آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
"بقعة ضوء" ( " قراءات نقدية وتحليلية للنصوص") |
( " قراءات نقدية وتحليلية للنصوص")
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
على هامش " عندما يتحدث القلم"
اخترت مصافحتي لكم بقراءة لأمينة الضاد الدكتوره الياسمين؛؛؛
التي كانت السبب في تسجيلي معكم لا أقصد هي من دعتني ، لا ، بل معرفتي وعشقي لقلمها كزائر؛؛؛ على هامش مدونتها "عندما يتحدث القلم" تملكني الفضول وتتبعت بعض كتاباتها على صفحات المدائن فأثارني عنوان موضوعها: "عندما يتحدث القلم..." هذا العنوان المختار بعناية، فالكل يدرك أن القلم لا يتحدث بلسانه، بل بلساننا، فالكاتبة تريد أن تأخذ مسافة عن ذاتها محدثة القلم، الذي هو رمز للمعرفة، فالتقليم تشذيب للزوائد واستخراج لجوهر الوعي والتجربة الإنسانية، فالكاتبة، تروم بسط ما تعلمته واقتنعت به من خلال تجربتها مع الذات والمحيط. اخترت مقطعين من هذا الموضوع الثري ومن خلالهما نستكشف ما سطره القلم من أسئلة ومن إجابات ؛؛ المقطع الأول: "حينما أسمع كلمة أنا أود أن أبتسم لأنها لا تمثلني لأنني أشعر أنني لست أنا الذي كنت أعرف فقط أعلم أنها قد مزقتها الحياة أشلاء وما بقي إلا جزء صغير عابر الهواء." عند تأملنا لهذا المقطع، "حين أسمع كلمة أنا" لاحظ كيف ارتبط السمع مع الحديث، فهناك انسجام بين العنوان والمتن. فهناك حوار بين القلم الأنا العميقة الواعية والأنا الطافية المسايرة للظرف الأنا المرغمة على التصرف ليس وفق المعرفة بل الأنا المتقمصة للأدوار، الأنا المسايرة والتي تخترع الحلول الجزئية. "أود أن أبتسم." تعبير راق وعميق، بودي أن أبتسم إنه الجدل عند سقراط، لكنه جدل ناعم جدا، فسقراط عندما يولد المعرفة يستعمل التهكم، والتهكم فيه نوع من الاستصغار أحيانا، لكن الابتسامة هنا، فيها جدل هيكيلي، لأن الأنا مركبة ومتكاملة، يصنعها العمق والسطح. تسير بنا الكاتبة مناقشة إشكالية الهوية وهي من أعقد ما شغل الفكر البشري عبر التاريخ، وقد كانت حدسية ولا تزال، يحكمها الشعور كما عند بركسون، "لأنها لاتمثلني" هذه الأنا الظرفية لا تمثلني حقيقة، إنها ذروة العقدة والمفارقة. لو توقف النص هنا لقلنا أن الكاتبة مزقت الهوية بهذا التأكيد البين، وآمنت بالقطيعة الإبستيمولوجية المحضة، لكن سرعان ما استدركت واستثنت، فقط أعلم والعلم هنا غير المعرفة الشعورية، العلم قياسات وتجارب، فالكاتبة تعلم أن هذه الأنا الخفية تشوشها الأحداث الجزئية، فتبدو ممزقة ومشوهة، لكنها رغم ذلك باقية وحاضرة ورغم صغرها فهي شفافة عابرة للهواء، أكاد أستحضر فيزياء الكم في هذا المقطع الرائع فهذا الجزء الصغير كذلك الجسيم الذري الذي تجده دقيقا لكنه في لحظة ما يملأ الآفاق محتلا فضاء واسعا بصفته الموجية. هكذا انتهى حديث القلم، مشكلا لنا هوية أصيلة، فالأصيل يبقى أصيلا رغم صعوبة التجارب أحيانا وقسوتها، لكنها تزيد من غنى الهوية ونضجها.