرٌ ظرفيٌّ يمنحكَ صفةَ الخلود حتى وإنْ بقيتَ في ذاكرة شخصٍ دُونَ سِوَاه. لذلكَ عندما أديرُ ظهرا للفراغِ أفقدُ وصفَ الأشياءِ فأكتفي بالإحساسِ بها ،وأحلم بتلك الطرقاتِ التي لم تغفرْ خطيئةَ الرحيل . وكلُّ خطيئةٍ لا تحملُ في قامــوس مفرداتها شيئا للحب هي حقيقةٌ منبوذةٌ لمُجَرَّدِ الوُجُود. أعلمُ أنَّ فيك قانونا للغرور وبكِ نصفٌ ضاعَ في حياةِ الانتظار. وأذكرُ تلك الغرابةَ في وجودِ شيء هو أصعب ُ من الموت . لا يظهر إلا عندما نصحو صباحا على الكثيرِ من الغياب. وأصمتُ لأنَّ الضحكَ بصوتٍ يتصنَّعُ السعادةَ سأُنعتُ بسببهِ بالـ( هيستيريا ) فأقعُ في انطواء الروح طلبا للصفاء حتى يصفني البعضُ بالكآبة. وكلما ثارَ غبارُ الذكرياتِ ........ لا حرفَ و لا تسمية . فالخبِيَّئةُ سوف تكبلنا بالحقيقة الكاملة ،مع علمي أنَّ ما دونها هو آمالٌ حمقاء . والغياب يعني أنَّ الكونَ كلَّه على حافةِ معلقةٍ بينَ الحزنِ والبلادة . أتعلمُ ما قدْ يُبقي متسعا منكَ حينَ ذاك ؟ أنْ تعلمَ أنه أسقطَ أشياءَكَ المقدسةَ و كان سيّان في حبه وسقوطه. أنْ تتركَ ظلكَ بسلامٍ حين تمضي وفي نَصِّكَ سطرٌ يخبره أنَّك لم تكتبْ وفاءً لملامح وجهِهِ في خيالِك . بلْ تكتبُ لتُكفِّرَ عنْ خطيئتكَ في عَيْنَيْه. والليلُ لا يأبه لمن تتعرَّى رَوْحُهُ أولاً ، فهو متطفلٌ يُجِيدُ التسللَ إلى الأجْسَادِ العاريةِ وهي تُرَاقِصُ الضَّوْءَ ، وتنتظرُ حُظُوظَهَا في أبراجِ الحماقة ، وتُضَاجِعُ عطشَ وكآبةَ الأرصفة . الليلُ قارئٌ مغرمٌ بالصحفِ البالية،يلوكُ الماضِيَ في سُطُورِهَا ويجترُّ ذكرياتٍ يسكنها الزمانُ و يتخلَّى عنها المكان .أو ربما تفتعلُ ذلكَ لتصلَ إلى أبعدِ شواطئ بحرِها بما يحملهُ من شبهٍ سرمدي للسماء. هناك ..ستتصفحُ الصورَ التي تحتفظُ بطفلٍ ما ، وكهلٍ يحملُ أكتافَه المُتعبة ، هناك ..ستنسى الخرافةَ فيمن عاش حقبةً يحلمُ بغيرِ الواقع ولم يكن يشعرُ بالوقتِ والآخرين ،ولكنَّه كان يؤمنُ بوسائلِ القلب في إثباتِ اليقين . سوف تملأُ الشواطئَ رائحةُ الحنين ،وعندما أكتب شيئا على رمال البحر سأقول له : أن الوطن أصبح دون جواد ، والطير من وطأة الكمدِ يموت. وأن عابرة سرقت قلبي ورحلت وهي تحتفلُ بقصفِ مدني. سأعتذر عنها بأننا اقترفنا ذلك العشق سويا عندما اقتربَتْ مني جدا حتى أحببتها وأنني أحببتها رغم قسمي ألا أحب . عندما كنت أُسِرُّ ببعض رواياتي دونَ حرف كنت أؤمن أنك تسمعينني رغم الزحام في تلك الشوارع . ومن روايات البحر لي : أن الروح ليستْ مكانا أثريا يُعْجبنا ونَرحل عنه . الروح كأسٌ متعطشةٌ للعشق وهي العزف الذي لا ينساه العابرون. لا زلتُ أرسم لوحة للخيل ، وأوصيه بالصلاة قبل الرحيل إليك ،وأُذيقه من فمي طعم ذلك الحلم الجميل. سأحتفظ بكراستي القديمة، وعند الغروب سأسألها عن نهاية الفراق. أخبريني واتركيني في ذلكَ المكانِ حتى ألتقيك. فأنتِ افتَعَلْتِ نبضَ ذلك القلب. للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح |
01-01-2021, 04:15 AM | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: رواية البحر ( للمدائن )
المهم في الامر ان هذا النص رائع بكل ما تعني الكلمة
ابداع إضافي يضاف لرصيد الاديب وتر بورك القلم وبوركت الناصية
|
|
|