مقالات حائرة وقطوف فكرية 3 ( حوار مع القلم )

مقالات حائرة وقطوف فكرية 3 ( حوار مع القلم )

حوار مع القلم
طاف عقلي وسرحت أفكاري وناظرت قلمي طويلاً هذا اليوم، فقلت له وأنا أُحركه كأنَّني استجلب منه الإجابة: مالكَ أيُّها القلم قد توقفت عن الكتابة وملامسة الأوراق كما كنت أعهدك؟
هل أصابك الملل؟
أم تخاف مما قد يصيبك إن تكلمت عن هذا الواقع الذي نعاصره؟
ثم خاطبتهُ مجدداً -وأنا استغرب من نفسي كيف أُخاطب جماداً- فقال لي بلسان الحال وكأنني أسمعه بلا صوت وأقرأ ما يجول في أحباره بلا حروف سؤالك سيدي لا تسألني إياه بل وَجِههُ لنفسك فما أنا إلّا أداة تتحرك بين أصابعك وترسم ما يجول بخاطرك إن نَشَطتَ فِكراً أو عَقَلتَ أمراً تأمرني فأتحرك فأرسم لكَ صورة ما تريد على أوراقك، وكيف تسألني وتعتقد أنَ فيَّ شعوراً أو إدراكاً لما حولي ألستُ لسانَ تعبيرك ودواة أحاسيسك، ثم تسألني هل أصابني الملل؟
أي ملل هذا! ونحن نتحرك بمشاعر الغير ونقف عند توقفهم نحن لسنا سوى ناقلين لأفكار آسرينا ولو كنا نملك بعض الأحاسيس مثلما أودت بك مخيلتك لرُبَّما رأيت منا دموعاً بدلاً من قطرات الحبر التي نسكبها على أوراق التعبير ولرُبَّما أبينا أن نريق أحبارنا وهي عنوان حياتنا على ما لا يمثل حقيقة أو يكون صدقاً أو ما فيه نفعاً، فيا سيدي نحن أقلام نعود لمالكينا إن أحسنوا نُحسن وإن أساءوا نسيء لكن ليس علينا مثلكم حساب.
استيقظت من هذه المحادثة مع قلمي وفهمت كيف أن اليد أداةُ العقل للتعبير وأنَّ القلم وسيلة اليد للتحرير وإنَّ نشاط الإنسان يحرك القلم حتى إنَّ عند البعض تسبق الكلمات قدرة القلم على رسمها، وعلى العكس في الجهة المقابلة فإن أصاب الإنسان حالةٌ من الحيرة أو صَدَمَهُ الواقع أحياناً فجميع أقلام الدنيا وأحبارها لا تساعدهُ على خط كلمات ولا حتى بعضَ حروف.

للمزيد من مواضيعي

 

ماشاء الله تبارك الرحمن

كاتب الرقي ابو اسلام

يختم النص ويرفع للتنبيهات ويمنح لك المكافأة تستاهل آكثر وآكثر

وعودة تليق بسموك

ابو اسلام معجب بهذا