* المقطع الثاني:* "وماذا بعد ؟! أحب الحياة وأفهمها بطريقة مختلفة عن باقي البشر مشاعري تحرّكني نحو الغموض ونحو سير طريق غير معروف في الحياة تارة أمضي فيه بدون تفكير، وتارة أخرى أمشي فيه بخطىً ثابتة لا أعرف إن كنتُ محقّةً في محبتي، وفي لهفتي، وفي عواطفي، ومشاعري، وتعاملي مع الناس تتصارع عندي المشاعر في اللحظة نفسها، ولا أعرف حركت فيها المشاعر كياني ووجداني ربما أخفقت وأخطأت ومشيت في طرق شتى تعاملت فيها مع أنواع البشر أسمعهم وأناقشهم وأتحدث معهم بعفوية، العفوية هي طريقٌ مرسومٌ في جوانحي فلا وقت لديّ للتمثيل أو التّصنع كلما حاولت أن أغيّر من تلك الطبيعة أجدني أعود سريعاً إليها كطفل ضلّ طريقه ثم اهتدى أحب تلك الشخصية وأحب الحياة معها وقد تضعني في مشاكل لاحصر لها العفوية هي رمز آسر أحبه في شخصيتي أحبها بكل عيوبها وأتقبلها أرفض أن أكون غير تلك الطفلة التي لاتعرف الحقد ولا الغل ولا أقنعة الناس بفطرتها تتعامل فتنعطف تارة عن مسارها ثم تعود لاتحمل في جعبتها حقدا ولا غلاّ على أحد هكذا أرى نفسي ، ولا أسألها ماذا بعد تلك العفوية؟ لأن جوابها: أنا العفوية والعفوية أنا.* هذا المقطع معنون، وعنوانه سؤال، والسؤال هو ما يميز الوجود عن الموجود عند هايدكر، فالوجود البشري، ليس مجرد كينونة في ذاتها كبقية الأشياء، بل وعي وصياغة معنى فهو كينونة لذاتها، يساورك قلق وجودي كلما توغلت في التفاعلات فتستقطع وقتا لنفسك تسأل فيه، هل يليق بي هذا، لكن سرعان ما تنخرط من جديد، يستعمل هايدكر كلمة الدرب بدل الطريق، لأن الطريق يكون واضح المعالم وسطره الأولون، لكن الدرب تصنعه تجربتك. يضيف سارتر أن الإنسان تواق لأن يكون غير الذي كان، ومجبور على حرية الاختيار، وهو ما يسمى بتحسين الوضعية وفرض الوجود، يؤمن هسرل بالحدس والاستبصار، لكنه حدس يأتي بعديا، بعد البرهان، كتبت يوما مقالا عن التلقائية، والتصرف التلقائي، فوجدت أن التلقائة لا تأتي من فراغ، وليست عفوية بمعناها العامي الصرف، بل هي إيمان بصواب خيارات الذات الناجم عن سبق تجربة، هي ثقة بالنفس مكتسبة عبر مسار مليء بالتمارين، هي شهادة خبرة عميقة للذات، لن تكون هناك تلقائية في التصرف حين تحبطك التجارب السابقة، فمثلا، لاعب كرة السلة بتلقائية بسجل النقاط، اكتسب حدسا حركيا جبارا مع الممارسة، إنه حدس بعدي مكتسب بعد التجربة. بعد هذه التوطئة أعود إلى حديث القلم، وما بعد حديث القلم.* ماذا بعد؟ أحب الحياة وأفهمها بطريقة مختلفة عن باقي البشر مشاعري تحرّكني نحو الغموض ونحو سير طريق غير معروف في الحياة تارة أمضي فيه بدون تفكير، وتارة أخرى أمشي فيه بخطىً ثابتة. أحب الحياة، جملة حاسمة، تظهر الإيجابية، تنطلق انطلاقة الرصاصة، لا لبس فيها، رسالة للحفاظ على التوازن رغم ما قد يصاحب هذا المسير من عراقيل وصعود وهبوط للمعنويات، لماذا؟ لأن الحياة يجب أن تفهم بطريقة مختلفة، إنها الاستكشاف، الانفتاح على المجهول الغامض، حب الاستطلاع وحس المغامرة، تارة بدون تفكير أي بتلقائة وتارة بكثير من الواقعية والعقلانية. *لا أعرف*إن كنتُ محقّةً في محبتي، وفي لهفتي، وفي عواطفي، ومشاعري، وتعاملي مع الناس تتصارع عندي المشاعر في اللحظة نفسها، ولا أعرف حركت فيها المشاعر كياني ووجداني ربما أخفقت وأخطأت ومشيت في طرق شتى تعاملت فيها مع أنواع البشر أسمعهم وأناقشهم وأتحدث معهم بعفوية." "لا أعرف" شعور عميق بالأسف إن كان الآخر يفهم فعلا أسلوبي في الوجود، سؤال للذات عن مدى صدقية الخيارات، سؤال الأنا والآخر عند سارتر وسؤال القلق الوجودي عند هايدكر، وقت مستقطع، ترك الفرصة للأنا العميقة لاستيعاب الأمر، استعدادا للانطلاق من جديد.* العفوية هي طريقٌ مرسومٌ في جوانحي فلا وقت لديّ للتمثيل أو التّصنع كلما حاولت أن أغيّر من تلك الطبيعة أجدني أعود سريعاً إليها كطفل ضلّ طريقه ثم اهتدى أحب تلك الشخصية وأحب الحياة معها وقد تضعني في مشاكل لاحصر لها العفوية هي رمز آسر أحبه في شخصيتي أحبها بكل عيوبها وأتقبلها أرفض أن أكون غير تلك الطفلة التي لاتعرف الحقد ولا الغل ولا أقنعة الناس بفطرتها تتعامل فتنعطف تارة عن مسارها ثم تعود لاتحمل في جعبتها حقدا ولا غلاّ على أحد هكذا أرى نفسي ، ولا أسألها ماذا بعد تلك العفوية؟ لأن جوابها: أنا العفوية والعفوية أنا.* هنا يعود سؤال الهوية الذي بدأنا به، تلك الأنا التي تضحكنا أحيانا، تلك الأنا التي بدأت كالروح الهيجيلية نقية أصيلة منفتحة ودخلت التفاعل، لتخرج ناضجة مؤمنة بصواب خياراتها رغم ما عانته من خلال تجربتها. ومستعدة دائما للانخراط والتعاون غير منكسرة. تلك الأنا الخلاقة والإيجابية المؤمنة بضرورة الفعل للارتقاء. قلم الياسمين زاهر مع احترامي لبقية الأقلام التي سأتعرف عليها لاحقا .. للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح |
06-17-2024, 01:55 PM | #2 |
|
رد: على هامش " عندما يتحدث القلم"
أ. فارس المغربي
استمتعت جداً بهذه القراءة الجميلة حقيقة .. أحببت الربط، وعمق التحليل هنا .. والكاتبة الياسمين تستحق هذا الجمال سلم الفكر والبنان كل التحية |
فلســــــــــــ ( الأردن ) ـــــــــــــــــــــطين
|
06-17-2024, 02:08 PM | #3 |
|
رد: على هامش " عندما يتحدث القلم"
أهلاً بك فارس المغربي
وبداية تشبه وهج الشمس وسعادة كبيرة تغمرني لتواجدك أما الياسمين فهي هبة الله للمدائن صاحبة أدب كبير وجهد عظيم أديبة وشاعرة مُتمكنة من كل الأدوات شٌكراً على هذه الاطلالة العميقة ومرحباً بك في المدائن كٌلنا هنا عائلة واحدة |
|
06-17-2024, 03:17 PM | #4 |
|
رد: على هامش " عندما يتحدث القلم"
تحليل كبير
خلفه شخصية مثقفة شكرا لحرف الياسمين الذي وهبنا هذا النور |
|
06-17-2024, 06:25 PM | #5 | |
|
رد: على هامش " عندما يتحدث القلم"
اقتباس:
مصافحة أولى ما أروعها وما أروعك أيها الفارس / فارس المغربي عضوًا و أديبًا.. يرتحل الحرف إلى حدود مقلتي السوداوين ليعانق وجه مدونتي بكل لغات الحب شكرا على اختيارك وثقتك بقلمي قراءة تحليلية دقيقة جدا أبارك لك هذه النظرة الثاقبة وحماك الله ... ألف شكر لك ..فاجأتني والله ممتنة لك |
|
|
06-17-2024, 06:30 PM | #6 | |
|
رد: على هامش " عندما يتحدث القلم"
اقتباس:
شكرا لك أخي المهندس دائما وأبدا تدعم الأقلام وتحفزهم شكرا على صدق العبور شكرا من القلب |
|
|
06-17-2024, 06:35 PM | #7 | |
|
رد: على هامش " عندما يتحدث القلم"
اقتباس:
شكرا لربيع مرورك الذي يلقي اخضرارا يانعا على الصفحات شهادتك محل فخر واعتزاز وتقدير امتناني وباقة تحايا تليق |
|
|
06-17-2024, 06:37 PM | #8 |
|
رد: على هامش " عندما يتحدث القلم"
|
|
06-18-2024, 11:58 PM | #9 |
|
رد: على هامش " عندما يتحدث القلم"
.
. أهلا بالفارس وأراك فارسا هنا الله على ذكاء الدخول في المدائن تبدأ بوجبة دسمة تجعلنا نجتمع على مائدتك الشهية قراءة كبيرة شكرا لجمال الحضور وشكر للياسمين التي بعطرها أعجبت حياك وأجمل مكافأة |
|
06-19-2024, 12:06 AM | #10 |
|
رد: على هامش " عندما يتحدث القلم"
الأديب الراقي الفارس المغربي ...
رائع ما قرأت هنا ...فكر راقي ...ومتمكن في تفكيك صراخ الكلمات والحروف ....وحتى صمتها ... وهذا من جمال فكرك ...وبعده البعيد ... اطلالة رائعة منك ....في هذا العيد ... دمت فيه رائع القلم ...وعيد سعيد... راق لي ما قرأت هنا سلامي وتحيتي |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|