قراءتي لنص ( عمى ألوان )أ. غرباء نحن

قراءتي لنص ( عمى ألوان )أ. غرباء نحن

القصة الأساسية على هذا الرابط
قصة مشاركة في الفعالية…
https://www.boohalharf.com/vb/newrep...treply&t=16616

للصداقة أهمية بالغة في حياة البشر، بحكم تكوينهم النفسي وطبعهم الاجتماعي، فهي أكثر من صلة تربط بين شخصين أو أكثر، إذ أنها علاقة إنسانية مبنية على دعائم متينة كالمحبة والتعاون والثقة… *ومن أحسن ما قيل في هذا الصدد، وعبر عن الحاجة الملحة إلى الصديق قول الإمام الشافعي:
"سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا"
وجاراه في رأيه المتنبي، الذي عانى من كثرة الحساد وقلة الأصدقاء، فربط شر المقام بانتفاء الصديق في بيته الشهير:
شر البلاد مكان لا صديق به
وشر ما يكسب الإنسان ما يصم
وينحو النص أيضا إلى تحديد صفات الصديق من وجهة نظر السارد، وقد ورد على شكل جواب عن سؤال بصيغة فعل الماضي ( أحببته- رافقته…) مما يحتمل تغير المشاعر نحو الصديق، وفقدان القدرة على الحفاظ على صداقة تتميز بالاختلاف ( اختلفنا- ارتفعت أصواتنا) بعد الإصابة بعمى الألوان، والذي جاء عنوانا مثيرا للغموض ومحفزا على القراءة والتأويل، ويعني اصطلاحا عدم القدرة على التمييز بين بعض الألوان أو كلها، وينقسم إلى نوعين: أحادي الألوان حيث يرى الشخص العالم باللونين الأبيض والأسود. وثنائي اللون ويكون المصاب به غير قادر على تمييز ألوان معينة. لكنه في سياق النص ينزاح عن معناه المألوف و يتخذ أبعادا ودلالات جديدة، وتلك روعة الأدب وقدرته الفائقة على تشكيل اللغة ونحتها للتعبير عن أخص المشاعر والصراعات الإنسانية والنفسية، ومن الأمثلة الجميلة على ذلك قصيدة دراسات في عمى الألوان للشاعر العراقي محمود البريكان التي يقول فيها:
سافر الى قرارة المحيط
إنْ شئت أو فارحل الى القمر
هيهات أن تسحرك الصور
ما أنت بالبسيط
وسوف لن تفهم شيئا من فم القدر
*وإذا كانت بعض الدراسات الحديثة قد أثبتت أن للألوان تأثيرا على خلايا الإنسان وحالته النفسية والصحية، فإن الإصابة بعمى الألوان في النص يدفع للنأي بالنفس. والمفارقة تتجلى في قرار السارد الانقطاع عن صديقه بعد الإصابة عوض التماس المساعدة والدعم منه. وإصابته قد تحمل معنيين أولهما أنه أصبح متصلبا لا يتسع صدره لمختلف الآراء، فلا يتقبل إلا الأمر أو نقيضه، وثانيهما أن عدوى ضبابية الألوان وما قد تشير إليه من هلامية المواقف وتمييع المبادى التي انتقلت إليه من مجتمع متقلب، جعلته عاجزا عن التمييز بين الخطأ والصواب، ومحتارا في حقيقة صداقة صاحبه وإخلاصه، فقرر الابتعاد.
* لكن هل يتحقق النأي بالنفس رغم سطوة الذكريات؟
ألن يغلبه الحنين إلى أعز الأصدقاء، وتلحقه قطعا رياح الصداقة مثل ليل النابغة في قصيدة اعتذاره للملك النعمان:
فإنك كالليل الذي هو مدركي
وإن خلت أن المنتأى عنك واسع

للمزيد من مواضيعي

 

انت تجعلين الأديب
يسير إلى الأمام
غرباء نحن
في مثابة ولدي
وهو يعرف مكانته الخاصة
سعدت جدا
أن منح منك هذه القراءة
وهو استمرار لدعمك المستمر
إلا منقطع
قراءة جدا جميله
للنشر والمكافآة

الْياسَمِينْ معجب بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السفير

انت تجعلين الأديب
يسير إلى الأمام
غرباء نحن
في مثابة ولدي
وهو يعرف مكانته الخاصة
سعدت جدا
أن منح منك هذه القراءة
وهو استمرار لدعمك المستمر
إلا منقطع
قراءة جدا جميله
للنشر والمكافآة

‎نحن عائلة واحدة أخي الجميل السفير
‎وقلوبنا واسعة..
‎ومكانتك كبيرة….
‎ونتعامل فيما بيننا بصدر رحب وأخوة ومحبة
‎القراءات هي دروس للجميع
نتعلم منها ونستفيد سواء مني أو من غيري ..
‎وما نسعي إليه والنقاد الأفاضل هو تحقيق هدف المدائن الأدبي
لا ريب أن متعة القراءة عندي كمدمنة الكتب
لا تضاهيها متعة ولا تساويها لذة..
فالقراءة تأخذني في أماكن عدة لم أكن أحلم
أن أذهب إليها وأنا جالسة في مكاني..
والكاتب الراقي " غرباء نحن"
من مبدعي هذا الموقع..
وما يكتبه جدير لنا بقراءتها..
ويبقى مرورك على مواضيعي في ذاكرتي
ومحل تقدير واهتمام كبيرين
‎شكرا على مرورك الطيب الكريم
‎مودتي وتقديري